الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-07-22, 01:29 PM   #1
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
Post سلسلة حلقات الحوار الوطني الجنوبي

بسم الله الرحمن الرحيم


[align=right]مدخل تاريخي

للتاريخ العالمي مسارات واضحة تحكمها سنن و قوانين فطر عليها الكون بكل مكوناته الفيزيائية و البيولوجية و الإنسانية هكذا وجد البشر انفسهم و هم يحتكمون لهذه السنن و القوانين كما سنها الخالق وليس بمقدورهم تجاوزها و تشير التجربة البشرية ان مخالفة هذه القوانين يعود عليها بالويل و الثبور . و شعوب جنوب الجزيرة العربيةمثلما هي عليه كل شعوب العالم مرت بمسارين : المسار الطبيعي الذي أفضى إلى التكوين الطبيعي لسكان الجنوب العربي المشمول في ثنائية مملكتي أوسان و حضرموت . وهي الممالك التي قامت على أكتافهما الحضارة العربية الجنوبية القديمة ، و لأن التاريخ مسارات و أدوار فقد شكلت هذه الثنائية الدور الأول في البناء الحضاري للجنوب العربي ، فهو الدور الذي تحددت فيه حدود الحق و تعينت أطرافه ، ذلك التحديد و التعيين شكل الأساس الذي الذي أحتكمت له كامل مسارات التطور التاريخي اللاحق ، مسار تشكلت فيه حدود الإنتماء المكاني للأرض فتحدد بذلك أقتسام الأرض بين الناس المرتبط بها أسباب الوجود و البقاء مما شكل كل ذلك منطلقاً لمسار تاريخي جديد ، مسار ارتبط بعلاقة الناس هنا في هذه المنطقة بوجودهم الطبيعي و بالحق الذي أقتسموا على أساسه في تكوينات باتوا يعرفوا بإسمها .

إذ كان هذا المسار التاريخي الجديد ان يتعامل مع ثلاثة تحديات كبرى :
1- الحفاظ على التكوينات البينوية التي أثمرها المسار الطبيعي الأول فهي تمثل لحظة تعيين الحق و بيان الحدود الجغرافية لأطرافه مع عدم السماح بأي إخلال في حالة التوازن التي تشكلت بين هذه التكوينات .

2- وضع نهاية لمحاولات التوسع الأفقي كل على حساب الآخر و توجيه الإهتمام نحو مسار التطور الرأسي في العلاقة مع الجغرافيا و في العمل الهادف إلى تلبية الإحتياجات المتزايدة للناس التي تزداد بزيادة إعدادهم .

3- إقامة التحالفات و الإتحادات بين هذه المكونات لخلق توازنات أوسع و أقوى لمواجهة مخاطر الغزو من قبل الطامعين في أراضي و ثروات هذه التكوينات الطبيعية .

المتتبع للتاريخ العام لهذه المنطقة المهمة من العالم يمكنه ملاحظة أن هذه التحديات الثلاثة شكلت محور احداث التاريخ على مدى يتجاوز ما يقرب الألفين و خمسمائة عام .

إن أية أمة تواجه أزمات تبرز لديها الحاجة إلى البحث عن ما هيتها و مراجعة تاريخها و البحث في الأصول و المقومات التي تقوم عليها " فالأمم تعتمد على مرتكزات و أسس لا زمتا تاريخيها القديم و الحديث فإذا هدمت هذه مرتكزات أية أمة و حطمت حقائقها ظهرت عوامل الضعف لدى هذه الأمة . فالحقائق التاريخية التي تقوم عليها الامم هي بمثابة أنظمة أنظمة السير التي تنظم الحركة في المدن الكبرى بدونها تتحول الحركة إلى حالة من الفوضى و العشوائية التي ستقود بالتأكيد إلى حالة من التصادم المستمر .

تعاني منطقة جنوب الجزيرة العربية العديد من المشاكل المزمنة نتيجة لتغييب أو تجاهل حقائقها التاريخية ، الأمر الذي تسبب في خلق توترات و حروب و أضطرابات دورية كانت و لا زالت سبب في جعل المنطقة في مصاف المناطق الأكثر تخلفاً و الأقل إستقراراً في العالم . و لم تتوفق الدول و الحكومات التي تعاقبت في التوصل الى حلول تلبي إحتياجات الواقع ، حيث ان كافة محاولات الفرض التعسفي لأية حلول مهما بدت إنها مقبولة ، عندما لا تأخذ بعين الإعتبار واقع و تاريخ هذا البلد فإن مصيرها كان و سيظل مضطرباً و يؤسس لدوامة جديدة من الصراعات و الحروب ، بل و تكرار ممل لدورات التاريخ ....

في ضوء ذلك تبرز أهمية معرفة الماضي و استعراض أبرز المحطات التي تبين النمو الطبيعي و التاريخي بأبعاده الافقية و الرأسية لسكان هذه المنطقة أمل ٌ في التوصل إلى تشخيص صادق يُمكننا من تشكيل رؤية سلمية للتعامل رؤية سليمة للتعامل مع الواقع الراهن و مشكلاته بإعتبار ان ما نحن عليه اليوم لم يكن إلا مظهراً جديداً لمسار زمني ترتبط جذوره بأعماق التاريخ .

تميزت المراحل الأولى في التاريخ البشري بالصراعات العنيفة و الحروب ، حروب يجري فيها التهام القوي للضعيف ، حروب الضم و الغزو و الإغتصاب . حروب أفضت إلى هيمنة أطراف أخرى . هذه المرحلة المبكرة من التاريخ البشري كانت تسمى بمرحلة البربرية و نجد دعوات حديثة تدعوا إلى تكرارها في مناطق متفرقة من العالم و تحت مسمى جديد أطلق عليه " الفوضى الخلاقة " مع أن مثل هذه الدعوات لا تصمد أمام المنطق لإختلاف بسيط هو التغيير الكبير الذي حدث في وسائل الحرب . ففي الحروب المبكرة من التاريخ كان البشر يعتمدون على وسائل من القوة الطبيعية و هي في متناول البشر جميعاً ، الامر الذي أثمر تنظيماً بنيوياً يقوم على التوازن المحكوم بوسائل القوة الطبيعية بين الشعوب بين الشعوب و المجتمعات الإنسانية و كان تنظيماً بنيوياً يقوم على التوازن المحكوم بوسائل القوة الطبيعية و كان تنظيماً بنائياً عكست ملامحه مستوى الدقة في إقتسام أسباب الوجود و البقاء بين البشر الذين أصبحوا مؤطرين في التكوينات الشعوبية . أما إذا أستمر المسار ذاته و بوسائل القوة الحديثة فإنه لن ينتج إلا الدمار و الفناء المتبادل بين البشر . لذا ما كان مسموحاً في المسار الطبيعي لم يعد كذلك في مسار التاريخ الحديث .

إن منطق التقدم يفرض الحاجة لقيام الإتحادات بين التكوينات البشرية الطبيعية التي أثمرها المسار الاول . فقد كان على البشرية أن تبحث عن طريق آخر غير طريق القوة .
لأن القوة تعني مخالفة القانون الطبيعي ، إذ ينتج عنها إخلال في التوازن الطبيعي الذي بلغته تعني مخالفة القانون الطبيعي ، إذ ينتج عنها إخلال في التوازن الطبيعي الذي بلغته الشعوب تتفاهم فيما بينها و النتيجة حتماً ستفضي الى العودة إلى دوامة الإضطرابات و الحروب .

و لتتمكن الشعوب و المجتمعات الإنسانية من المضي قدماً في العملية التطورية و بعد مخاض طويل استمر قرون من الزمان توصلت الكثير من شعوب و أمم العالم إلى الإقتناع بعقم الطريقة القديمة في تحقيق التحول الصعب و السير في ركب الحداثة و التقدم ، و بالتالي فقد كان لا بد من التخلي عن نزوع هيمنة القوة و الإصرار و الإقرار بمبدأ التوازن الذي يمثل حاجة متبادلة لكل الشعوب دون إستثناء ، فنشاءت مفاهيم جديدة مثل : الدولة الحديثة ، الديمقراطية ، التنوع ، و التعددية ، و الدولة الكونفدرالية و الفيدرالية و غيرها ، و كلها مفاهيم تعبر في مضمونها عن حلول و معالجات لإنهاء حالة الإضطراب و عدم الإستقرار التي لا زمت الشعوب و الأمم خلال القرون الماضية . و بهذه الحلول تمكنت الشعوب من تخطي هذه المراحل و تحقيق ذلك التحول الصعب المتمثل في الإنتقال إلى المجتمع الحديث .

