الدكتور مسدوس يرد على انيس حسن يحيى

[احمد الخليفي]

القيادي مسدوس : أنيس حسن يحيى رجل صادق ويعي ما يقول إلا إذا خانه التعبير
الجمعة 7/9/2012



حياة عدن / متابعات
قال القيادي الجنوبي محمد حيدرة مسدوس، معلقاً على مقالة للأستاذ أنيس حسن يحيى، نشرت بصحيفة "الأولى"، الأحد الماضي، إن الأستاذ أنيس رجل عدني صادق ويعني ما يقول إلا إذا خانه التعبير، حد قوله.

وأضاف في تصريح لـ"الأولى": أنيس حسن صديقي وأحترمه لأنه عدني صادق يعني ما يقول إلا إذا خانه التعبير، وليست لديّ الرغبة في التعليق على كلامه، غير أني سأعلق ببعض الكلمات.

وقال: "إنه وصف باعوم بالمناضل الوطني الاستثنائي، وهذا صحيح، ولكنه وصف موقفه السياسي بالخاطئ، وهنا خانه التعبير لأن كلاً من المفهومين ينفي الآخر موضوعيا ومنطقيا".

وأضاف أنه وصف استعادة الدولة بالحل غير الواقعي، واستدل على ذلك بفشله في حرب 1994. وهنا خانه التعبير، لأن مثل هذا القول يوحي كأن الطرف الجنوبي هو الذي قام بالحرب من أجل الانفصال، وأن الحرب هي التي أفشلت الانفصال وحافظت على الوحدة. وهذا تبرير للحرب بامتياز، وهو يعلم أن إعلان الحرب جاء من صنعاء. ثم إنه في نفس المقال يقول إن الحرب ألغت مشروع الوحدة.

واستطرد قائلاً: "لقد قال إن فك الارتباط سيؤدي إلى تشظي الجنوب، وهنا خانه التعبير، لأن الجنوب توحد بعد خروج الإنجليز وهو مشظى، فكيف سيتشظى وهو موحد؟ وحتى لو افترضنا ذلك فمن أين ستأتي شرعية هذا التشظي بعد اعتراف العالم بالوحدة السياسية للجنوب؟".

وأضاف: لقد ألح الأستاذ أنيس كثيرا على مشاركة الحراك في الحوار الوطني الشامل، وهو يدرك أن قضيتنا هي بين طرفين وليست بين أكثر من طرفين، هما: الشمال والجنوب، ويدرك أيضا أن مرجعية الحوار هي المبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة. وهنا خانه التعبير لأن مشاركتنا في الحوار تجعلنا ملزمين بنتائجه، وهذا دفن للقضية.

وأضاف مسدوس: "إنه وصف مطلب الحوار الندي بين الشمال والجنوب بالمطلب الخاطئ، وهنا خانه التعبير، لأنه بدون الحوار الندي تصبح قضية شعب الجنوب مثل أية قضية من قضايا الشمال، وهذا دفن لها".

واستطرد: لقد وصف موقفي بأنه لم يقرأ المتغيرات السياسية. وهنا خانه التعبير كما خانه سابقا عندما كان يقول بأن فكرة إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة هي فكرة صحيحة، ولكن الأخ مسدوس فقد البوصلة بفكرة الشمال والجنوب. وهذا معناه أنه يرفض آلية تحقيق الفكرة، وبالتالي الفكرة ذاتها، لأنه من البديهي أن رفض آليّة تحقيقها يعني عدم تحقيقها.

وواصل القول: "إن رفض أنيس القاطع لقولي بأن الحرب من الناحية الموضوعية قد كانت إسقاطا ليمنية الجنوب، هو دليل على عدم فهمه لكلامي أو عدم قراءته هو للمتغيرات. فأنا لم أتحدث عن الهوية الجهوية أو الجغرافية التي يستحيل دحضها، وإنما تحدثت عن الهوية السياسية للجنوب التي كانت قبل الاستقلال الجنوب العربي وبعد الاستقلال اليمن الجنوبية، وتحدثت عن الواقع الموضوعي وليس الذاتي، أي عن الشعب باعتباره الموضوع للسياسة، وليس عن السياسيين، فالسياسيون هم الذات بالنسبة للشعب، والشعب هو الموضوع بالنسبة لهم، فماذا يقول الشعب في الجنوب بعد الحرب؟ ألم ترفض حاليا الأغلبية المطلقة الهوية اليمنية التي جعلتها الحرب سببا في قهرهم؟".

وكان القيادي الجنوبي محمد حيدرة مسدوس نشر مقالاً في أسبوعية "الوسط" تحت عنوان "التوضيح الحادي عشر للحراك"، وكان للأستاذ أنيس حسن يحيى تأملات في مقالة مسدوس ضمن مقال مطول نشر بصحيفة "الأولى" الأحد الفائت، نورد هذه التأملات كما نشرت:

"ولأن الشيء بالشيء يُذكر، أقول إني قرأت في صحيفة "الوسط" في عددها الصادر الأربعاء 29 أغسطس، مقالاً للأخ مسدوس، بعنوان: "التوضيح الحادي عشر للحراك"، يستحق التأمل والرد، ولكن الرد عليه ليس مكانه هنا.

تربطني بالأخ مسدوس علاقة صداقة متينة أعتز بها، وأنا أحترم روحه المبادرة في طرح رؤاه السياسية الخاصة، ولكني أعيب عليه أنه لا يأخذ المستجدات والمتغيرات في الحياة السياسية في بلادنا، في حسبانه عند تبنيه خيارات سياسية معينة، فالأخ مسدوس في مقاله المذكور أعلاه يذهب إلى حد قوله: "إن حرب 94 قد كانت من الناحية الموضوعية ليس إسقاطاً فقط لمشروع الوحدة، وإنما أيضاً إسقاطاً ليمنية الجنوب".

قول مسدوس إن حرب 94 أسقطت مشروع الوحدة قول صحيح تماماً. نعم حرب صيف 94 ألغت مشروعية الوحدة اليمنية التي بُنيتْ على أساس خاطئ منذ البداية، باعتمادها الصيغة الاندماجية التي أثبتت الحياة فشلها. ولكن قوله بأن هذه الحرب أسقطت يمنية الجنوب استخلاص خاطئ تماماً، إذ كيف يمكن لهذه الحرب أن تُلغي حقيقة كون الجنوبيين يمنيين؟ هذه المسألة -أي كوننا يمنيين- لا تتعلق برغباتنا، وهو قول مجافٍ لحقائق التاريخ المكرسة عبر آلاف السنين، والتي تقول بأننا شعب يمني واحد حتى لو قامت أكثر من دولة على الأرض اليمنية، تماماً كما كان قائماً قبل الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية.

والسؤال الذي أتوجه به إلى الأخ مسدوس: هل عندما تبنى الأخ مسدوس شعار إصلاح مسار الوحدة اليمنية، وهو شعار صحيح تماماً، كان يمنياً، ثم فقد الأخ مسدوس هويته اليمنية لاحقاً تحت ضغط الواقع الجديد الذي كرسته حرب 1994؟ علماً أن شعار إصلاح مسار الوحدة رفعه الأخ مسدوس بعد حرب صيف 94، وكان موفقاً في تبنيه هذا الشعار الذي تخلى عنه اليوم.

http://adenlife.net/news/11329.htm#ixzz25oIh8GAs