هل كانت سلمية الحراك خطأ عظيم

[علي المفلحي]

المحرر السياسي " هل كانت سلمية الحراك خطأ عظيم

19 جمادى الثانية 1436هـ - 08 ابريل 2015 م
المحرر السياسي
صدى عدن / كتب المحرر السياسي


كتب المحرر السياسي / صدى عدن

على مدى ثمان سنوات كان يمكن للحراك ان يصبح قوة ضخمة ومنظمة ومدافعه بثبات. وكان يمكن تحقيق انتصارات كبيرة من خلال فرض قدراته العسكرية على الارض وقدراته السياسية في الانتصار للقضية الجنوبية.
لقد اثبتت الحرب على الجنوب القدرة السريعة لقيام تشكيلات دفاعية من الشباب بمختلف قناعاتهم يوحدهم هدف واحد يتمثل في الدفاع عن الجنوب وأهله ومقدراته.
الان ومع هذا الهجوم الكبير على الجنوب ادرك الجميع ان سلمية الحراك كبّلت كثير من القدرات وأهدرت كثير من الطاقات التي كان يجب ان تسخّر لتنظيم الشباب من كل المحافظات وتشكيل وحدات لنواة جيش جنوبي بشكل تدريجي تحت قيادات موحدة ومنظمة.
في كل زمن صعب يكتشف الجنوبيون ان قياداتهم في الخارج قد أثرت سلباً في كل تلك المراحل على مسيرة الحراك ووحدته، لان الواقع الان يثبت ان الشباب حين يتحرروا من الولاء لتلك القيادات يستطيعوا ان يصنعوا المستحيل.. وابعد من ذلك، فانهم الان ليسوا معنيين باي مشاريع سياسية لمرحلة ما بعد الحرب خاصة تلك التي ستدخل الجنوب ثانية في مشاريع وحدوية او مشاريع الاقلمة، لان قوته على الارض تتطور بشكل سريع لتصبح هي وحدها من سيمثل الجنوب ... بشرط ان تكون له قيادة شبابية موحدة في كل محافظات الجنوب وفي مقدمتها عدن.
يتمثل التحدي الاكبر في مرحلة ما بعد الحرب وهي النتائج السياسية لهذا الصمود الجنوبي والتضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب منفردا. وفي هذا الصدد فان على شعب الجنوب أن لا يضع كل تضحياته ورقة بيد اي قوة اخرى لتفاوض بها من اجل مشاريع سياسية لا تخدم الجنوب. فالطبقة السياسية الجنوبية هي اما تلك التي تدور في فلك الوحدة اليمنية او تلك الهاربة في الخارج منذ عقود وتتاجر بقضية الجنوب في كل مرحلة.
على شباب الجنوب الان ان لا يقايضوا دماءهم بأي شي سوى حرية الجنوب ولهذا فان قيادات ميدانية يجب ان تظهر من بين الدمار وتدير الشأن الجنوبي وان لا تتركه مطية للساسة الذين أوصلوا الجنوب الى هذه الكارثة
التي يعيشها ويقاتل من اجل خلاصه النهائي.

كتب المحرر السياسي لـ صدى عدن 7ابريل 2015