و لكي نحسن قراءة الحاضر و نضعه في سياقة التاريخي في منطقة جنوب الجزيرة العربية و ما أفضت إليه من نتائج على أمتداد المراحل المختلفة من التاريخ .

يرتبط الحديث عن جنوب الجزيرة العربية ارتباطاً وثيقاً بمفهوم "اليمن" لفظ و معنى ، بإعتبار أن الكثير من الألفاظ و التسميات جرى تحميلها مضامين و معاني لا تدل عليها ، الأمر الذي أحدث تشوش و زيف في الوعي لدلالات و معاني التسمية ، فمن هذه التسميات تسمية ( اليمن )، إذ حُملت مضامين مغايرة لحقيقة المعنى الذي تدل عليه كلمة اليمن . فما كان لذلك أثرٌ كبيرٌ في تزييف الوعي و أتباع سياسات خاطئة في التعامل مع واقع الواحدية الجغرافية و تجاهل ما عليها من تنوع في البناء الشعوبي و التعدد الإجتماعي و الثقافي لسكان هذه المنطقة .
كلمة اليمن كمفهوم و بحسب الكثير من المراجع التاريخية و اللغوية تشير الى إنها مفهوم جغرافي جهوي تعني الجنوب ، اذ قسمت الجزيرة العربية قديماً تقسيماً جغرافياً و ليس سياسياً اذ كان ذلك التقسيم الجغرافي متعارف عليه بـ الشام و يعني شمال الجزيرة العربيه و ما قام عليه من كيانات سياسية و ( اليمن ) و يعني جنوب الجزيره العربيه و ما قام عليه من كيانات سياسيه و الحجاز و يعني الوسط الحاجز بينهما و ما قام عليه ايضاً من أتحادات و تجمعات سكانية .
بهذا المعنى فإن كلمة اليمن في اللغة العربية القديمه لم تكن تعبر الا عن مفهوم جغرافي يعني فيما يعنيه الجنوب ، و في حالتنا هذه كان يشار به الى جنوب الجزيرة العربية و لم تكن قط و على امتداد التاريخ كله حتى نهاية العقد الأول من القرن العشرين قد دلت في معناها على كيان سياسي موحد كما دأب بعض الساسه و المؤرخين بأنه يشير الى الواحدية السياسية .

و تؤكد النقوش الأثرية صحة ما نقوله ، حيث نجد عبارات مثل أشعب شأمت و أشعب يمنت التي تعني شعوب الشمال و شعوب الجنوب ، كما نجد تنوع و تعدد البنية الشعوبيه الإجتماعية لسكان المنطقة في اللقب الملكي لملوك دولة حمير حين اخضع معظم شعوب المنطقه لسلطته و لقب نفسه بملك سبأ و ذو ريدان و حضرموت و يمنت في اشاره الى الممالك التي اخضعت لسلطته .

فيما أختصرها آخر ملوك حمير ذو نواس و سمى نفسه ( بملك كل الشعوب )
كما اننا نصادف العديد من الشواهد التي لا زالت باقية الى يومنا هذا ، و التي تؤكد في مجموعها على المعنى اللغوي القديم لكلمة اليمن . فالباب الجنوبي لمدينة صنعاء القديمه لا زال يحمل اسم (باب اليمن ) ، و كذلك الباب الجنوبي لسور مدينة صعدة يسمى هو الآخر (باب اليمن ) و نجد أيضاً بأن الجزء الجنوبي لمدينة بيت الفقيه في تهامه لا زال يعرف الى اليوم بـ ( الطرف اليماني ) في حين يعرف جزءها الشمالي بـ ( الطرف الشامي) . و يطلق ايضاً على الركن الجنوبي للكعبة المشرفه تسمية ( الركن اليماني )

اليمن مثله مثل الشام الذي سمي بـ ( شمال الجزيرة العربية ) فالشام كما هو معروف ليس كيان سياسي واحد ، فهو يتألف من مجموعة شعوب لها كياناتها السياسية هي : (سوريا ، فلسطين ، الأردن ، لبنان ) ، و كذلك اليمن سمي بـ ( جنوب الجزيرة العربية ) اذ لا يمثل كيان سياسي ، بل اطار جغرافي توحد عليه عدد من الكيانات السياسية .

و التاريخ يبين بالقطع التكوين التعددي الشعوبي لسكان هذه المنطقة عبر مسارات التاريخ كله . أفضت مسارات التاريخ الطبيعي القديم لجنوب الجزيرة العربية الى تشكيل البنية الشعوبية لسكان المنطقة عبرت عن نفسها من خلال الكيانات السياسية ( المالك ) التي نشأت حينها لتشكل مجموعة المكونات الحضارية لجنوب جزيرة العرب و بحسب خارطة التوزيع الآتي :
1- مملكة سبأ التي حلت محل مملكة معين و بسطت سيطرتها على ما يعرف اليوم بأراضي مأرب و الجوف ثم توسعت فيما بعد لتشمل مناطق صنعاء و محيطها .
2- الريدانيون _ في مناطق الهضبة الوسطى _ إب و محيطها .
3 – مملكة حضرموت ، كانت قائمة على كامل اراضي ما يعرف اليوم بمحافظات المهرة و حضرموت و بعض أجزاء من محافظة شبوه
4- مملكتي أوسان و قتبان المندمجتان في كيان واحد عرف بإسم " يمنت " و هي تسمية تعني الجنوب لموقعها الجغرافي الموجود في أقصى الركن الجنوبي لجزيرة العرب شملت ما يعرف اليوم بمحافظات عدن ، لحج ، أبين و بعض أجزاء محافظة شبوه .

هذا التشكيل وجد أفضل تعبير له في اللقب الملكي لملوك حمير ( ملك سبأ ، و ذو ريدان ، و حضرموت ، ويمنت) و ورود تسميات الممالك في اللقب الملكي أراد به ملوك حمير ان يبينوا الممالك التي تمكنوا من إخضاعها لنفوذهم . علماً ان كلمة حمير في اللغة القديمه تعني ( إتحاد ) . نجد في ذلك برهانٌ قاطعٌ على النشأة التعددية للواقع السياسي في جنوب الجزيرة العربية . ذلك أمرٌ مثل القاعدة التي تحكمت بمسارات التاريخ الإجتماعي و السياسي اللاحق . لقد ضلت بصماته واضحة و حاضرة حضوراً قوياً في مجمل الأحداث التي مرت بها منطقة جنوب الجزيرة العربية خلال المراحل المختلفة من التاريخ

للملاحظات الخاصة من الأصدقاء و الشتائم من الأعداء يرجى مراسلتي على بريدي بالنقر هنا

[/align]
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)

التعديل الأخير تم بواسطة أبو غريب الصبيحي ; 2008-08-01 الساعة 06:38 PM
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-24, 02:17 PM   #2
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
افتراضي سلسلة حلقات:الصراعات في جنوب الجزيرة العربية و نجاح فكرة التحالف الجنوبي في القديم

[align=right][overline]تحدثنا في الحلقة السابقة عن مقدمات تاريخية لشعوب العالم و شعوب الجزيرة العربية ، و مفهوم كلمة اليمن و إختلاف الشعوب التي سكنت الإطار الجغرافي لما كان يعرف سابقاً ( اليمن ) أي ما يعرف بمعناه اليوم جنوب الجزيرة العربية و نواصل بهذه الحلقة من حلقات الحوار الوطني الجنوبي التي نأمل بهذا الحوار الى توحيد الخطاب الجنوبي ، و تتحدث هذه الحلقة الشيقة عن تاريخ الصراعات في الإطار الجغرافي جنوب الجزيرة العربية الذي يضم في يومنا هذا قطرين عربيين هما : الجنوب العربي و اليمن أو ما كانا يعرفان سابقاً بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و الجمهورية العربية اليمنية و يتحدث عن تجارب قديمة ناجحة حصلت في تاريخ جنوبنا العربي القديم هذه التجارب القديمة الناجحة نخوضها اليوم تحت مسمى التصالح و التسامح و هي لم تكن جديدة في حاضرنا ، و في هذه الحلقة المتميزة من الحوار الوطني الجنوبي لا زالت تأخذ بعدها التاريخي ، لفائدة التاريخ في أخذ العبر و الدروس و ذلك للحد من دورات التكرار الممل للتاريخ الذي نحن اليوم للأسف نراه في حاضرنا ، نواصل الحوار كما أتمنى من الأخوه ذوي الإهتمام بالموضوع إثراء الحوار بما يخدم توحيد كلمة و خطاب أبناء شعبنا الجنوبي و نواصل الحلقة الثانية ( إلى هنا فقط كتبه [/overline]/ أبو غريب الصبيحي )

الحلقة الثانية من سلسلة الحوار الوطني الجنوبي

( مدخل تاريخي 2-3)

بهذا البناء و بتشكل الشعوب أكتمل البناء الأفقي و تحدد الحق و تعين وأرتسمت خارطة التجاور المكاني بين المكونات الطبيعية لسكان هذه المنطقة من جنوب جزيرة العرب بفضل ما بلغته من توازن فيما بينها و أنصرفت لتشييد بنائها الحضاري الذي دخل في مدونات التاريخ بإسم حضارات العربية الجنوبية . لقد مثل ذلك قاعدة الإستقرار للمنطقة اذ كان إداركها و الإعتراف بها يعني الإستقرار و عدم إدراكها أو تجاهلها أو التصرف على نحو يقود إلى إلغائها يعني الدفع بالمنطقة الى الإضطراب و عدم الإستقرار .

