المبادرة الخليجية صب الزيت على النار / الباركي الكلدي

[جواس الشبحي]

بقلم / الباركي الكلدي
الخميس 27 سبتمبر
المبادرة الخليجية صب الزيت على النار

استطاع النظام اليمني اخماد ثورة التغير باليمن والسيطرة على الوضع، وكان اهم اسباب نجاح النظام الشعارات التي خوف بها ثوار التغيير عن نجاح ثورة الحراك والجنوبيين بفك الارتباط مع الشمال ،وكان من سياسات الرئيس الذي زرعها في عقول الشعب وطلاب الجامعات والقوات المسلحة (الوحدة او الموت) وان الوحدة امر مقدس وخط احمر ، كما رو...
ج صالح وعلماء النظام بالفتاوي التكفيرية لمن يطالب بفك الارتباط في الجنوب ،
مع ان ثروات الجنوب هي محل الخلاف بين اسرة ال الاحمر والرئيس صالح ،
تنازل الشعب اليمني عن مئات القتلى ومئات الجرحى والعودة الى منازلهم والاتفاق على بقاء الوحدة والمصالحة بين العائلة الحاكمة بالتدخل الخليجي . الجميع ينتظر لتلك المبادرة على انها الحل لكافة الخلافات والازمات في اليمن ،وقد يصاب المتابع للمشهد الحاصل في اليمن بحالة من القلق بسبب الفوضى العارمة التي تضرب اليمن بشكل مثير وربما لفت انظار العالم والخليج استفحال العناصر الارهابية التي تهدد امن واستقرار المنطقة و كان اهتمام كبير في دعم النظام اليمني لمحاربة القاعدة، وغض النظر عن القضيايا الاساسية والمطالب الشعبية للجماهير الغفيرة التي تملئ الساحات والشوارع في اليمن ،
قيام المملكة العربية السعودية ودول الجوار وحلفائهم في المبادرة الخليجية ناتج عن الحافظ على المصالح الاستراتيجية مع اليمن ضاربين بعرض الحائط ارادة الجماهير ودماء الألالف من القتلى والجرحى الذين تزهق ارواحهم في سبيل الحرية وتطبيق العدالة ،
يجب ان نعترف بكل وضوح ان التبني لمثل هذه المبادرة التي تهمش ارادة شعب وقضية وطن في الجنوب ستكون سببا" في اراقة الدماء وازهاق الارواح بين الشعبين في الشمال والجنوب ، واجد نفسي مندفعا" بشدة نحو نظرية المؤامراة التي تقف وراء خلط الاوراق عن قضية الجنوب والترويج للعناصر الارهابية في مناطق الجنوب والتي كانت مسرحية وورقة لا زال النظام اليمني يلعب بها لضرب القيادات والنشطاء الجنوبيين وتدمير مناطقهم ،
ومحاولات الترويج بربط قضية الجنوب بمشكلات الحوثي بالشمال وايران ، مع ان للجنوبيين قضية سياسية ويعتبر امن الجنوب من امن واستقرار المنطقة وان الترويج لمثل هذه الدسائس لتعكير صفو العلاقات والترابط التاريخي والاخوي مع الاشقاء في السعودية من قبل الاسلام وبعد الاسلام
حيث يتنكر اليوم الكثير لتاريخ ارض الجنوب العربي التي شهدت قبل الإسلام حضارة عظيمة ومدونة في الكتب السماوية،
وكتب التاريخ والآثار موجودة إلى يومنا هذا ولا زال الكثير من الآثار مدفون تحت رمال الصحاري والإنقاذ في الجبال والأودية والسواحل والجزر ومنها حضارات قوم عاد وثمود ومعين وقتبان وحضرموت وحمير واوسان وكندة ودهس والشواهد كثيرة في المهرة والواحدي والعوالق وبيحان ودثينة والعواذل والفضلى ويافع وعدن والضالع والحوا شب والعقربي ولحج وغيرها بحاجة إلى بحث ودراسة وتنقيب لإثبات المخفي منها.
كما كان لابناء الجنوب من تاريخ مجيد بعد الإسلام حيث قاموا في الاستجابة للدعوة الإسلامية وشاركوا مشاركة فعالة بنشر الإسلام في أنحا العالم ومنها بعض من الوفود التي ذهبت إلى النبي (ص) كثيرة منها وفود جماعية وفردية ومنها وفد المهرة على رأسه زهير بن قرضم ألمهري من الشحر وأخر يرأسه مهري الأبيض ووفد ربيعه بن مرحب الحضرمي ووفد وائل ابن حجر من إمارة حضرموت وشبوة ووفد الجعفيين من جردان يرأسه قيس بن سلمة الجعفي ووفد الأسود الكندي من عرمة ووفد وادي تنعة يرأسه البقلي التنعي وفد حمير ووفد كندة ترأسه الأشعث بن قيس قدموا إلى المدينة في السنة العاشرة للهجرة وافتخروا بالحرير وبعظمة جدهم آكل المرار حين قالوا للرسول (ص) نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار ومزقوا الحرير عند ما نهاهم عنه وتزواج الأشعث من أم فروة بنت أبي قحافة أخت الصديق وخطب ألرسول (ص) قتيلة بنت قيس أخت الأشعث وتوفي قبل قدومها عليه من حضرموت. وذكرت كتب التأريخ كثير من الجنوبيين العرب الذين شاركوا في الفتوحات الإسلامية في كل بقاع العالم.

