ابو عهـــد الشعيبي - فادي عدن : إن الجنوب يُذبـــح فماذا سنقول " ؟

[الصحّاف]

إلى ابو عهـــد الشعيبي - فادي عدن : إن الجنوب يُذبـــح فماذا سنقول " ؟


قد يسأل سائل لماذا تناشد فردين فقط؟ ... ومن حق الكثير أن يطرح هذا السؤال ولكن لأمر في نفسي كاتب رأي لرفقا درب ٍ كنا معا ً نعيش في الأحلام والأوهام ... وكتبنا كثيرا ً حول قضية الجنوب حتى فرّغنا ما نملك من كلمات بين السطور .. وفجأة رأينا تلك الأحلام يحييها " شعب عظيم .. فجأة لم تكن في الخاطر وربما كانت فترات فضفضة وإيحاء من الألم وفقدان الأوطان والهوية ... كان ابوعهد الشعيبي كخلية نحل وأسفار بين الوطن وبقية الدول .. وكان له الكثير من البصمات كما قال عنه رفقا دربه في العمل حيث كان يقول ويفعل .. حبا ً للجنوب وعشقا ً اختزل فيه كل شئ وجمع حب الوطن في حروفه ...

تواصل مع الوطن وظل مربوطا به حتى وصل أرض الشتات كحال جنوبي المهجر ولا ندري ماذا نرسل إليه من رسائل في ظل مرحلة غاية في الصعوبة بين تعرض الجنوب للذبح وبين مشاريع " تكتيكية " فهل سمعوا في هذا وهل سيدافعون عن " حُلمهم وسيعودون إلى إحياء ما يتم اغتياله .. وهل سنبدأ بالعتاب ليكون الطريق الصحيح ؟

إلى فادي عدن"

ذلك الشادي والمغرد في سماء الجنوب طويلا ً لايختلف كثيرا ً عن ابوعهد إذا لم يكن من قيادات الصف الأول في مدينة عدن كان شادي يغرد فوق كل جبل وشجرة في الجنوب عرف الأرض في تنقله الكثير من أجل حضور صرخات الوطن وشعبه كم كان حضوره له جمال .. اليوم ها أنتم في الأرض التي لربما يتغير عبرها الكثير أرض الحرية والديمقراطية التي فقدتم تلك المساحات ردحا ً من الزمن وعشتم في ظل سنوات القهر تجرعتم العلقم في رحلتكم الطويلة حتى وصلتم أرض السفراء وها نحن نأمل أي تكون سفارتكم قضية الجنوب نلتمس صرخات الشعب بين الأيادي في المنظمات الدولية ونراكم في ساحات العالم الحر تحملون هموم الوطن إن كان للحٌلم مساحة لديكم ...

لربما المرحلة بحاجة لرفقا الدرب ومزامير الهدير وقرع المرافع في زمن بات معروفا ً فيه طرق الحرية وحمل القضايا وها أنتم الآن في مكان الفرص التي لايمكن أن تفوت من عقلاء نعرفهم فهل سيكون جمع الشتات هدفا ً أم سنشارك في تفتيت المفتت ونبكي على الأطلال ؟

الجنوب اليوم على مفترق طرق ويحتاج لأولئك رفقا الدرب الصحيح والصوت الصاخب والهادر والمثقفين وأعلام شهد لهم " ساحات الجنوب " يحق لكما أن تكونا في الصفوف الأولى .. وفي التزاحم والتدافع لملمة الممزق .. وأن تشاركا تشعروا بالخطر المجدق على أحلامكم ووطنكم فإنه " يذبح "و بعد أن رأيتم علامات تلك تتحقق و التي عشتما فيها الكثير في السنوات الغابرة الحقبات المظلمة تصرخون لأجل الوطن .. إن فجر الجنوب بات قريبا ً ولكن أراه يذبح من جديد " من الوريد للوريد إذا لم يكن هنالك تأهب قصوى .. وبمشاريع تمرر عبر عتاولة السياسة يستثمر به زرع الشعوب عبر التكتيك " فمن لها أيها الكرام ..
والتاريخ يسأل ..؟
ماذا سنقول للتاريخ ؟

أنتما الآن في أفضل دول الحرية ورفقا درب كان الهاجس لديكما الجنوب وها أنتم في ساحات أرض الحرية (واحد في لندن والآخر في واشنطن) حيث تواجد أكثر الجالية الجنوبية والمؤثرة على الداخل .. وكما تعلموا و إن الخارج ممزق " عبر الحزبية " والمناطقية عبر أشخاص تملئ على الأغلبية ... وها أنتم سفراء القضية والجنوب وهي فرصة سانحة لكما للملمة الشمل وعمل الكثير لأجل " الوطن " وخاصة بعد أن حصلتم على أدوات " اللعبة " ومساحات التحرك .. وعبركما تستطيعوا أن تحققوا الكثير ولملمة الشمل وفرض الحقيقة وتطلعات شعبكم الذي عشتم بينه ومع آلامه .. .

... لربما أن هناك شئ مازال موجودا ً ... فقلت لنفسي قبل الوداع أن أقول شئ .... لرفقا درب في عالم بين الوهم والأحلام والحقيقة ... بالطبع لربما الوهم كنت فيه أنا وأنتما بين الحقيقة وتحقيق الحُلم الذي كتبتا من أجله عمرا ً ... فقط للتذكير ووفاء ً قبل الوداع ....لكما أرق التحية وأفضل سلام .