الرئيسية التسجيل مكتبي  

|| إلى كل أبناء الجنوب الأبطال في مختلف الميادين داخل الوطن وخارجة لا تخافوا ولا تخشوا على ثورة الجنوب التحررية,وطيبوا نفسا فثورة الجنوب اليوم هيا بنيانًا شُيد من جماجم الشهداء وعُجن ترابه بدماء الشهداء والجرحى فهي أشد من الجبال رسوخًا وأعز من النجوم منالًا,وحاشا الكريم الرحمن الرحيم أن تذهب تضحياتكم سدى فلا تلتفتوا إلى المحبطين والمخذلين وليكن ولائكم لله ثم للجنوب الحبيب واعلموا ان ثورة الجنوب ليست متربطة بمصير فرد او مكون بل هي ثورة مرتبطة بشعب حدد هدفة بالتحرير والاستقلال فلا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا وناصرنا إنشاء الله || |

شهداء الإستقلال الثاني للجنوب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                          

::..منتديات الضالع بوابة الجنوب..::


العودة   منتديات الضالع بوابة الجنوب > الأ قسام السياسية > المنتدى السياسي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-08, 04:56 AM   #1
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي أعـــــــــــــــــــــــداد الدولة للحــــــــــــــــــــرب

موضوع اعجبني كثيرآ واحببت ان تستفيدوا منه فأنتم في حالة حرب
إعداد الدولة للحرب

في الوقت الذي يصر فيه العرب على التأكيد اليومي برغبتهم بإحلال السلام مع الكيان الصهيوني، وفي الوقت الذي يصر فيه الكيان الصهيوني على توجيه الإهانة تلو الإهانة للعرب، ودون استثناء، لا بنظامهم الرسمي ولا بكونهم أمة لها تاريخها. ففي اليوم الذي طرحت فيه المبادرة العربية في مؤتمر بيروت، حاصر الكيان الصهيوني مقر المرحوم عرفات ومنعه من السفر، ولم يبدِ حتى اليوم أي بادرة تنم عن مجرد إصغاءه للنداءات العربية المستمرة في إحلال السلام.

وبالمقابل، فإن الرأي الآخر الذي يستخف بسعي العرب لإحلال السلام مع الكيان الصهيوني، بقوله: أن الكيان الصهيوني لا يسعى للسلام مع جيرانه، بل ولم يثبت حدود دولته المصطنعة، وهو بهذا يطرح خيارا آخرا، هو خيار الحرب، أو الاستعداد لمثل ذلك الخيار، لجعل الكيان الصهيوني ومن يقف وراءه يفكر مليا قبل الاستهانة بالعرب وإمكاناتهم وقبل أن يمعن في تقتيله وترويعه للشعب الفلسطيني الذي يتطلع بحسرة تجاه أشقاءه الباحثين عن طريقة يقدمون فيها المساعدة لهم.

من هنا وجدنا هذا البحث الذي قدمه أحد الباحثين العرب في استعداد الدولة للحرب، رأينا أن نضعه (مع بعض التصرف) بين أيدي المثقفين من باب العلم بالشيء*1 وستكون الهوامش من وضع الباحث نفسه.

مقدمة

1ـ الحرب ظاهرة تاريخية اجتماعية معقدة تنشأ بين دولتين أو أكثر ذات مصالح وأهداف متضادة لغرض تحقيق مصالح حيوية. وقد أصبحت الحروب أكثر كلفة وأوسع تدميرا، بعد دخول الأسلحة التدميرية الكبيرة، وعليه فإن ضررها سيمتد الى السكان المدنيين الموجودين بعيدا عن ساحات القتال.

2ـ عُرفت الحرب بأنها (استمرار السياسة بوسائل أخرى)*2، كذلك عُرفت بأنها (فن استخدام كل الموارد لبلوغ هدف السياسة)*3، وهذا يوضح لنا حقيقة أن الحرب أداة سياسية حقيقية واستمرار للعلاقات السياسية وتحقيق لتلك العلاقات ولكن بوسائل أخرى. ويرى القادة العقائديون (عندما تصبح الحرب الطريق الوحيد في التعبير عن الحياة وعن الشرف تصبح الطريق الذي لا بديل عنه)*4

3ـ على الرغم من أن دخول أسلحة التدمير الشامل الى ميدان الصراع المسلح قد قلل من احتمالات نشوب حروب واسعة النطاق على غرار الحروب العالمية السابقة (لأنها ستكون انتحارا كليا) فأن هذا لم يمنع من قيام أكثر من ثلاثين حربا محلية وإقليمية منذ الحرب العالمية الثانية في آسيا وإفريقيا، كما أن سياسة الوفاق الدولي قد تسببت في شيوع الحرب بالوكالة وتحول أراضي ودول العالم الثالث الى ساحات للصراعات المسلحة.

4ـ لو أمعنا النظر في وطننا العربي الكبير وما يتميز به من سمات خاصة تجعله بحق من أهم وأخطر مناطق العالم. لاحتوائه على مخزون هائل من الطاقة ولموقعه الاستراتيجي للمواصلات والتحركات الدولية رغم تطور الأسلحة وعبورها من فوق القارات.

