أكد أن ابناء يافع يحتفلون برمضان قبل قدومه بعدة أيام

[أبو عامر اليافعي]

غبقة دبلوماسية

أكد أن اليمنيين يحتفلون برمضان قبل قدومه بعدة أيام

السعيدي: الغبقات الرمضانية عادة كويتية أصيلة لا مثيل لها
سميرة فريمش
[email protected]

رئيس الجالية اليمنية وامينها العام يتحدثان للزميلة سميرة فريمش

منذ فترة واخبار اليمن لا تراوح مكانها، حيث التناحر بين الاشقاء واحيانا الحديث عن المصالحة بين الحكومة والمعارضة، لكن وسائل الاعلام تناست او نسيت مكانة هذا البلد الكبير بتاريخه العريق بحضارته التي لا تمحى.

فاليمن متعدد الثقافات والعادات ومتعدد المواقع وقد حباه الله بطبيعة تكاد تكون فريدة من نوعها في المنطقة حيث يتمزج علو جباله مع خضرة سهوله وخيراته، كما توجد للعادات العربية الاصيلة مساحة كبرى في هذا البلد العريق.

اليمن لا يقتصر الحديث عنه في حلقة واحدة او في حلقات عدة فقد نحتاج الى ملحقات خاصة تحكي عادات وتقاليد هذا البلد الكبير بكرم اهله وبتوارث تقاليده التي لا تنتهي.

ولمعرفة مظاهر شهر رمضان الكريم في هذا البلد العربي الشقيق ارتأينا ان نتحدث عن منطقة «يافع» الواقعة في الجنوب وذلك للتقرب اكثر من المنطقة الجنوبية واهلها وذلك من خلال بانوراما رمضانية جمعت رئيس مجلس الجالية اليمنية في الكويت خالد السعيدي وامينها العام المحامي علوي السقاف.

فجاء الوصف التالي:

بداية ونحن نحتفل بشهر رمضان المبارك اعاده الله عليكم وعلى الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات، نود التقرب اكثر من مظاهر رمضان في منطقة يافع وأهم ما يميزها في هذا الشهر الكريم؟

طبعا الحديث عن شهر رمضان في منطقة يافع قد يكون مختلفاً نوعا ما عن بقية الاحتفالات الاخرى حيث لايزال الناس يستعدون لهذا الشهر الكريم.

وعند بداية قدوم شهر رمضان تبدأ النساء في الغناء اثناء العمل المنزلي مرحبات بقدوم الشهر المبارك قبل اسبوع من قدومه، ويقمن بإعداد قمح الشوربة قبل حلول رمضان تذبح الذبائح في كل ارجاء منطقة يافع والبعض الاخر يؤجلها الى اول يوم من رمضان الذي يسمونه «المدخل» والذي يعني مدخل شهر رمضان وفي آخر ليلة من شعبان تقام «الهشل» التي تعني اشعال النيران على اسطح المنازل وفوق المرتفعات الجبلية ايذاناً بدخول رمضان وفي هذه الليلة يتفرغ الصبية لإطلاق الالعاب النارية في الجو فرحين مستبشرين لا تسعهم الارض سعادة قائلين «والهشلة والعيد غدوة» تقوم المساجد بالتهاليل الدينية وتبدأ بهذا الشهر دورات لتحفظ القرآن وخاصة بعد اجراء التحسينات بدور العبادة واهدافها الاصلاحية وقديما كانت المساجد صغيرة لا تزيد عن حجم سكان القرية.

طقوس وتحضيرات

هل هناك طقوس معينة يقوم بها الاهالي قبل الإفطار؟

نعم هناك بعض الطقوس والتحضيرات التي يقوم بها الاهالي خلال هذا الشهر الكريم من تحضيرات منها ان اهل يافع وقبل اذان الافطار يذهب المصلون ومعهم عجمات التمر للافطار والبعض منهم الاخر يحضر «ثرمس» وهي انواع من القهوة المشهورة في المنطقة والتي في بعض الاحيان تعوض الناس عن الماء حيث تستهلك بشكل كبير جدا ونحن نستعمل هذا النوع من القهوة العربية في جميع الاوقات واتذكر هنا ان جدتي مثلا كانت تستخدم القهوة بدلا من الماء والعديد من اهل يافع يستخدمون ذلك.

والغرض من جلب القهوة والتمر الى المسجد لصلاة المغرب لكل تتجلى روح المودة بين الناس بتقديم القهوة والتمر كل يؤثر الآخر على نفسه في البدء.

