رسالة الى الرئيس الصالح علي عبدالله صالح...الاجمال لتجربة الجنوب

[نبيل العوذلي]

الإهداء
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم—الدين النصيحة0000 الحديث وذكر صلى الله عليه وسلم ولاة الأمر أي المسئولين الذين يتولون زمام الأمر والنهي على البلاد والعباد
ومن هذا الأصل فأنني اهدي هذه النصيحة إلي الرئيس – علي عبد الله صالح- رئيس الجمهور ريه اليمنية

اسال الله الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه

المقدمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
-_ فانه يجب أن يفسر كلام المتكلم بعضه ببعض ويؤخذ كلامه هاهنا وهاهنا وتعرف ما عادته ويعنيه ويريده بذلك اللفظ إذا تكلم به وتعرف المعاني التي انه أرادها في موضع آخر...فإذا عرف عرفه وعادته في معانيه وألفاظه كان هذا مما يستعان به على معرفة مراده وأما إذا استعمل لفظه في معنى آخر لم تجر عادته باستعماله
فيه وحمل كلامه على خلاف المعنى الذي قد عرف انه يريده بذلك اللفظ بجعل كلامه متناقضا وترك حمله على ما يناسب سير كلامه كان ذلك تحريفا لكلامه وتبديلا لمقاصده وكذبا عليه
الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح(4-44)
وعلى هذا الأساس يجب مراعاة الألفاظ التي استعملتها في هذا المبحث وحملها على ما عرف عني من محكم.


إن هذا المبحث يتكون من أربعة أبواب هي
1- الصراع---ويتحدث هذا الباب عن بإجمال عن مرحلة الصراع التي مرت على أهل المحافظات الجنوبية والتي كانت تعرف بمحافظات ( عدن –أبين-لحج-شبوة-حضرموت-المهرة) ..... ويتم تلخيص أوجه الجماعات التي دخلت هذا الصراع والذي أودى بهم إلى الانهيار... وغايتي في جعل باب خاص للصراع يأتي من تذكير أهل المحافظات الجنوبية بجذور الداء الذي أمرضهم وجعلهم يتحولون الى مستضعفين ومتقاعدين ومشردين
2- الاشتراكية-وهذا الباب يتناول تجربة الجنوبيين بأخذهم الاشتراكية ...... إن هذا الباب يكشف عن شاكلة أهل الجنوب كطبيعة وصبغة وشخصية والمتوافقة مع مراد الاشتراكية أكثر من توافقها مع الطبيعة والشاكلة الراسماليةالاحتكارية... ويكشف هذا الباب تحقيقا ما وقع عند الجنوبيين من صريح العقل المتوافق مع صحيح النقل( الكتاب والسنة)
3- الوحدة-ويتعرض هذا الباب الى الأدلة النقلية والعقلية بإيجاز لجماعتين هما
1- جماعة الاتصال
2- جماعة الانفصال
ويتم سرد الأدلة المؤسس عليها بنيان كلتا الجماعتين ويضع الحكومة اليمنية بكل شفافية أمام عدة خيارات وهي
1- قبول هذه النصيحة باعتماد تجربة الجنوبيين لتخطي الأزمة الاقتصادية الحالية
2- الاصطلاح على وثيقة العهد والاتفاق
3- الانفصال
4- الاستعمار – وقد أرجأنا الحديث حو ل تفاصيل وجهة نظرنا حول هذا الباب لاحقا انشاء الله


الباب الأول
الصراع


قال تعالى (( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين))
يمكن حصر الجماعات المتصارعة منذ عام بداية الثورة حتى يومنا هذا الى
1-الجماعة النسبية ( الشعوبية والقبلية)
2- الجماعةالعللية ( المقاصديين)
3- الجماعة الحرفية( الامريين)
اولاالجماعة النسبية ( الشعوبية والقبلية)

لقد كان احد أهم الدوافع المحركة للصراع هو البعد النسبي شعوبيا وقبليا لأهل الجنوب وهي حقيقة لايمكن غض الطرف عنها

ويمكننا حصرها إلى

1- الهاشميون.... وهم

الاماميون
ومشكلة هؤلاء هو الغلو الآري للجنس الهاشمي وان كانت أدلة اختصاص وتفضيل الجنس الهاشمي – بنو هاشم- من المتفقات بين المسلمين , سوى أن الغلو يقودهم أحيانا عند البعض منهم الى عقيدة الاحتكار ... تلك العقيدة التي يحقق كتاب الله تعالى والسنة عدم إطلاقها مطلقا

قال تعالى(( ونادى نوح ربه فقال إن ابني من اهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين قال يانوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ))

