تحركات على ناصر والعطاس الدفاع المشخصن ( احمد سالم ابو سلطان )

[ارادة الشعب قانون]

تحركات على ناصر والعطاس
الدفاع المشخصن


فى خطابات المدافعين عن تحركات على ناصر والعطاس امرين هامين :
الاول شخصنة الامر ، الثانى : نبش الماضى . وهذا الامر لايخدم القضية الجنوبية اطلاقا .. وان دل على شئ فهو انعدام الحجة .
اذا كان الهدف هو تحرير واستقال الجنوب ، اين الاختلاف اذا ؟ ان المشكلة الحقيقية تمكن فى الغموض والتعتيم التام الذى ينتهجه على ناصر والعطاس ولقاءاتهم مع اطراف يمنية عدوة عداوة مطلقة الى الان للقضية الجنوبية ، وما لقاءهم بالعطاس وعلى ناصر الا تكتيك سياسى ... لماذا لايعلن على ناصر والعطاس فى بيان واضح اهدافهم ؟ هل يرون القضية الجنوبية قضية هوية وتحرر وطنى ام لا ؟ لن نشكك فى اخلاصهم لشعبهم ومصالحه ، ولكن الشك ياتى من :
اولا : توصيف القضية الجنوبية : فى فهمهم للقضية الجنوبية خصوصا على ناصر محمد لانه ما يفتأ يردد " التغيـيـــر لا التشطيـــر " وشعــــار " الوحدة اليمنية هدف استراتيجى " فهل اقتنع على ناصر بعكس شعاراته التى كان يرددها الى وقت قريب ؟
الشك الثانى : فى جدوى الوسيلة ، وسيلة الاستقلال .
هل هناك من يشك ان الشعب الجنوبى يريد التحرر من هذا الاحتلال اللعين البغيض تحرر مباشرا بدون قيد او شرط ؟
هل هناك من يشك ان جوهر القضية الجنوبية هو التحرر والعودة الى دولة مستقلة ؟
اذا كانوا مقتنعين بالتعريف السابق للقضية الجنوبية معنى ذلك ان هناك اختلاف فى كيفية الاستقلال والرجوع الى دولة مستقلة ، اذا كان الامر كذلك ، لماذا لم يتم التنسيق مع الاطراف الاخرى وعلى راسها على سالم البيض وقادة الحراك الجنوبى الفاعلين مثل النوبة وباعوم لمطأنتهم حتى لايتم شق الصف الجنوبى ؟ لماذا يتحركون بشكل غامض يثير الهواجس ؟
رغم كل محاولة لفهم تحرك على ناصر والعطاس وايجاد المبررات والاعذار لهم لكن هذا لا يخفف اطلاقا من خوف الجنوبيين اطلاقا ويسبقى الشك ، والمسؤل عن هذا الشك هم على ناصر والعطاس لتحركاتهم دون اى تنسيق مع الاطراف الاخرى او على اقل تقدير طمأنتهم ، هذا الامر هو الذى يولد الشك ، وفى السياسة لا يمكن الاطئمنان لاى تحركات سرية منفردة حتى يتم الوقوف على حقيقتها ، وافضل مثال على ذلك القضية الفلسطينية ، لم يشك احد فى الراحل ياسر عرفات واخلاصه لقضيته ولكن ابعاد الشعب عن حقيقة ما يجرى قاد الى تنازلات والنتيجة ما نراه اليوم ، ليس احد معصوم من الخطأ ، فاذا كان الرسول بذاته يستشير اصحابه فى كل القضايا العامة ، فكيف تنفرد اليوم شخصية او شخصيتين بتقرير مصير شعب باسرة ..
كل المواقف مهما اختلفت شدتها كانت ضد هذه التحركات الغامضة و كان مبعثها الشك ، الشك بموستويه ، شك فى توصيف القضية ، او شك فى جدوى الوسيلة ، ولهذه الشكوك ما يبررها ..
ولهذا نستغرب اشد الغرابة من الذين يهاجمون المناوئين لهذه التحركات للعطاس وعلى ناصر ، فهم كمن يريد للاخرين ان يصمتوا ويتركون على ناصر والعطاس ان يفعلوا كل مايريدون وان يجدوا حلا للقضية بطريقتهم الخاصة ...
