رسالة الى قادة الحراك وشعبنا الجنوبي العظيم

[الهمشري]

اردت ان اعيد نشر هذا الموضوع في هذا الوقت بالذات، لما له من اهمية وعلاقة لما يدور هذه الايام من عجين
فالى الموضوع الذي اتمنى تثبيته


ديباجة:

لا يخفى على عاقل ما يحدث من خلافات بين ابناء شعبنا الجنوبيين سواء على مستوى القيادة او الشعب ولكن ماهو مبشر بخير هو ان الخلافات القائمة هي على الوسيلة والوسائل لا على الهدف.
ولكي نفهم بعض الشيء ماهية هذه الخلافات والتخلص منها علينا ان نعي ان هذه الخلافات لم تكن متواجدة بيننا في بداية اعلان الثورة السلمية لشعب الجنوب ولكنها اتت من فترات لاحقة واشتدت في الفترات القليلة الماضية، وما يهم هنا هو ان نعي ان كل الحركات التحررية على مر العصور قد مرت ببعض هذه الامور اي انها ظاهرة صحية جدا، ولنا في عهد الصحابة خير مثل، فقد حدثت بعض التباينات في الوسيلة لنشر الاسلام، حتى ان الكثير منهم رضي الله عنهم قد عاتبوا المصطفى عليه الصلاة والسلام على اقراره لصلح الحديبية، ولكن الفرق بيننا وبينهم انهم كانوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان يوحى اليه من عند الرحمن عز وجل اما نحن فان اجتهاداتنا هي التي تسيرنا.


الرسالة:

يحز في نفسي كثيرا - ككل الجنوبيين المخلصين للقضية الجنوبية - بل وتدمع عيني كثيرا لما ارى من خلافات تؤثر على مسيرة ثورتنا، ومنها ماهو حاصل في المنتديات الجنوبية ( الذي هو انعكاس لما يدور على الساحة الشعبية الجنوبية ) من تبادل للاتهامات بالخيانة والعمالة والارتزاق.
وللاسف ان الاتهام ياتي بدون دليل قطعي الا باحتمال الظن والظن الاخر، والمعروف ان الظن لا يغني من الحق شيء، ولا يجب ان يكون الاتهام مباشر حتى نعلم بان المتحدث يوجه اتهاما لاحد فيكفي الاشارة اليه تلميحا لنفهمه.
كل القادة والشعب يدعون الى رص الصفوف والتوحد بدون استثناء، ولكن ماهي الطريقة والوسيلة لعمل ذلك؟ وما هي اللبنة الاولى التي يجب ان تبدأ ويبنى عليها؟
فهل نعي ان هذه معضلة عظيمة تؤخر مسيرة ثورتنا وتؤخر وصولنا الى مانصبوا اليه؟
ولهذا فانا هنا اضع بين ايديكم بعض النقاط التي ارى انها مهمة للم الشمل والتخلص من هذا المرض الذي هو الاتهام والاتهام الاخر، واتمنى من كان لديه نقاط اضافية ان يضعها هنا لنناقشها ونحاول ان نعمل بها.
ماهي الامور التي نجمع عليها جميعا؟

1) التحرر من الاستعمار واستعادة الدولة الجنوبية ( بغض النظر عن تسميتها ) وهي الدولة ذات السيادة قبل 22 مايو 1990م والتي كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية.
2) الاستمرار بالنضال ( سواء السلمي او الكفاح المسلح او كلاهما ) المهم الاستمرار فيه.
3) نبذ الخلافات فيما بيينا والتخلص منها ( وهذا كلام افتراضي لم نصل الى واقع تطبيقه بعد ).

ماهي الامور التي نحن مختلفون بها ونقر باننا مختلفون بها؟

1) التمثيل لاعلى الهرم.
2) الوسيلة التي نحن بصدد الاستمرار بها باستمرار النضال.
3) البرامج السياسية الغير واضحة لكل المكونات السياسية على الساحة الجنوبية ( وهذه هي التي تجعل من الافهام المختلفة طريقا الى تبادل الاتهامات )
4) عدم التنسيق فيما بين اعضاء الهيئة الواحدة عند اصدار البيانات ( الا فيما ندر ).

