هنــــا ردفـــــان ثورة اكتوبر بالصحافة العالمية

[مدفع الجنوب]

الرئيس اليمني يتعهد النصر على التمرد والقتال يتواصل في صعدة
"الحراك الجنوبي" يطالب الجامعة العربية بالتدخل لـ "فك الارتباط"
المستقبل - الخميس 15 تشرين الأول 2009 - العدد 3453 - الصفحة الأولى - صفحة 1



صنعاء ـ صادق عبدو
نظم أنصار الحراك الجنوبي أمس في مديرية ردفان بمحافظة لحج جنوب اليمن مهرجاناً ضخماً بمناسبة انطلاق ثورة الرابع عشر من تشرين الاول (أكتوبر) العام 1963 دعوا فيه جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الى التدخل من اجل "فك الارتباط بين الشمال والجنوب"؛ فيما أقامت السلطة المركزية بصنعاء احتفالاً رسمياً بالمناسبة هاجمت فيه الداعين للانفصال، "والذين يريدون إعادة التأريخ إلى الوراء" .
وكان الآلاف تقاطروا أمس إلى مديرية ردفان حيث عقد مهرجان لأنصار الحراك الجنوبي إحياء لمرور 46 عاماً على قيام ثورة أكتوبر ألقيت فيه العديد من الكلمات من قبل قادة الحراك وأبرزهم ناصر الخبجي الذي قال إن ثورة الجنوب هدفها استعادة الحرية والكرامة والأرض والدولة.
وأشار الخبجي إلى أن المجلس الأعلى لقيادة الثورة في الجنوب والذي يلقى دعم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض عبارة عن جبهة وطنية عريضة لكل أبناء الجنوب المؤمنين بقضية شعبهم والمستعدين للتضحية في سبيلها بمن فيهم أولئك الذين قال إنهم "ما زالوا متأخرين عن ركب مسيرة ثورتهم أو يعملون في أجهزة السلطة الاستعمارية" في إشارة إلى المسؤولين في النظام الحالي .
وكان الحزب الإشتراكي اليمني أكد في بيان له في المناسبة ان ثورة الرابع عشر من أكتوبر "تعرضت للاحتواء وتفريغها من مضمونها مثلها مثل ثورة سبتمبر ومشروع الوحدة والنظام الجمهوري". وقال إن "نتائج الحرب الظالمة في العام 1994 جاءت لتشكل تراجعا واضحا عن الأهداف العظيمة لهذه الثورة، بل وللتراجع عما كانت الثورة قد حققته من إنجازات وتعريضها للهدم والتدمير وتفريغ الثورة من مضمونها الوطني وتحويل الاحتفال بها إلى ظاهرة مهرجانية لا تمت بصلة لحياة الناس ومعاناتهم" .
وأشار إلى أن "الوجه الحقيقي لثورة أكتوبر لا يمكن استعادته إلا من خلال استعادة القيم الوطنية التي من أجلها أتت الثورة وهي قيم العدل والحق والمواطنة المتساوية والشراكة الوطنية بكل معانيها وإنهاء حالة الإقصاء والاستبعاد والحصار والتمييز والقمع التي يتعرض لها الجنوب باعتباره منطلق الثورة والشريك الرئيسي في المشروع الوحدوي السلمي الديموقراطي الذي جرى وأده في السابع من يوليو 1994".
وجدد الإشتراكي تمسكه بما "احتوته وثيقة الإنقاذ الوطني الصادرة عن لجنة الحوار الوطني باعتبارها تمثل بصيصا من الضوء يمكن أن يساهم في تجنيب البلد الوقوع في هاوية الانهيار والتشظي والتمزق".
وأكد نائب الرئيس السابق علي سالم البيض في برقية له تليت في المهرجان أن "شعب الجنوب الذي طرد واحدة من أعتى الإمبراطوريات في الكون يرزح اليوم تحت الاحتلال من جديد"، مشيراً إلى أن الاحتلال البريطاني للجنوب "جاءنا من وراء البحار ، أما الاحتلال الحالي فقد كان نتيجة لانقلاب نظام صنعاء على مشروع الشراكة الوحدوية ".
وقال إن "ما تعرضنا له هو محاولة الابتلاع وإلغائنا كشريك وتحويلنا إلى غنيمة حرب ومسح هويتنا وطمس تاريخنا"، داعياً الجنوبيين إلى "توحيد الصفوف وتعزيزها، من اجل تحقيق الاستقلال الثاني".
