العالم ودخان السعودية ـ لكل امة حساب ــ هل ندين أم نصمت ؟!

[ابو عهد الشعيبي]

اعزائي ابناء الوطن الجنوبي العظيم أحييكم من القلب على حظوركم الحريص لإبداء ارائكم خلف هذا الطرح وحقيقة فاني ارى بمنتدى بوابة الجنوب النافذة المشرقة بالنور والخير والعطاء واقعنا وتفاصيل قضيتنا بكل إتجاهاتها بهذه المرحلة الحساسة ، فتواجدكم بما أبديتم يؤكد الحرص واليقضة والوفاء للجنوب ومستقبل الجنوب من جانبكم وينم عن إدراك بوعي لكل المعطيات والتحديات التي تواجه قضيتنا على كل المستويات ومنها الأقليميوما تتطلبه وتحتاجه ليستمر تقدمها والحمد لله فدفتها تمضي بقوة نحو مرسئ الإستقلال .
في مقالتي كنت قد أشرت إلى إن خلفيات الصراع الأبدي المتأجج والمستعر بمنطقة الخليج وأستشهدت بحقائق يلمسها الجميع وأهمها ( المرجعيات الدينية المتطرفة ) ودورها في التأزيم وخلق حالة الصدام والتدهور ، فهي بالطبع مخيفة ومهلكة للمنطقة برمتها وكمسلمين فالأمر يهمنا وإن تجاهلناه مرحلياً ، وسأتفق معكم فربما قد لا يكون من المناسب إن نخوض فيه بقدر ما يجب إن ندركه وتدركه قيادتنا السياسية اليوم لتضعه في الصميم من تحركاتها القادمة ، فهذه الخلفيات بالفعل وواقعاً هي من تقود شعوب الخليج وحكوماته بتهور مع إيران وحكومتها نحو مستقبل مجهول ومخيف فالعداء كل يوم يكبر والأحقاد كل لحظة تُبذر وسنة وشيعة كلاً يشحد سكينه بوجه الآخر ، ومن عاش بالخليج أو السعودية بين أوساط السعوديين والخليجيين من المذهبين يدرك معنى قولي هذا بل إن وصفي لما هو موجود هناك قد لا يرتقي لأبسط صور الحقيقة !
هذه النقطة تم تجاهلها ولم يعقب عليها أحد منكم وباعتقادي إن عدم التعقيب والرد إنما يبرهن على إعتدال الفكر الديني الجنوبي النابذ للتطرف والغلو وهي من مميزات وسمات وقيم المجتمع الجنوبي تاريخياً ، وقد يندرج عدم الخوض فيها من باب كونها نقطة ليست على صلة وإلتقاء مباشرة بما ننشده لقضيتنا بمرحلتها الراهنة وهنا أجد نفسي متفق تماماً باعتقاد كهذا ولا حاجة لأن نكون لأكثر مما نحتاجه لمسيرتنا ، فقط إشارتي لها كانت من باب وضع العقل الجنوبي امام المشهد الخليجي الإيراني الراهن في صورة قريبة من ابعاده وتفاصيله وخلفياته ليس إلا ..

النقطة الثانية قناة العربية ايضاً للأسف ربما لم نستوعب خطورة منهجها وخبثها على قضيتنا وما تهدف من وراء بث برامجها المسمومة المشوهة لمسيرتنا السلمية ومحاولات ربطها بالإرهاب حتى توهم الغرب وساسته بمعلومات مضلله للحقيقة بهدف إلصاق تهمة الإرهاب فينا وتصنيف حراكنا على قائمة المنظمات والجهات الإرهابية ! ولانها سعودية المنبع والتوجه أي القناة فلربما فضَل الكثيرون منكم عدم الرد والتداخل بشانها وسياساتها إنطلاقاً من مبدئ الحرص على عدم مس شيئ له إرتباط بالسعودية ومخططاتها مع إن لا منطق يبرر هذا سياسياً أقل شيئ بحدود مربع العمل الصحفي الذي ننتمي اليه ، فالراي بالراي والحجة بالحجة ومثلما أقلامهم وصحفهم تكتب ضدنا وقناتهم تهاجمنا فأن لنا الحق بالدفاع عن أنفسنا ودفع مخططات الفناء عن قضيتنا أما الصمت فهو الخطأ بعينه !.
وفي الإطار العام سنتفق على منهج الحرص وعلى إن لا نبدأ بمهاجمة الآخر أي من كان وإن لا نستعديه ولكن ليس من المعقول إن لا ندافع على قضيتنا ومسيرتنا حتى لا نغضب من يستهدفنا ويسعا لإجهاضها! وليسمح لي البعض فلم أجد ما يبرر منطقياً فرض هذا السلوك علينا ومع كل ذلك فكسب الجميع من حولنا وبالمقدمة السعودية وعائلتها أمر في صميم مهامنا ولأجل ذلك فنحن هنا لتبادل الفهم والراي حيال مسائل من هذا النوع في ضل غياب الرؤية السياسية والإعلامية الجنوبية المركزية الموحدة والموجهِه لنا ولأقلامنا والتي قد يطول غيابها كما يبدو .

اما قناة العالم فبقدر ما يمثل إستهدافها وإسكاتها إجحافاً بحق الآخرين في التعبير عن أنفسهم وإفلاساً سياسياً وفكرياً في تبني الحجة لمواجهتا بها من قِبل من أوقفها فأن منطق الاشياء ايضاً لن يحشرنا مجبرين بزاوية الرضاء التام والسكوت المطبق عن إجراء من هذا النوع مهما كانت مبرراته ومهما كانت مرونة السياسات تجاه الجارة السعودية ورحيق ودها .. بل إن من الواجب الإخلاقي والإنساني والمهني إن نستنكر هذا الإجراء التعسفي أضعف الإيمان من باب رد الجميل ونحن بالجنوب نعلم كيف كانت قناة العالم تفتح ابوابها للحسني والنقيب والعبادي والمصفري للتعريف بقضيتنا وأوضاعنا في الجنوب وتطلعاتنا قبل سنوات وفي ضروف كانت عسيرة جداً علينا ولم يكن أحد غيرهم مستعد حينها لإن يشير لقضيتنا متعاطفاً حتى بسهم العين فضلاً إن يمنحنا فرصة الظهور الإعلامي من على منبر فضائي .

شكراً لكم جميعاً والحمد لله رب العالمين