زرع فتنه بين ابطال الحراك السلمي ابناالضالع وشبوه وردفان وابين

[المحامي يحي غالب]

رسالة مفتوحة إلى القمة العربية – دمشق


بسم الله الرحمن الرحيم


أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية
مؤتمرالقمة العربية – دمشق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن الموقعين على هذه الرسالة نحييكم في قمتكم متمنين لكم النجاح لما فيه مصلحة الأمة، كما نتوجه إليكم برسالتنا هذه باسم شعبنا في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا، حيث تعلمون أن نظامنا قد دخل في الثاني والعشرين من مايو 1990 في وحدة سياسية طوعية سلمية مع نظام الجمهورية العربية اليمنية انطلاقا من إيمان شعبنا بأن الوحدة قوة للأمة العربية جمعاء، وأنها ستفتح أبواب النهوض والرقي أمام هذا الجزء من أبناء الأمة. غير أن نظام اليمن الشمالي ورئيسه علي عبدالله صالح الماثل أمامكم، أبى إلا أن يفرض على نظام الوحدة الوليد أساليب حكمه القبلية المتخلفة، ضاربا بالإتفاقيات الوحدوية والنظام والقانون عرض الحائط. ولم يكتف الرئيس صالح بذلك بل تمادى في فجوره وطغيانه فاستقبل شركاءه في الوحدة بسلسلة طويلة من جرائم القتل والإغتيالات طالت العشرات من القيادات والكادرات الجنوبية في شوارع صنعاء. فكان كل ذلك سببا في نشوء أزمة سياسية حادة توصّل المخلصون من أبناء الشعب إلى صيغة نظرية لحلها في وثيقة " العهد والإتفاق " الشهيرة التي جرى التوقيع عليها في عمّان - الأردن في شهر فبراير من عام 1994.

بيد أن الرئيس صالح رفض الإمتثال لصوت الحكمة اليمانية وغلّب مصالحه ومصالح قبيلته وأركان حكمه على مصالح الشعب والأمة، فجرّد جيشه في غزو بربري همجي على الجنوب وأهله مذكّرا بغزو معلمه السفاح صدام حسين لشعب الكويت الشقيق. وهو بذلك قد ذبح الوحدة الطوعية السلمية الوليدة من الوريد إلى الوريد وأعلن نهايتها أمام مرأى ومسمع الأمة.

وما إن تحقق له الإنتصار حتى أطلق أيادي العصابة الهمجية من أركان حكمه وقادة جيشه وزعماء قبائله تعيث في الجنوب فسادا، نهبا وسلبا للأرض وماعليها وما في باطنها وبحارها من ثروات. كما قذف بكامل جهاز الدولة السابق في الجنوب من جيش وأمن وسلك دبلوماسي وقضائي وإدارات مدنية وتعليمية وغيرها مما يعدّ بعشرات الآلاف من الملاكات والكادرات المتعلمة والمدربة إلى الشوارع ماجعلهم يرون أسرهم وأطفالهم يتضورون جوعا وهم عاجزون عن توفير الحد الأدنى لهم من وسائل العيش الكريم في الوقت الذي ينهب فيه الحكام والنافذون من أبناء الشمال ثروات الجنوب ويكتنزونها لأنفسهم ويعبثون بها هم وأبناؤهم على هواهم.

لقد ولّد هذا الوضع المأساوي لدى شعبنا في الجنوب تراكمات من المشاعر الرافضة للغزو المسلح البربري الهمجي والسياسات الرعناء التي يطبقها الرئيس صالح ونظامه، وقد تجلى ذلك الرفض في مواقف عديدة ومتفرقة قبل أن يأخذ طابعه الشعبي الواسع والمنظم في حركة الإحتجاجات والإعتصامات السلمية التي دشنها أبناء الجنوب منذ عام مضى مطالبين بحقهم في أن تسمع الأمة رفضهم المطلق لنظام الحكم الذي فرضه عليهم الرئيس صالح بسيفه وسنابك خيله، وأن يسمع العالم كله مطالبتهم في حقهم المشروع بتقرير مصيرهم.
إن الرئيس صالح قد واجه حركة الإعتصامات السلمية لأبناء الجنوب بغطرسة العنف الأحمق فاعتقل القادة وأطلق النارعلى المدنيين العزل وأسال الدماء البريئة الزكية، ولكن ذلك لم يفت ّ في عضد المقاومة الجنوبية السلمية بل زادها قوة ً ومنعة ً، وزاد صفوفها وحدة ً وتلاحما. وهاهي هذه الحركة المباركة في مطلع عامها الثاني ترفع أعلام دولة الجنوب عالية خفاقة في عنان السماء.

