مصيبتنا طوال 40 عام في علي فهل نكمل العمر نكابد مصائب علي

[حيان حطيب]

تختزل هذه العبارة ثقافة الزمن الرديء الذي عاشه الشعب الجنوبي لعقدين من الزمن تحت حكم الاحتلال اليمني بقيادة علي صالح وعائلته ذلك الواقع المهين الذي كان مملؤا بقيم الفساد والنفاق والقبح والاستبداد والتطبيل والانتهازية وتقديس الفرد و مجموع هذه القيم القبيحة التي فرضت نفسها بالقوة الغاشمة وسيطرت على قطاع واسع من المجتمع الجنوبي واحبطته وقهرته

هل تذكرون هذه العبارة وأخواتها والشعور بالغثيان والقرف والقهر عندما كنا نقراها أو نسمعها مرارا
لازلنا نتذكر هذه المفردة وغيرها كثير من مفردات ثقافة الانحطاط والعبودية والتأليه والتقديس الزائف للفرد من مثل :
لا أحد الا أنت - خيلت براقا لمع - مالنا الا علي - قائد شجاع لشعب عظيم - رائد التنمية وصانع الوحدة وباني اليمن الحديث - ابن اليمن البار - صانع النصر العظيم - حامي حمى الديار - وصمام امان الوحدة - مرشح الاجماع الوطني ،،، الخ
كل تلك العبارات التقديسية والتي لم ولن تكون يوماً كنية يكنى بها اقبح انسان عرفة شعب الجنوب وعاش سنين من الزمن تحت حكمة المتخلف
علينا أن نتوقف كثيرا ونفكر مليئا في مفردات هذه الثقافة المنحطة الرديئة التي فرضت علينا و نجيب على السؤال الأتي : لماذا سيطرت هذه القيم القبيحة على مجتمعنا و جردته من انسانيته و جعلته مزرعة للفرد والعائلة ؟ كما يجب علينا أن نأخذ الدروس مما حل بوطننا طيلة 20 عاما حتى لا تتكرر المأساة ثانية و حتى لا يعيد الاستبداد انتاج نفسه ليحكم شعبنا مرة أخرى تحت أي مسمى و بأي شكل كان
ان تقديس الفرد لا يمكن ان نقبلة بعد ان عرفنا صنوفاُ من الويل والقهر طوال هذه الفترة
لكن الامر الخطير والثقافة المنحطة التي انتشرت هذه الايام في تمجيد شخص الرئيس المزعوم لدولة الجنوب القادم والتي اصبحت منتشرة بين كثير من الناس ويقبلونها ويألفونها رقم انها مقززه وتشعر بالاشمأزاز لانها تكاد تلامس ثقافة التقديس التي عشناها طوال 20 عام من حكم اقبح انسان عرفة التاريخ وعرفه شعب الجنوب
لهذا يجب ان نخلع تلك الثقافه لانها ليست ثقافتنا وليس لها بيننا مكان ولن نقبل ان نتخذ اله غير الله سبحانه وتعالى وهذا لا يعني اننا ضد احد لكن الحق يقال مهما كان فيه من المرارة فعلى منهم في غير صف الحق ان يقبلو وعلى من اشربو ثقافت التمجيد والتقديس ان يعرفو ان الزمان تغير وان المنطقه تعيش ربيع التنوع والتغيير وان حكم الفرد والحزب لم يعد له مكانه

أما الان فعجلة التحرير قد دارت والوقت قد حان لينعم الجنوبيون بحياة أفضل ملؤها الأمل المفعم بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة وحكم القانون وتكافؤ الفرص والابداع واشراك كل افراد الشب فلا تقديس ولا تمجيد لاحد خصوصا من قد عرفناه ولن يكون هناك اي تقديس ولا تمجيد الا لمن يقدم شي لشعب الجنوب من تنميه وازدهار وان لا يكون تمجيد بل اعترافاً بما قدمه كما قال الرسول صلى الله علية وسلم : ( مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ ) رواه أبو داود (1672) وصححه الألباني .