هل سيفضي تدهور الأوضاع في الجنوب إلى تدخل دولي ينهي معاناة الجنوبيين ؟؟

[southforever]

هل سيفضي تدهور الأوضاع في الجنوب إلى تدخل دولي ينهي معاناة الجنوبيين ؟؟
الكاتب : عدن /وكالة أنباء عدن / خاص
البريد الإلكتروني :


09-يونيو حزيران- 2010
يشير محمد العوذلي سائق سيارة أجرة بعدن بيده صوب بوابة حديدية متهالكة هي بوابة سجن المنصورة المركزي بالمدينة ويتمتم بعد ان ينفث دخان سيجارته بقوة متجاوزا منطقة السجن ، حتى السجون امتلئت بالكثير من الناس ، البلد تمضي نحو الهاوية استبشرنا أخيرا بقرار العفو الذي أصدره عمك علي لكن دونما فائدة .
و"عمك علي" هو الوصف الغالب الذي يصف به الجنوبيين الرئيس اليمني حيث يرفض كثيرون وصفه بالرئيس رغم مرور عشرون عام على الوحدة اليمنية
وبعد مضي أكثر من 16 يوما على قرار الإفراج عن المعتقلين الجنوبيين التي اتخذه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في الذكرى العشرين للوحدة اليمنية والذي قضى بالإفراج عن جميع معتقلي الحراك الجنوبي لاتبدو صورة المشهد واضحة فليس ثمة شيء ما تغير على ارض الواقع ،يبدو الأمر وكأنه في مجمله تحايل سياسي ليس الاحسب قول كثير من قيادات الحراك الجنوبي.
واستبق خطاب الرئيس اليمني بهالة إعلامية روجت لها وسائل الإعلام الحكومية في اليمن ، يقول محمد باوزير وهو مالك متجر للعطور بسوق "عدن الدولي" احد اكبر الأسواق التجارية في عدن كبرى مدن الجنوب :" لقد انتظرنا خطابه طويلا .. كنا نظن انه سيعلن الاستقالة وسيقدم اعتذار للشعب عن كل مالحق بالناس جراء سياساته الخاطئة.
يشير باوزير بيده إلى قنينة عطر كبيرة موضوعة على إحدى رفوف متجره ويقول :" ضاحكا لو انه فعلها كنت ساهدي له قنينة العطر هذه لكنه لم يتخذ الاقرارا بالإفراج دون ان يفرج عن احد ، الفوضى قادمة وقد نغلق محلاتنا بسببها .. حينها لن أجد ما اهدي له إلا قارورة مليئة بالدم!! .
ورغم الهالة التي أحاطت بخطاب "صالح" الأخير والضجيج الذي أحدثته وسائل الإعلام الحكومية حوله الا ان الأحداث المتسارعة التي شهدتها محافظات الجنوب جعلت من حدث قرار الإفراج هامشيا وزاد من ذلك مرور أكثر من 16 يوم دون ان يتم الإفراج عن الغالبية العظمى من معتقلي الحراك الجنوبي .
ويتهم "قادة الحراك الجنوبي " صالح بأنه مارس من خلال قرار الإفراج عملية خداع بصرية للرأي العام العربي والعالمي من خلال ادعاء حكومته الإفراج عن معتقلين جنوبيين بينما وفي حقيقة لم يتم الإفراج إلا عن بضعة أشخاص .
الحكومة اليمنية وبدورها ترفض اتهامات الحراك الجنوبي وأخيرا تحدث وزير خارجيتها د. ابوبكر القربي مؤكدا ترحيب الحكومة اليمنية بالحوار تحت ما اسماه " سقف الوحدة والجمهورية " وهو السقف الذي أكد الحراك الجنوبي مرارا رفضه له ومطالبته بحوارغير مشروط وتحت إشراف دولي .
ورغم ترحيب كافة أطراف اللعبة السياسية في اليمن بقرار الإفراج عن معتقلي" الحراك الجنوبي" إلا ان الأحداث التي شهدتها محافظات الجنوب مؤخرا أكدت ان الأمور في طريقها نحو التصعيد وان القضية بحاجة إلى حلول أخرى وتنازلات اكبر.
أخيرا تبادل الحراك الجنوبي والحكومة اليمنية المسئولية عن مقتل 6 أشخاص من أهالي مدينة الضالع برصاص قوات الجيش اليمني بعد قصف وحدات منها وبالمدفعية الثقيلة لأحياء واسعة في المدينة.
الحكومة اليمنية لم تنكر مسئوليتها عن الحادث عبر بيان صادر عن المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الحاكم في اليمن إلا أنها ألقت باللوم على " أحزاب اللقاء المشترك" والحراك متهمة إياهما بالتسبب في اندلاع اشتباكات قالت ان مسلحي الحراك شاركوا فيها وهو مانفاه الحراك الجنوبي وأكدت صحة نفيه مصادر مستقلة ووسائل إعلام اخرى .