وماذا عن اهم الاطباق التي تقدم على طاولة الإفطار؟

طبعا نحن نهتم بشكل كبير بتقدم الشربات والرز مع اللحمة وهذا شيء ضروري ومهم اضافة الى بعض الاطباق اليمنية حيث يتحمل الأهالي مصاريف باهظة في هذا الشهر لتوفير المواد الغذائية وحاجتهم لبعض اللحم اثناء الفطور وان كانت اطباق الشوربة تعد المفضلة وحبيبات السمبوسة.

وماذا عن وجبة السحور، هل هناك اطباق يحرص على تناولها أهالي المنطقة؟

يتناول الأهالي في السحور الرمضاني وجبات قليلة وغالباً ما يعتمد على العصيد وهذه الاكلة المكونة من الدقيق والزبدة والماء يعتقد انها تمنع الجوع والعطش وكذلك فان بعض الاشخاص يتناولون اللحوم والارز كوجبة رئيسة اثناء السحور لكن الشيء المميز في السحور هو ذلك «النفير» الذي يوقظ النائمين للسحور وهذه عادة متبعة وباقية الى يومنا هذا في «يافع»، ومن تلك الاغاني التي تردد «سحورك يا صائم».

هل يشبه المسحراتي؟

الى نوع ما فنحن لا نخرج عن الطابع العربي سواء في الاحتفال بالشهر بالانارة او المسحراتي او غيرهما لكن أهل المنطقة لايزالون يحتفظون بعاداتهم القديمة.

الغبقات الكويتية

هل هناك تقارب بين مظاهر رمضان في الكويت ويافع؟

طبعاً جميع الدول العربية والاسلامية عادة ما يكون هناك تقارب بينها في الاحتفال بهذا الشهر الكريم الذي اصطفاه المولى عز وجل، وما يميز الكويت في الغبقات الرمضانية التي تقام وكذلك تجمع الناس في الديوانيات وهذه العادات ايضاً موجودة في يافع ولكن بطرق اخرى، حيث يحرص الاهالي على التجمع وسماع الحكاوي، وتبادل الزيارات.

واتذكر ان جدتي كانت دائما ما تحكي لنا حكايات رمضانية لاتزال عالقة حتى الان كما ان التزاور بين الاهل ضروري وتبادل العزائم فيما بينهم فمثلا الأب يحرص على التكفل بافطار ابنته المتزوجة وعائلة زوجها بالكامل، اي انه يحرص على توفير كل التزامات الافطار من كل النواحي حيث ينقل لها ولعائلة زوجها مهما كان عددها ويشمل جميع الاطباق وحتى تحضير القهوة.

وكيف تحتفلون بعيد الفطر المبارك؟

الشيء المميز عندنا هو ان عيد الفطر دائما ما تتواجد الابنة وزوجها في اليوم الاول من ايام العيد وكذلك الابن وزوجته عادة ما يذهب الى اهل زوجته لقضاء العيد وذلك للتقرب اكثر واندماج الاسر مع بعضها بعضاً، كما ان الاهل عادة ما يهادون الابنة بذبيحة مهما كانت كلفتها وهذه الامور قد لا تتوفر في منطقة اخرى الا ان اهل «يافع» يصرون على تقريب الناس الى بعضهم بعضاً والتجمع في الحفاظ وتقوية الاواصر وصلة الارحام، ولايزال الناس بسطاء في تعاملاتهم ولم يتأثروا بأي نوع من انواع التكنولوجيا رغم ان معظم أهلها من الذين يعملون في دول الخليج وبالطبع تعودوا على الحياة السهلة والكريمة وهذا ما تبينه طرق البيوت المشيدة في المدينة، ففي زمن ليس ببعيد كان الناس يتزاورون ووسيلة انتقالهم الحيوانات مثل الحمار الذي كان ينقل الاشياء وحتى العزومات ولو لمسافات بعيدة، كما كان ولايزال وسيلة نقل المياه في المناطق الجبلية.

فرمضان عندنا لايزال يحتفظ برونقه القديم حتى ان ابناءنا عادة ما يفضلون قضاء الشهر الكريم في يافع او في بقية اليمن عموماً.

هل يقودنا هذا إلى سؤال عن مدى تباين الاحتفال بهذا الشهر الكريم في اليمن عموماً؟

صحيح ان هناك تباينا لسكان اليمن في استقبال رمضان بين المدينة والبادية، ففي البادية مثلا يذبح البدوي الاغنام في اول رمضان ويعرف بمدخل، ويوزع اللحم لاهله، ويهدي قسما منه الى الجيران، كما تقوم بعض الجمعيات الخيرية بافطار الصائمين في المدن اليمنية، وهذا موجود بكثرة في يافع.

