المكلا وسنوات العجاف.. ومن هنا انطلق الحراك

[نايف الحضرمي]

المكلا المدينه الهاديه الجميله التى كانت من اجمل مدن حضرموت والجنوب مرت هذه المدينه على عقود كثيره ومتغيرات اكثر ولكن لم تعرف سنوات مثل مامرة بها بعد اربعه وتسعون (94) .بعد دخول الجيش اليمني لها ..هذه لعام الاسود في تاريخ حضرموت والجنوب كاملا .

في ليله وضحاها تحولت هذه المدينه الجميله والهاديه التى كانت لاتعرف سؤى الحب والافراح فجاه الى مدينة الاحزان . استيقظ اهل المكلا وهم مندهشون يرون في ساحات المدينه اسواق للسلاح وتحول مدينتهم من مدينه حضرميه الى مدينه يمنيه وهجره منظمه له من المستوطنين اليمنين امتلت بهم جميع ساحات وحدايق المكلا وباحات المساجد .حتى الشؤاطئ لم تسلم منهم .دخلو مدينة المكلا وهم يتسابقون على نهب خيراتها .. وبدى المزاد على اكبر المناصب فيه ومن يدفع اكثر في صنعاء ياتي ومعه حاشيته من الصوص وقطاع الطرق يحملون الكياس ليملوها من خيرات هذه المدينه ...

فجاء تحول بقدرت قادر عمال المطاعم والبناء الى مسؤلين في الدوائر الحكوميه واصبح اصحاب العربيات الى ضباط وعسكرين . وتحول المواطن الحضرمي الى غريب في مدينته تغيرت كل معالم هذه المدينه من مظاهر النظام الى العبث والسرقه .تحولت الى مدينه يمنيه وفرض الامر الواقع وهو الاغلبيه اليمنيه . وبدات من جديد هجرة الحضارم ..
وكان ياتي المستوطن ويطلب منك ان تاجر له محل او بيت وان رفضة تتهم انك انفصالي وتسجن وتغرم والى اخره من هذا .لم يتركو شي للمواطن الحضرمي نهب الاراضي والوظائف حتى ارزاق الناس لم تسلم منهم ..
مدينة الشحر : التى يطلق عليه اهلها اسم (سعاد) لانها كانت سعيده و(ام اليتامه) لانها كانت فاتحه دراعيها لكل من دخلها . لم تسلم هي ايضا واتذكر قول الشاعر المحضار (مالك ياشحرنا تصحرتي وقد كنتي مدينه ) الشحر التى لاتعرف ماهو القتل اصبحت ساحاتها للقتال . حتى مقاهي هذه المدينه الفاتنه اصبحت فارغه من روادها ..

اتذكر في نهاية عام سته وتسعون عندما اتاها الرائيس اليمني كي يتفقد مستعمارته وغنائم الحرب ومعه من الحراس مايقارب اربعين الف وحولو المكلا الى ثكنه عسكريه والناس حائرون يتساؤلون وقول اهل المكلا من النكة ( ايش هذه الحنبه . . بدايتها منقا واخرتها حنقا )وقتها استيقظ الشعب في حضرموت من حلم الوحده واكذوبه الوحده عرفو انهم يغرقون وهويتهم اصبحت على المحك وتاريخها بدى يشكو ن العابثين به كانو ينتظرون المنقد لهم ولتاريخهم وحضارتهم من قوم يأجوج ومأجوج الذينا ياكلون كل شي .. وفي ظهور الزعيم حسن باعوم بدات الناس تتلف حوله وخصوصا بعد وقفته الشهيره امام رائيس دولة الاحتلال عندما وقف بشجاعه وقال له بصوت رافع وواثق (اخرج ياعلي من الجنوب انها ارض الاحرار وليس لك فيه مكان ) وقف الناس مدهولين مصدومين كيف استطاع ان يصرخ في وجه هذه الرجل وحوله الاف من حراسه . وفجاء وقف كل من كان حاضرا يصفق ويهتف باسم باعوم ومن هنا انطلق الحراك .. وبدات المكلا وحضرموت ومعها الجنوب بكامله يسترجع تاريخه وهويته التى ارادو ان يمحوها