لقد واجهت هذه القاعدة أول أختبار لها حين نشأت بعض الإحتكاكات بين أوسان و حضرموت أستغلها الملك السبئي كرب إيل وتر و شن حرب مدمرة على مملكة أوسان أتت على تدمير بنيانها الحضاري ثم جاء من بعده ملوك سبأ الآخرين ليواصلوا حروبهم على مملكتي حضرموت و قتبان هادفين من وراء كل ذلك الإستيلاء على أراضيها و الهيمنة على ثرواتها و تشريد سكانها .

كانت تلك حروب كارثية أولجت المنطقة كلها في دوامة من الصراعات و الحروب المتواصلة . أستمرت ما يقرب من عشرة قرون من الزمن نتج عنها تدمير كامل البنيان الحضاري الذي كانت قد بلغته ممالك جنوب الجزيرة العربية ليدخل سكان المنطقة كلها حالة من التفكك و الضياع .

إن ذلك المنهج الذي اتبعه السبائيون في علاقاتهم مع الممالك المجاورة قاد إلى ذلك التفكك و الدخول في عمليات التكرار الممل لدورات لدورات التاريخ . و ما نسمعه أو نقرأءه اليوم من تمجيد لسبأ و قادتها و محاولات تشكيل نظرة مخادعة إلى مدمر الحضارة الجنوبية كرب إيل وتر بأنه " داعية وحدة " ، إنما هو تمجيد للمنهج السبئي المدمر و دعوة صريحة لإستمرار السير في النهج ذاته _ نهج الإلغاء و الإقصاء و تدمير الآخر .

يتبين على هذا النحو أن المنطقة مرت بعصرين :
1- عصر البناء الحضاري و تشكل البنية الشعوبية في جنوب الجزيرة العربية و تحديد الحدود الجغرافيا لكل من الكيانات التي نشأت في هذه المنطقة . بهذا الشكل تحدد الحق و العلاقات الحقوقية بين هذه المكونات .

2- و عصر آخر هو عصر التفكك و الدمار عصر دشنته سبأ الذي يختلف الباحثون في تحديد أصلها و نشأتها و ظهورها المفاجئ على على مسرح الأحداث في مأرب . إلا أن الثابت يكمن في أن حروبها المدمرة التي أتت على ممالك الجنوب القديمة قد نقلت سكان جنوب الجزيرة العربية من حالة التحديد إلى حالة الا تحديد ، من النظام إلى الفوضى و العشوائية و طغيان اللا عقل . لقد كان عملاً مدمراً للحق أفسح الطريق لسيادة الباطل . و هو عصر يستحق بجدارة تسميته بـــ ( العصر الجاهلي ) أي العصر السابق للإسلام .

أما بعد ظهور الإسلام فقد أعاد الحكم الإسلامي تقسيم المنطقة إلى أربعة أقاليم بحسب المربع التي كانت عليه قبل عشرة قرون تقريباً من ظهور الإسلام هي : صنعاء ، الجند ، عدن ، حضرموت . و هي تتطابق تماماً مع البناء الشعوبي القديم ( سبأ و ذوريدان و حضرموت و يمنت ) . هذه الاقاليم كانت تخضع جميعها للدولة الإسلامية في المدينة .

جاء الإسلام دين الحق ، ديناً منقذاً للناس داعياً إلى خلاصهم من واقع التفكك و الحروب و يهديهم إلى إحترام حقوق بعضهم البعض و إحترام ما كان قد تبين من حق و علاقات حقوقية بينهم عملاً بقوله تعالى : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ))

فالتساوي في الخلق جعل الله له تساوي مقابل في الحق ، ترتب عليه بناء شعوبي قام على تحديدات للأرض ، بلغتها الشعوب كثمرة لعمليات تاريخية طويلة أقتسم فيها الناس الأسباب و العوامل الضرورية لتأمين حق الوجود و البقاء لهم جميعاً . أن هذا النظام يقوم على سنن و قوانين و أن إدراكها و الإمتثال لها طاعة و تقوى لله عزوجل .
إن هذه التحديدات و البناء الشعوبي الذي قام عليها كانت قد أنجزت منذ زمن سبق الإسلام بكثير و جاء الإسلام يهدي الناس اليها بإعتبار أن ذلك هو الطريق لإستعادة الحق ووضع نهاية للإقتتال بين الناس في صراعهم من أجل البقاء حيث كان الإقتتال يدور في كل مكان لجهل الناس للحق و عدم تعاطيهم معه في علاقاتهم ببعضهم البعض .
كما شهدت العصور اللاحقة التي تلت ظهور الإسلام موجه أخرى من الإضطرابات و الحروب بين الدويلات التي كان يغلب عليها الطابع المذهبي و الاسري . و هي دويلات حكمتها أسر و كانت تسمى بأسمائها : دولة بنس زياد ، دولة الرسوليين ، دولة الحواليين ، دولة القرامطة ، دولة الصليحيين ، دولة الزريعين ، دولة بني معن في عدن و هم من العوالق ، دولة الطاهريين ، إمارة عدن و حاكمها الأمير عبدالقادر بن محمد اليافعي ، دولة القاسميين في صنعاء ، سلطنات الجنوب ، دولة آل حميد الدين في صنعاء .

إن أبشع الحروب فداحة في التاريخ الإسلامي لجنوب الجزيرة العربية هي حروب الغزو التي شنها الأئمة القاسميون ضد سلطنات الجنوب حين أستباحوا الارض و العرض و تحت يافطات الفتاوي الدينية التي كان يصدرها الإمام عن خروج الجنوبيين عن الدين . و بعد حروب طويلة أستمرت أربعين عاماً أو أكثر تمكنت سلطنات الجنوب من تكوين حلفاً فيما بينها لتخوض حرب الدفاع عن وجودها لتنتهي بتغلبهم على جيوش الأئمة القاسميين و تحرير الجنوب و توقيع اتفاق عــدم اعتداء بين الطرفين وقعه عن الجنوب السلطان سيف بن قحطان العفيفي و مندوب موكل من الأمام القاسم و هو اتفاق جرى أعتماده من قبل مرجعية الجنوب الدينية في عينات حضرموت ، حيث كانت تمثل الموقع أو المركز المرجعي الديني للجنوب كله .
ذلك التحالف بين سلطنات الجنوب شكل خطوه مهمة في طريق استعادة الوحدة الجنوبية التي سبق لها و أنت تفككت بسبب الحروب المدمرة التي خاضها السبائيون قديماً و حروب الكر و الفر و الرغبة في توسيع النفوذ بين الاسر الحاكمة لدويلات العصور اللاحقة لظهور الإسلام .

السمة العامة التي تميزت بها كل مراحل الصراع ان الجنوب بكل تكويناته المتغيرة قلت أم كثرت كانت دائماً في أحلاف تقوم على التعاون و التكامل في مواجهة اطماع النفوذ التي يتعرضون لها من قبل الدول المتعاقبة في الشمال أو من قبل الغزاة الأجانب على غرار التحالف الجنوبي في مواجهة المحاولات البرتغالية الي أستهدفت احتلال حضرموت و عدن .