حلقات الذكر

وهل للافطار هناك طقوس خاصة؟

لايزال الصائمون يجلسون عند آذان المغرب على هيئة حلقات حول موائد الفطور ليتناولوا الطعام والمكون من التمور والسمبوسة والباجية، والحامضة وهي خليط مكون من الحلبة والليمون والخل والطماطم، اضافة الى الشفوت وهي وجبة يمنية مشهورة يتناولونها في شهر رمضان وهو طبق مزيج من الخبز او اللحوم والزبادي او اللبن الرائب المخلوط بالكراث والنعناع الاخضر والكسبرة الناشفة والكمون والملح. ويركز اليمنيون على وجبة الإفطار عقب صلاة المغرب على اللحوم وانواع اخرى من الاطعمة المعدة للفطور، مثل الكبسة، والعصيد كوجبة شعبية، وكذلك السلتة وهي وجبة مكونة من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض.

وماذا عن الحلويات التي تقدم؟

الحلويات تعد مادة اساسية واشهر انواعها الرواني والكنافة. بينما يفطر الصائمون في البادية على التمر والماء طيلة ايام شهر الصوم، ثم يتمون فطورهم عند اهلهم بأكل السمبوسة واللحوم.

وماذا عن العاصمة صنعاء؟

يقدم في العاصمة صنعاء الملوج وهو عبارة عن خبز ولحم ومرق، مع تناولهم للتمر والزبيب الاسود الذي يستعدون لشرائه قبل حلول الشهر الكريم ليجري توزيعه على المساجد القريبة لافطار الصائمين.

كيف يحتفل اليمنيون بالايام الاخيرة من الشهر الكريم؟

بعد انقضاء اليوم العاشر من رمضان يبدأ اليمنيون احياء ليال تنافسية في القاء الشعر، واداء الرقصات الشعبية وارتداء الاقنعة على الوجه، كذلك يحرص اهل اليمن خلال الشهر على الاحتفال بالراغبين في الزواج ليلة العشرين من رمضان، ويعد هذا اعلانا بانهم سيدخلون عش الزوجية بعد انتهاء الشهر المبارك.

مباريات زواجية

حدثنا عن العادات والطقوس المتبعة في ذلك؟

يتبارى العرسان باظهار قوتهم من خلال «المدارة» وهي لعبة شعبية، حيث يربط حبلان غليظان بجذع شجرة ضخمة تعرف بالنالوق، ويثبت بها كرسي والقوي من الشباب من يحقق اعلى ارتفاع في الهواء في اثناء القفز، وهناك لجنة تحكيمية من كبار السن، اما الفائز من الشباب فيفرح بتقدير اقرانه واللجنة المحكمة، مع اعجاب عروسه التي ترقب اللعبة مع صديقاتها عن بعد.

ولعل ابرز مظاهر رمضان في اليمن «التماسي» التي كان الاطفال يتهيأون لادائها من أواخر شعبان وينتظرون بهجتها التي يكسبون بها مقادير قليلة من النقود، وكان شعر التماسي وأداؤه مختلفا عن الاهازيج لان ذلك الاداء هو نشيد الطفولة اذ لا تؤديه الا مجاميع من الاطفال الذين يجتمعون حول بيوتهم في الاسبوع الاول يرددون التماسي الخاصة بالادعية لآبائهم:

يا رمضان يا بو الحمائم

أدي لأبي قرعة دراهم

يا رمضان يا بو المدافع

أدي لنا مخزن بضائع

وعندما ينتهي الاسبوع الاول نشاهد الاطفال في اليمن ينطلقون صوب البيوت في الاحياء المجاورة بعد ان تبدأ اضاءة الليالي، ويستطيع الاطفال الحركة وأداء النشيد وليؤدوا أغاني التسمية بصوت مسموع:

يا مساء أسعد الله مساء

يا مساجد الله الكسا

وعندما يلاصقون باب البيت ينتظرون قطعة النقود التي يرميها عميد العائلة فيرددون:

يا مسا جيت أمسي عندكم

يا مسا والجمالة هي لكم

استعدادات العيد

وهل هناك اختلافات ايضا في الاحتفال بالعيد؟

تستعد المدن والقرى في اليمن للاحتفال بعيد الفطر السعيد، وهناك اختلاف في العادات والتقاليد من مدينة الى أخرى، فتقاليد اليمنيين تبدأ باستقبال العيد قبل عشرة أيام، ومن تلك المظاهر انشغال الصغار والكبار بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية ليتم حرقها ليلة العيد تعبيرا عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر السعيد وحزنا على فراق أيام رمضان المباركة.