نستطيع ان نتفهم غضب عبده النقيب فى مقاله الاخير( وان كنا نخالفه عندما تناول جانب من شخصية العطاس حتى يدلل على تغير مواقفه ، ومهما كان من امر فمقال النقيب الاخير ليس مشخصنا وانما يدور حول القضية الجنوبية فى جوهرة ، .. ولكن هذا التناول اعطى الفرصة سانحة لمهاجمة المخالفين لتحركات العطاس وعلى ناصر والانتصار للغموض واخراس اى مشكك ) نقول نستطيع تفهم ذلك لانه نابع من خوف على القضية الجنوبية وكان الغضب من طريقة تناول القضية الجنوبى من قبل على ناصر والعطاس وفرض هذه الطريقة .
ان جميع الردود على النقيب كانت ردود مغرقة فى الشخنصة والعودة الرخيصة الى الماضى التى تجاوزها الشعب الجنوبى ، انها طريقة للكسب السياسى والانتصار لمشروع مايزال غامضا ويبعث غموضه على الخوف هذا على احسن تقدير ان لم يكن هذا الدفاع المزعوم انتصار للنـفس والذات .
هم بهذا عرفونا بانفسهم اكثر مم عرفونا بالنقيب ، مثلما عرفنا محمد عباس ناجى عن نفسه فى مقاله : " ليس ردا على مقال الشعيبى ولكن دفاعا على الجنوب " . وكان هجوما على الشيعبى ولم يكن دفاعا عن الجنوب اطلاقا وقد انتهز الفرصة باسم الدفاع عن على ناصر للهجوم الشخصى بعد ان حرف موضوع الشعيبى عن جوهرة ، وهذا ما حدث تماما مع النقيب لكن النقيب اعطى فرصة اكبر عندما ذكر جانب من شخصية العطاس ... هؤلاء الذين ليس لديهم الا انتهاز الفرص للهجوم على الاخرين عبر التستر فى الدفاع عن شخصيات جنوبية هم اكبر معول لشق الحراك الجنوبى ..

الاسألة الحقيقية التى تحتاج الى اجابة بدون مراوغة هى :
- ماهى المبادئ التى يتحرك بموجبها على ناصر والعطاس ؟
- اذا كانوا مع استقلال الجنوب ، باى طريقة ووسيلة يرون ذلك ، النضال بكل الوسائل المشروعة ، ام بوسائل غير ذلك ؟
- ماهى هذه الوسائل ؟ التفاوض مع النظام للاعتراف بالقضية الجنوبية ؟
ماهى الضمانات التى يقدمونها للشعب الجنوبى ؟
- اليس الحراك السلمى يدعوا الى المفاوضات على اساس الاستقلال وباشراف دولى لضمان التنفيذ ؟
- اذا على اى اساس يتحرك العطاس وعلى ناصر اذا كان هناك اتحاد فى الهدف والوسيلة كما يروج من يدعى الدفاع عنهما ؟
هناك ثلاثة احتمالات لاسباب الاختلاف :
- اختلاف فى الهدف : وهذا اختلاف جوهرى ، والهدف هو القبول بالفدرالية ، تحت اى ذريعة وافضل ذريعة لدغدغة العواطف هى القول لنستغل الفدرالية كمرحلة لتحقيق الاستقلال .
- انه اختلاف على الزعامة . اذا لم يرد على ناصر والعطاس الزعامة فهناك اخرين يريدون الدفع بهم او الدفاع عنهم ليحصلوا على مكانة لكونهم انصارهم . يريدون ان يخلقوا تيارا بزعاماته وقادته الخاصة اى تيار منهم وحدهم ويلحقون اخرين بهم ، تيار يحتكر القضية الجنوبية ويختطف نضال الشعب الجنوبى .
- اختلاف فى الوسيلة : وهذا اختلاف مهم جدا لان الوسيلة لابد ان تضمن تحقيق الهدف .. ان الوسيلة هى النضال لفرض الاعتراف بالقضية الجنوبية بوصفها قضية هوية وتحرر وطنى ، واذا كان هذا الاعتراف سيتحقق عبر المفاوضات فيجب ان تكون المفاوضات تحت اشراف دولى لضمان التنفيذ .