نتيجة لعوامل عديدة محلية و أخرى خارجية استمر الصراع بين تلك الأطراف لتصل الى مرحلة وقع فيها الشمال تحت الإحتلال التركي و إخضاع الجنوب لسلطة الإحتلال البريطاني .
هذه الحقيقة قادت إلى حدوث العديد من التحولات الداخلية ( إقتصادية ، إجتماعية ، سياسية ، و ثقافية ) . إعتماداً عليها و على الإرث التاريخي القديم و ما بلغته المجتمعات من تكوينات بنيوية كان لا بد من الأخذ بها ، حيث قسمت السلطات البريطانية الجنوب العربي إلى محميتين :
1- محمية عدن الغربية .
2- محمية عدن الشرقية .

كما أقدم الترك على تقسيم الشمال إدارياً إلى لوائين :
1- لواء السهول .
2- لواء الجبال .

و ذلك ينسجم مع تقسيماتهم القديمة ، بل و حتى إنقسامهم المذهبي لم يذهب بعيداً عن هذا التكوين .

استمرت عملية إعادة البناء السياسي في الجنوب العربي من خلال توحيد السلطنات الواقعة على أراضي محمية عدن الغربية و تشكل ما عُرف بإتحاد الجنوب العربي ، و بصورة موازية كانت تجرى الإستعدادات لإنظمام سلطنات محمية عدن الشرقية للإتحاد ذاته ، و بدأت بالفعل بأنظمام سلطنة الواحدي للإتحاد ، و قبل أن ينجز ذلك ظهرت عوامل جديدة على مسرح الأحداث ، و تمكن شعب الجنوب العربي من إحراز الإستقلال الوطني لشعب الجنوب العربي و الإعلان عن قيام دولته الوطنية المستقلة على كامل أراضية المشمولة في خارطة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية المعلنة يوم 30 نوفمبر 1967 م .

أما المسار التاريخي للشعب في الشمال فقد أفضى إلى الإستقلال عن الحكم التركي و لكنه تم على مراحل ، حيث منح الاتراك بداية الإقليم الزيدي ما يشبه الحكم الذاتي ، بموجب إتفاق صلح دعان 1911 ، بين الإمام و الأتراك ليصبح تحت سلطة الإمام يحيى حميد الدين . فيما تبقى من الأجزاء الأخرى تحت السيطرة التركية . و لكن هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى أرغمتهم على الإنسحاب من اليمن و بذلك تسهلت عملية سيطرة الإمام على الاجزاء السهلية من اليمن بعد حروب داخلية تغلبت فيها جيوش الإمام على الزرانيق في تهامه ، و على مقاومة المناطق الأخرى في تعز و ضواحيها ، على أثرها أعلن الإمام يحيى حميد الدين عن قيام مملكته ، المملكة المتوكلية الهاشمية ، و التي أستمرت بهذه التسمية ما يقرب عام واحد ، و تغير الإسم فيما بعد إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، و كان ذلك لأول مرة في التاريخ السياسي لشعوب المنطقة أن تستخدم فيها تسمية ( اليمن ) للدلالة على كيان سياسي أصبح فيما بعد يعرف بإسم الجمهورية العربية اليمنية . و هي تسمية كثيراً ما شوشت العلاقة بين الدولتين القائمتين في كل من اليمن و الجنوب العربي ، بسبب إنها كانت و لا زالت تعطي نوع من الإيحاء الذ يطلق من حقيقة كون الدولتين تقعان في منطقة جغرافيا واحدة إسمها القديم اليمن ، الذي يعني بلغة اليوم جنوب الجزيرة العربية _ إيحاء بوجود واحدية سياسية لشعوب هذه المنطقة ، و هو مجرد وهم بنيت عليه سياسات و ايديولوجيات و وعي زائف ، كرس مفاهيم مغلوطة من قبيل "وحدة اليمن أرضاً و إنساناً " و " الفرع و الأصل " و " العاصمة التاريخية " و " الثورة الأم " و " الوطن الأم " و غيرها من المفاهيم التي قادت إلى إنتاج سياسات كارثية تجاه قضية مصيرية مثل قضية التوحد بين الدول و تشكُّل أحزاب فيما عرف " بوحدة الأداة " ، إذا جرى توحيد التنظيم السياسي الحاكم في دولة الجنوب مع أحزاب معارضة في الجمهورية العربية اليمنية ليصبحوا حزباً واحداً يحكم في دولة و يعارض في دولة أخرى في سابقة خطيرة في العلاقات بين الدول . هذا الوضع الغير مقبول لم ينتج إلا الخراب و الدمار لشعبي الدولتين لم ينتج إلا الخراب و الدمار لشعبي الدولتين فيما نتج عنه خوض الدولتين ما يزيد عن ثلاثة حروب فيما بينها ، تلك هي النتيجة الطبيعية لأي علاقات أو سياسات لا تحترم حقائق الواقع التي تتعامل معه .[/align]
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)

التعديل الأخير تم بواسطة فادي عدن ; 2008-07-31 الساعة 06:23 PM سبب آخر: تكبير الخط
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-24, 03:56 PM   #3
مدفع الجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-21
الدولة: الجنـــــوب العربي
المشاركات: 8,167
افتراضي

تسلم انا ملك ياابو غريب ودمت ذخرا للجنوب العربي نعم لاستغلاااااااااااااااال الجنوب العربي المحتل
مدفع الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-25, 01:05 AM   #4
ضالعي حر
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
الدولة: المنفى
المشاركات: 1,519
افتراضي

أعتذر من الاخوه الذين تم حذف ردودهم وذلك حتلى نجعــــــــــــــــــــــــل الحلقات متسلسله وراء بعض.


الاخ .. ابو غريب تم جعل المشاركات متسلسله وعليك اكمال باقي الحلقات في هذه الصفحــــــــه
كل الود اخي الكريم..
__________________
[CENTER][IMG]http://img101.herosh.com/2010/02/26/248890474.gif[/IMG][/CENTER]
ضالعي حر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-27, 01:23 PM   #5
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
افتراضي الحلقة الثالثة: المشروع الوحدوي في سياسة الدولتين

[align=right][overline]تحدثنا في الحلقة السابقة عن الصراعات في جنوب الجزيرة العربية منذ حضارات حمير و سبأ و أوسان و قتبان و حضرموت و بيان الأطماع الشمالية في ممالك الجنوب ، و كيف اليوم نخدع بأن مدمر الحضارة الجنوبية كرب ايل وتر هو داعية وحدة و حروب الأئمة على سلطنات الجنوب بعد الإسلام و تحت يافطات الفتاوى التكفيرية و تحالف الجنوبيين في القدم لدحر الغزاة يمكنكم مراجعة الحلقتين السابقتين من سلسلة الحوار الوطني الجنوبي ، اليوم في هذه الحلقة نكمل المدخل التاريخي 3/3 و ننتقل مباشرة للحديث عن المشروع الوحدوي في سياسات الدولتين كما أرجو من أخواني المشرفين و المراقبين و الإداريين ترك التصرف لي في دمج الحلقات و أتمنى يكون هناك تفاعل و أثراء للحوار بالنقاش الهادف حول مشروع الحوار الوطني الجنوبي الذي خطه عدد من الباحثين الجنوبيين الذين يسهرون لأجل الجنوب و وحدة خطابه السياسي و من غير العصبيات السياسية كما يمكنكم مراجعة الحلقتين السابقتين مدموجة في هذا القسم تحت عنوان سلسلة حلقات الحوار الوطني الجنوبي و تقبلوا خالص تحياتي ،،، إلى هنا كتبه / أبو غريب الصبيحي ))[/overline]

مدخل تاريخي 3-3

إننا أمام مسارات تاريخية لشعوب مختلفة و أن كانت متجاورة حكمتها علاقات تصادمية في معظم الحالات لتفضي طبيعياً إلى الثنائية السياسية التي عرفها التاريخ الحديث ، ثنائية الدولتين :
1- جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية
2- الجمهورية العربية اليمنية

نشؤ تلك الثنائية _ ثنائية الدولتين _ لم تكن مجرد رغبة بل فرضتها مسارات التاريخ التصادمية بينهما و الحاجة لنشؤ حالة توازن تمنع طغيان أحد طرفي المعادلة على الآخر و تحمي حقوق كل طرف من أطماع الآخر .
و هو أمر أكدت عليه كل أحداث التاريخ و محطاته الهامة ، ودلت على الحاجة لنشؤ مثل هذا التوازن كأحد أهم مفاتيح الإستقرار في هذه المنطقة الحساسة في العالم .