5ـ إن وجود الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ووجود إيران الطامعة في تجديد أمجادها، سيجعل هذه المنطقة مسرحا دائما لحروب مختلفة.

6ـ لو تفحصنا استعدادات معظم الدول العربية، لمعرفة مدى ما توجهه من اهتمام في اعداد نفسها للصراع المسلح، لوجدناها استعدادت متواضعة رغم اقتناع قادتها باحتمال وقوع صراع مسلح بأي لحظة، وهذا ينبع من اعتمادها على النوايا الحسنة.

7ـ إن مفهوم الأمن القومي لم يعد شعارا يرفع في المناسبات المختلفة لاستثارة الهمم أو لتبرير بعض الاجراءات الاستثنائية التي قد تضطر لها دولة من الدول، بل أصبح ميدانا واسعا للدراسات السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والجيوبولوتيكية. وهذا النمط من تهيئة العوامل المختلفة سمي بالاصطلاح العسكري (إعداد الدولة للحرب).

يعتبر البحث الذي بين أيدينا والذي يقع في ستة أبواب، بحثا عاما يصلح لأن يناقش في أي دولة عربية وأبوابه هي:

الفصل الأول: مفاهيم عامة عن الحرب.
الفصل الثاني: إعداد القوات المسلحة.
الفصل الثالث: إعداد الاقتصاد الوطني.
الفصل الرابع: إعداد الشعب.
الفصل الخامس: إعداد أراضي الدولة كساحة للعمليات.
الفصل السادس: إعداد السياسة الخارجية.

يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 04:59 AM   #2
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

مفهوم إعداد الدولة للحرب

في ضوء الاستعراض السابق للعوامل المؤثرة في طبيعة يمكن الوصول الى حقيقة أن الفوز بأي صراع هو محصلة لتوظيف عدد من القوى وليس القوة العسكرية فقط. وأن توظيف هذه القوى يجب أن يتم وفق دراسة وإعداد مسبقين لتأمين الغاية من استخدام القوات المسلحة بوضعها.

وعلى هذا الأساس فإن إعداد الدولة للحرب لا يقع على عاتق وزارة الدفاع وحدها وإنما يشمل الأجهزة الحكومية كلها، كلٌ بقدر تعلق الأمر بموضوع اختصاصه.

وإذا نظرنا الى الهدف من إعداد الدولة للحرب وما الذي ينبغي أن يؤمنه لوجدنا أنه يجب أن يحقق أولا أمن وسلامة الدولة وقدرتها على صد أي عدوان يوجه إليها في أي وقت، مع قدرة على توجيه الضربات الرادعة للعدو، وتهيئة الظروف للحصول على مبدأ السوقية (الاستراتيجية) للدولة والاحتفاظ بها.

كما أن إعداد الدولة للحرب بصفة عامة يجب أن يتضمن:

أ ـ إعداد الدولة وتهيئتها سياسيا واقتصاديا وشعبيا ومعنويا وفي المقام الأول عسكريا لمواجهة أي نوع من أنواع الصراع المسلح.

ب ـ تقليل آثار هجمات العدو الجوية والكيمائية والجرثومية ووقاية الشعب منها.

ج ـ القدرة على إدارة حرب طويلة الأمد عند الضرورة.

د ـ المحافظة على الروح المعنوية عاليةً للشعب وقواته المسلحة وعلى روح التصميم على النصر.

هـ ـ اتخاذ الإجراءات التي تضمن العمل السليم في مجالات الإنتاج والخدمات في جميع مرافق الدولة خلال فترة الحرب مع تكثيف الجهود لتأمين الدعم وتأمين المجهود الحربي.

وعليه فإن إعداد الدولة يتحقق بما يأتي:

1ـ إعداد القوات المسلحة. 2ـ إعداد الاقتصاد الوطني 3ـ إعداد الشعب 4ـ إعداد أراضي الدولة كساحة للعمليات العسكرية 5ـ إعداد السياسة الخارجية بما يتلائم ومتطلبات الحرب.

(1) إعداد القوات المسلحة:

إن إعداد القوات المسلحة ذات شقين أساسيين: أحدهما إعداد أجهزة الدولة لخدمة القوات المسلحة. والثاني إعداد القوات المسلحة نفسها.

في ظل الظروف الراهنة المحيطة في الدول العربية، فإن استغلال حالة (السِلم) الموجودة بشكل مهزوز، يُعد أمرا في غاية الأهمية ويتوقف أساسا على:
(أ‌) الموقف السياسي (ب) الهدف الاستراتيجي العسكري للدولة (ج) الموقف الاقتصادي للدولة (د) العدو المحتمل مواجهته وقدراته وإمكاناته. (هـ) مستوى التقدم العلمي والتكنولوجي للدولة (و) العقيدة العسكرية للدولة (ز) وسائل إدارة الصراع المسلح في ظل الوضع الراهن الذي زاد فيه التهديد باستخدام وسائل التدمير الشامل.