ان المفاوضات دون اية ضمانات لا تعنى الا مقامرة غير محمودة العواقب ، بالاضافة الى ان النظام يستثمر هذه المفاوضات لاكتساب شرعية كل افعاله الاجرامية ، بينما الفاوضات الحقيقة يجب ان تكون لاعطاء شرعية لنظال الشعب الجنوبى لا شرعية للمعتدى .
والخوف من نتائج هذه المقامرة ، واهمها تمييع القضية الجنوبية وتحويلها الى قضية داخلية للنظام وبالتالى تصفيتها الى الابد ، هو ما دفع الى مهاجمة هذه التحركات . فهل يستطيع على ناصر والعطاس تفهم خوف اخوانهم الجنوبيين ؟
هذا الامر - تصفية القضية الجنوبية - هو الذى نبه اليه الدكتور محمد حيدرة مسدوس والكاتب البريطانى باتريك كريجر .
ان المدافعين عن تحركات العطاس وعلى ناصر لم يجدوا اى وسيلة من وسائل المنطق والاقناع السياسى لطمئنة الاطراف السياسية الاخرى ( ولن اقول الشعب الجنوبى ) الا وسيلة لا تمت الى المنطق ولا السياسة بصلة ، وهى ان على ناصر والعطاس سياسيون من العيار الثقيل وانهم لايمكن ان يأتون بشئ ضد مصلحة الجنوب ..
هل هذا منطق يحترم عقول الاخرين ؟ انه منطق مشخصن لا يمت للسياسة بصلة .. انه منطق المفلس عن الحجج المقنعة ، ثم بعد هذه الشخصنة ، يتم الهجوم على الاخرين هجوما شخصيا لايمت الى الواقع والمنطق والعمل السياسى والاسوأ من كل ذلك اعادة نبش الماضى ..
وكانهم يقولون بشخصنة الموضوع : حتى لو كانت تحركات على ناصر على اساس فدرالية فهى فى صالح الشعب الجنوبى ، ان مايأت به على ناصر هو الخير للشعب الجنوبى مهما كان ، وما دام كذلك على الاخرين التزام الصمت لانهم لايمكن ان يرتقوا الى مستوى على ناصر محمد .
يجب الا يسالون عم يفعلون .
يعتبرون كل الشكوك التى يثيرها الغموض هى شكوك فى على ناصر والعطاس وتخوين لهم ، وبعد ان انحرفوا بالحقيقة على هذا الشكل وبدلوا ميدان المشكلة الحقيقة وحولوها الى الميدان الشخصى ، يشنون هجوما كاسحا على الاخرين ويشككون فيهم ..
ان سياسة تبديل الميدان لن تجد نفعا ، المطلوب من على ناصر ان يقطع الشك من اليقين ، ويبين بدون غموض موقفه ومبادئه من القضية الجنوبية كما فعلت قوى الحراك فى الشارع الجنوبى . بدون ذلك سوف تبقى الشكوك تحوم حول تحركاته ولن يبدد هذه الشكوك هجوم من يدعون انهم انصاره على المتوجسين ريبة ولا كيل المديح له . ثم ننبه على ناصر محمد ان هناك من يريد ان يضمن له مكانا عن طريق شخصنة المشكلة ويقدم نفسه انه المدافع عن على ناصر ، ان اكبر عون وعاضد لاى سياسى هم الشعب والشعب لن يقف الا مع من يقف وقفة صلبه مع قضيتة اما التطبيل من المتلشعين لن يقدم ولن يؤخر شيئا . .
اننا نتوجه الى على ناصر ونقول عليه ان ينتبه جيدا لهذا الامر ويوقف المهاترات باسمه ممن يجنح لها من الذين يريدون ان يرفعوا من رصيدهم السياسى بناء على رصيده ، ويوقف شق الصف السياسي الجنوبى باسمه ، ونقول له مخلصين اتق الله فى الشعب الذى تنتمى اليه . وهذه نصيحة والله من مواطن جنوبى ليس له علاقة باى تنظيم ولا مكون ولا يعرف احد من الشخصيات البارزة او الثانوية ، يدافع عن فكرة و وسيلة تحقيقها ، وليس عن شخص معين . ونفس الكلام فى الفقرتين السابقتين نوجهة للعطاس ايضا .
ولا نقول فى الختام الا الاتى :
ان التجمع حول شخص مشروع خاسر بينما التجمع حول فكرة هو المشروع الناجح .
احمد سالم ابو سلطان
[email protected]