إن هذه البناء بأبعاده الأفقية و الرأسية الحقوقية و السياسية لم يكن بناء هشاً عابراً ، بل بناء راسخ الجذور تسنده مرجعيات التاريخ و الدين و الحق و السياسة و التشريع المتمخض عن مرجعيات من كل ذلك المتمثل في القوانين و الانظمة و المبادئ التي توصلت إليها المجتمعات الإنسانية المتعارف عليها بوصفها قواعد للسلوك و العلاقات داخل كل دولة و بين الدول بعضها البعض و ارتباطاً بذلك فإن عمل نظرة لمسارات التوحد السياسي و قيام الإتحادات السياسية ، نجد إنها تمر بثلاث حلقات تبدأ بقيام الدول الوطنية ثم إتحاد الدول وصولاً إلى الإتحاد السياسي العالمي ( العالمية ) طبقاً لتوزع نطاق الابعاد المحلية و الإقليمية و الدولية . و كل حلقة ليست إلا إمتداداً و إستيعاباً غير منقوص لما قبلها و لا يمكن أن تمثل بأي حال من الأحوال تجاوزاً أو إلغاءً أو إحلالاً محلها .

فحلقة الدولة الوطنية هي أولى حلقات البناء السياسي التي يقع عليها استيعاب مكونات البناء الأفقي حلقة تحديد و تعيين الحق بين مكوناتها ( الشعوب ) المتحدة في إطارها . تلك البنى ينبغي أن تشكل عناصر التكوين البنيوي للدولة و أطراف الحق داخلها .
فيما يمثل الإتحاد بين الدول المتكافئة الحقوق يقل أو يكثر عددها شكلاً من اشكال الإتحادات الإقليمية . فإن ذلك يعني بأن هذه الحلقة هي الأخرى ، حلقة لا تقوم إلا بالمكونات التي تتشكل منها . مثل هذه الإتحادات السياسية هي في طور التشكل و البناء و منها النماذج الماثلة أمامنا كالإتحاد الأوروبي ، الإتحاد الأفريقي ، مشروع الإتحاد العربي و غيرها من المشاريع ، و هي مشاريع يؤمل من أن إنجازها سيشكل معادلات توازن جديدة تؤسس لقيام نظام عالمي متوازن يمثل المصالح الإنسانية جمعا ، و هو هدف تسعى البشرية لبلوغه .

على هذا النحو يتبين الإطار التاريخي و السياسي و الموقع الذي ينبغي أن يوضع فيه الإتحاد السياسي الذي أعلن عنه في مايو 1990 م بين دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و الجمهورية العربية اليمنية .

إن النظر إلى الإتحاد المعلن المعلن بوصفه مسألة محلية صرفة أمر غير مقبول . لقد كان محاولة في التأسيس لبناء النظام الإقليمي العربي و خطوة إستباقية في طريق هذا النظام الإقليمي . هذه الحقيقة لم تكن حاضرة في وعي من دفعوا بالإعلان الوحدوي بين الدولتين و تعاملوا معه بوصفه قضية محلية معزولة عن أبعادها الإقليمية و الدولية ، ولكن ذلك تحت ضغط و عي مزيف و سياسات خاطئة تجاه هذا المشروع أثمرت تجربة فاشلة تضاف إلى التجارب الفاشلة في المشروع الوحدوي العربي على غرار التجربة الوحدوية بين مصر و سوريا .

إن الفشل المتكرر في المشاريع الإتحادية العربية يوحي بوجود خلل في الرؤى الفكرية و السياسية تجاه مثل هذه المشاريع المصيرية الكبرى حيث يتم التعاطي معها حتى الآن من منطلقات عاطفية لا تؤخذ بأبعادها الكلية ، فالرؤى القائمة على البعد الواحد .

البعد ( العاطفي ) معزولاً عن أبعاده العقلية الأخرى أمر يستحيل نجاحه مما يعني أن مشاريع الإتحادات السياسية لما بعد الدولة الوطنية ينبغي أن تنطلق من رؤى تاخذ بعين الإعتبار الحلقات الثلاث التي ورد سلفاً فذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمصالح المشمولين فيها جميعاً فهو يمثل خطوة في إصلاح النظام العالمي كله و حلقة وسط تشترط إصلاح ما قبلها ( الدولة الوطنية ) الراغبة في الإنظمام إلى الإتحاد الإقليمي ، و بالمقابل فإن إصلاح النظام الإقليمي و قيام إتحاده السياسي على أسس سلمية سيرسي أسس متينة للإستقرار العالمي .. و قيام الإتحادات بصورة مخالفة لهذه الأسس له نتائج سلبية على الحلقات الثلاث . فهو يخرب ما قبله ( الدول الوطنية ) و يزعزع الإستقرار الإقليمي و الدولي على حد سواء .

[align=center]المشروع الوحدوي في سياسة الدولتين[/align]

لفهم هذه المسألة يستوجب اعطاء مزيداً من الضوء على طبيعة العلاقات المتوترة بين المملكة المتوكلية اليمنية و سلطنات الجنوب العربي خلال القرن العشرين بإعتبار ان تلك العلاقات تضمنت المقدمات التي أثرت على المنحى الذي سار عليه المشروع الوحدودي بين الدولتين فيما بعد .

تعود الجذور الاولى للمشكل إلى إعلان الإمام يحيى حميد الدين تغيير تسمية مملكته من إسم المملكة المتوكلية الهاشمية إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، حين أراد بذلك أن يمنحها الإنتماء المكاني و الهوية السياسة بدلاً عن الإنتماء و الهوية الدينية المذهبية أو الأسرية التي لا تحديد مكاني لحدودها . لقد كانت الحدود بالنسبة للدويلات ذات الطبيعة المذهبية و الأسرية ترتبط بحدودج السيف . و هو مبدأ حكم في العصور الإمبراطورية و من سوء حظ الغمام ان حروبه الدينية ز ظهور مملكته تزامن مع نهاية عصر الإمبراطوريات و بإنتهائها أنتهت العلاقات الدولية القائمة على حدود السيف لتحل محلها مبادئ السيادة و حق تقرير المصير و حق الإستقلال .

أدرك الإمام الفطن لهذه المتغيرات الدولية و أن فكرة الإمامة التي تمتد حدودها بإمتداد حدود سيفها لم تعد ممكنة . حينها حاول الإمام و بإقدامه على خطوة تغيير إسم مملكته أن يوقف بين ضرورة الأخذ بالمتغير الدولي الذي ليس بمقدوره تجاهله أو تجاوزه و إشباع الرغبة الدائمة في التوسع بالنفوذ التي تميز بها الأئمة الزيود الذين تعاقبوا على الملك على إمتداد تاريخهم كله . حيث رأى الأمام في تغيير الإسم و إستخدام مسمى اليمن في تسمية المملكة و إمكانية تحميلة مضامين لا يدل عليها في معناه الحقيقي ، حيث أراد بذلك القول أن اليمن في جغرافيتها الطبيعية التي تشمل كامل منطقة جنوب الجزيرة العربية هي حدود الكيان السياسي الذي أعلن الإمام عن قيامه .

هنا تحددت أطماع الإمامه ببسط نفوذ مملكتهم على إمتداد جغرافية جنوب الجزيرة العربية كلها ، حيث جرى الإفصاح على نحو واضح عن تلك النوايا في كتاب صدر لاحقاً لأحد الكتاب المقربين من مراكز القرار تحت عنوان ( هذه هي اليمن ) للدكتور الثور ، حين تحدث فيه بأن تكوين المملكة المتوكلية اليمنية يضم أربعة أقاليم هي المملكة المتوكلية اليمنية الإقليم المحرر الوحيد ، أما بقية الأقاليم و هي إقليم الجنوب العربي و إقليم عمان و هما تحت السيطرة البريطانية و إقليم نجران _ جيزان و هو تحت الإحتلال السعودي و أشار في الكتاب إلى أن على اليمنيين أن يعملوا على تحريرها و إعادة دمجهما بالوطن الأم . إلا أن الواقع أراد غير ما أراده الإمام فلم تصدق تسمية اليمن إلا على إقليم المملكة المتوكلية اليمنية و هو الإقليم الذي كان تحت حكم الإمام بالفعل و الذي أخذ فيما بعد تسمية الجمهورية العربية اليمنية . أما شعوب جنوب الجزيرة العربية الأخرى فقد بقيت على حالها شعوب مستقلة و أصبحت دولاً كاملة السيادة .

