الجنوب .....استعراض للقوة السلمية الشعبية.... وليس مجموعة لقطاع الطرق

[وحيد الطوالبة]

مؤسف جداً ومخجل الى حد اللا منطق ومعيب على نظام لا يزال يتشدق بالوحدة اليمنية أن يستمر بوصف ما يجري في الجنوب العربي من سخط شعبي وحراك جماهيري واسع بأنه ليس الا مجموعة من قطاع الطرق والأنتهازيين والعملاء والمعتوهين كما قال عبد ربه منصور هادي قبل ايام وكما قال امس على قناة الجزيرة ياسر اليماني وكيل محافظة لحج عضو حزب الرئيس المؤتمر ...هل يصدق عاقل في الدنيا ان ثلاثة ملايين مواطن جنوبي كانوا للأمس القريب شركاء الوحدة وبين ليلة وضحاها أصبحوا معتوهين وقطاع طرق ومجانين ومرترزقة ....الخ حسب أوصاف النظام اليمني ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
قال النظام في البداية ان هؤلاء لهم مطالب حقوقية ووظيفية وشكل لجان وأرسل مبعوثين للمحافظات الجنوبية فمن باسندوة الى باصرة الى عبد القادر هلال ....وسيبقى يرسل غيرهم... ولكن وبعد ان اعترف النظام انها مجرد مطالب وبصعوبة بالغة ... أصبح اليوم يدرك بأن هذا الحديث أيضا بات لا يقنع احدا في الداخل والخارج وهو ما دفعه الى التضييق على مراسلي الفضائيات العربية لابل وتهديد البعض منهم ان واصل تغطية ما يجري في الجنوب ...النظام في صنعاء هو على قناعة تامة أن الجنوب يغلي وقد تجاوز مرحلة التسخين والشحن الشعبي التي ساهم هو فيها ودفع الناس الى الكفر بالوحدة والسير معها بخط مستقيم لن يلتقيا الا على قدم المساواة والندية بدولة جنوبية جديدة وبمواصفات يحددها الجنوبيون بأنفسهم ..وما عادت أوصاف النظام للجنوبيين تجدي نفعا بعد أن سئم المراقبون والمختصون في الخارج سيمفونية النظام المقززة الذي يحاول من خلالها تصوير أهل الجنوب بأنهم بقايا بشر وأنهم ..وأنهم ...الخ ...وهو يدرك وعلى قناعة تامة بأنه - النظام - يحتاج الى عقود طويلة الى تعليم وتثقيف شعبه في الشمال حتى يصل الى ما وصل اليه الجنوبيون وان الهوة الفكرية والعلمية والثقافية بين الشماليين والجنوبيين واسعة جدا وهي أصلا أساس التنافر الشعبي بين الطرفين الذي انعكس على الوحدة .

انني شخصيا أدرك ان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي وهو يصف اهله في الجنوب بهذه الأوصاف كان وسيبقى على قناعة بأنهم ليسوا كما وصفهم .....وهو يتحدث عنهم هكذا لا يتحدث الا لتسديد فاتورة قصره بصنعاء الذي بني على نفقة الرئاسة وبتكلفة زادت عن عشرة مليارات ريال يمني قبل سنوات ...وغيره ايضا لا يتكلم على الجنوبيين سواء كان جنوبي موال للنظام أو شمالي من ذات الطينة والعجينة ..لا يتكلم كذالك الا لأن خبزه وزيته وطحينه وحليبه من النظام وهذا ليس بمستغرب على عالمنا الثالث والرابع والخامس المتخلف .


في الجنوب تبدو الصورة مختلفة تماما والناس يعتزون ويفخرون بأنفسهم وهم من صنعوا الحراك وصبغوه بالصبغة السلمية لأنهم يدركون ان حراكهم السلمي الشعبي يرعب النظام ويخيفه أكثر من السلاح الذي لو أرادوا امتلاكه لأوجدوه وأقلقوا النظام..... ولكنهم يدركون أن استعراض قوة حراكهم سلميا وشعبيا هي القوة المخيفة وهي السلاح الفعال ولهذا هم متمسكون بالحراك السلمي الى أن يرضخ النظام ليس الى منحهم حكما ذاتيا ولا مطالبا حقوقية ووظيفية .....ولكن الى ان يرضخ النظام الى القبول بحق الجنوبيين بتقرير المصير وبناء الدولة التي يطمحون لها بعيدا عن عقدة الوحدة التي أرقت ولا تزال تؤرق الشماليين والجنوبيين معا ...وأنهم سيبقون متمسكون بكل قياداتهم الجنوبية التي يصفها النظام بأنها قيادات انفصالية ..لأن الجنوبيون اعتبروا أن شرعية مطالبهم بفك الأرتباط بدولة الوحدة لا تأتي الا من خلال مساندة قياداتهم لحراكهم السلمي وعلى رأسها الرئيس علي سالم البيض الذي استجاب لدعوة الناس وأعلن عن تحمله للمسؤولية التي طالبه بها الشعب ليقود الحراك معلنا أنه بعد تمكنه من تحقيق فك الأرتباط سيتراجع للخلف ملتزما بدور توجيهي اذا طلب منه تاركا للناس اختيار من يريدون من الجيل الجديد .