الفهم المعطوب... في قضية الجنوب .

[عبدالله السنمي]

القضية الجنوبية هي مشروع وطني كبير له متطلبات واستحقاقات كبيرة ، يتصدرها الإيمان بها كقضية وطنية عادلة ومشروعة يُعنى بها كل الجنوبيين بكل توجهاتهم ومشاربهم السياسية ، وانتماءاتهم الجغرافية والثقافية والفكرية .
ويجب النظر للقضية الجنوبية باعتبارها مشروع وحق جنوبي لا يجدر بأحد كان شخصا او جماعة او حزبا الادعاء بأنه صاحب الامتياز والاحتكار او الادعاء بأنه الممثل الوحيد لها أو للشعب الجنوبي أو أنه بإمكانه فرض الوصاية على الشعب الجنوبي مهما كان دوره في العملية النضالية ، ومقارعته للاحتلال ، لان العملية النضالية شيء ، وقيادة النظام السياسي شيء آخر ، فالذي يجري الآن على بشأن القضية الجنوبية هو خوض مشروع نضال وثورة شعبية سلمية ضد الاحتلال اليمني للأرض الجنوبية ، تشترك فيه كافة الأطياف النضالية الجنوبية والشخصيات المستقلة جماعات وأفراد ، وجميعها تسعى الى هدف رئيسي وهو تحقيق الاستقلال للدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بقيادة رئيسها الشرعي /علي سالم البيض .
وبهذا لا يجوز الربط بين مفهوم العملية النضالية المعتملة على الأرض ، وبين استحقاقات المستقبل المتعلقة بالحكم السياسي لدولة الجنوب القادمة ، وفقا لمنطلقات وطموحات وتطلعات شخصية بحته .
ما يعانيه الحراك هو ذلك الفهم المغلوط بقصد أو بدون قصد ، لمخرجات النضال الذي يخوضه شعب الجنوب من خلال هيئات واحزاب ومستقلين وعلى شتى أشكال النضال الجماعي والفردي .
هذا الفهم المعطوب يتمثل بالاعتقاد أن المرحلة الراهنة من النضال الجنوبي هي بمثابة مارثون يتسابق فيه – المناضلون – لحجز المناصب والمواقع القيادية وكأن دولتنا سيعلن عن ساعة استقلالها غدا .
هذه الفكرة للاسف الشديد ، جعلت القضية الجنوبية وكأنها مجالا للتدافع الى الساحة لتسجيل النقاط الشخصية ، وزيادة الرصيد الشخصي ، وتناسى الكثير أن القضية أعمق وابعد من هذه الفكرة القاصرة والضيقة .
القضية الجنوبية اليوم هي مشروع لتقديم التضحيات والصمود في مواجهة نظام يمتلك كل أدوات الفتك والقتل والدجل والخداع ، فهو يمارس القمع الدموي ضد شعبنا في الداخل ، ويمارس الخداع والتضليل أمام الرأي العام الداخلي والخارجي .
لذلك هذا التفكير الاعور الذي في رؤوس البعض، يجعلنا نرى ما نراه من تنافر وتباعد بين رموز النضال أينما ذهبنا وعلى كافة المستويات ، وكلما تعشمنا خيرا ، سرعان ما تتلاشى الآمال ، وكلما برزت أصوات ومبادرات لجمع الشمل ، سرعان ما تخفت شيئا فشيئا ، قبل ان تبدأ !! رغم ما تحقق من إجماع حول الأهداف الكبيرة للقضية الجنوبية ، وهي الاستقلال واستعادة الدولة .
واعتقد أن مرجع هذا التراخي والانزواء بعيدا دون المضي نحو الحوار الجاد وطرح المبادرات المتعددة والرؤى محل نقاش ودراسة .مرجع ذلك الى هذا الفهم الضيق لطبيعة الدور والمسؤولية تجاه القضية الجنوبية ، ونتيجة الخوف الذي ينتاب هؤلاء البعض من افرازات أي مشروع وطني يتجاوز حساباتهم الشخصية أو الحزبية .
نتذكر جميعا ، المبادرات العديدة ، ابتداءً ما عرف على تسميتها حينها - - بورقة أحمد بن فريد - ، مرورا بمبادرة الدكتور/ عبدالله الحالمي ، ثم الدراسة المقدمة من مجموعة الاكاديمين الجنوبيين ، ومشروع برنامج العميد/ ناصر علي النوبة ، ومؤخرا كانت دعوة الزعيم حسن باعوم وأخيرا وليس بآخر برنامج دولة حيدر العطاس ، الذي لازال كما هو مجرد مشروع تم تسريبه الى المواقع ولم نسمع أي ردة فعل بالإيجاب أو السلب تجاه هذا البرنامج المقترح .
وشعب الجنوبي يبقى هناك وحيدا ، مُثخنٌ بالجراح ، تغمره الحيرة والاحباط .