تلك النوايا لعبت دوراً سلبياً في جعل العلاقات بين المملكة المتوكلية اليمنية و جيرانها في حالة توتر مستمر و خاضت حروباً ضد الأدارسة في إقليم نجران و جيزان بهدف ضم إقليمهم إلى مملكة الإمام و هي حروب و تهديدات تمكن الأدارسة من الهروب منها بإستعانتهم بمساعدة المملكة العربية السعودية التي دخلت في حرب مع الإمام أنتهت بتوقيع إتفاقية الحدود بينهما في 1934 م .

و بصورة موازية و لنفس الدوافع و الاسباب خاض الإمام حروباً ضد سلطنات الجنوب حين توغل في أراضيهم و لم يخرج إلا بالمساعدة البريطانية للسلاطين في حربهم مع الإمام أنتهت هي الاخرى بتوقيع إتفاقية حدود بين الجنوب العربية و أمام المملكة المتوكلية اليمنية في 1934 م .

هذه التوترات و الحروب التي سادت في العلاقة بين اليمن و الجنوب العربي أستمرت في المراحل اللاحقة التي تلت ما بعد الإمامة في اليمن و ما بعد الإحتلال البريطاني في الجنوب العربي ، و لكن هذه المرة تحت غطاء الدوافع الإيديولوجية القومية أو الأممية التي وظفت هي الاخرى لتحقيق نفس الأطماع بغطاء آخر . حيث أستغل المد القومي العربي و تعاطف العرب جميعاً مع قضية كبيرة و مصيرية مثل قضية الوحدة العربية و وظفت هذه الفكرة في خدمة جزئية معينة تتعلق بأطماع حكام الشمال و بعض قواه السياسية تجاه الجنوب . وظف كل ذلك في تشكيل وعي مزيف تجاه موضوع الوحدة كرست فيه مفاهيم الواحدية الشعبية و السياسية لليمن . بدأ ذلك بتغيير إسم الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني و الوقوف بقوة ضد نشؤ أي كيان سياسي سحمل إسم الجنوب العربي و إظهاره بإنه عمل إستعماري معادي لمشروعنا القومي العربي و في حقيقة الامر أن ما جرى من تعامل مع هذه القضية ليست إلا أقنعة و أغطية مختلف لإدعاءات الإمام و محاولاته المستمرة لتوسيع الإمتدادات الجغرافية لكيانه السياسي الذي أطلق عليه إسم اليمن .

و مع تراجع المد القومي منذ نهاية الستينات و بداية السبعينات لصالح الأيديولوجيات الأممية الإشتراكية و الرأسمالية التي قسمت العالم إلى معسكرين انعكس ذلك على الواقع السياسي في حال الدولتين من خلال حدثين مهمين : إنقلاب 5 نوفمبر 1967 م ، الذي وضع نهاية للتوجهات القومية في الجمهورية العربية اليمنية و تحويلها إلى دائرة من دوائر النفوذ الأمريكي و حركة يونيو 1969 م ، التي وضعت نهاية للتوجهات القومية العربية في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ووضعها في دائرة النفوذ السوفيتي ، و بإسم ترسيخ و توسيع دائرة النفوذ الإيديولوجي جُر الجنوب إلى فخ الصراعات الإيديولوجية و الإنقسامات التي أضعفته و فككت وحدته الداخلية و مررت عليه فكرة تشكيل حزب يمثل الواحدية السياسية لما كانوا يسموه "بالوطن الأم " بهذا التشكيل أصبح الشماليون ( المعارضة ) شركاء في الحكم في دولة الجنوب ليحولوا الجنوب تدريجياً إلى مجرد جزء معارض للسلطة في صنعاء .

بهذا المعنى رسخ في الوعي الجمعي فكرة الاصل و الفرع و العاصمة التاريخية و رفض الإعتراف بحقيقة وجود الشعبين و وجود الدولتين . و عدم الإعتراف هذا يتضمن إنكار للحق الذي يبدأ بحق كل من الشعبين في السيادة على أرضه و ثرواته و ترسيخ فكرة وطن واحد ، دولة واحدة و صممت الوحدة و إتفاق إعلان الوحدة على نحو يحقق هذه الأفكار الأيديولوجية التي تختفي ورائها أطماع اليمن في ضم و إلحاق الجنوب ، و قد أفصح قادة الجمهورية العربية اليمنية في غير مرة عن نظرتهم للوحدة بأنها تمثل عودة الإبن الضال إلى أمه . حيث حققت الجمهورية العربية اليمنية في مايو 1990 م ، نصر بلا حرب على الجنوب .

لقد كان ذلك بحق إسقاط مصغر لما حدث على الصعيد العالمي عام 1990 م . و لكن التمعن بما حدث يظهر مفارقة عجيبة تقدم إستثناء ، حيث نلاحظ انهيار الأيديولوجيات و ما لا زمه من أنهيار للسياسات و كل التكوينات الإتحادية التي قامت على قاعدة الأيديولوجيا ( النموذج السوفيتي ، اليوغسلافي ، الإتحاد التشيكي _ السلوفاكي) . بمعنى أن الأنهيار كان للإتحادات الأيديولوجيا و أنظمتها السياسية و لم تنهار الدول ، بل بقيت تواجه حقائق الحاجة إلى إعادة إصلاح ذاتها و الإستثناء هنا الذي قدمه واقع ما حدث معنا أن الإنهيار الإيديولوجي وظف لتحقيق إنهيار في الدولة الجنوبية و ترك كسياسة و بنى سياسية فأستغلت لحظات الإنهيار الأخيرة للإعلان عن قيام وحدة أو إتحاد سياسي بين الدولتين جرى تحضيره من منطلقات أيديولوجية و بدأ و كأن سيره في الإتجاه المعاكس ثم جرى التخلص فيما بعد من الشركاء الجنوبيين بإعتبارهم من بقايا العهد الإيديولوجي الشمولي في حرب ظالمة جرت وقائعها في أرض الجنوب عام 1994 م إذ دمرت الزرع و الضرع و الشجر و الحجر .

إن ما حدث في تسعينيات القرن الماضي يمثل فشل للإيديولوجيات و لإصطفاف الأقطاب التي قامت على تغييب الحق و إعلاء الأيديولوجيات . هذا الفشل دفع من جديد بضرورة أنبعاث الحق و الرؤى السياسية القائمة على الإعتراف بالحق و إعادة بناء العالم و النظام العالمي على أسس تقوم على الإعتراف بالحق و بالمكونات الحقوقية و السياسية الأمر الذي ينبغي أن يتحقق على الصعد المحلية و الإقليمية و الدولية ( إصلاح و إعادة بناء الحلقات الثلاث : الدولة _ إتحاد الدول _ النظام الدولي )

الثابت أن قضية التوحيد بين الدولتين لم تطرح من منطلقات الحق و غاية العدالة و لكنها بدت و كأنها فخ أو شرك نصب لشعب الجنوب ووقع فيه ، يعود كل ذلك إلى أن الدول الوطنية في العالم العربي و منها دولتي الجمهورية العربية اليمنية و جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كانت ثمرة لتغيرات دولية أكثر مما هي ثمرة لعملية تطورية نضجت من الداخل . إلا أن تشكل الدولتين هنا مثلاً : قيام المملكة المتوكلية اليمنية جاء على أثر هزيمة الأتراك في الحرب العالمية الأولى أما قيام الدولة في الجنوب فقد كان على أثر تراجع النفوذ الدولي لبريطانيا و أنسحابها من مستعمراتها السابقة لتحل فيما بعد المعادلات التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية ووقوع الدول العربية جميعها في شباك المحاور الدولية بما في ذلك دولتي اليمن الشمالية و اليمن الجنوبية اللتين توزعتا دوائر نفوذ بين قطبي المعادلة الدولية .

و بالنتيجة فإن السياسات التي أنتهجها الطرفان إزاء قضية الوحدة سواء كانت بالأطماع التوسعية أو بالدوافع العاطفية القومية أو بالأيديولوجية الأممية التي كانت تحلق جميعها بعيداً عن الحق بل و تلغيه تماماً فقد قادت جميعها إلى كوارث و حروب متلاحقة .
فبسبب الأطماع التوسعية أشعل إمام صنعاء حرباً ضد سلطنات الجنوب العربي أستمرت من 1918 إلى 1928 م أنتهت بهزيمة جيوش الإمام و خروجهم من مناطق الجنوب ، و بسبب العواطف القومية في النظر إلى الوحدة كانت حرب 1972م بين الدولتين و بسبب الرغبة في توسيع دائرة النفوذ الاشتراكي كانت حرب 1979م – حرب توغل فيها الجيش الجنوبي داخل عمق أراضي الجمهورية العربية اليمنية و لم تتوقف إلا بتدخل إقليمي و دولي الزم الطرفين بوقف الحرب و العودة إلى الحدود الدولية بينهما . و بسبب خليط من الأسباب و الواقع أجتمعت فيه العواطف و الأطماع و الأيديولوجيا معاً أشتعلت أكثر الحروب دموية بين الدولتين في 1994م لتضع نهاية لحالة الوحدة المعلنة بين الدولتين منذ مايو 1990م و تبرز الحاجة لمراجعة الفكر الوحدوي العربي برمته و إعادة صياغة الرؤى الفكرية و السياسية للمشروع الوحدوي العربي بما ينسجم مع مبادئ الحق و متطلبات العدالة و روح العصر الذي نعيشه .