أما فيما يخص إعداد القوات المسلحة نفسها، فيشمل مجموعة إجراءات أهمها: (أ) التخطيط الاستراتيجي لاستخدام القوات المسلحة في أي صراع متوقع. (ب) تحديد حجم القوات المسلحة في السلم والحرب. (ج) الانفتاح السوقي والتعبوي (د) تعبئة وتسليح القوات المسلحة: تحويلها من الحالة السلمية الى الحالة الحربية. (هـ) التدريب القتالي والاستعداد القتالي للقوات المسلحة. (و) تأمين الإسناد الإداري والفني للقوات المسلحة (ز) تنظيم وإدارة الاستخبارات السوقية. (ح) إعداد وتجهيز ساحة العمليات.

التخطيط السوقي (الاستراتيجي)

يُعد التخطيط السوقي بمثابة العمود الفقري في إعداد القوات المسلحة، وهو من أهم وأعقد مسائل إعداد القوات المسلحة للحرب. والتخطيط بحجمه الكامل لا يعالج مشكلات أعداد القوات المسلحة فقط، بل ويتعرض لنواح كثيرة من النشاطات الأخرى للدولة.

ويُعد التخطيط السوقي من قبل دوائر ومديريات وزارة الدفاع وتصادق عليه القيادة السياسية للدولة ويشمل الخطط العامة والخاصة الآتية: (أ) الفكرة والقرار السوقي لاستخدام القوات المسلحة في الحرب (ب) خطط الاستخدام السوقي للقوات البرية والجوية والبحرية في المرحلة الافتتاحية من الحرب. (ج) خطة تعبئة القوات المسلحة (د) خطة الانفتاح السوقي للقوات في ساحة العمليات. (هـ) خطة الاستخبارات والاستخبارات المضادة قبل الحرب وفي بدايتها (و) خطة الإسناد الإداري والفني للقوات المسلحة. (ز) خطة المخادعة السوقية والتعبوية (ح) خطة تنظيم القيادة والسيطرة على المستويين السوقي والتعبوي (ط) خطة الحرب الإلكترونية. (ي) خطة الدفاع المدني.

ويجب أن يراعى دائما في جميع مراحل التخطيط ـ الهدف السوقي العسكري الذي يجب أن تسعى جميع الخطط الموضوعة لتحقيقه. كما يجب أن يراعى عند التخطيط الواقعية والإمكانات والقدرات الفعلية للقوات المسلحة في ظرفها الحالي والمستقبلي، والقدرة على خدمة القوات المسلحة وتوفير مطالبها.

كما يجب أن تتم مراجعة الخطط بين وقت وآخر أو كلما حدثت تطورات جذرية حاسمة في الأحداث المحيطة بالدولة والتي يمكن أن تؤثر فيها حتى تساير هذه الخطط للتطورات أولا بأول ويتم مواجهتها بكفاءة وكيلا تتخلف عنها ..

يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:16 AM   #3
الكازمي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 8,420
افتراضي

موضوع مهم وكم نتمنى أخي أبو غيث المحترم
أن تكون هناك دولة عربيه .تقف في وجه العدو الصهيوني! فالفرس حققو شي مذهل خلال 30 سنه فقط وهم
محاصرين!!
ولكن لا حيله لنا الشعب العربي فنحن مقلوبين على أمرنا ولا يحسب لنا حساب ..أمنيتنا أن تكون دولة عربيه واحده فقط تمتلك سلاح الردع!!
لك التحيّه:
الكازمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:28 AM   #4
النضال
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 5,688
افتراضي

اخي ابو الغيث اشكرك على هذا المجهود موضوع شيق اعجبني اكرر لك التحية وياليت يفهو هذا الموضوع من يطبل للحرب
النضال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:33 AM   #5
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

الفصل الأول: مفاهيم عامة عن الحرب
لقد دخل مصطلح (إعداد الدولة للحرب) في مجال العقيدة العسكرية والسوق العسكري للدول حديثا، بعد أن أصبحت طبيعة الحرب الحديثة تشمل الشعب وقواته المسلحة .. يتحملون أعباءها ويواجهون مخاطرها معا. وقد أصبحت قوة أي دولة وقدرتها على تحديد أهدافها السوقية لا تقاس بمدى قوتها المسلحة فحسب، بل بمتانة اقتصادها وقوة معنويات شعبها وتقدمها العلمي والتقني الى غير ذلك من عناصر القوة المادية والمعنوية للجبهة الداخلية التي تشكل الدعامات الأساسية لجيشها المقاتل.

