الجنوبي يستطيع ان يتحدث الى الجنوبي ولن يستطع ايٍّ منهما ان يسمع او يفهم الآخر .....

[يهودي يمني]

center]
حياكم الله بعد طول غياب
غيبتي بالفعل كانت طويله ولكنني لم اكن معزولاً عن عالم النت ،فقد كنت اتابع الاخبار عبر كل المواقع الجنوبيه ، وقد قررت اعتزال الكتابه لفتره وذلك من اجل اتمكن من القراءه ، واخترت قراءة الظل ، تلك القراءة
المتسمه بالتأمُّل ، اي ان القارئ يتوقف في محطات معينه من مفاصل الحديث وينزل بكامل قواه لقراءة النص
بشكل حواري تحليلي مع ذاته ، اي انه يوسع اطار دائرة المكتوب لينزل به الى الواقع وهناك تكمن الفائده

لا اطيل عليكم في الكلام فأنا اعرف حدود صبركم والذي يعود السبب فيه لطباع مكتسب من الفطره والسبب
الرئيسي الثاني هو عامل القهر الذي اتت به دولة القبيله اليمنيه

عموماً انا تابعت حوارات جنوبيه جنوبيه وكانت ذات صبغه ثقافيه راقيه واغلب المتحدثين والكتاب كانوا على
مهاره جيده وعند مستوى فهم كافي لانجاح القضيه الجنوبيه ، ولكن ما يتبين للمتابع المتأمِّل ان ظاهرة الحوار
تتكرر على نفس الاطروحات وعلى نفس النسق ولم يطرأ عليها تجديد وكأن الركود يريد ان يصيبها ، وبالفعل
ان الاسباب ترجع الى وجود عازل عن العقل يمنعه من استقبال المعلومه عند الجنوبي وذلك العازل الصلب
ومن الجهه المواجهه للمتحدث الجنوبي جهاز ارسال شديد وهو يعمل بقوّه ويصل الى حدود الافراط ولكنه بنفس الوقت توجد فيه ذيذبات تمنع دخول اي معلومه من قبل الجنوبي الآخر

فنحن نرى اغلب الجنوبيين من اصغر مستوى علمي ثقافي الى اكبر مستوى كل واحد منهم يحمل قناعاته المستقله وكل معلوماته التي جمعها ويعتقد انها الافضل وعلى الآخرين ان يكونوا آذاناً ساغيه اليه
ومهما كان جالساً في مكان حديث عام ومهما كان مقبلاً بوجهه وعينيه نحو المتحدث ولكنه منذ ان يسمع
الكلمات الاولى إلاّ وانطلق في بحر افكاره يبني الآراء المقابله لنوع الكلام المطروح والاغلب نوع الشخص
المتحدّث ، وخذوا بالكم معي شويه ويتخيل اثنان من الجنوبيين انفسهم وهما يتحدثان الى بعضهم ، فعندما
يتحدث احداهما عليه ان يراقب المستمع وحالته النفسيه فأنه سيراه يحك رأسه تأرة ويدخل يده في جيبه
تأرة أُخرى ويرول بعينيه من جهه الى اخرى هذا اذا كان عاقلاً ولم يستوقفك في منتف الكلام ، فهو لم
يسمع شيئ بل انه من الوهله الاولى للحديث قد بدء يبني فكرته كما اشرنا سابقاً

لماذا يحصل هذا ويتكرر ؟ لماذا تذهب الاشياء من بين ايدي الناس وهم يتفرجون ؟
لماذا لم نرى اجماغ وتراص في الصفوف رغم الهم المشترك والاستعداد الموحد الذي يبديه الجميع
تجاه القضيه الجنوبيه ؟

معشر الجنوبيين انني أتألم لكل ما اراه ، وانتم شعب مكافع ويستحق التقدير وانتم ميالين الى الحريه
والعداله الانسانيه والاستقرار ........

لا خلاف على ما تقدم ولكن الخلاف يوجد في اعماق نفوسكم التي تتحكم في كل شيئ وكأنها لا توجد
علاقات بينكم وبين ذواتكم ، ومن الصعب الوصول الى حالة استقرار نفسي عام اذا لم يقوم كل جنوبي
بتربية نفسه لا من اجل حب نفسه كما هو مألوف ولكن من اجل الحب العام للانسان الجنوبي وللوطن
الجنوبي وما تقتضيه مصلحتهما

انا هنا سأرمي فكره وانتم ناقشوها

انا ارى انكم واقصد الاقلام المعروفه والمشهود لها تفتحوا موضوع خاص يتم فيه مناقشة فكرة تأسيس
موقع حوار فكري جاد يخدم القضيه الجنوبيه ، ونفرض ان الاخ احمد عمربن فريد من ضمن المشكلين
لهذا الموقع ، وتكون الاسماء جنوبيه معروفه ، وان كان هناك اسماء مستعاره فتزكى من جنوبيين معروفين
ففمكن يبدأ التشكيل صغير ولكن المكلفين الاوائل اذا كانوا جادين سيستطيعوا تجميع كل الجنوبيين
من مختلف الاطياف واعتبروه بداية انطلاقه نحو هدف اكبر لغرض تشكيل اساس منهجي واضح لنضالكم
ولا تنظروا الى الايام تمر وانتم تتفرجون ، ولا تنتظروا عصا سحريه لاصلاح شؤونكم

اما اذا تم اعتماد الطرق والاساليب المتبعه في اداء المواقع الجنوبيه فأننا لا نرى اي اطارات فكريه تناقش
بجديه بقدر ما نرى البيانات وناقلين البيانات والبيانات المضاده والاغلبيه كأنهم وكالات اعلام تقلب نفس
الاخبار من جهه الى اخرى وما يدعي الى الحيره هو ذلك الاقبال على المواضيع الاقل فائده والعزوف عمّا هو قيم ، ونرى الكثير ممن ينقصهم فهم القضيه الجنوبيه مجرياتها وابعادها يتحول الى اقرب طريق فيقف
متحدثاً بأسم بطولات شعب الجنوب وهو يخوّت من يشاء ويشتم من يشاء ويشكك بمن يشاء وكأنه يريد
تحويل المنتدى الى مخفر شرطه ولكن بالطريقه الصنعانيه

[/center]