و للموضوع بقية .....................
[/align]
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)

التعديل الأخير تم بواسطة فادي عدن ; 2008-07-31 الساعة 06:24 PM سبب آخر: تكبير الخط
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-29, 04:59 PM   #6
فتحي بن لزرق
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-27
الدولة: عدن المحتلة
المشاركات: 1,103
افتراضي

اقتباس:
إن النظر إلى الإتحاد المعلن المعلن بوصفه مسألة محلية صرفة أمر غير مقبول

ليتهم ادركوا هذا الامر....




اقتباس:
لكن التمعن بما حدث يظهر مفارقة عجيبة تقدم إستثناء ، حيث نلاحظ انهيار الأيديولوجيات و ما لا زمه من أنهيار للسياسات و كل التكوينات الإتحادية التي قامت على قاعدة الأيديولوجيا ( النموذج السوفيتي ، اليوغسلافي ، الإتحاد التشيكي _ السلوفاكي) . بمعنى أن الأنهيار كان للإتحادات الأيديولوجيا و أنظمتها السياسية و لم تنهار الدول ، بل بقيت تواجه حقائق الحاجة إلى إعادة إصلاح ذاتها و الإستثناء هنا الذي قدمه واقع ما حدث معنا أن الإنهيار الإيديولوجي وظف لتحقيق إنهيار في الدولة الجنوبية

اغبياء ياعزيزي ظنوا انهم ذاهبون الى الجحيم ان لم يهرولوا الى وحدة اندماجية مع نظام صنعاء الذي كانت الوحدة معة هي الكارثة بكل المقايييس


اقتباس:
بإسم ترسيخ و توسيع دائرة النفوذ الإيديولوجي جُر الجنوب إلى فخ الصراعات الإيديولوجية و الإنقسامات التي أضعفته و فككت وحدته الداخلية و مررت عليه فكرة تشكيل حزب يمثل الواحدية السياسية لما كانوا يسموه "بالوطن الأم " بهذا التشكيل أصبح الشماليون ( المعارضة ) شركاء في الحكم في دولة الجنوب ليحولوا الجنوب تدريجياً إلى مجرد جزء معارض للسلطة في صنعاء .

هذا هو االفخ الاكبر الذي نصب للجنوب ،، وهذا هو رأس الداء الذي خلق كل الصراعات الجنوبية





للحقيقة اشكر الاخ العزيز
ابو غريب الصبيحي

وبأنتظار الحلقات القادمة

اتمنى ان تكون حلقة الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية

حلقة متميزة لاننا بحاجة الى قرأة مستفيضة لمثل هذا الامر
__________________
قبل الحرية اعلاه
بعد الحرية ادناه
ياحلاوة الحرية ...
فتحي بن لزرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-29, 09:58 PM   #7
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
افتراضي

حياك الله أخي فتحي الأزرق

أسرني و الله قلمك و لست أنت من ينتظرها

و لكن الحلقات تنتظر قلمك المتميز

و أعلم يا أخي العزيز

أن أي حوار وطني جنوبي شريف

يجب أن يتظمن الإعتراف بأخطاء الماضي و طيها

و قريباً الحلقة الرابعة من السلسلة

خالص تحياتي و فائق تقديري ،،،
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-28, 05:26 AM   #8
السلام عليكم
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-01
المشاركات: 891
افتراضي

تقريبا الموضوع ثري وبحاجه الى قليل من الوقت ..

تحياتي ابو غريب وموصوله للجميع
السلام عليكم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-30, 02:20 PM   #9
أبو غريب الصبيحي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-24
الدولة: العاصمة "عـــــدن"
المشاركات: 4,389
Post الحلقة الرابعة : القضية الجنوبية نتيجة طبيعية لفعل غير طبيعي

[align=right](([overline] تحدثنا في الحلقة السابقة من حلقات سلسلة الحوار الوطني الجنوبي عن الإتحاد ذات البعد العاطفي و فشل تجربات الوحدة العربية لما يدعو إلى مراجعة الفكر الوحدوي العربي برمته ، و تحدثنا عن أطماع الأمام يحيى الإمبراطورية في الجنوب بما يتماشى مع المتغيرات الدولية و فطنته إلى تسيمة الإقليم الذي يحكمه باليمن لإعطاء نوع من الإيحاء السياسي لمنطقة جنوب الجزيرة العربية ، و ما ادت هذه التسمية إلى بروز مفاهيم خاطئة حول الإحادية السياسية و خطأ تجربة اليمن الديمقراطية في إيجاد حزب أحادي يحكم فيها و يعارض في جارتها العربية اليمنية و و أخطاء الصراعات الإيديولوجية التي فككت بنية الشعب الجنوبي، نواصل سلسلة حلقاتنا التي مرت منها ثلاث حلقات و لمراجعة هذه الحلقات السابقه فهي مدموجة في موضوع منفصل سلسلة حلقات الحوار الوطني الجنوبي ... إلى هنا كتبه [/overline]/ أبو غريب الصبيحي ))

[align=center]القضية الجنوبية نتيجة طبيعية لفعل غير طبيعي[/align]

نشأت القضية الجنوبية نتاج طبيعي لعمل غير مدروس قاد إلى وحدة أنتجت أزمات و حروب . هذا المشهد المأزوم في العلاقة بين أطراف معادلة التوازن في هذه المنطقة تعود أسبابه إلى طبيعة السياسات الخاطئة التي بنيت على تزييف حقائق واقع المنطقة الجغرافي و الإقتصادي و الإجتماعي و السياسي ، تزييف غلب عليه الطابع الإيديولوجي و تغييب شبه كلي للمعادلات القائمة على الحق و متطلبات العدالة ، الامر الذي لم يقد إلى وحدة ، بل إلى تدشين مسار كارثي يدفع شيئاً فشيئاً نحو المجهول .

الحديث عن الوحدة و التوحيد السياسي بين الدول يرتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرتي الحق و الحرية ، مثلما شكلت الفكرتان معاً الهاجس الرئيس و الهدف الأسمى للكفاح التحرري ليس لشعب الجنوب فحسب ، بل و لشعوب الأرض كلها ، فهي تمثل اليوم و ستظل الهاجس الأول في بناء الدول و قيام الإتحادات بين الدول فالدول تقيم اتحادات مع بعضها لبلوغ شكل جديد من البناء السياسي المركب ينتج عنه نشوء توازن أوسع و أكبر يتمتع بقدرة أكبر على حماية أطرافه و يجعل حقوقهم و حرياتهم تكون في وضع أكثر أمناً من أي تحديات خارجية و في ظروف اسبعاد كلي لأي تهديدات داخلية تهدد الحق و الحرية ..

إن دولتي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية و الجمهورية العربية اليمنية عندما دخلتا في إتفاق على قيام اتحاد سياسي بينهما لم يكن أي منهما قد عقد العزم على التنازل للآخر بحقه في السيادة على أرضه ، بحقه في الأمن ، بحقه في الحرية ، إنما كانا يطمعان بأن التوحد سيقود إلى بلوغ وضع تكون فيه هذه الحقوق أكثر أمنا و أقل عرضة للتهديد .

و لأن العملية من أساسها صارت على خُطى غير مدروسه فقد وصلت إلى إعلان حالة وحدوية خلقت مناخ خصب لتدمير منهجي لكل حقوق شعب الجنوب الطبيعية و المكتسبة . تدمير طال الأرض و ماعليها و ما في باطنها من ثروات ، بل و طال الإنسان الجنوبي الذي تعرض للتشريد من الأرض و الوظيفة و نهبت ممتلكاته و تعرضت حياته بإستمرار للخطر ، حيث يمارس فيه القتل و التعذيب و الإعتقال ، لقد أنتهكت كل حقوقه و أصبح مهدد في وجوده و أسباب بقائه لجيله الحاضر و أجياله اللاحقة .

