قصتى مع الرئيس ( صدفة خير من الف ميعاد )

[يافع اليافعى]

لم اشا سابقا طرح هذا الموضوع فى اي نادى من الاندية اليمنية الوحدوية او الانفصالية او المناطقية ، لاننى كنت اعتبره موضوع شخصى ، ولكن لان احد اطرافه هو فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، ولانه ذات دلالات وطنية وانسانية عميقة و كبيرة ، وبعد استشارت بعض الاخوان ، وجدت انه من الانسب طرح موضوع كهذا ، لكى يطلع عليه الاخوان ليروا بام اعينهم عن السجايا والخصال النبيلة والحلم والاقدام والتواضع التى يتحلى بهما فخامة الاخ الرئيس القائد حفظه الله ورعاه ، فى زمن اصبح فيه التجبر والتكبر من سماته البارزه ، بل ان كثير من المجتمعات وخاصة العربية تعتبر ان التواضع والتسامح من العيوب والافات الاجتماعية التى ينبغى استئصالها واقتلاعها من جذورها لانها كما يعتقدون تقلل من قيمة وهيبة طبقات معينة فى المجتمع امام الطبقات الاخرى ، الا اننا فى اليمن بعكس ذلك تماما قاده وشعبا ولله الحمد ، ولعل فخامة الرئيس هو خير من يجسد سمات التواضع والتسامح والمحبه والعفو سلوكا وقولا وعملا ، مع ابناء شعبه الوفى ومع الاخرين ، وهذا دليل الاصالة العربية وتجسيدا لروح الدين الاسلامى الحنيف.