العوامل المؤثرة على طبيعة الحرب

بغض النظر عن أي تصنيف لأنواع الحروب فإن هناك عددا من العوامل التي تؤثر على طبيعتها ونتائجها يمكن تحديدها بما يلي:

أ ـ العامل السياسي:

إن السمة الحالية للمجتمع الدولي والعلاقات بين الأمم والتي تتسم بالتعقيد الشديد سواء كان ذلك بسبب الطبيعة التنافسية للعلاقات أم بسبب التشابك الكبير للمصالح، قد جعل دور السياسة في رسم أهداف الحرب ومدتها ومراحلها وأسلوب إدارتها، ذا أثر حاسم في تحديد نتائجها.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فأن حقائق الموقف الدولي وانعكاساتها على أي صراع تتطلب دراسة وتحليلا عميقين لميزان القوى في منطقة الصراع ليمكن الوصول الى تحديد دقيق للخطر والآثار المحتملة وللتطور المحتمل للأحداث، وبلا شك فأن الأجهزة السياسية في الدولة تتمكن من القيام بهذه المهام من خلال الإعداد الدقيق للإدارة السياسية الخارجية وبما ينسجم مع متطلبات الدفاع.

إن أهم ما يمكن للأجهزة السياسية أن تنجزه بهذا الصدد يتحدد بالآتي:

1ـ عقد الاتفاقات السياسية، والسياسة العسكرية، والاقتصادية.
2ـ تهيئة الرأي العام العالمي للقبول أو التعاطف مع الخطوات اللاحقة التي ستخطوها الدولة.
3ـ الأخذ بنظر الاعتبار تهيئة الرأي العام المحلي لقبول نتائج الحرب.

ب ـ العامل الاقتصادي

لما كان الاقتصاد أحد عوامل القوة الشاملة للدولة فأن من البديهي أن قوة تأثير هذا العامل على نتائج الحرب ستكون كبيرة ولا سيما أنه يرتبط بشكل وثيق بالحاجات الأساسية لكل من القوات المسلحة والمواطنين.

وبلا شك، فأن عملية حصر واستغلال الموارد الاقتصادية المتاحة بشكل يلبي كل حاجات القوات المسلحة والسكان والخطط الاقتصادية تستدعي وجود خطط كفوءة معدة سلفا بالتعاون فيما بين الأجهزة الاقتصادية والعسكرية (وهناك قضية مهمة ترتبط ارتباطا وثيقا باقتصاديات الأمة والجيش وهي حالة البلاد المالية والتدابير الطارئة التي يجب اتخاذها لدوام سير الحرب وإدارتها).

ج ـ العامل الجغرافي

ينحصر أثر هذا العامل بناحيتين: الأولى علاقة مساحة الدولة وشكلها بالسوق (الاستراتيجية) المعتمد وحجم القوات المطلوبة، مع إيلاء أهمية استثنائية في ظل العصر الراهن بما يتميز به من أسلحة متطورة بعيدة المدى ومن وسائل مواصلات سريعة جدا.

أما الناحية الثانية فتتعلق بتأثير طبيعة أراضي الدولة في تنظيم قتال القوات المسلحة وأساليبها. وعلى هذا الأساس فإن إعداد أراضي الدولة ومسرح الحرب المحتمل ينسجم مع متطلبات السوق (الاستراتيجية) العسكرية فضلا عن أنه ذو أثر كبير في تحديد نتائج الصراع.

د ـ العامل العسكري

يعد هذا العامل عامل حسم في تحديد طبيعة الحرب وتحقيق أهدافها وينجم تأثيره من حجم القوات المسلحة للدولة وطبيعة تسليحها وتجهيزها ومدى مواكبة هذا التسلح والتجهيز لمتطلبات الحرب العصرية، إضافة الى كفاءة الأجهزة المسئولة عن التخطيط والاستخدام.

ومن البديهي أن إيجاد قوات مسلحة كفوءة لا يمكن الوصول إليه بدون إعداد وتهيئة مسبقة مبنية على فهم دقيق لطبيعة الصراع المسلح.



يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:38 AM   #6
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

الفكرة السوقية العامة والقرار السوقي لاستخدام القوات المسلحة
إن الأهداف السياسية والسياسية العسكرية هي الأساس الذي يعتمد عليه في وضع الفكرة السوقية لاستخدام القوات المسلحة.

وإن رسم هذه الأهداف وتحديدها هو من مسئولية القيادة السياسية للدولة التي تتوصل إليها من خلال التحليل العميق لميزان القوى السياسية لمعرفة موقف الدول المجاورة وطبيعة علاقاتها معنا (معادية ـ محايدة ـ صديقة) لأنه على ضوء هذا التحليل يمكن تحديد الحلفاء المحتملين، العدو الرئيس/ أو مجموعة الأعداء ومعرفة الدول التي ستقف على الحياد، وهذا التحديد سيجعل بالإمكان معرفة اتجاه الجهد الرئيسي.

هذا التحليل يقود الى تحديد الأعداء والحلفاء المحتملين، ويجعل من السهل الوصول الى الهدف السياسي، والهدف السياسي العسكري المباشر.

أما الأشخاص القائمين بمهمة التحليل فيجب أن يكونوا على معرفة تامة بما يلي:

أ ـ الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الجوانب التي تربطنا بالدول المختلفة وبما له علاقة بمنطقة الصراع.

ب ـ الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الجوانب التي يرتبط بها العدو المحتمل.

ج ـ الوثائق التي تحدد العلاقة بين الدول المختلفة في ساحة العمليات.