أننا ننظر للإعلان الوحدودي الذي تم في 22 مايو 1990 م ، بأنه إعلان متسرع و غير مدروس لم يحمل أي ضمانات لحقوق أطرافه و ننظر إليه بأنه شكل من أشكل الفعل السياسي الذي لا يكتسب أي مشروعية إلا بقدر ما يتناغم مع الحق و يمثل إستجابه و تلبية لإحتياجاته . هنا ينبغي وضع الإعلان عن قيام الوحدة بوصفه فعل سياسي في ميزان العلاقة بين الحق و السياسة ، فإذا كانت السياسة هنا تمثل نوع من الإستجابة للحق أكتسبت الشرعية و إن كان العكس فلا شرعية لها .

و الحقيقة أن الامر يتجاوز الحديث عن شرعية الإعلان الوحدوي إلى الخوض في شرعية و تفويض من فاوض للوصول إليه و إعلانه من الطرفين ، في شرعية النظامين السياسيين اللذين كانا يحكمان في كل من الدولتين . معلوم أنهما لم يكونا مبرأين من حالة اللاشرعية التي تميز بها معظم أنظمة الحكم في بلدان العالم المتخلف . و وضع شرط الديمقراطية رديفاً للوحدة يمثل محاولة لم تكتمل لتجاوز حالة اللاشرعية التي كان النظامان يتصفان بها . و هي حالة لم تكن تسمح لأي منهما الخوض في قضية مصيرية بحجم الإتحاد بين دولتين . فهذه قضية تخص الشعوب و لا تخص الأنظمة السياسية و الحكام .

و شرط الديمقراطية كان يعني اصلاح سياسي ديمقراطي في كل من الدولتين يستبق أي تفكير تجاه الإتحاد بينهما ، و كان يعني أيضاً استفتاء كل من الشعبين فيما يخطط لمصيره ، و بقي الشرط شرطاً في الورق و لم يتم شيئاً من ذلك و كان الدخول في أتفاق إعلان للوحدة بين الدولتين دون إستفتاء شعبيهما يمثل أول استباحة لحق الشعب هنا في الجنوب أن لم يكن لحقوق كلا الشعبين في كلا الدولتين . مما يؤكد هذه الحقيقةظهومر الأزمة السياسية التي أعطت مؤشراً واضحاً لعدم سلامة الإعلان الوحدوي و الخطوات التي سارت عليها العملية بأكملها هي أزمة أنتهت بإعلان الحرب من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية على الدولة و الشعب في الجنوب لتتحول بذلك الوحدة المعلنة في مايو 1990 م إلى إحتلال صريح لأراضي الجنوب في 7 يوليو 1994 م .

هنا ظهرت القضية الجنوبية لتعلن عن نفسها بقوة حيث باتت تمثل عنوان يتضمن ألفاظ تدل على معانيها ، فهي قضية لأنها ترتبط بحق شعب تعرض للسلب و النهب و التدمير ، حق شعب تعرض للتشريد ، حق شعب بات مهدداً في أسباب وجوده و عوامل بقائه أما صفة الجنوبية لأن صاحب الحق فيها شعب الجنوب .
أننا حين نتحدث عن القضية الجنوبية فإننا نقصد بذلك قضية أرض و شعب له كامل السيادة على الإقليم الجغرافي المشمول في الخارطة السياسية لدولة الجنوب المعترف بها في العالم كله ، قضية مجتمع يتمتع بكامل الحقوق المكتسبة التي تم بنائها على أمتداد الإقليم الجغرافي للدولة و أصبحت تشكل الطاقات الحيوية التي تؤمن لشعب الجنوب أسباب العيش و التعلم و الأمان ، قضية سلطة سياسية تعمل على توفير كل أسباب الضمان و الأمان لتحقيق هذه الحقوق و هي بمجموعها قضية دولة دمرت أسوارها و نهبت و سلبت حقوق شعبها ، فحالة الصراعات و الإنقسامات التي شهدتها دولة الجنوب خلال ما يقرب من عشرين عاماً على خلفية الصراعات الإنقسامات الأيديولوجية و التي أفضتا إلى تفكك خطير في وحدة الشعب الجنوبي و جعل تكويناته الإجتماعية في حالة صراع دائم و إضعاف تدريجي لنظامه السياسي بسبب تراجع تدريجي في قاعدته الشعبية .كل ذلك مهد و فتح الأبواب على مصراعيها أمام الآخر لإستباحة الحق الجنوبي كنتيجة طبيعية للمقدمات السالفة الذكر .

في ضوء ذلك جاء نهوض الشعب الجنوبي الهادف إلى إستعادة وضعه الطبيعي بين الشعوب الأخرى محدداً قضيته و مدركاً بأن عليه أن يتعامل مع الاسباب و النتائج على السواء و بهما تحددت أهداف القضية الجنوبية و آليات و وسائل تحقيقها .

يتبع ........
[/align]
__________________
إن تاريخ الجنوب يروي لنا , أن أبناءه لا يلبثون وقت الشدة إلا أن يجمعوا صفوفهم
علي هيثم الغريب

لا بد من التضحية والفداء ليس كرهاً بالحياة بل تعبيراً عن حبنا لهذه الحياة التي أردنا أن تعيشها أجيالنا القادمة بسعادة وحرية وشرف وكرامة
عميد الاسرى العرب ( سمير القنطار)

التعديل الأخير تم بواسطة فادي عدن ; 2008-07-31 الساعة 07:20 PM سبب آخر: تكبير الخط
أبو غريب الصبيحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2008-07-31, 04:01 AM   #10
الكازمي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 8,420
افتراضي

أخي الكريم أبو غريب الصبيحي المحترم,,
قضيتنا . نحن سببها الجنوبيين.
نحن ثلاثه وعشرون مشيخه وسلطنه. سميت في حقبه تاريخيه معروفه بإتحاد الجنوب العربي, وهذ تاريخ
واضح للعيان ولا غبار عليه.
وتأسس هذ الإتحاد في أوج (حركة القوميين العرب) أيام وجود الجيش المصري الذي حما جمهوريه.
فارقه من المضمون الجمهوري, (بالنهار جمهوري وبالليل ملكي) و لا زال هذ الوضع إلى يومنا هذونحن
في الألفيه الثالثه.
نرجع إلى وضعنا نحن الجنوبيين العرب , فمصيبتنا في أنفسنا: نحن ولينا حكم بلدنا الجنوب العربي للوافدين,
الذين حكمونا وسمونا علا ما كانو يضمرونه لنا كشعب عربي جنوبي. من سؤ نيه خبيثه, وصنفونا علا
مايريدون.يمين رجعي :ويسار إنتهازي: وزمره:
حتى نفذو الموكل لهم من صنعاء عاصمة (الفساد) واليوم نجني ثمار أخطاء(رموزنا اللّعب) وصرنا نستقيث
بعد ما نلنا إستغلالنا بحرب تحريريه مجيده,
فأين اليوم تاريخنا المجيد؟؟
إنهم يسموننا اليوم (عادالفرع إلى الأصل) فأين الفرع وأين ألأصل؟؟
فالذين أتا بهم سيف بن ذويزن عندما زعل علا إقتصاب أمه من قبل أبرهه الأشرم, يصنفونا علا مزاجهم.
نتيجه لما أرتكبنا ه من خطى فاذح.
وما علينا اليوم إلأ أن نداري جراحنا .ونمسح هذ العار الغادر. ونعيد تاريخنا ومجدنا الجنوبي العظيم:::
الكازمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحراك الجنوبي ومؤتمر الحوار الوطني ابن الجنوب اليافعي منتدى أخبار الجنوب اليومية 0 2012-02-26 03:54 PM
ليبدأ الحوار الوطني الحنوبي- الجنوبي على((ميثاق شرف وطني)) !! الكاش المنتدى السياسي 7 2011-09-05 12:50 AM
عاجل وهااام .. مشروع وثيقة الحوار الوطني الجنوبي-الجنوبي. البكري ابوقاهد شعيفان المنتدى السياسي 32 2011-05-22 12:56 AM
سلسلة من حلقات الكاتب البحريني عبدالله خليفة (( أزمة اليمن )) النوووورس المنتدى السياسي 3 2010-08-10 08:02 PM
بيان صادر عن لجنة الحوار والتشاور الوطني الجنوبي النـــــاموس المنتدى السياسي 1 2010-01-21 03:34 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر