الى المتفردين بالغوغاء والمتنكرين للقيم الاخلاقيه في السياسه والمثاقفه

[عربي امريكي]

الى ذلك الغراب الناعب ونذير الشؤم المستديم الذي يجول المنتديات والمواقع الاعلاميه الجنوبيه
الى ذلك المعتوه الموسوم بجنون العظمه والغارق في النرجسيه المفرطه ، الى ذلك الببغاء الذي يردد
الاصوات نفسها ، ذلك المريض المصاب بزهايمر الافكار ..... ونحن دائماً نتمنى له الشفاء

اننا نتقدم اليك ونقول لك ان هناك بشر من حولك يحترمون العقل ويحترمون الضمير الانساني الذي
تكتسيه القضيه الجنوبيه واهلها الشرفاء ، ونحن نناديك او نناديهم من بين ابناء شعب الجنوب المكلوم
الذي يُراد لحقه ان يهمّش من قبل حكومة الاستبداد السنحانيه الماكره ، والتي ان لم يقف امامها
رجال اشداء اصيلين شرفاء صادقين مدركين محللين مخلصين وذو اخلاق عاليه ستذهب الامور الى
متاهات الضياع والانكسار

ولهذا نحن نسأل اولئك المتنكرين للقيم والذين لا يميزون الفرق بين الصراحه والوقاحه وبين النقد
الاخلاقي البناء وقلّة الادب بنقدها الهدام

هل تستطيع موهبة النقد في كل تأريخها ان تكون كافيه لنقد اخطاءنا وقادره على ذلك ان كان محتوماً
ان يكون النقد متكافئاً مع الاستحقاق له ؟
ان النقد القاسي والصحيح لعيوب الذات وضعفها ليست قيمته في انه نقد ولكن في انه رؤيه وشجاعه
وصدق ورغبه في الانتقال الى الافضل
لهذا كم يجب ان نتعوّد نحن الجنوبيين ما لم نتعوّد شيئ منه في كل تأريخنا ، اي نتعود تقبل هذا في نقد
النفس التي لم نتعود قط ان نقوله او نكتبه او نقرأه او نسمعه ونلتمسه على الواقع ، بل ان ذلك لم يصبح
يوماً حلماً من احلامنا ، اعني النقد البناء الذي يعني الرؤيه الخارقه والجراه امام الذات والصدق والشوق
الى الاقتحام الشريف والتغيير الحقيقي ..... انها لقضيه حضاريه واخلاقيه وانسانيه ووطنيه قبل كل شي

ان اللغه الانسانيه ليست للتخاطب والتفاهم او التعريف والامتداح والذم او الوقوف ورارء النصوص
الدينيه او الاخلاقيه او التأريخيه ولكنها جهاز انساني هائل وشامل للتغيير والتخطي والخلق والابداع
والرؤيه الخارقه القائمه على دعائم المعرفه والعلم والمتحليه بالقيم الرفيعه

فما بالك يا من تريد اعتقال اللغه وتقييدها بالجهل والصراع والتأريخ القبوري ، فمهما تخيّل لك بأنك
تتحدث وتحاور ومهما اتيت باللسان الطويل والذي يعتبر الاطول بين كل الالسنه ، ومهما تخيّلت بأنك قد
تفوقت على كل البشر بكثرة الكلام وطنينه المفرغ من كل التفاسير والالتزامات والقيم الانسانيه
فأنك بذلك تقتل وتهدد كل وظائف وتفاسير وقوى وقيم وطموح الانسان فينا وتقتل الرؤيه البعيده
المطلقه المتجدده الدائمه

كم نتمنى ان نفارق تلك المفاهيم التي جعلتنا صغاراً لحتى اصبح اصغر الاعمال واكذبها مجداً كبيراً
هل كان مستحيلاً ان نصبح كباراً لا نصاب باي شيئ من الغرور حينما نفعل ما كان ممكناً ومعقولاً
وهل كان محتوماً ان نملئ الدنيا ضجيجاً مفرغاً يتعدى حدود الاخلاق ويقلل من قيمتنا في كل العيون
والعقول والقراءات والتفاسير عندما نركب الغرور والخيلاء

ان قبح الغرور ليس في الغرور فقط بل وفي قبح الاساليب في التعبير عنه ، وايهما نحن اوقح ، هل
بغرورنا ؟ ام بالتعبير عنه ، فهما وجهان لعمله واحده

ان الامر المستطير الذي تتجافاه الافكار وتصد عنه العواطف والذي يمارس كسلوك جنوبي هو ربط
التوجيه العقلاني والمنطقي بكل اصناف الخيانات وربط التسويف والضوضاء والافكار العدميه بالوطنيه
والاخلاص .... وما اكثر ما نلاحظ من يكرر كلمة التثبيط والاحباط من قبل الكثيرين ويوجهونها لمن لا
يتوافق مع طرحهم العقيم او يحاول حثهم على ضرورة الالتزام بالقيم طالما ونحن نمثل قضية شعب

والشيئ المرضي الى درجة الاستعصاء هو ان الكثير من ابناء الجنوب يربط خروجه عن القيم والاخلاقيات
الرفيعه بجرائم نظام صنعاء .... وهل يعني ان نظام صنعاء كلما ارتكب جرائم كلما قل اخلاق الكثير من
الجنوبيين او اعطي لهم الحق في ذلك ..... انها معادله لا تقبل الحل

ما نلاحظه على اغلب المنتديات والمواقع الاخباريه الجنوبيه لا يرتقي الى حجم القضيه الجنوبيه العادله
ومن ضن ان شتائمه وخروجه عن الاخلاق والمنطق هو خدمه للقضيه فهو غلطان وعليه مراجعة حساباته

فنحن لا نريد ان تتحول ويساعد على تحويلها نظام صنعاء الى ظاهره صوتيه مفرغه .... وانا اتوجه بخطابي
الى العقلاء والى مدراء ومشرفي ومالكي المواقع الاعلاميه الجنوبيه .... اننا امام ظاهره خطيره جداً
وقد لا ينتبه لها الجاهل ولا ننسى ان هزيمة الجنوب سابقاً كانت لاسباب اخلاقيه ولكن الظاهره تم
مواجهتها بالاصرار والتعصُّب والغرور .... واذا حذينا نفس الحذو السابق سنخرج بنفس النتيجه ولكنها
ستكون هذه المرّه مغايره وقد ربما تكون قاتله