فقد نفى تبارك وتعالى نسب الصلب في هذه الآية واثبت تعالى نسب المتابعة والانقياد والموالاة
قال صلى الله عليه وسلم – من لم يسعفه عمله لن يسعفه لن يسعفه نسبه –
وقال تعالى (( إنما المؤمنون إخوة))
وقال صلى الله عليه وسلم – نحن معشر الأنبياء إخوة لعلات ديننا واحد - ..... حيث جعل صلى الله عليه وسلم الدين الجامع بمثابة النسب الجامع للأنبياء عليهم السلام

في الحقيقة إن النسبيين الهاشميين من أبناء المحافظات الجنوبية اخفوا هذا الدافع المحرك لصراعاتهم باسم أبناء الجنوب العربي والتعصب للجنوب العربي كعرب من أهل الجزيرة وليس كيمنيين واعتبرت هذه الجماعة أن تغيير مسمى اتحاد الجنوب العربي الى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هو بمثابة طمس لهوية أبناء الجنوب العربي كعرب من الجزيرة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , وان كان لهم بعض أوجه الصواب في هذا الرأي ولكنه لايرتقي الى مستوى الكمال والحكمة ..وقد تناولنا الحديث حول فلسفة المؤامرة على العرب والسنه في جزيرة العرب في موضوع منفصل منشور في عدة مواقع وموجود على
http://aldhala.com/vb/showthread.php?t=518

الهاشميون الشعوبيون

إن الباحث الذي يتغافل عن دور قريش بشكل عام وأهل البيت من بني هاشم وعبد المطلب.....الخ بشكل خاص في أي صراع إنما يتغافل عن دور هام لهؤلاء الناس العظام
قال صلى الله عليه وسلم
1- -الناس تبع لقريش مسلمهم تابع لمسلمهم وكافرهم تابع لكافرهم
2- لايزال أمر الناس ماضيا حتى اثني عشر خليفة كلهم من قريش
وأعجبني الهاشميين الشعوبيين الذين تفاعلوا مع الناس متجردين من عقيدة الاحتكار الآري للجنس

3- القحطانيون
ويمكن تمييزها الى

1- الجماعة الحميرية
2- الجماعة السبأية
وينقسمون إلى
1-بيوتات السلاطين والمشايخ والعقال من أبناء المحافظات الجنوبية
2- القبائل الحميرية والسبائية من حاشد وبكيل ومدحج
3- الشعوبيون من الفرس والأحباش والهنود والترك ..... والذين استوطنوا الجنوب من بلاد اليمن والجزيرة العربية

لقد كان الانتساب النسبي لل....
1- العنصر
2- الجهة
3- الأسلاف
من الأسباب المحركة للصراع النسبي بين أهل الجنوب , والذي نراه أن دفع الناس نحو الصراع على أساس الانتساب النسبي للعنصر أو للجهة أو للأسلاف ليس محل حكمة ورشد وصواب , فقد دارت عجلات الصراع في مدينة عدن تلك المنطقة التي لاتزيد مساحتها عن خمسين كيلو متر مربع إذا ما ضمينا لها جزء من أبين ولحج وكان أهل هذه الأرض أكثر المتضررين بذلك الصراع .

دعوة لتحرير أهل عدن من الموروثات النسبية والقيام بدورهم الحيوي

إنني ادعوا أهل عدن لتحمل دورهم الجاد اليوم بعيدا عن الموروثات النسبية الأسرية والقبلية والشعوبية الغير حميدة , لأنهم كما أرى والله اعلم أصلح الناس لتحمل مسؤولية وأمانة الإصلاح والتغيير , وارى إن الأصل في ذلك هو استعادة الثقة في أنفسهم
قال تعالى(( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))

ثانيا الجماعة العللية( المقاصد يون)

واقصد بهم الذين كانوا يتعاملون مع النصوص العقلية والفكرية والسياسية والدينية... الواردة إليهم كالناصرية والماركسية والقومية...بعللها والمقصد من حكمتها .. وبرز منهم الأوائل الذين اعتبروا إن العداء مع بريطانيا كان مقيد بالاستعمار لعدن ولا حاجة لاستمرار يته المطلقة بعد خروج الاستعمار من عدن... وآخرين منهم اعتبروا أن الثورة مقيدة بعلة الاستعمار ولا حاجة لاستمراريتها بالتصدير إلى الدول المجاورة بعد خروج المستعمر ... وآخرين منهم اعتبروا أن النصوص الماركسية ليست محل الإطلاق ويمكن الأخذ ما يتناسب منها مع واقع الحال والمآل للبلاد

ثالثا الجماعة الحرفية ( الامريون)

وهم عكس جماعة العلليين حيث اعتبروا بالضرورة الحتمية لاستمرارية العداء مع بريطانيا واستمرارية المد الثوري
والأخذ الحرفي بالنصوص الاشتراكية الماركسية