وليعلم الرئيس صالح أنه كلما استشرس واستحمق في مواجهة الحركة السلمية لأبناء الجنوب كلما دفعهم للجوء إلى شتى أساليب وأشكال المقاومة المشروعة التي تتبعها الشعوب المحتلة إزاء المحتلين الغزاة .


أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
إننا نناشدكم أن تقفوا إلى جانب شعبنا في مواجهته لآثار الغزو الهمجي المسلح الذي شنه عليه نظام الرئيس صالح كما وقفتم ذات يوم وقفة شجاعة في وجه غزو صدام حسين البربري ضد شعب الكويت الشقيق ودولته. كما نناشدكم أن تسدوا النصح للرئيس صالح، أن من الخير له ولشعبنا وللأمة جمعاء، أن يبادر إلى فتح حوار سلمي مع قيادات الحركة الشعبية السلمية في الجنوب كي يخرج ونظامه منه.. ويترك الجنوب لأهله قبل أن يُخرَح منه مثل من سبقه من الغزاة الطامعين.. فشعبنا اليوم عقد العزم على مواصلة النضال، من اجل استعادة وطنه ودولته المستقلة على كامل أراضيه من الاحتلال الشمالي الجديد وبكل السبل المشروعة ومهما كانت التضحيات.

عاش شعبنا، والنصر له في استعادة إرادته الحرة المستقلة،
والنجاح لمؤتمركم لما فية خيرالأمة،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الموقعون:
1- العميد / ناصر علي النوبة – رئيس الهيئة الوطنية العليا لابناء الجنوب، ورئيس مجلس تنسيق جعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين والمسرحين قسراً
2- حسن أحمد باعوم – الامين العام للهيئة الوطنية العليا لابناء الجنوب
3- النائب / صلاح قائد صالح الشنفرى – عضو مجلس النواب
4- العميد / حسن علي البيشي – نائب رئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين
5- النائب / ناصر محمد الخبجي – عضو مجلس النواب
6- الاستاذ / جمال عبداللطيف عبادي – رئيس الهيئة الوطنية لابناء عدن
7- العقيد / ناصر أحمد حويدر – رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين محافظة شبوة
8- العقيد / عيدروس حقيس – رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين محافظة أبين9- الدكتور / فاروق حمزة – رئيس تيار المستقلين الجنوبيين
10- السفير / محمد عبدالرحمن العبادي
11- المستشار / أحمد مثنى علي
12- المستشار / حمزة صالح مقبل
13- القنصل / محمد حسين مقبل
14- العميد / محمد صالح طماح
15- العميد علي الشيبه - رئيس اللجنة التحضيرية للفعاليات السياسية والاجتماعية بمديرية الوضيع
16- العقيد / عوض علي حيدرة
17- العقيد / سعيد محمد الحريري
18- العقيد / أحمد عمر محمد
19- العقيد / محمد عبدالله محمد منصور
20- العقيد / عبدالرحمن قائد صالح
21- العقيد / محسن صالح العبادي
22- العقيد / محمد صالح بلعيد
23- العقيد / سالم عبدالله الكور
24- العقيد / موسى حسين الرُبيدي
25- المقدم / عمر سالم عبدالله هلابي
26- الرائد / أحمد ناصر بن زيد
27- النقيب / حسين سالم الجساري
28- النقيب / حيدرة صالح ناصر
29- الدكتور / فضل سعيد جبران
30- المحامي / محمد موسى سعيد
31- محمد حسين الجرادي
32- عبدالله حسن ناصر الشّيري
33- يحيى قاسم المفلحي
34- صلاح صالح العزاني
35- فيصل عبدالله بلعيد
36- بدر عبده سالم الزهر
37- أزال عمر الجاوي
38- جياب عبدالله الجعبي
39- سليمان عوض علي حيدرة



27 مارس 2008