الجمعة.(24/9/2010م) ..والمعاناة مع الرحلة رقم 825

[شموخ الجنوب]

الجمعة.(24/9/2010م) ..والمعاناة مع الرحلة رقم 825

معاناة..ربما لا نراها سوى في (mbc action) )..حين تعرض هناك
وبصناعة محترفة تأتي من هوليود....عاصمة السينما الأولى في العالم
وعلى أيدي أمهر المخرجين.....

وكثيرة هي الأفلام التي طرحت..في السينما الأمريكية تتحدث عن
الطيران...وسقوط الطائرات.....والمعاناة التي يقع فيها المسافرين
ونحن نتابع..ونشاهد تلك المعاناة التي تقطر قلوبنا...وتجعل الإنسانية
في ذلك الوقت من عمر المشاهدة طاقية على أي أحاسيس أخرى....

لكن في النهاية..نقول...هذا مجرد (فيلم)
والمعاناة لا تتعدى كونها قصة..لمؤلف..ومخرج ..مبدعان...أجادا توظيف
ما لديهم من ملكات أبداعية....واستطاعا استثارة المشاعر الإنسانية..لدى المشاهد.

ويوم 24/9/2010 م وفي مطار الدوحة...رأينا أبداع يمني متميز...
أبداع يساوي ما تطرحه هوليود....
أبداع بأيدي يمانية 100 %...
أبداع أستمر 24 ساعة..( يوما كاملا)...وكانت خلال هذه الفترة في قمة تألقها..
معاناة..أبكت..المسافرة في الطائرة..وأبكت أمها. في البيت...
معاناة أغضبت المسافر في الطائرة..وأبكت أهله المودعين لها في الدوحة
وأبكت المنتظرين له بفارغ الصبر في عدن...

معاناة جمعت أطراف السفر الثلاثة..( المسافر والمودع..والمستقبل)
أنها وباختصار...معاناة الخطوط الجوية اليمنية والرحلة رقم ( 825 )..

بدأت المعاناة...حين وصل المسافرين..إلى مطار الدوحة ظهر يوم
الجمعة في تمام الساعة 12ظهراً...أي قبل إقلاع الرحلة بمدة
3 ساعات..و20 دقيقة....
ففي الوقت الذي تدعوا إليه باقي الرحلات من مسا فريها الحضور للمطار
قبل الإقلاع بــ ساعتان ..نجد اليمنية تشذ...عن هذا وطالبت
مسافريها بالحضور قبل3 ساعات ونصف.....
وكأنها هنا شكل من أشكال احترام مهنتها...واحترام خداماتها..واحترام
راكبيها...
ولكن بواقع الأمر...أن هذه الخطوط لم تكن في يوم من الأيام مما يحترم
مهنته...ويحترم خدامته...وربما ليست هناك مشكلة في حضور المسافر
اليمني الغلبان إلى المطار قبل 3 ساعات او حتى 4 ساعات...ولكني ربما
أستغرب...هذا التأكيد على الحضور مسبقا للمطار وقبل الوقت المتفق عليه
عالمياً....والتأكيد عليه بقوة...

حضر المسافرين..قبل الإقلاع بثلاث ساعات ونصف..حيث كان وقت الإقلاع
كما هو مدون على التذكرة...وعلى شاشة عرض الرحلات في المطار..
20: 3
وفي طابور..عمل البوردنج...وإيداع حقائب السفر في الشحن..آتى الخبر..
السيئ.....هو تأخر الطائرة حتى الساعة السابعة ليلاً..
لا حولا ولا قوة الأ بالله.....فلقد وصل خبر مفاده..ان اليمنية بصنعاء ..يوجد
بها خلل فني....لهذا تأخرت من أجل أصلاح هذا الخلل...

عمل المسافرين البوردنج...ووضعوا حقائبهم...في الشحن...وطالبوا بالعودة
إلى منازلهم....على أن يعودوا في الساعة الخامسة....مع وضع ملاحظة
هنا أن خبر التأخير آتى المسافرين من صنعاء ولم يأتي من موظفي اليمنية
بمطار الدوحة...غضب..وانزعاج بداء على المسافرين..ولكنهم
وكلوا أمرهم لله....عادوا إلى بيوتهم.....
وفي الساعة الخامسة...والساعة السادسة....عاد المسافرين...لمطار الدوحة
وتوجهوا إلى الصالة الداخلية في انتظار وقت الإقلاع....
مرت الساعة الأولى...والثانية...
أتت السابعة..ولحقتها الثامنة.....ولم ينادي المنادي بالتوجه إلى بوابة
الخروج المتجه للطائرة...غضبوا المسافرين..ولكنه لا حيلة لديهم..سوى الانتظار
والانصياع لهذه الرحلة العجيبة...

وفي الساعة... والنصف آتى الفرج..ونادى المنادي الضائع. صوته.المسافرين
للتوجه للطائرة..
وتوجه المسافرين للطائرة.....واكتمل ركوب المسافرين...ثم أقلعت الطائرة...والمسافرين
فرحين...ولم يكترثوا...للتأخير..فما يهمهم الان هو السفر....وقد حان لهم ذلك...
أقلعت الطائرة......وبعد وقت قصير...سمع المسافرين...قائد الطائرة.. يقول..
( سوف نعود لمطار الدوحة بسبب خلل فني..)... .

غضب..وانزعاج عاد الى لمسافرين... ..الغضب والانزعاج لم يكن من أجل التأخير..
أو من أجل حتى العودة...ولكن وهم معلقين بين السماء والأرض....يأتيهم خبر
بأن الطائرة التي تقلهم ..(خربانه.),....
يالله يا لطيف..الطف بعبادك...
وبالفعل كان لهم ذلك..وعادوا أدراجهم لمطار الدوحة...وقيل لهم ستكون الطائرة..
جاهزة خلال ساعة ونصف الساعة للإقلاع مرة أخرى....
ومر الوقت...واتجه المسافرين...إلى المطعم ,,يتناولون وجبتهم( المتأخرة )
وعلى حسابهم( الخاص )..وبعد أن أكل الكثير منهم...آتى من اليمنية..من يقول
من يريد الذهاب للمطعم..عليه اصطحاب البوردنج...يقصد أنهم معزومين لدى
اليمنية...( يا سلام على الكرم..)..
وكان هناك من غادر المطار...عائد إلى بيته...بسبب خوفه من هذه الطائرة
ولعل خبر سقوط اليمنية..قبالة سواحل حزر القمر...ماثل أمام المسافرين....
فمنهم من ترك المطار...غير عابئ بخسارته المالية...وبحجزه..وغير عابئ
بعمله..وبأجازته ....

مرت الساعة والنصف...والساعتان والنصف...ووصلت الساعة 2
فالساعة 3 والنصف بعد منصف الليل..
وتوجه المسافرين للمرة الثانية. إلى مطار صنعاء....بعد انتظار طويل جداً...
وإرهاق يهد الجبال.....ومعاناة طويلة...لا يبدو لها نهاية....
وصل المسافرين مطار صنعاء..في الساعة الخاممسة وخمسة أربعون دقيقة....
ومن ارتاح من المسافرين من هذا التعب هم سكان صنعاء... فلقد أنتهت معاناتهم أما
البقية فمسلسل التعب ما زال في منتصفه...فالذين يتجهون إلى عدن...لديهم بقية من
القصة لم تنتهي فصولها...وكذالك الأفارقة...

نزل المتجهين إلى عدن إلى المطار صنعاء..ومعهم باقي المسافرين....
وكان الوقت قد تجاوز الساعة السادسة والنصف...
واستمرت معاناة أبناء الجنوب...المتجهين لعدن...فلم تتكرم الخطوط الجوية اليمنية
بتحضير طائرة لهم تقلهم في الحال إلى عدن ....وتراعي الحالة الخاصة التي مروا بها..
فلقد كانت اليمنية هي المسئولة عن هذا التأخير...ولم يكن تغلب الجو...هو السبب
بل أعطتهم موعد متأخر لطائرة ستتجه لعدن هو الحادية عشر....
وأنتظر المسافرين مرغمين حتى الحادية عشر..وحتى الفندق الغير صالح
للاستخدام الآدمي...آتى هناك من يكسل عليهم بالذهاب أليه..ويقول( من يريد الذهاب إلى الفندق
سنصطحبه...ولكن لا يوجد ليدكم وقت على اعتبار انه يتوجب عليكم العودة في
وقت مبكر للحاث بطائرة الحادية عشر..
ففضل المسافرين المتجهين لعدن البقاء...في المطار..لتواصل المعاناة عملها...
أو من يريد الذهاب للفندق سوف تكون رحلته في وقت متأخر أخر.)

ففضل المسافرين البقاء في المطار..حتى الحادية عشر...لتكون صنعاء لهم مجرد (ترانزيت)
فلها يعود كثير من الفضل بهذه المعاناة....ولم يعد لديهم صبر بالبقاء أكثر فيها....
فضلاً عن شغفهم للوصول بالحال لعروس البحرالعربي..( عدن)...
وبالفعل أقلعت الطائرة من صنعاء إلى عدن في الساعة 11 ظهراً...ووصلت عدن
في الساعة12..غادر الجميع المطار في الساعة 12:30 ظهراً بعد 24 ساعة
لم يذوقوا فيها النوم....

أخر القول في نهاية المعاناة...
قال أحدهم بعد هذه المعاناة وهو في مطار عدن يقول ....( ما أجمل هذه الرطوبة...وما
أروع لهيب شمسك يا عدن..فلتهنئ صنعاء بجوها وأمطارها ولينعم أهلها به.......
ودعونا ننعم بما لدينا...فعدن لا تعادلها مدن الأرض..كم أحب هذه العاصمة الأبدية لجنوبنا...)