تعطية اخبار الجنوب ليوم السبت الموافق 20\9 \2014

[علي المفلحي]

التصعيد الثوري الجنوبي.. وحرب صنعاء



هاني الأسودي



المتابع للثورة الجنوبية يلاحظ أنها تمر في مرحلة من الخمول والهدوء، الذي أود أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.

من خلال المتابعة المستمرة لسير التصعيد والتهدئة الذي يتبناه الحراك الجنوبي يتضح جلياً للعيان أن الحراك يتبنى سياسة رد الفعل، فليس هناك خطة واضحة ينتهجها الحراك.

لا بد من مصفوفة متكاملة للتصعيد في الثورة الجنوبية، ولا بد أن تتسم هذه المصفوفة بتقسيم للمراحل الثورية، والتي ينبغي أن تكون بعيدة عن الإنفعال اللاعقلاني.. صحيح أن الأحداث التي تحدث يوميا في الجنوب تستدعي في كثير من الأحيان ردود فعل غاضبة بل ومتشنجة أيضا، إلا أنه لا بد من دراسة تأثيرات تلك الإنفعالات على أهداف وخطة التصعيد الثوري.

أنا لا أقول هنا أن نكتم كافة إنفعالاتنا تجاه الجرائم اليومية والانتهاكات التي تحدث على الأرض، ولكن لا بد أن تصب مخرجات تلك الإنفعالات في صالح التصعيد الثوري وفق خطط مزمنة.

وأجد أن الدعوات الجنوبية المتكاثرة في إنشاء المجلس الوطني الجنوبي والهادفة إلى وحدة الصف وتجاوز القيادات الطاعنة في السن والتي أضرت بالقضية الجنوبية أكثر من إفادتها لها.. أجد أن تلك الدعوات هي بذرة لوجود كيان جنوبي موحد قادر على التفاوض الكامل باسم الجنوبيين وتمثيلهم في المحافل الاقليمية والدولية شارحا للحق الجنوبي المغتصب وحاشدا للدعم الدولي في استعادة ذلك الحق.

وبعيدا عن ذلك كله، لا يمكن للجنوبيين أن يغضوا الطرف أو يتخذوا مواقفا متباينة تجاه الحرب الأهلية الدائرة في العاصمة اليمنية صنعاء بين الأخوان المسلمين والحوثيين، حيث أن إمتداد تلك الحرب قد يكون في المستقبل قريبا من الحدود الجنوبية وقد يصل للعاصمة الجنوبية عدن، لابد من اتخاذ موقف واضح تجاه تلك الحرب وأعتقد أن الحياد هو الموقف الصحيح، فعلى الرغم من الجرائم التي أرتكبها الأخوان المسلمون في الجنوب أبَّان حرب الإحتلال في 94 وما أعقبها بقيادة المجرم علي محسن الأحمر وعبدالله بن حسين الأحمر وأولاده وفتوى الديلمي التي أستباحت الدم والمال والعرض ومحاولتهم عقب ذلك طمس الهوية الجنوبية وتدمير الجنوب (الأرض والإنسان)، إلا أن مساندة طرف ضد طرف في هذه الحرب هو خطئية كبرى قد تجعل الجنوبيين وسط المعركة دون ناقة لهم أو جمل.

الرئيس هادي ذاته يقف كالمتفرج أيضا فعلي محسن الأحمر هو الذي يبدو أنه يقود المعركة ضد الحوثيين، وما ذهابه يوم أمس لمقر الفرقة الأولى مدرع (المنحلة) واجتماعه بالضباط والقيادات العسكرية فيها إلا تأكيداً على أن قرارات هادي بحل الفرقة وعزل الأحمر من منصبه ما هي إلا حبرا على ورق.