د ـ إن التشاور مع وزارة الخارجية بهذا الصدد أمرٌ لا يمكن الاستغناء عنه.

تحديد حجم القوات المسلحة في السلم والحرب

تعددت آراء المفكرين العسكريين والمخططين الإستراتيجيين بخصوص تنظيم القوات المسلحة من حيث الحجم والنوعية ودرجة الاستعداد القتالي في السلم وفي الحرب، فمنهم من دعا الى ضرورة إبقاء القوات المسلحة بكامل قوتها بدرجة عالية من الاستعداد لمجابهة جميع التهديدات المحتملة منذ السلم تجنباً للوقوع تحت طائلة الهجوم السوقي المعادي المفاجئ (الحرب الخاطفة) ولتلافي محاذير عدم تكامل وسائل النفير والتنقل للتحشد وما يكتنف ذلك من صعوبات وتعقيدات قد تؤدي الى التأخير.

ولكن ليس في مقدور أية دولة مهما كانت قدراتها الاقتصادية مرتفعة أن تحتفظ بقواتها المسلحة كاملة في الحجم والأعداد طول الوقت فهو عبئ ضخم على اقتصاديات الدولة وتأثير كبير على الخدمات ورفاهية الشعب، وقد دعا البعض الآخر من المفكرين العسكريين الى حالة (نصف الاستعداد) [ ويقصد بها الاحتفاظ بأقل ما يمكن من القوات المسلحة الفعالة في حالة استعداد وقت السلم مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بالتشكيلات المطلوبة لخوض الحرب بشكل هيكلي تحتفظ معه بجميع ملاكاتها من الأسلحة والتجهيزات وتُساق إليها القوة البشرية بموجب خطة نفير دقيقة موقوتة حسب جدول زمني يتطور بتطور دورة الحرب. ويستهدف هؤلاء المفكرون عدم إنهاك الاقتصاد الوطني خلال السلم وتأمين استغلال الطاقة البشرية الى أقصى حد ممكن].

العوامل المؤثرة في تحديد حجم القوات المسلحة

أ ـ الموقف السياسي للدولة وعلاقاتها الخارجية دولياً وإقليمياً وأهدافها السياسية.

ب ـ الحالة الاقتصادية للدولة وحجم قدراتها البشرية والمادية ومدى استجابتها للتطور العلمي الحديث واستيعابها لكل ما هو جديد ومتطور.

ج ـ طبيعة الصراع المنتظر ومدى ما يحويه من وسائل وأسلحة ومعدات متطورة. وطبيعة ساحة العمليات المنتظرة.

د ـ العدو أو الأعداء المُنتظر مواجهتهم وقدراتهم الحالية والمنتظرة وأطماعهم وأهدافهم وأسلوبهم في الصراع.

في حالة البلدان العربية يراعى ما يلي:

في حالة إعداد القوات المسلحة في أي بلد عربي، يجب أن يتم ذلك ضمن منظور قومي وحاجة قومية، وهذا يؤمن ناحيتين: الأولى، الاستعداد للدفاع عن المصلحة القومية والوجود القومي حيث تطلبت المعركة ذلك. والثانية، إن إعداد الجيش بهذا المنظور هو ضمانة إضافية للدفاع عن مصالح القطر الواحد.

وتقسم القوات المسلحة تعبويا الى قسمين

1ـ قوات الخط الأول السوقي

وتحوي تشكيلات الصدمة الأولى التي لا تحتاج الى فترة طويلة للانفتاح والاستعداد والتي يمكنها بدء العمليات الحربية مباشرة مثل قوات الدفاع الجوي والقوات المتمركزة على حدود الدولة وفي مسرح العمليات الرئيسي، الى جانب القوات البرية والبحرية والجوية المخصصة لبدء العمليات الحربية مباشرة والقادرة على صد العدوان للفترة اللازمة لتعبئة وانفتاح باقي تشكيلات القوات المسلحة ودفعها الى ساحة العمليات.

2ـ قوات الخط الثاني السوقي

وهي التشكيلات التي تعبأ بمدة أطول وهي عادة القوات المخصصة لاستمرار العمليات التالية للمرحلة الافتتاحية للحرب.



يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:41 AM   #7
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

خطة بناء الحجم الحربي للقوات المسلحة

وتعد هذه الخطة أهم جزء من تعبئة القوات المسلحة، لأنها تحدد عدد التشكيلات والوحدات التي يجب أن تكون موجودة في كل صنف في بدء الحرب، فضلا عن عدد الضباط والجنود المطلوب استدعاؤهم وكمية المعدات والأسلحة ووسائل النقل ووسائل السيطرة المطلوب توفرها، أي أنها توضح القوى القتالية والعديدة للقوات المسلحة للمرحلة الافتتاحية من الحرب ( أي ما سيكون عليه شكل القوات المسلحة في بدء الحرب). وهناك ثلاثة طرق لتنفيذ هذه الخطة:

أ ـ طريقة الخطوط: وتتلخص في تقسيم القوات المسلحة الى عدد من الخطوط ( قوات الخط الأول ـ قوات الخط الثاني ...الخ) وتحديد نسبة مئوية لاستكمالها طبقا للملاكات.