فى شهر اغسطس عام 2007 / كنت فى رحلة انا واحد الاصدقاء اليمنيين المقيمين فى السعودية ، وصديق قطرى ( ليسى من الاخوه المجنسين بل قطرى اصل كما يسمونهم ولكنه من قبيلة مرة ذات النسب اليمنى الشريف ) ولتعريف الاخوان فقط وباختصار حتى لا نخرج عن الموضوع تعرفت عليه بالطائرة بين الدوحة والكويت ونشاءت بينى وبينه صداقة قوية الى درجت اننى اخذته الى يافع وجلس بها 23 يوم ويله انه رضى يخرج منها اعجبه اكل اهل يافع وجوها وبيوتها وبعض الكلمات التى حرص على تدوينها فى هاتفه النقال وفى مذكرته ايضا ، اوردت القصه هذه لان لها دلاله فى الموضوع بشكل او باخر ) المهم كنا فى منطقة بنى مطر حيث الشلالات كما يقولون ( بالنسبه لى اعتبرها اعبار فقط ) نزل الاخوان الى حيث مصب الماء وجلست انا بمحذات الطريق مع امراءه طاعنه فى السن سئلتها عن ايام الامام واحداث اخرى لم افهم معظم كلامها ، وفيما كنا ان والسيده العجوز نسير باتجاه اعلى المنطقه حيث بيتها تفاجئنا بموكب او رتل من السيارات ، لون واحد وشكل واحد ، قلت بنفسى انه شيخ متنفذ او عسكرى كبير او تاجر او ربما وزير ، وقفت السيارات ونزل منها حوالى سبعه عشر رجلا حسب احصائيه غير دقيقة ، وكانوا جميعهم يرتدون الزى اليمنى الزاهى ، لمحت احدهم يترجل من السيارة الثانية ، وهو يمسك بعصا يهش فيها وكان يمشى باتجهنا انا والسيدة العجوز ، كان غايه فى الاناقة ذات ملامح ملائكيه جذابه البراءه تشع من وجهه وكانها ابتسامات اطفال ، رجل تكتسيه المهابه والوقار ، تعززها الثقه بالنفس والمهابه الذى شعرت شخصيا ان الوادى كله قد اكتسى بها ، تقدم الرجل اكثر واكثر , ولوحده ، وهنا كانت المفاجئه السعيدة ، انه على عبدالله صالح بشحمه ولحمه شعرت بالقبطة والسرور ان ارى رئيسنا بيننا بالرغم من اننى لو اردت مقابلته فساحظا بها كما يحظى بها اى مواطن يمنى مهما كان بسيطا ، تقدم القائد مننا قائلا بعد رفع يده الكريمه السلام عليكم ، قلنا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وكان الارتباك هو سيد الموقف ، مد يده للمصافحه وقد تعمدت ان اصافحه من بعيد نسبيا لانه كما يقول العارفون ببواطن الامور ان القادة السياسييون العرب يحذورون من مصافحة الاخرين لهم ، خوفا من التسميم مثلا ، ولكن الرجل وبفزعه ابويه شدنى الى حضنه واخذ يرثب على كتفى عدة مرات وقد شعرت بلذت الحنان الابوى وهذا شعور حقيقى انتابنى ، بعد ان فقدت هذا الحنان منذو سنوات طويلة بسب كبر السن ، ولاننى اصبحت مصدر للحنان وليسى مستورد له بحكم ابوتى ، ثم سلم على العجوز وتبادل معها الحديث قليلا لم افهم منه الكثير ، ولكن كانت تشكى حالها ، وحسب ما فهمت ان لديها ولد او اكثر معاقيين وانها هى من تعيلهم، عاد فخامته لمحادثتى مره اخرى سئلنى بعد ان لمح ارقام السيارة القطرية ، انت من وين قلت له ان يمنى يا فخامة الرئيس ، قال من وين قلت من يافع الله يسلمك ، قال كيف اهل يافع ، قلت له بخير ولله الحمد يسلمون عليك ياريس ويتمنون ان يشوفون فخامتكم بينهم ، قال انشاءالله عن قريب ، قلت انشاء الله، قال لى انت تعيش فى قطر قلت له لا انا فى الكويت ، قال لى كيف الكويت قلت الحمدلله , وكيف اليمنييون هناك ، قلت بخير ويسلمون عليكم، انتم مرتاحين ، قلت نعم ، والكويت تقدم لنا كل الرعايه ، قال كويس ، قالى ايش اسمك قلت (فلان الفلانى ) وهنا كانت المفاجئه التى نزلت على كالصاعقة ( انظروا ماذا قال فخامته) قال انت اللى كنت عتكتب بالجريدة حق المغتربين ( طبعا هى مجله وليست جريده نسى من كثر هموم الناس) قالت نعم يا ريس ، ( المفاجئه اننى كنت اكتب قبل خمس سنوات او اكثر والمجله تم اغلاقها بشكل نهائى ) ( وبسبب قضية فساد طبعا ) ولكن انظرو نباهة وفطنة القائد ) قال حياك الله ، قلت الله يحيك يا ريس ويحفظك ، التفت الى الخلف ونادى ( يا محمد ادى السيارة هانا ، قدم محمد فقال له الرئيس ادى بيس ، اخرج محمد ربطه من المال 50 الف ريال واعطا نى ايها الرئيس ( فئة ال500 ريال ) ثم نادى العجوز جى هانا يا امه واعطها ربطه ابو 1000 ريال ، وكانت تدعى له ، فاجه وصل القطرى واليمنى سلم القطرى على كتف الرئيس وقال له انت من وين قال انا قطرى قال الرئيس حياك الله قا ل القطرى الله يحيك يا فخامة الرئيس ، قال الرئيس عادك شى عتجلس كثير هانا قال القطرى انشاء الله ، قال الرئيس سلم على قطر وامير قطر ، قال القطرى عساك سالم يا فخامة الرئيس ، وانا يشرفنى ان انقل لفخامتكم تحيات سيدى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه ، طلب الرئيس من المرافق فلوس ، قائلا ادى زلط يا محمد بصوت منخفض ولكن سمهناه ، اعطى اليمنى 50 الف وكذلك القطرى ، بعدها سلم فخامته علينا جميعا وغادر المكان عائدا الى صنعا تحفه عنايه الله ولطفه ، وقد كانت الستنا تلهج بالدعاء له بطولة العمر ، كانت هذه قصه ولا الف ليلة وليلة ، وقد تعهدنا انا والقطرى ان لا نصرف الفلوس هذه وان نبروزها وسنضعها بالمكان الذى يليق بها لتبقى ذكرى خالدة بنفوسنا ، وما زالت الفلوس عندى انظر اليها دائما ، اما القطرى فهى فى منزله فى قطر بديوان الاستقبال ، الى جانب صورنا مع فخامته حفظه الله ، ما استنتجته ان الرئيس يحمل دائما الفلوس معه لاعطاء المحتاجين الذى يقابلهم ، مثل المراءه العجوز ، القطرى ذهل واستغرب من التواضع والكرم الذى يتحلا بهم الاخ الرئيس.

اوردت القصة لعل وعسى ان يعتبر اصحاب النفوس المريضه الكارهه للخير والوحدة والوئام، رغم علمى المسبق بمأدبة القذف والاساءة الكبرى التى سيقيمها لى على شرف الموضوع ، جهابذة التملق والتزييف والدجل السياسى والاعلامى .


ملاحظه / لقد نشرت هذه القصة فى عدد من المنتديات اليمنية والعربية ولاقت تفاعلا طيبا فحبيت ان تكون اولى مشاركاتى فى نادى الضالع بهذه القصه والتى هى انسانسيه اكثر منها سياسية لذلك اتمنى لا ينحدر بعض القراء بها الى اطر غير اطارها الحقيقى ، وتقبلوا اسمى اعتبارى --------------------------------------------------------------------------------