كل المؤشرات تؤكد ان الحكومة اليمنية في طريقها إلى تصعيد شامل وكامل في الجنوب وفي المقابل لايبدو ان الجنوبيين يمكن لهم ان يهادنوا فرغم القمع والتنكيل الذي يتعرض له المشاركون في الاحتجاجات السلمية في الجنوب إلا ان عدد المشاركين يتزايد كل يوم.
خارطة المشهد السياسي في اليمن تؤكد ان الأوضاع في الجنوب تتجه نحو التصعيد والعنف الموجه ضد الاحتجاجات الشعبية في الجنوب وهو مايعني مزيدا من هذه الاحتجاجات، أموركلها تجعل من الوصول إلى تسوية سياسية ترضي جميع الأطراف هدف صعب المنال .
في خضم هذه الفوضى لايخفي كثيرون تخوفهم من ان يؤدي تدهور الأوضاع في الجنوب إلى تدويل هذه الأزمة ومن ثم الوصول إلى تدخل دولي لحل قضية الجنوب ، الأسبوع الماضي وحده شهدت قاعة "مجلس النواب اليمني " وهوالهيئة التشريعية في البلاد جدلا ساخنا حول التطورات الأخيرة في الجنوب وفيها عبر أعضاء عن تخوفهم من أي تؤدي تزايد أعمال العنف في الجنوب إلى تدخل دولي.
ويرى كثير من قيادات الحراك الجنوبي ان المجتمع الدولي لايمكن له ان يلتفت إلى قضية الجنوب الا عبر تصعيد الاحتجاجات الشعبية في الجنوب والتأكيد على ان أي دعم يمكن ان يوجه لصالح لن يحل مشكلة ولن يقضي على هذه الاحتجاجات او ان يطفئ جذوتها ، لذا فهم يسددون على ضرورة تفعيل هذه الاحتجاجات .
ولم تكد تمر أيام على الضجة التي أحدثها النقاش تحت قبة البرلمان اليمني حتى فجر مسئول أوربي كبير هو وزيرالدولة في الخارجية الألمانية فيرنر هوير في كلمته التي ألقاها في الحفل الافتتاحي لأعمال اجتماع " أصدقاء اليمن "والذي عقد أواخر الأسبوع الماضي ببرلين والتي شدد فيها على ضرورة البحث عن أسباب النزاع الداخلية التي أثارت الاحتجاجات الشعبية في الجنوب مؤكد ان حل مشاكل اليمن لن يكون عبر ضخ المزيد من المعونات المالية للنظام الرئيس صالح .
وتجاهلت الحكومة اليمنية تصريحات هوير وركزت وسائل إعلامها على قضايا هامشية تطرق لها مؤتمر برلين الأخير حول اليمن .
من شادي محمد


الصورة – تظاهرة للحراك الجنوبي رفع فيها شعار " الجنوب او الموت"