ب ـ طريقة إعادة التشكيل: وتعتمد على شطر بعض الوحدات والتشكيلات القائمة وتشكيل وحدات وتشكيلات أخرى أكبر منها باعتماد عناصر الوحدات القديمة، كتحويل وحدة الى لواء من عناصر التعبئة (النفير).

ج ـ طريقة التشكيل الجديد: وهي إنشاء وحدات جديدة لم يكن لها وجود أصلاً وقت السلم. أو تحويل بعض الموسسات والوحدات الى وحدات جديدة ( كتحويل مستشفى من مستشفيات الى مستشفيات ووحدات ميدان متقدمة...الخ).

التسليح:

تواكب عملية التسليح والتجهيز عملية التعبئة، إذ ينبغي محاثثة الخطط التفصيلية اللازمة لتسليح وتجهيز الوحدات المتشكلة حديثا.

ويعلمنا التاريخ العسكري أن السلاح يلعب دورا أساسيا في مشكلات التنظيم، في حين تؤثر العناصر الأخرى (طبيعة مسرح العمليات، الحالة الاجتماعية ... الخ) تأثيرا ثانويا.

ولقد غدا تسليح القطعات الحديثة أمرا باهض التكاليف وعلى سبيل المثال: فإن تسليح فرقة فرنسية عام 1939 زاد ما يعادل 8 ـ 9 مرات عن تكاليف تسليح فرقة من فرق 1914. في حين بلغ تسليح فرقة مشاة أمريكية عام 1945 (10) ملايين دولار، وتكاليف فرقة مدرعة بلغ 30 مليون دولار.

ويعني التسليح هنا هو ما يُطلب من أسلحة للصنف المقاتل، دون اعتبار الذخائر والأعتدة التي تزيد مع زيادة استخدلمها في القتال.

متطلبات الدفاع والهجوم

يقول نابليون بونابرت: ( تهاجم الموقع وتحتله بمدفع وتدافع عنه ببندقية). وهذا معروف حتى يومنا هذا، حيث تحتاج القطعات في الدفاع أسلحة آلية ووسائل مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات.

أما في الهجوم، تحتاج القوات المسلحة الى مدافع ودبابات وطائرات وصواريخ وغيرها، فإذا أردنا تزويد القوات المسلحة بجميع ما يلزمها من أسلحة دفاع وهجوم لنشأ معنا قطعات رهيبة تصعب قيادتها وتنظيمها، وللخروج من ذلك حلان:

أ ـ خلق قطعات مختصة بالهجوم أو بالدفاع.
ب ـ تزويد القطعات في ملاكها الأساسي بوسائط عضوية صالحة للاستخدام في كل الظروف وتقويتها بعد ذلك ودعمها بوسائط إضافية بشكل يتلائم مع مهمتها الآنية، وهذا ما يسمى (نظام وسائل الدعم: وهي عناصر يقدمها الاحتياط العام مؤقتا الى القطعات الكبيرة، أو تقدمها القطعة الكبيرة للوحدات الصغرى التابعة لها).


ملحوظة للدول النامية

هذه الملحوظة تخص الدول غير الصناعية، إذ ينبغي على هذه الدول ألا تعتمد على مصدر واحد في تسليح قواتها، لكي لا تتحكم بها دولة المنشأ في حالة نشوب حرب ما في ظل التعقيدات الدولية. وإنما عليها منذ زمن السلم أن تنوع مصادر السلاح.

وقد اكتوت معظم الدول العربية بنار ذلك الخطأ في كل حروبها مع الكيان الصهيوني. في حين استطاع العراق في الثمانينات من القرن الماضي أن يفلت من تلك المصيدة.


التدريب القتالي والاستعداد القتالي للقوات المسلحة:

يعد التدريب القتالي والاستعداد القتالي للقوات المسلحة أهم عمل لها وقت السلم، إذ هو أساس إعدادها للحرب. فالتدريب المبني على أسس سليمة يرفع من كفاءة القوات ويعدها للقتال بمختلف أنواعه واساليبه، كما أن استعدادها العالي لمواجهة اي مواقف مفاجئة يحقق للدولة أمناً من أي عدوان مفاجئ. فالعوامل الأساسية والحاسمة في إحراز النصر في المعركة هي (التدريب العالي المستوى والإعداد الفكري والنفسي والآمر الجيد).

لذلك نجد أن أهم الخطط السنوية للقوات المسلحة هي خطة التدريب السنوي والتي ينبغي أن تبنى في ضوء ما يمكن أن تقوم فيه القوات المسلحة في زمن الحرب وفي ضوء طبيعة الصراع المنتظر ( ويجب أن يحتل تدريب العناصر القيادية في المجتمع في المستويات العليا وقيادة التشكيلات وقيادات القوة الجوية والقوة البحرية مكانا بارزا في سياسة التدريب).