ماهي الامورالخفية التي نحن مختلفون بها وننكر اننا مختلفون بها؟
1) عدم الثقة بالآخر.
2) عدم الثقة بالاخر.
3) عدم الثقة بالاخر.
4) التشكيك في مقدرة بعض الهيئات والمكونات من الاستمرار في اظهار الاجواء الديمقراطية، والاستمرار بالتعامل بها.
5)الخوف والتوجس من اعادة النظام السابق بعد الاستقلال.
6) بعض المناطقية والشعور بان البعض يعيد تكريسها.
وهناك بعض التفاصيل الاخرى الصغيرة ولكني رايت ان لا اذكرها هنا.

ماهي اقرب الطرق الواجب اعتمادها للتخلص من نقاط الاختلاف؟

اولا ما تم الاتفاق عليه من النقاط السابقة التي لا يمكن ان تتزحزح من قلب اي جنوبي هي التي لن يتم نقاشها لانها متفق عليها بين كل شخص ونفسه، ولكننا هنا بصدد تناول نقاط الخلاف.

في النقطة الاولى وهي تمثيل اعلى الهرم، يوجد هناك خلاف على شرعية الرئيس البيض من قبل البعض، ولكن ماهي الطريقة الامثل للالتفاف حول قيادة واحدة موحدة؟
في رأيي المتواضع المردود علي انا، انا اقول بانه حان الوقت لاعادة تشكيل الكيان السياسي الذي اعلن عنه صبيحة 21 مايو 1994م - لاكثر من سبب - وهو تشكيل مجلس رئاسة يتكون من رئيس واربعة اعضاء ومجموعه خمسة اعضاء بمن فيهم الرئيس، على ان يكون الرئيس علي سالم البيض ويتم الاتفاق على الاعضاء بما يتناسب مع الواقع الجنوبي، وهذا الامر ان حدث فانه سوف يكون لبنة التوحد لان كل فصيل ومكون سوف يكون له ممثل في مجلس الرئاسة.

الوسيلة التي نحن بصدد الاستمرار بها بنضالنا لا اعتقد بانها مسألة ومشكلة فيما اذا اختار البعض منا الاستمرار بالطرق السلمية واختار البعض الطريق الاخر لانها في نهاية الامر سوف تصب في مصلحة تحقيق الهدف.

على جميع المكونات ان تعلن عن برامجها السياسية بوضوح كامل من اجل ان لا يتم اتهامها من اي شخص بانها تبيت شيئا لا تظهره، بل ان اظهار برامج سياسية واضحة سوف يكون لبنة اساسية للمستقبل ليكون من السهل تحويلها الى احزاب سياسية متنافسة بشكل حضاري وديمقراطي.

اعادة تنظيم الهيئات الاعلامية للمكونات والاعلان بان اي تصريح لا يصدر عن الهيئة الاعلامية للمكون يعتبر هرطقات لا اساس لها حتى وان صدرت عن رئيس المكون نفسه الا ان يكون تصريح مباشر لحدث طارئ ولا يحتمل تاخيره الى وقت اعداد بيان من الهيئة الاعلامية لهذا المكون او ذاك.

