يا رحمتاه لنا نحن الجنوبيين كم كنا (و لا زلنا) سذّج و على نياتنا

[طبيب العقول]

يا رحمتاه لنا نحن الجنوبيين كم كنا سذّج و على نياتنا .... و المؤلم أن بعض الجنوبيين لا زالوا على نفس الوتيرة
(( أنه صاحب مشروع صغير مثل صالح )) ... بهذه العبارة يُوصف ويُدمغ الرئيس هادي من قبل حميد الأحمر في المقابلة الصحفية الأخيرة لحميد الأحمر مع د. أنور الغفوري....العبارة أياها ذكرتني بحدث وقع في الأشهر القليلة التي سبقت الحدث الجلل في 22 مايو 90 و أقصد تلك الواقعة المعروفة عن قدوم المرحوم الأمير سعود بن فيصل إلى عدن و عرضه المغري لحكّام الجنوب آنذاك مقابل التأنّي في إجراآت الوحدة الأندماجية .. و قد سرّب حكّام الجنوب آنذاك مضمون الواقعة شعبياً و على نطاق واسع .. و أذكر تعليقي على تلك الواقعة حين سمعتها و كنت حينها في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية حيث قلت لمن نقل لي الواقعة و بالحرف الواحد: ((يا رحمتاه لوزير الخارجية السعودي أنه قلق من قيام دولة عملاقة بجانب دولته..قلق من دولة اليمن الكبرى التي تشمل أمكانيات دولتين كاملتين بجيوشهم و نفطهم و مواردهم الاقتصادية و البشرية طبعاً حاجة تخض و مقلقة قليلا! )) و الآن بعد مرور ربع قرن على ذلك التعليق الشخصي أقول يا رحمتاه لنا نحن الجنوبيين كم كنا سذج و أبرياء و مثاليين وعلى نياتنا و كم كان أمراء السعودية أعمق فهما للشمال اليمني ... و المفارقة الآن رغم غليان الشارع الجنوبي ضد مشاريع هادي الوحدوية و بالذات مشروع الأقاليم الستة يأتي حميد الأحمر ليدمغ الرئيس هادي بأنه ((صاحب مشروع صغير)) على ماذا يدل ذلك ؟؟ تفسيري الشخصي بأن مجتمع الشمال (عكس مجتمع الجنوب تماما) هو مجتمع الإقطاعيات السياسية الأسرية التي لا تفهم و لا تستوعب و لا تتخيل إلا المشاريع الصغيرة الخاصة بها و المشاريع الكبيرة بالنسبة لها خارج نطاق التغطية بالمطلق.... و لي منعكم إذا حد عنده تفسير أفضل يلحقني به ! بقلم: فضل عبدالله أحمد