عدن . . . و الزحف المليوني في ذكرى يوم الأرض

[أبو غريب الصبيحي]

عدن . . . و الزحف المليوني في ذكرى يوم الأرض

بقلم / أبو غريب الصبيحي

هلت بشايـــرهلا يا فجرنا المبعد * * * على محيا كريتر ترجـــــع البسمة
هاقد أفقنا التقت يا يوليو الأسود * * * و قد أفاقت عدن و أمتصت اللطمة

كتبت قبل مهرجان 30 نوفمبر 2008 موضوعاً بعنوان : " الطريق إلى العاصمة عدن " و أوردت من خلاله " إن القول العربي المأثور : " ليس كل ما يتمناه المرء يدركه " ، قد ينطبق على وضعنا في الجنوب ، فشدة حماس الثائر قد تطفئ فيه شعور الثورة و تزيده إحباطاً ، و لا تجعله يفكر بأن النجاح يأتي من الفشل ، أو ان المرء يتعلم من هفواته و أخطائه .
إن إيرادي لهذا المثل العربي الشهير حينها لم يكن يعني بإنني أدعو الى شيئ من التشاؤم ، أو إيقاف التمني و التشكيك بإنجازات الحراك الجنوبي الداخلي ، و دوره الرائد في إبراز قضية شعبنا الجنوبي على المستويين المحلي و الدولي، إنما هي دعوة لنحافظ على حلمنا و إستمرار التمني لإدراكه" و هو ما اجدده هنا أيضاً .
ما أود قوله لكم أعزائي و نحن اليوم تفصلنا أيام معدودة عن ذكرى يوم الأرض ، ذكرى إحتلال الجنوب و دخول جحافل التخلف و الإحتلال إلى عاصمتنا " عدن " . . . هو أن الإعداد لفعالية ذكرى 7/7 يتم بما هو غير مسبوق لجميع سابقات فعاليات ثورتنا السلمية ، رغم الإعتقالات الجارية التي تحاول أجهزة أمن نظام الإحتلال أن تقوم من خلالها بترويع جماهير الجنوب الثائرة من خلال نشر فزاعات الإعتقالات لإثارة الخوف و الهلع كسبق الإصرار و الترصد لقمع المهرجان الجماهيري الحاشد المرتقب و نشر الأطقم و المدرعات ، و هو ما سيتم بشكل عكسي ، و ما إستعراض العضلات البايخة هذه من قبل هذه الإجهزة القمعية الإجرامية و الإرهابية على الأطفال و القصر إلا من هوان و ضعف شديد يعيشه هذا النظام المتهالك و المتشضي .
و كما قلت كل هذه الأساليب اليوم تستخدمها لتخويف الجماهير و زرع حالة الهلع فيهم كي يحول دون حضور المهرجان و الذي إلى جانب أبناء المحافظات الأخرى في الجنوب المحتل أبناء العاصمة عدن يتهيأون بشكل أكبر مما نتوقع لهذه الفعالية . . . فالجميع يتحدث هنا في عدن بمختلف مديرياتها بأن فعالية 7/7 ستكون مليونية لتعبر عن رفض نتائج 7/7 و التمسك بخيار الإستقلال و فك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية كحق من حقوق تقرير المصير وواجب مشاركتهم فيها ، لم يكن شباب عدن شباب اركان و قات ، و لم نعلم إن جلوسهم في الاركان و مضغهم للقات إنه ليس من بذخ أو رفاهية و إنما من بطالة و ضيق من نتائج الإحتلال ، لن يستمر كثيراً و سيبلغ السيل الزبى و سيطفح الكيل لا محال، و هو فعلاً ما نشهده الآن في عدن و سنشهده في يوم 7/7 .
مما لا شك فيه إن حراك الخارج كان الحافز الأكبر لأبناء الجنوب عامة و عدن خاصة و الذي بدأ بملامح تدويل قضية الجنوب بخروج الرئيس علي سالم البيض عن صمته ، و إعلانه الوقوف مع أبناء شعبه في الجنوب المحتل في ثورتهم السلمية ، و ما أحتواه خطابه من إشارات واضحة و مبادئ أعلن فيه فخامة الرئيس البيض الإلتزام بها خلال " مدة التحرير " و حمل منها الضمانات لأبناء الجنوب ثورتهم .
بكل تأكيد ستكون كلمة الرئيس البيض اذا القيت حقاً قبل 7/7 حافزاً أكبر لأبناء الجنوب عامة و عدن خاصة في المهرجان الجماهيري الرافض لوحدة 7/7 و الداعم لحق إستقلال الجنوب و الذي يتوقع أن يكون مليونيا بالرقم و ليس بالمبالغة .
فالكثير يتحدثون على أن 7/7 هي آخر يوم من الثورة السلمية في الجنوب لإن قضية الجنوب ستصبح قضية مدولة ، و البعض الآخر يرى إن الثورة ستنتقل من الطور السلمي إلى الطور المسلح خاصة بعد أن شكلت بعض مكونات الحراك الجبهة الوطنية المتحدة و البعض الآخ تلاها و شكل مجلس قيادة الثورة ، و تشكيل سلطات الإحتلال مليشيات ما تسمى بالدفاع عن الوحدة الإرهابية . . . و هي إستنتاجات ألهبت مشاعر الجماهير و أوقدت فيهم واجب الشعور بالمسؤولية نحو وطننا الجنوبي المحتل .
وقد شكل مهرجان فك الإرتباط الذي قمعته سلطات الإحتلال في 21/5 حيث رفعت فيه أعلام دولة الجنوب ، و صور الرئيس علي سالم البيض ، بدايةً لكسر حاجز الخوف في العاصمة عدن و تجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها سلطات الإحتلال اليمني على أبناء الجنوب .

***

حلقة الإتجاه المعاكس و التي أبلى فيها د . عبده النقيب بلاء حسناً في الدفاع عن قضية الشعب الجنوبي أمام الرأي العام الخارجي و الداخلي لا زال كثيرين يتابعونها في المقاهي الإنترنت و يتبادلونها بإسطوانات ( سيدي روم ) و الفلاشات ، فقد أصبح لها رواج كبير في الجنوب و عدن و سيكون لها الجزء الكبير من الفضل في تجييش الشارع الجنوبي لـ 7/7 و دق الأجراس لهم إيذاناً بأن التحرير قادم .

***

تتعمد سلطات الإحتلال دائماً عندما ترى أن الزحف شديد نحو العاصمة عدن على إغلاق المنافذ المؤدية إلى العاصمة حتى تحبط الكثيرين و يعودون أدراجهم إلى المحافظات التي أتوا منها و تحت ضغوطات جمة تضطر لاحقاً لفتحها ، نرجو من جميع الأخوة التركيز على هذه النقطة المهمة ، و ألا نكرر ما حصل في زنجبار في 27/4 عندما أغلقت نقطة العلم لمدة ثلاث ساعات و أعادت فتحها بعد أن عاد الكثيرين من حيث أتوا .

***

في الختام تحية للأبطال الثائرين في معتقلات الإحتلال و على رأسهم البطل الثائر الصغير و الشجاع و الكبير بنضاله معتز العيسائي . . . الذي ودعنا في المنتدى و لم يعلم ما يحيكه له نظام الإحتلال الجبان ، ستعود يا معتز للميدان و للجماهير و للمنتدى فأنت كما عرفناك مثال للمناضل الجنوبي . . ستخرج يا أخي يوم تبيض وجوه و تسود وجوه تحية لك و لجميع الأخوة المناضلين في إتحاد شباب الجنوب و الراية لم تنكس .
و النصر و التوفيق للجنوب . . .