ولا يزال ابناء الجنوب منتشرين في الجزيرة العربية والعالم العربي وفي أسيا وأفريقيا والعالم اجمع ولهم الفضل في المشاركة الفعالة في تطوير وتنوير دول كثيرة ومنهم من أصبحوا بيوت تجارية ورجال دولة ودين وسياسة وعلم ووصل الكثير منهم إلى مناصب كثيرة وكبيرة في كثير من الدول ومنها في شرق أفريقيا وشرق اسيا والهند لما تتوفر لديهم من مثل ثقافية وعلمية ودينية وأخلاق عربية أصيلة في احترام أنفسهم واحترام الأخر بغض النضر عن الجنس والعرق والدين وهم إلى اليوم محتفظين بعادات وتقاليد الآباء والأجداد الجنوبيين العرب الأصيلة.
ان كثير من الأصوات التي تحاول جاهده التعتيم والتظليل على شعب الجنوب العربي وعلى العالم اجمع بأنه لا وجود أي تاريخ للجنوب العربي حيث يصورون إن اسم الجنوب العربي ظهر في الخمسينات وان الأرض الممتدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً ومن سقطرى جنوباً إلى الضالع يافع بيحان شمالاً بدون تاريخ وحضارة تذكر واختصروا التاريخ والوجود من يوم 30 نوفمبر 1967م وهو اليوم الذي تم بموجبه ضم الجنوب العربي إلى اليمن وأصبح من وجهت نظر القانون الدولي شطر أو جز وليس قطر عند مأتم إعلان الدولة اليمنية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبة وتم بموجبها فصل التاريخ لما قبلها وسخرت الدولة اليمنية التي تم إعلانها على ارض الجنوب العربي كل إمكانيتها في استئصال الثقافة والحضارة العربية الأصيلة وترسيخ الثقافة والتاريخ اليمني بالترهيب والترغيب والتزوير للتاريخ بالكلام العاطفي والإفك حتى صدقها البعض من الجنوبيين العرب وبعض من المثقفين والسياسيين في الوطن العربي والعالم.

لا زال الجنوبيين يعانون من هذه المؤامرات في الاطماع بالنهب والسيطرة على ثرواتهم وارضهم .
والحاصل اليوم ان النظام اليمن لن يكتفي بطمس التاريخ الجنوبي وانما يريد ابادة شعب الجنوب من على ارضه .
واننا كجنوبيين نرفض ونستنكر كل المؤامرات ونطالب الاشقاء بالمملكة العربية السعودية ودول الجوار الحل العادل لقضية الجنوب وانقاذ شعبنا المسالم الذي يناضل من اجل الحرية واستعادة دولتة بالطرق السلمية ،
وشعب الجنوب لا يداني الارهاب والتطرف وهو شعب مثقف ومتعلم وحضاري والمملكة السعودية عانت من النظام اليمني ومماراستهم وفسادهم فكيف يفرض علينا التعايش مع التخلف والجهل والفساد في وحدة يرفضها شعب الجنوب ويقدم القوافل من اجل فك الارتباطهم .
ان العلاج لحل الازمة في اليمن هو النظر الى ثورة الجنوب وان تهميش الجنوبيين يكون حل ناقص يزيد توسع الصراع،
ومبادرة كهذه كصب الزيت على النار لتزيد اشتعالا"
ان ما نشرته "شبكة اكيد الإخبارية " السعودية قبل اشهر عن تقريرا يتضمن تخوف وقلق الشعب السعودي الشقيق من الجرائم الذي يرتكبها ابناء الجالية اليمنية " الشمالية " وخاصة "الزيود والحوثيين " من قتل وتهريب السلاح والمخدات والبشر الى داخل الاراضي السعودية الشقيقة وممارسة الغش التجاري
وأكدت الشبكة ان تعتبر الجالية اليمنية من أخطر الجالية التي تمارس جريمة القتل على المذهب أو على الحقد وطمع لسلب أموال المواطنون والمقيمين وزادة حالت القتل من بعد تطهير الجنوب من المتسللين, وتثبت التقارير الصحفية بأن لا يمر أسبوع إلى وفيه جريمة قتل مرتكبه مقيم أو متخلف كما لم ينسى الشارع السعودي مقتل رجل الأمن بطريقة بشعة عائد من مهمة المشاركة مع زملائه في تطهير الحد الجنوبي من المتسللين على أيد شخصين من الجنسية اليمنية في العاصمة الرياض فلاح العتيبي رحمه الله, وكذلك العصابة التي قتلت كبار السن والعجائز بعسير وتضم 6 يمنيين.
واشارت الشبكة السعودية والذي اعتبرتها انها جرائم بحق المملكة ومواطنيها حيث طالبت الشبكة بترحيل ابو يمن من زيود وحوثيين عاجلا غير اجلا .

وادان ابناء الجنوب مثل هذة الاعمال الدخيلة على عاداتنا وتقاليدنا والذي يعاني منها شعبنا في الجنوب منذ تحقيق الوحدة في عام 1990 بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية واكدوا ان اي اعمال تخريبيه ضد الاراضي السعودية وشعبها الشقيق انما تمس امن واستقرار ابناء الجنوب المقيمين على ارض الخير ارض خادم الحرمين الشريفين. والذي مازال وطننا الجنوبي يعيش تحت وطئت ذلك الاحتلال لزيدي .
نتمنى على المملكة ان تبادر مبادرة حقيقية تقديرا لما يربط ابناء الجنوب من علاقات اخوية بالاشقاء في السعودية والذي يعتبرها الجنوبيين بلدهم الثاني بعد قيام الزيود باحتلال وطنهم الجنوبي حيث تشهد المملكة وشعبها السعودي بنزاهة ابناء الجنوب المقيمن على اراضيها بالامانة والوفاء ولاخلاص .