كما يجب أن يهدف التدريب الى توخي الواقعية وغرس روح التصرف والمبادأة لدى القادة والآمرين والضباط والى الإكثار من إجراء التمارين في ظروف قاسية وفي أراض مشابهة لطبيعة مسرح العمليات المنتظر.

أشكال التدريب القتالي:

لا يمكن الإحاطة ـ في هذا البحث ـ لكل أشكال وأنواع التدريب القتالي، لكن ما ينبغي التركيز عليه هو ضرورة العناية بالفرد أولاً في التدريب لرفع كفاءته في القتال وفي استخدام سلاحه ومعداته وفي لياقته البدنية ورفع مستواه الثقافي ثم التدريب المشترك للوحدات على المستويات كافة حتى تصل الى مستوى التدريب التعبوي، وهو تدريب التشكيلات الكبرى بالقوات المسلحة باشتراك عناصر من القوة الجوية والقوة البحرية والدفاع الجوي والمعدات الفنية .. الخ، حتى يأخذ التدريب صورة صحيحة لشكل الحرب الحديثة.

الاستعداد القتالي

الاستعداد القتالي للقوات المسلحة يقصد به ( الحالة التي تمكن القوات المسلحة من صد وإحباط أي هجوم مفاجئ للعدو تحت أي نوع من الظروف، ومن أي اتجاه مع القدرة على تدمير العدو وتحقيق مهام العمليات المحددة في أقل وقت ممكن وبأعلى كفاءة ممكنة)

وتُعد القوات المسلحة على درجة عالية من الاستعداد القتالي إذا كان مستوى التدريب فيها مرتفعا، وأسلحتها ومعداتها القتالية في صلاحية تامة، وتأمينها الإداري والفني على مستوى جيد من التنظيم، ونظام السيطرة فيها على مستوى عال من الكفاءة، ومناطق عملياتها معدة مسبقاً.

وفوق كل هذا إذا كانت القوات منظمة داخليا بدرجات استعداد متدرجة بحيث يكون فيها قوات مناوبة ليلا ونهارا، في أعلى درجات الاستعداد للانذار وللرد ومقابلة أعمال العدو المفاجئة في وقت تكون فيه باقي القوات في درجات استعداد أقل، توفيراً للجهد واقتصاداً في القوى.
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:44 AM   #8
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

تأمين الإسناد الإداري والفني للقوات المسلحة

تتطلب الحرب الحديثة إعداد الاحتياجات العامة المطلوبة للمرحلة الافتتاحية من الحرب منذ وقت السلم. ويُعد تأمينها من المطالب الرئيسية للسوق العسكري وهو أساسا من مسئولية القيادة العامة للقوات المسلحة (ووزارة الدفاع)، ولكن بعض العبء يقع أيضاً على بعض أجهزة الدولة ومؤسساتها التي يجب أن تتعاون مع وزارة الدفاع في سبيل تلبية مطالب القوات المسلحة من النواحي الإدارية والفنية حتى يكتمل إعدادها وترتفع كفاءتها واستعدادها لخوض المعركة.

ولعل تحديد مطالب القوات المسلحة من الاحتياجات يُعد العامل الأول في تأمينها، مما ينبغي معه تحديد هذه المتطلبات بدقة وبدون إسراف. كما يجب مراعاة تطور الموقف وتقدير كافة المواقف الطارئة المحتملة ليأتي تقدير مطالب القوات المسلحة تقديرا سليما ينجح في مواجهة المراحل الافتتاحية للحرب والتطورات المنتظرة للصراع.

مستويات الاحتياطي للمعركة

لعل الاحتفاظ بإحتياطي سوقي مناسب من الاحتياجات المختلفة من الأسس الرئيسية في التخطيط لتأمين القوات، وذلك لأهمية هذا الاحتياطي الذي يؤثر بشدة على مدى قدرة القوات والدولة على الاستمرار في الحرب في حالة طول مدتها. وتقسم مستويات الاحتياطي الى:
أ ـ احتياطي الطوارئ. وهو ما يُخَزَنْ في الوحدات والتشكيلات.

ب ـ احتياطي طوارئ القيادة العامة. ويُخزن في المستودعات الرئيسية للقوات المسلحة.

ج ـ الاحتياطي السوقي. ويُعد جزءا من مخزون الدولة واحتياطها، ويوضع تحت تصرف القيادة العامة لمواجهة أية زيادة في الاستهلاك أو أية ظروف غير متوقعة.

د ـ احتياطي الدولة. ويُعد لمواجهة مطالب الشعب والقوات المسلحة. ويتم السحب من هذا الاحتياطي في حالة تدمير بعض مصادر الإنتاج أو حدوث توقف في عملية الاستيراد حتى إعادة بناء وتشغيل مصادر الانتاج وعودة الاستيراد الى طبيعتها.

هـ ـ علاوة على احتياطي الدولة ـ وهي مخزونات المواد الرئيسة ـ فأن على جميع المؤسسات الصناعية الاحتفاظ باحتياط خاص يسمى (احتياطي التعبئة).