17 سبتمبر 2010م

[عبدالله السنمي]

حسنا .. ربما أحد المشرفين لامسته فكرة الموضوع واكتفى بالتثبيت ، دون تعليق ..
وما كان عليه ان يفعل ذلك ، إذا لم يبين للقراء ماهية الفكرة التي صلت له هو على الأقل !!
حتى يمنح الموضوع هذا التثبيت الذي لا يستحقه ، فالموضوع يتيما ومنزويا في زاوية انفرادية ..
على كلٍ .. سأتحاور مع نفسي قليلا ، ،
لربما ذلك يجعلني اتذكر ما لذي اريد قوله في هذا الموضوع !!
نعم . تذكرت .. وسوف اسأل سؤالا ،،
لماذا هذه الظاهرة الاعلامية الواسعة في طرح المبادرات ، ، كل القيادات تدعو الى وحدة الصف !!
مبادرات .. برامج سياسية .. اوراق عمل ... مواثيق شرف .. اسماء كثيرة ..
بيانات .. تصريحات .. قرارات .. لها تدعو الى توحيد الكيانات والجهود ...الخ
وعمليا ً ،، لا شي يحدث على الارض .. لماذا ؟؟
أين الخلل .. هل شي من تصوري في المقال أن الحسابات الشخصية هي الكابح الحقيقي لأي تحرك ؟
من يفكر بصوت عالي .. ويكتشف الحلقة المفقودة ..؟؟؟

[البرق اليافعي]

اخي العزيز ... كاتب العدل

ماتفضلت به هو الحقيقه بعينها ... وحالة اللاوعي لدى المناظلين سبب كل هذه الاختلالات التي شابت الوضع الجنوبي
لعل الخوف من تجربة الثوره الاولى وماحدث بعدها من تدافع وتسابق واقصاء قد طغى على قادة اليوم
الكل يستحضر الماضي .. ويخاف من عودته بشكل او باخر .
لذا هم كما ترى .. الكل نسى ماخرج اليه وخاصه بعد ان كثرة الوجوه على الساحه ...
الكل اصبح ينظر الى الكراسي المحدوده التي ستاتي بعد التحرير والتي لاتستوعب الاعداد المتزايده من القاده في الداخل والخارج .
هذه هي الحقيقه بعينها .. والتي نحاول دائما ان نتجنب الخوض بها ... لكي لانوصف بتلك العبارات التي تعودنا على رؤيتها هنا .
لا اعلم ماهو المخرج من هذا المأزق الذي وضعنا به ؟؟
ولا اعلم كيف سيكون الحل ..
كل المشاريع التي ذكرتها وتم نشرها وتناولها لم تتطرق الى شكل الدوله المستقبلي .. وهذا برأيي هو الخلل .
ولكي يزيل هذا التخوف لابد من وضع وتجهيز غالب يحتوي الكل او على الاقل الغالبيه العظمى ... بدون ذلك سيظل الكل في مكانه .. ينتظر من يسقط اولا .. حتى نصل للتشكيله النهائيه للعب على الساحه السياسيه .

قد اكون مخطىء في قرأتي .. ولكن هذا ما اسعفني عقلي المتواضع في قرأته .

تقبل مروري بصدر جنوبي رحب ..

البرق اليافعي

[رفيق الجنوب]

احييك اخي كاتب العدل

وجراتك الجميله هي من اعطى الموضوع البصمه

وعوده الى الموضوع:

ارى ان الحيلوله بين تنفيذ كل ما قلته قرارات واجتماعات ومشاريع جميعها تموت في ليلة

ولادتها هو الذاتيه فعندما تسمي مولود لك قبل ان يلد وانت لا تعلم هو ولد ام بنت

ولكنك سميت لكي ينادا لك با ابو فلان ولكي تتضاهر امام الناس فما هي النتيجه!

لك التحيه والحديث يطول ان حالفنا الوقت

رفيق.............