ويقوم الرجال بشراء المستلزمات والحاجات الضرورية للعيد من المحال التي تبقى مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل، في حين تسهر النساء ليلة العيد حتى الصباح ليهيئن بعض المأكولات التي ستقدم في صباح العيد للضيوف مثل الكعك، غير الكعك المعروف عندنا، فهو اشبه بالكيك حيث يتكون من الطحين والبيض والسكر وبعض المواد الاخرى.

ويقف الناس امام افران لطهو كعك العيد، ويقمن باعداد جعالة العيد وهي المخلط (الخلطة) التي تتكون من الفستق والكشمش والزبيب والفول السوداني وبعض المكسرات التي تقدم للضيوف خلال أيام العيد.

ولا يخلو بيت من الاكلات اليمنية الخاصة بمناسبة العيد مثل «السلتة» وتتألف من الحلبة المدقوقة وقطع البطاطا المطبوخة مع قليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص النسوة على تقديم أصناف من الطعام للضيوف في العيد ومنها بنت الصحن وتعملها النساء من الطحين والعسل والبيض والدهن، او السباية وهي رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها بعضاً ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي. ويقوم أهل القرى في اليمن بنحر الذبائح ويوزعون لحومها على الجيران والاصدقاء والجلوس في مجالس طيلة ايام العيد لتبادل الحكايات المختلفة، اما في المدن فيذهبون لتبادل الزيارات العائلية عقب صلاة العيد، وتقدم للأولاد العيدية.

وعندما يعود رب الاسرة بعد اداء الصلاة في المسجد، تستقبله الزوجة والابناء وهم في اجمل زينة وهيئة، فالزوجة تبدأ بتهنئة زوجها، ثم يأتي دور الأبناء للتهنئة واحد بعد الآخر، ليقبلوا اباهم - وعادة اهل صنعاء أن يقبلوا ركبة أبيهم - ويقدم الوالد هدية العيد لأبنائه وتعرف بعسيب العيد، ويتناولون الفطور ويخرجون لمعايدة الاقارب والجيران.

وغالبا ما يذهب الاطفال الى الملاعب القريبة من بيوتهم ليركبوا «المدارة» ومفردها مدرة، او يؤجرون الدراجات لركوبها، وتنشغل النساء بالتزاور فيما بينهن ويسمى ذلك بالفرطة، وتقوم البنات الصغيرات بالاجتماع في اكبر بيت في المنطقة لينشدن جميعاً بعض الاناشيد ويلعبن بعض الالعاب الشعبية مثل لعبة الكيرم، ونط الحبل.

مسابقات شعرية

اذا عدنا الى يافع هل تقام هناك مسابقات دينية مثلا في هذا الشهر الكريم؟

من ضمن الاشياء الجميلة في هذا الشهر الكريم هو ان اهل يافع عادة ما يتبارزون في نظم الشعر وهذا الامر لايزال قائما حتى الآن وهذا الشعر عادة ما يكون شعرا شعبيا تتضمنه مواضيع سياسية وبعض الانتقادات، اضافة الى بعض المسابقات الثقافية وهذا الامر لا يوجد في جميع الدول العربية، فاليمن بلد عريق ويستمد هذه العراقة من حضارته الكبيرة.

وماذا عن الجالية اليمنية المتواجدة في الكويت هل تنظم لقاءات فيما بينها خلال الشهر الكريم؟

طبعا لا يوجد شيء معين وانما يلتقي الاهل فما بينهم وتتم اقامة العزائم، واعتقد ان هناك ترابط كبيرا بين المواطنين اليمنيين وهذا يسمح للاندماج اكثر في المجتمع الكويتي وعند اللقاء نستعرض اهم المظاهر الرمضانية في اليمن ونحن الى ماضينا وبلدنا، لكننا نحمد الله اننا في بلد مسلم وعربي شقيق وجار وهذا يهون لدينا عدة اشياء.

منظر عام لمنطقة يافعمنظر عام لمنطقة يافع
آثار قديمة

[د . صالح بادخين]

شكرا اخي ابو عامر على النقل

[قلب]

شكرا للاستاذ ابو عامر على النقل

[vesna_1945]

شكرا للاستاذ ابو عامر على النقل

[بركان الصمود]

مشكورررررررررر
اخي
اابو عامر
الصديق الجنوب
على النقل الروعه
الله يحفضك
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك