حتى لا تهجر المنتدى الاقلام الراقية .

[عبدالله السنمي]

من الملاحظ ان منتدى الضالع بوابة الجنوب أخذ يجره البعض الى مسالك المهالك ، من خلال التحول الكبير في طريقة واسلوب التناول والحوار مع الراي الآخر ، فقد عمد الكثير هنا الى تحويل النقاش الى سجال شخصي ، وترك القضايا العامة واستشرى اسلوب شخصنة الحوار والمواضيع صارت متخصصة للنيل من الاشخاص وتناول خصوصياتهم والبحث عن هوياتهم واصلهم وفصلهم ، وهذا الأمر خارج نطاق المنطق وخارج نطاق اللياقة والاصول .
لا أدري مالذي دفع البعض لشن حملات شعواء ضد الآخرين ونخص بالذكر ضد الزميل العزيز الكوكني ابو مافيش ، الذي تفضل بالتسجيل بهذا المنتدى ليعبر عن رأيه ووجهة نظره حيال القضايا المختلفة وفق سياقها السياسي والموضوعي ، ولكن ربما ان هذا البعض لم يرق لهم ان يكون الكوكني بذلك النشاط والجرأة في تناول قضايانا المختلفة من منطلق التجربة والخبرة والتميز الذي ابداه بشكل ملحوظ ، باسلوبه وطريقته في التعبير والطرح المتسم بالسخرية حينا والجدية في معظم الاحيان ، وقد لايعلم البعض ان هذا الاسلوب الساخر هو نوع من فن الكتابة ، لا يجيده الا القليل .
والكتابة الساخرة كما تبدو في شكلها الظاهر فكاهة وهزل لكن تخفي في اعماقها معاني كبيرة ومقاصد هادفة .
ثم اذا كان هناك من يخالف الفكرة أو الرأي ، عليه مقارعته بالحجة والنقاش الموضوعي لا التحول الى اسلوب توجيه الاساءات الشخصية ومصادرة حق الآخر في التعبير عن رأيه لطالما كان ذلك في إطار الطرح العام الذي لا يمس كرامة وخصوصية شخص معين بالذات .
كثيرا ما نعبر عن استيائنا وتبرمنا من حالة بعض الناشطين والقادة في الحراك الجنوبي في تبني اسلوب النقد المشخصن اوالتصريح والتلميح حول اشخاص هنا او هناك ونعتهم بالعمالة والخيانة والتآمر وما الى ذلك من هذه الاوصاف والتهم ، ونجدنا اليوم نمارس هذه الآفة وهذا الداء بيننا كاعضاء في منتدى بسيط ، وبدلا من الاستفادة من الحالة المزرية التي نتحدث عنها ليل ونهار ، نصاب بنفس العلة والمرض .
فهل الحال من بعضه ، أما انها حالة شاذة ستهزم وتضمحل امام أصحاب الحكمة والرأي السديد ؟
أعتقد أن هذه الظاهرة ستختفي لانها اشبه بالدخان وسيتوارى بعيدا ، وسيبقى فقط الشيء النقي الصافي والمفيد .
نتمنى ان نسجل في هذا المنتدى انموذجا للانسان الجنوبي المعاصر والمتطلع للمستقبل الجنوبي ، والدولة الجنوبية القادمة ، نرسم صورة رائعة وراقية لمعنى التحضر والتطور الذي طالما ادعينا اننا أفضل من غيرنا ... لا ان نجعل الآخرين يضحكون علينا .. ويشمتون بنا .
هذه دعوة للمصارحة والاعتراف بالقصور والخطأ ، ولا عيب في ذلك ، بل العيب ان ندس رؤسنا في التراب ونكابر ونعاند بعضنا ، في الوقت الذي نحن بامس الحاجة لأن نلملم انفسنا بروح منفتحة وصافية وطموحة ونعزز الثقة بانفسنا وببعضنا ، ونجعل من منتدانا هذا نبراسا ومنبرا لوحدتنا وقضيتنا ورافدا لاعلامنا الجنوبي ونضالنا اليومي ، يتوجب الارتقاء به الى أفاق أرحب .