لماذا أعلنت دويلة مأرب الأحمرية قيام إقليم سبأ؟

[سم الدحابيش]

من الإستقلال إلى الأقاليم الستة!

د. صالح الجبواني

كثيرون ممن ربضوا زمناً طويلاً في حجر عفاش، ورضعوا من بقرته الحلوب، وصفقوا له ولنظامه العائلي البغيض، علناً أو سراً، نراهم اليوم من رموز الإستقلال وإستعادة الدولة. حينها كنا نحن نعاني في مقاومة ذلك النظام الجوع والتشرد والمطاردة وقطع الرزق والسجون، ومنذ اليوم لسكوت المدافع في حرب ١٩٩٤م. كنا ثلة قليلة قد وقفنا وقفة رجولة وبطولة في وجه نظام منتصر ومنتشي، ونجد اليوم المناضلين الجدد يزايدون ويوزعون التهم يميناً وشمالاً.

وقوفنا لم يكن من أجل أحد، ولا رضى لهذا الحزب، أو تلك المنطقة، أو هذا الزعيم.. وقوفنا كان عن قناعة لتخليص شعبنا من ذلك النظام الإحتلالي البغيض.

كنا نعتقد أن الجنوبيين تعلموا من التجربة المريرة لكن من تنادي.. عشر سنوات عجزوا عن تأسيس كيان سياسي يقود حراكهم ويمثلهم أمام الآخرين .. ليس لأنهم غير قادرين، بل لأن كل منهم يكيد للآخر ويتحين الفرصة لكي يلتهم الضحية (الجنوب) لوحده، ويريد من البقية أن يكونوا ديكوراً. نعم هذا حصل بعد التحرير من العصابات الإنقلابية، وأنتم ترون اليوم ما يجري في عدن بأم أعينكم.

الوحدة ليست غاية بحد ذاتها ولا الإستقلال أيضاً. فحينما تثبت التجربة أن الإستقلال ليس سوى عودة للنظام القديم وأولاد رموزة وهويته المناطقية فليس فيه خير أبداً.. إذن ما الحل؟!

مشروع الإقليمين هو إنفصال مؤجل كما قال الدكتور الإرياني وهذا المشروع يحمل نفس مشكلات الإستقلال ولا يؤدي إلا إلى مزيداً من الصراعات شمالاً وجنوباً، لذلك فهو مشكلة بحد ذاته ويجب إستبعاده.

الحل يكمن بعد تدمير نظام عفاش وهزيمة التحالف الإنقلابي أن يشرع اليمنيون في بناء الدولة الإتحادية ذات الستة الأقاليم، لكي يجرب الناس حكم أنفسهم في أقاليمهم، وتظل الدولة واحده، بجيشها، وكياناتها السيادية، لتضبط النزعات الطائفية والمناطقية والقبلية وتذيبها في المجال الوطني العام.

هذا هو الحل الحقيقي لمشكلاتنا في اليمن، وأرجو من أسرى الشعارات والضجيج، أن يمعنوا العقل قليلاً، ويفكروا جيداً، ويتخذوا القرار الشجاع.

ثم أن الدولة الإتحادية بقدر ماهي رغبة لأغلبية اليمنيين، فأنها توجه عربي ودولي ولكم أن تعودوا لمقررات القمة العربية التي عقدت بالأمس في منطقة البحر الميت بالأردن، وقرارات مجلس الأمن الدولي وستتبينوا هذا التوجه.

نعم صرت أؤيد وبكل قوه، بل أنني أعتبر نفسي جندي في سبيل الوصول للدولة اليمنية الإتحادية ذات الستة الأقاليم وأتمنى من كل يمني جنوبي أو شمالي وفي أي مكان يتواجد بالداخل أو الخارج أن يتخذ ذات الموقف لنخرج بلادنا من هذا الجحيم الذي تعيش فيه نتيجة للمشاريع العصبوية الظالمة.



اقرأ المزيد من عدن الغد | من الإستقلال إلى الأقاليم الستة! http://adengd.net/news/251938/#ixzz4cszmYMMV