[عليان الكندي]

اخي كاتب العدل كل المبادرات التي قدمت الى قادة الداخل لم توخذ بمحمل الجد او انها لم تناقش اصلآ وهذا يعود الى عدم الثقة بين القادة في المقام الاول زد عليها ارث من سلبيات مابعد 67م اذآ يجب ان نعترف ان المشكلة الحاصلة تعد اكبر مشكلة تواجة الحراك وحلها يكمن في ثقة القادة فيما بينهم قبل مناقشة اي مشروع او مبادرة

[فدائي الجنوب]

لقد طرحت سبب من اسباب هذا التمزق الحاصل في قياده الحراك وهو فعلا تسابق البعض وليس الكل كما نعتقد ولا ننكر تضحيات واخلاص الكثير الى حجز وترتيب انفسهم في دوله الجنوب التي ننشدها والتي لازالت اسيره بيد المحتل والمشترك معا
تحياتي

[ثائر جنوبي]

كل الشكر لكاتب العدل فالولاء للجنوب فقط للجنوب
الكتير يعتبرون انفسهم قادة ويتكلمون كانهم قد حصلو الاستقلال
ياخواني المشوار طويل والعمل للجنـــــــــــــوب فقط

[بائع المسك]

أخي الفاضل كاتب العدل والحكمة لقد لامست من خلال موضوعك حقائق كثيرة عن مكمن الخلل، واسمح لي أن أضيف على عجالة، بأن هناك قاعدة مضطردة مفادها بأنه متى غاب العمل الجماعي المؤسسي المنظم، سادت الارتجالية والأهواء والاجتهادات الفردية.. لاحظ أنه لم يطرح حتى الآن مشروع أو رؤية أو حتى مقترح، من قبل هيئة أو تنظيم بعد إقراره في أطرها التنظيمية، بل أن ما طرح حتى الآن من مشاريع ومقترحات جميعها فردية، لأن العمل المؤسسي وأطره معطلة في جميع التنظيمات الجنوبية القائمة، وأعطيك تجربة شخصية بشأن ذلك، فقد أنزلت في نهاية شهر رمضان مقترحا في هذا المنتدى بشأن تحويل مبدأ التصالح والتسامح إلى مشروع تسوية تاريخية شاملة، وكان رد الأستاذ الفاضل الصحاف عليه ساخرا بسبب إحراقه بتلك الطريقة وعدم تسويقه حسب قوله بطريقه صحيحة، وبالفعل لقد كان كلامه صائبا مائة بالمائة، وفكرت فيه قبل إنزال الموضوع، ولكني فكرت أيضا بما اسماه زميلي الصحاف بالسوق، فوجدت سوقا فيه أكشاك وحوانيت يتعاطى فيها القات، وليس فيها تجارة، هذا هو للأسف الشديد حال هيئات الحراك القائمة مقايل وبيانات، فصار كل يجتهد ويشعب كما يقولون الخبره، وكله سيحال إلى الأرشيف أو بالأصح إلى الزبالة مع شديد اعتذاري، ومع ذلك لا يمكن أن نفقد خيوط الأمل.. ففجر الحرية آتٍ آت.. تقبل فائق تقديري واحترامي

[ســـــاره]

مقال رائع أخي كاتب العدل ..

لعل رسالتك تصل لكل ذي لب .. ما رأيك أن تصيغ المقالة القادمة

لتوضح لهم بأن ( قيادة الدولة ) تختلف عن قيادة ( بناء الدولة ) ..

نريد بناء لدولتنا المستقبلية .. بناء لا غير البناء ..

كل التقدير أيها الفاضل ..

..

[ارادة الشعب قانون]

كل الشكر لكاتب العدل ... موضوع مهم للغاية ...
لقد قرات فى احد الكتب التى تتحدث فى السياسة القاعدة التالية وهى بالنص :

( يمر الفعل التغييرى عادة عبر ثلاث شرائح : شريحة بدء وشريحة تغيير وشريحة بناء .

ا- شريحة البدء : وهى المجوعة الاولى حاملة الفكرة غير انها ليست قادرة على احداث التحولات بمفردها بل تحتاج ان تبحث عن الاداة الاساسية الحاسمة فى الصراع
ب- شريحة التغيير : هى التى تشكل راس الحربة او الاداة الاساسية اقادرة على احداث التغيير والتى قد تكون الجماهير فى حالة العمل الشعبى او الجيش فى حالة الانقلاب او اى فئة قادرة على تحويل مركز السلطة .
ج- شريحة البناء وهى الى تقوم ببناء الدولة او المؤسسة السياسية بعد حوث التغيير وتضم كل المجتمع بمختلف ايديولوجيته وعرقياته ومذاهبه .
وعلى رجل السياسة الا يخلط بين الشرائح الثلاث فحين تظن شريحة البدء انها شريحة التغيير او تظن شريحة التغيير انها شريحة البناء تكون الاخطاء كارثية والتكاليف باهضة ) انتهى النص .