أما الرئيس السابق علي ناصر محمد فقد أكد بدوره أن "أمنيات الشعب اليمني في بناء دولة كبيرة واحدة موحدة اصطدمت بجدار الحرب في 94، الأمر الذي شكل منعطفاً خطيراً حَوَل الوحدة إلى ضم وإلحاق وعنف وملاحقة وعبث وإقصاء ومصادرة للحقوق العامة والخاصة وعسكرة للحياة المدنية".
وأضاف ناصر في رسالة لأبناء الجنوب بمناسبة ذكرى ثورة أكتوبر أنه "بات من الحتمي لإنقاذ الوطن من مأزقه التاريخي أن يجري الاصطفاف الوطني باتجاه الحوار على قاعدة التغيير الشامل والكامل ودون ذلك فإن الوطن أمام خطر داهم وعلى من وضع البلاد والعباد في هذه الحالة المأسوية والكارثية أن يتحمل مسؤولياته التاريخية".
اما الرئيس علي عبد الله صالح فأكد في احتفال أقيم بمناسبة ثورة عام 1963 ضد بريطانيا في مدينة عدن ان "النصر على عصابة التمرد والإرهاب الحوثية في صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران آت". وأضاف أنهم "قوى للتخلف لأنهم نسوا الماضي حين لم تكن هناك مدارس او مستشفيات او كهرباء" في إشارة الى وحدة شمال وجنوب اليمن في العام 1990 باعتبارها "اكبر مكسب من ثورة الجنوب".
ميدانيا، تواصلت الحرب المستعرة بين الجيش والحوثيين على الجبهتين الأساسيتين في صعدة وعمران حيث صد الجيش العديد من الهجمات التي نفذها الحوثيون واستهدفت القوات المتمركزة خلف الجبل الأسود حيث كانوا يسعون من خلال تلك الهجمات إلى اختراق القوات المرابطة خلف الجبل الأسود والالتفاف من الخلف سعياً منهم لدخول قرية الحمراء والتمركز فيها والوصول إلى جسر الحواري بغرض تدميره بغية قطع الإمدادات عن المواقع والوحدات العسكرية المرابطة في جبهة حرف سفيان القادمة من صنعاء وعمران .
وتمكنت قوات الجيش في المواقع المتقدمة المتمركزة في التبة الحمراء من رصد دخول أكثر من 15 سيارة تابعة للحوثيين قدمت من مفرق الجوف لتعزيز مقاتلي الحركة الذين يحاولون الالتفاف وتدمير جسر الحواري وقامت بضربها ما أسفر عن سقوط عشرات المتمردين بين قتيل وجريح.
وقال مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 17 عنصراً يتبعون احدى خلايا حركة الحوثي داخل مدينة صعدة، كما شهدت منطقة المقاش وجنوب الصحن مواجهات عنيفة بين أفراد الجيش والحوثيين، اضافة إلى منطقة العند ومدخل الخفجي بآل مسعود. وقد أسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل وجرح 21 حوثياً وقتل ستة جنود أثناء عملية التصدي لهجمات الحوثيين في منطقة المقاش شمال غرب القصر الجمهوري.
وتواصلت المواجهات بين الجانبين في كل من جبل حرم وشعب بن عطبة والسودي والسهلة والصنجاء والقلعة، فيما شن سلاح الطيران غارات على مواقع تواجد الحوثيين في منطقة فوط في مران وضحيان وحيدان.
إلى ذلك، وافق الحوثيون على نداء وجهه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز لطرفي القتال لضمان حماية المدنيين والسماح لقوافل الإغاثة بالوصول لمن يحتاجها والمساعدة في السماح للمدنيين بالخروج من الأماكن غير الآمنة. وأبدى الحوثيون في بيان لهم "استعدادهم الدائم للتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية في كل ما من شأنه إغاثة النازحين وحماية المدنيين".
أضاف البيان "نحن على استعداد لفتح ممرات وطرق آمنة تصل إلى جميع المخيمات والمناطق المنكوبة وبإشراف الأمم المتحدة مباشرة، مع ضمان ألا تستخدمها السلطة لتعزيزات عسكرية، كما حدث في شهر رمضان وتم القبض على سيارات كانت مموهة بمواد غذائية وتحتها صواريخ كاتيوشا وقذائف آر بي جي".

المصدر المستقبل
http://www.almustaqbal.com/stories.aspx?StoryID=373212