النقاط الخفية

اولا انا تعمدت ان اكرر نقطة عدم الثقة بالآخر ثلاث مرات لانها هي النقطة الاهم على الاطلاق، واذا استطعنا ان نبني الثقة ونمد جسورها فيما بيننا فاننا نكون قد استطعنا ان نحل اكثر من 90% من الخلاف فيما بيننا البين، ولكن كيف يكون ذلك؟
للاجابة عن السؤال اعلاه يجب ان نعلم بعض الاشياء التي نقرها ويجب ان يكون اقرارها من قلوبنا وليس بالسنتنا فقط، وهي كالتالي:
الجنوب هي سقفنا ويجب تحريرها من دنس المحتل مهما كان الثمن
هل نحن جادون بهذا الامر؟
للاجابة عن هذا السؤال عليك ان تسأل نفسك، هل انا على استعداد ان اضحي من اجل الجنوب والجنوبيين بحياتي وبكل ما املك؟
قبل الاجابة يجب ان تعلم بان حياتك كجنوبي تهما كثيرا جدا ويهمنا سلامتك ولا اريدك هنا تعتقد بان التضحية بحياتك هي الانتحار لاننا نريدك ان تكون احد بناة الوطن الجديد.
فاذا كانت اجابتك لا فارجو ان تصمت ولا تكتب ولا تتكلم باي امر يخص الجنوب والجنوبيين مهما صغر او كبر، او فاذهب الى الجحيم.
اما اذا كانت اجابتك نعم فتعال معي نتحدث ونناقش كل ما يهم الجنوب وشعبه ودعنا نختلف في الرؤى حتى نتوصل الى مبادئ عامة نتبعها.
بعد هذا السؤال يمكن ان تظهر لنا عدة اسئلة متفرعة عنه، ومنها:
اذا كانت حياتك التي هي اغلى ما عندك تقدم رخصية لاجل هذا الوطن وشعبه فان اي شيء آخر دونها هو شيء يسير جدا مهما كبر.
اذا، لماذا لا تتنازل بارائك - وليس عنها - لمن انت مختلف معه حتى تحاول فهمه واما انت تقتنع بما يقول او تقنعه بما تقول؟ فقد ورد عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال: رايي صواب يحتمل الخطأ وراي غيري خطأ يحتمل الصواب، فلماذا لاتعمل على اساس هذا المبدأ؟
اما اذا كنت من القيادة، فلا بأس ان رأيت ان احد الشباب او الكبار سنا قد يكون اكفأ منك في القيادة ان تتنازل له عن القيادة، فان القيادة في هذه المرحلة هي تكليف ثقيل جدا لا تشريف، والمهم هو الوصول الى الهدف.

النقطة الثانية:

يجب ان تعلم بان كل انسان يؤخذ من كلامه ويرد الا النبي عليه الصلاة والسلام، حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال في احد احاديثة الشريفة ( انتم اعلم بشؤون دنياكم ) وقصته معروفة، واعضاء الهيئات والمكونات هم منا وفينا بشر يصيبون ويخطئون، وعليه فان توفير الاجواء الديمقراطية للتعبير داخل اي مكون هي اساسية وتبدأ من الاعضاء العاديين صعودا الى قمة الهرم.

النقطة الثالثة:

التوجس من اعادة النظام السابق لان غالبية القادة كانوا ( ومازال البعض ) اعضاء في الحزب الاشتراكي، هذا التوجس لا اساس له لان شعب اليوم غير شعب الامس وقد تغيرت الكثير من المفاهيم سواء على الصعيد الدولي او الداخلي، ولن يستطيع اي مكون ان يستحوذ على كل المقاليد كالسابق لان الظروف السياسية والاجتماعية قد تغيرت كثيرا، وعليه فاننا يجب ان نعلم ان دولتنا الجديدة هي دولة مختلفة تماما سوف تقوم على اساس الاحترام المتبادل والمواطنة المتساوية بعدما ذاق الكل مرارة التمزق والاحتلال.

النقطة الرابعة:

وجود بعض من يحاول ان يكرس للمناطقية ونقول لك اخي الجنوبي انت جنوبي اولا واخيرا ولابأس ان احببت منطقتك واقاربك ولكن يجب ان تعلم بان الجنوب هي منطقتك الام وان الجنوبيين هم اهلك وان احببت الجنوب والجنوبيين بكل جوارحك فانك لن تكون الا قد اديت امانة من امانات الله التي قد امرك بها وهي ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك.

واتمنى ان اكون قد وفقت في طرح بعض الامور القليلة جدا التي اتمنى من ذوي العقول النيرة تصحيح اخطائي وطرح المزيد من النقاط من اجل وحدة الصف
واخيرا اقول بان ما وفقت في طرحه فانه من الله تعالى وما اخطأت وقصرت به فمن نفسي