لا انتصار للثورة الجنوبية دون مشاركة المرأة الجنوبية

[مكيراس ابين]

بقلم/ محمد عباس ناجي.

كنت في الاسبوع الماضي قد كتب مقالة بعنوان ( حان وقت النهوض يا نساء الجنوب الشامخات) ادراكا مني انه لا انتصار للثورة الجنوبية دون المشاركة الفاعلة للمرأة الجنوبية فيها, فالمرأة هي نصف المجتمع الجنوبي. ولهذا لا يمكن لشعب ان يحقق انتصارات عظيمة في الحاضر والمستقبل ونصفه الآخر مقصا عن المشاركة. كما ان المرأة لا يتوقف دورها في ثورة شعبها على المشاركة بالخروج الى ساحات النضال السلمي, وانما تمتلك القدرة على الدفع بالنصف الآخر من المجتمع الجنوبي وهم الرجال للخروج الى ساحات النضال بشكل فاعل ومكثف, ويمكن ان تقوم بأدوار كثيرة لا يستطيع الرجل القيام بها.
وكنت في تلك المقالة قد وجهت بمثابة دعوة الى نساء الجنوب المبدعات لتسخير قدراتهن الفكرية والثقافية لخدمة قضية شعبهن وذكرت اربعة اسماء نسائية فقط لقراءتي المتكررة لعطائهن الفكري. والحقيقة انني عندما وجهت تلك الدعوة كنت على يقين من استجابتهن, ولكن ليس بالقدر الذي توقعته, فقد امتشقن العديد من بناتنا العزيزات اقلامهن من اغمادها ونشرن في العديد المواقع الالكترونية مواضيع رائعة جسدت حبهن لوطنهن وشعبهن وقضيته العادلة, ومن بينهن: هدى العطاس وعفراء الحريري وكلثوم ناصر النواصري والدكتورة اسمهان العلس وليزا حسن علي. واعجبت بعمق تفكيرهن عندما عبرن عن رفضهن لتلك الدعوات الهدامة القائمة على تقسيم ابناء شعبهن على اساس اصولهم الجهوية أو انتماءاتهم الحزبية السابقة أو على أي اسس قصيرة النظر, والبعض ابدين افتخارهن بالتاريخ العظيم لشعبهن وعاصمة وطنهن مدينة عدن. واكدنا على النظرة الشاملة للمواطنة الجنوبية التي نص عليها برنامج الحراك السلمي الجنوبي " ان كل مواطن جنوبي ومواطنة جنوبية يحملون بطائق الهوية الوطنية الجنوبية قبل عام 1990م بغض النظر عن اصولهم الجهوية السابقة ودياناتهم ولون بشرتهم هم وابنائهم واحفادهم مواطنون ومواطنات جنوبيون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات" وبهذا اظهرن مبدعات وطننا الصورة الحضارية لشعبنا بشكل عام وللمرأة الجنوبية بشكل خاص.
إن الجنوب ملئ بالنساء المبدعات وهن مدعوات ليس لتسخير قدراتهن الفكرية والثقافية لخدمة قضية شعبهن, وانما تسخير تلك القدرة الابداعية لتطوير نضال شعبهن والمساهمة في قيادة ثورة شعبهن.