يمكن ان نضيف التالى : يقابل كل شريحة مرحلة زمنية . فهناك مرحلة البدء ومرحلة التغيير ومرحلة البناء وهى مراحل متتالية لكن يجب ان ننتبه ان الشرائح التى تتكون من اشخاص ليست بالضرورة يحل بعضها محل بعض كاشخاص وانما يتغير دورها و تدخل فى المرحلة الثانية شخصيان كثيرة اما فى المرحلة الثالثة يشترك كل الشعب .. هنا يجب ان يفقه الشخص المرحلة التى يمر بها النضال فمرحلة التغيير تتطلب ان يلعب الدور الذى تمليه عليه المرحلة وان يركز عليها بشدة حتى ينجح هذه المرحلة ولا يتعامل مع هذه المرحلة الوسط بعقلية مرحلة البناء والا كانت النتائج كارثية كما اتضح لنا من النص السابق .

ان القضية الجنوبية تجاوزت مرحلة البدء والان تمر فى المرحلة الخطيرة مرحلة التغيير ، كما نجد ان شريحة البدء لعبة دورها جيدا ودفعت بالقضية الى الامام ودخلت القضية مرحلة التغيير ونجد ظهور شخصيات كثيرة على الساحة وهذا شئ طبيعى اما غير الطبيعى ان نجد ابعض لشخصيات التى بدات مرحلة البدء وغالبية الشخصيات الجديدة لم تغير دورها ليتناسب مع المرحلة بل تجاوزته فى النظر الى مرحلة البناء والبحث عن دور فى تلك المرحلة التى لم تات بعد ..

ان هذه المرحلة تتطلب التركيز الشديد عليها عوضا عن تركيز النظر على مرحلة البناء لان مرحلة البناء لها شروطها ووضعها الخاص وقد تبرز فيها شخصيات ليس لها ظهور الان ولا يعنى الحرص امنذ لان على حجز مقعد فى المرحلة القادمة انه سيكون حجزا مؤكدا لان تلك المرحلة لن تاتى الا بعد مخاض تكون فيه قد تغيرت تماما قواعد اللعبة ... واذا اراد البعض ان يلعب الان بطريقة لا تخدم المرحلة الراهنة ليصنع المرحلة اللاحقة التى تضمن نفوذه فقد اضاع المرحلتين معا ...
يجب ان نفقه ان وجود بعض اشخاص يلعبون سباق الدرجات فى ملعب كرة القدم ليحرزوا نقاط هو حقيقة واقعة ولا مفر من منها و لا حل معهم الا الوعى بوجودهم وتحييد طريقتهم تلك ولن يكون ذلك الا بالوعى الحقيقى بالمرحلة وما تتطلبه من عمل مركز فى مكون واحد يمثل الجنوب بدون هذا العمل التوحيدى سيبقى اللاعبون الخطا فى الميدان الخطا ...

عندما يوجد هذا الوعى وتخلص النوايا سوف يلعب الساسة الجنوبيون السياسة على اصولها و سوف يتقنون قواعد اللعبة السياسية داخليا ومنها فن التنازلات لبعضهم البعض ، ليست المشكلة فى وجود مشروع من عدمه بل المشكلة فى الجلوس سويا لايجاد مشروع . اذا تنازلنا لبعضنا واخلصنا النوايا من السهل ايجاد ذلك المشروع السياسى ...

كما انه يجب علينا ان نعى بالمرحلة كذلك يجب علينا الوعى بالمشروع السياسى المطلوب وجوده ، ان المرحلة لا تتطلب وجود مشروع مفصل ، ان المشروع المطلوب اقرب الى الدستور منه الى القانون والبرامج السياسية المفصلة ، ان المشروع السياسى للنضال غير المشاريع السياسية لمرحلة البناء ... انه مشروع من اجل التوافق السياسى فى هذه المرحلة وليس دستور وقانون لادارة الدولة ، فلماذا نتستبق المراحل ؟
اننا بحاجة الى اعلان مبادئ للتوحيد يتبعه ميثاق شرف وطنى ولا مانع من تحديد ملامح النظام السياسى القادم اذا امكن ، هناك ثلاثة نظم سياسية فقط وليس الاف النظم ولايحتاج الامر منا الى اعادة اختراع العربة ... ثلاثة نظم اما رئاسى او برلمانى او نظام الجمعية الذى اقترحه العطاس للمرحلة الانتقالية والذى كان سائدا فى الدولة الجنوبية السابقة .. بالرغم من انه ليس محتما تحديد شكل النظام السياسى الان بل من الافضل ان يحدد فى الفترة الانتقالية لكن اذا كان ولابد يجب ان يكون نقطة للتوافق وليس للخلاف بمعنى اذا ظهر خلاف حول شكل النظام يجب ان يؤجل الى المرحلة الانتقالية ويحسم باستفتاء عام ...

تحياتى