وعاد الجنوب وعادت عدن

[بوسلطان بلعبيد]

بعد واحد وعشرون عام ونصف من اجتياح واحتلال الجنوب مارس خلالها المحتل كل اشكال الاذلال والقهر للانسان الجنوبي وقتل فيها الالاف وزج باضعافهم في غياهب السجون ودمر خلالها كل مؤسسات الجنوب وبنيته التحتية ونهب الثروات ووزع ارضي عدن ومدن الجنوب الرئيسية بالكيلومترات على حلفاء الحرب على الجنوب من زعماء القبائل والقيادات العسكرية وبعض المسمين بهتانآ وزورا رجال الدين... بعد واحد وعشرين من السنين العجاف التي التي جرع فيها الاحتلال القادم من ثقافة الكهوف السبئية شعب الجنوب كؤوس من العلقم هاهي عدن وقبلها الضالع وبعدها لحج وابين وغدآ شبوة وبعدها حضرموت والمهرة يتنفسون الصعداء بعد ان كسرت المقاومة الجنوبية مليشيات العدو وقوات الشمال شر كسرة ... ان الانتصارات الساحقة التي حققتها المقاومة الجنوبية كانت بفضل الله وتوفيقة اوﻵ ثم بصمود ابطالنا من شباب المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي والتي كان دورها حاسمآ في الانتصار وهنا لاننسى ونحن في غمرة وفرحة النصر شهدائنا الابرار الذين قدموا ارواحهم رخيصة على مذبح الحرية من اجل الاعنتاق والتخلص من براثن واغلال المحتل اليمني المتوحش وكذلك جرحانا البواسل واسرانا الابطال خلف غضبان المحتل... ان الانتصار الذي حققته مقاومة الجنوب اليوم ليس هو النهاية وإنما هو بداية المعركة الحقيقية لتخلص النهائي من الاحتلال اليمني وكل مخلفاته ولازال الطريق امامنا مليئ بالشوك والفخاخ ، ولكننا في المجمل نستطيع ان نقول اننا اليوم وضعنا اقدامنا في الطريق الصحيح الذي سيصلنا إلى دولتنا الحرة المستقلة إن شاء الله قريبآ وخاصة وان الجنوب اليوم اصبح خاليآ من النفوذ الشمالي وإلى حد كبير واضحت السيادة اليوم لابناء الجنوب وإن كان هناك اختلاف في الهدف لدى البعض ممن هم في موقع القرار إلا انهم قلة امام السواد الاعظم من شعب الجنوب الذي حسم خياراته في استعادة دولته وقيامها على كامل التراب الوطني الجنوبي... ان الانتصار الحقيقي هو باالعمل على المحافظة على الانتصار الذي حققته المقاومة الجنوبية على الارض وصيانته بل ويجب ان يتحول هذا الانتصار من انتصار عسكري على الارض إلى انتصار سياسي على الطاولة ... ان المرحلة القادمة هي مرحلة حساسة وخطيرة بل ومفصلية من تاريخ شعبنا وهناك مترتبات سياسية عليها ، ويجب ان تكون القضية الوطنية الجنوبية هي الحاضر الابرز فيها وهنا يجب ان تكون الوجوه الممثلة لثورة الجنوبية على الطاولة ممن لديها الكفائة والحنكة السياسية والقانونية ، كذلك يجب ان نفرق بين المرحلة السابقة من ثورتنا والتي كان الخطاب السياسي فيها غير منضبط وكان المبرر من الكثيير اننا لانخسر شي في حينه وبين خطابنا اليوم ... ان اهم المترتبات على المرحلة القادمة هو الخروج بحامل سياسي جنوبي يمثل الاغلب إن لم يكن الكل من ابناء الجنوب يكون هو الممثل السياسي لشعب الجنوب وهو من يقع على عاتقة مسؤلية التعامل مع الاقليم والعالم لان اي حلول للقضية الجنوبية خلال المرحلة القادمة لن تكون إلا من خلال عملية سياسية ويكون خروج الجنوب واستعادة دولته خروج امن .. *المحامي علي الصياء