ولست بصدد إثارة الفتن والجدل, إنما أنا موفق ومبشر...وقد كان لكل من تلك الجماعات نصيب من الخطأ والصواب ولست بصدد التفصيل فيه

لقد عمدت إلى تحرير هذا الباب بمرور عابر لأقول إن من يراهن على حمل راية الإصلاح والتغيير على أساس هذه الموروثات إنما يراهن على سراب ولابد من الثقة والجراءة في حمل هذه الراية بنية الاصطلاح وغض الطرف عن
تلك الموروثات السيئة والتي جعلت أهل الجنوب يصبحون مواطنين من الدرجة السفلى

الباب الثاني

الاشتراكية
قال تعالى
(( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه))

قال السيوطي رحمه الله
مهيمنا عليه – أي رقيبا او شاهدا على ما سبقه من الكتب يقر الحق ويظهر خطأ ماحرفوه
وقال ابن جريج – القران أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل

ببساطة نقول إن من الأفكار الاشتراكية التي وقعت عند الاشتراكيين الجنوبيين إما بنقلها من الماركسية أو بصريح عقولهم له ما يوافقه من صحيح النقل( الكتاب والسنة) كما سيتبين
أولا

المعاداة للكهنوت والطاغوت
تميزت تجربة الجنوبيين بالمعاداة للكهنوتيات والطاغوتيات من السحر والتنجيم والكهانة والقبورية والحبورية و
الرهبنة وكانت معاداتهم لها معاداة عقلية كما تميزت التجربة السالمينية – أي نسبة لسالم ربيع علي ر حمه الله-
ثم تحولت المعاداة إلى الامبريالية العالمية والرأسمالية الاحتكارية والتي أثبتت الحقائق باقترانها مع المشروع الصهيوني بدءا من فلسطين حتى العراق

ثانيا
المخالفة
وتبين الهتافات التي كان يرددها الجنوبيون , مثل
1- احلق شعرك ياخنفوس هذه العانة وهذا الموس
2- لانبغى مايكل ولا شار لستون والجماهير تحمل البندقية
إلى إن الجنوبيين جنحوا إلى تحقيق المخالفة الحسية والمعنوية للامبريالية العالمية ومظاهرها , وقد حقق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابا فريدا في إن المشابهة في الهدي الظاهري للأقوال والأعمال تقود إلى المماثلة في المشاعر والأحوال والإرادات واسماه – اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم-

ثالثا
الثوروية ( شريعة العدل)
لقد تميز الجنوبيون بثورية عظيمة ويكفي أن نعلم أن شعار – بالروح بالدم نفديك يايمن – الثوري الذي غزا العالم وأصبح يردده أحرار العالم كلا حسب بلده وقضيته هو من الجنوب الحر
إن الثورة تماثل شريعة العدل .... ذلك أن بني إسرائيل لما توطنت أنفسهم على الذل والتنازل عن حقوقهم المشروعة انزل الله تعالى كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التوراة بشريعة العدل لتتقوى أنفسهم على العزة والكفاح والنضال من اجل حقوقهم المشروعة ولما حرفوا فقست قلوبهم باسم شريعة العدل انزل الله الإنجيل بشريعة الفضل

وانزل الله القران بشريعة العدل والفضل., قال تعالى((وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين))
1- (( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به))—شريعة العدل—
2- (( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)) –شريعة الفضل—
وتميزت أشعار أبناء الجنوب بالثورية مثل
1—القائد الجيش البريطاني مسيكين ارتبش يوم عشرين الاغر ضيع صوابه
2—ولا باتنتسي يا يوم عشرين من الخاطر ويا من عاد فكر
3—برع ياستعمار برع من ارض الأحرار برع
إن صنف من الناس وخاصة الكهنوتيين و الطاغوتيين والاحتكاريين لاينفع معهم إلا شريعة العدل لأنهم يحسبون الفضل الذي يتعامل معهم الناس بأنه جبن وضعف ..... ويشجع اليوم اليكتاتوريييون الأسريون والاحتكاريون شريعة الفضل بين الناس حتى لايطاليون بحقوقهم المشروعة باسم التسامح والسلام والحب والعفو وكظم الغيظ والصفح
ويحتجون بآيات مثل قوله تعالى (( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)), وكاءن المدافعة بالحسنات لاتكون إلا بالعفو التسامح ... مع أن دفع المحتل الصائل الذي يفسد الدين والدنيا هو من الحسنات والتجريح لأهل البدع والزيغ هو من الحسنات والنضال من احل الحقوق المشروعة هو أيضا من الحسنات

لقد أكد الحاكم الأول للمسلمين المبدأ الثوري عندما قال الصديق رضي الله عنه—إن أحسنت فأعينوني وان أساءت فقوموني—وأكد ذلك المبدأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال بما معناه – الحمد لله الذي جعل في امة عمر من يقومه بسيفه إذا اعوج---