صعوبة تأمين الاحتياطي في بعض الدول

لا شك أن الدول غير المنتجة لمتطلبات القوات المسلحة والشعب والتي تعتمد الى حد كبير على الاستيراد من الخارج سوف تواجه مواقف صعبة وحرجة في حالة توقف المصادر الخارجية وامتناع الجهات المصدرة أو حبسها لبعض المتطلبات الأساسية.

مما يدعو بشدة وبكل قوة الى أن تعمل كل دولة وأن تبذل طاقاتها لإنشاء المصانع ومختلف مصادر الانتاج في محاولة للاكتفاء الذاتي الكامل أو الجزئي وخاصة بالنسبة للمواد الحيوية الحرجة. وإن لم تصل الدولة الى هذا فليس أمامها سوى خزن الاحتياجات المطلوبة والمختلفة وفي هذا التوجه إسراف وإجهاد للاقتصاد القومي.

إن حجم المواد المطلوب الاحتفاظ بها كاحتياطات مختلفة يتوقف على:

أ ـ حجم القوات المسلحة وتكوينها.
ب ـ طبيعة المهام السوقية المكلفة بها.
ج ـ مدة العمليات الحربية المتوقعة.
د ـ حالة ساحة العمليات الحربية.
هـ ـ طبيعة الصراع المسلح.
و ـ حالة العدو وقوته.
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:49 AM   #9
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

تنظيم وإدارة الاستخبارات السوقية

إن المهمة الأولى للاستخبارات هي الحصول على المعلومات عن العدو منذ وقت السلم ومتابعة نشاطاته المختلفة، وباستمرار يضمن عدم مفاجأته لنا.

ولا يقتصر عمل الاستخبارات السوقية على النواحي العسكرية فقط، بل يشمل أيضاً جميع النواحي التي تؤثر في المجهود الحربي لدى العدو والحصول على المعلومات الإقتصادية والعملية والفنية والسياسية والقدرات العسكرية واجراءات التعبئة والروح المعنوية للشعب والقوات المسلحة وتجهيز ساحة العمليات.

ويُعد أهم واجب للاستخبارات السوقية هو اكتشاف الطرق المحتملة لشن الحرب من قبل العدو والإجراءات الكفيلة بكشف توقيت شنها.

كيفية الحصول على المعلومات الاستخبارية؟

لا تقتصر وسائل الاستخبارات السوقية على إمكانيات القوات المسلحة فقط. إذ من الواجب أن تشترك أجهزة الدولة الأخرى فيها بجهد كبير، من سفارات وممثليات دبلوماسية وقنصلية وتجارية وثقافية خارج البلاد، مما يوجب تأهيل العاملين فيها في المعاهد العسكرية مثل كليات الدفاع الوطني، حتى يمكنهم متابعة النشاطات المختلفة للعدو والخروج باستنتاجات صحيحة.

وهكذا نجد أن عمل الاستخبارات السوقية عملٌ كبيرٌ ومتشعبٌ ومتداخل. ولكي لا تتعارض الوسائل ولا تتكرر الجهود، ظهرت أهمية وجود جهاز واحد على مستوى الدولة مسؤول عن هذا العمل وتنسيقه، وسمي هذا الجهاز في الدول المختلفة بجهاز المخابرات، أو إدارة المخابرات أو هيئة التخطيط الاستراتيجي.

إعداد وتجهيز ساحة العمليات

إن من أكثر الموضوعات تأثيرا في إعداد القوات المسلحة وأسلوب تنفيذها لمهامها القتالية ومدى كفاءتها في التنفيذ هو إعداد مكان عملها أي ساحة العمليات المنتظر أن تعمل عليها.

والهدف من تجهيز ساحة العمليات هو تهيئة الظروف المناسبة بسرعة وسرية لانفتاح القوات على الاتجاهات المختلفة. الى جانب توفير أنسب الظروف للاستخدام المؤثر لجميع الأسلحة والمعدات. واتباع أنسب أسلوب قتالي مع تحقيق الخداع والتمويه والاختفاء ووقاية القوات وإعاقة أعمال العدو.

ويشمل إعداد ساحة العمليات الأعمال الهندسية المختلفة كإعداد المطارات والموانئ ومراكز القيادة وشبكات الطرق والمستشفيات الخ.

ونظرا للتطور الكبير في أسلحة القتال وطول مداها فقد أصبحت أراضي الدولة كلها تُعتبر ساحة للعمليات مما ينبغي معه تجهيزها وإعدادها بما يخدم وبطريق مباشر عمليات القوات المسلحة أثناء الحرب على أية بقعة من أراضي الدولة وبما يوفر الوقاية والأمن من الموارد الدولة وطاقاتها وشعبها.

( وسيفرد فصل خاص لإعداد وتجهيز ساحات العمليات)

نسبة القوات المسلحة الى السكان

أورد الباحث (صبحي محمود النعيمي) جدولا يبين فيه نسبة القوات المسلحة الى السكان، في إشارة الى إمكانية التعبئة العامة في ظروف الحرب، وذكر أن تلك النسبة قد تصل الى 20% من السكان.

وتناول عدة دول في الحربين العالمية الأولى والثانية:

كان عدد الذين تمت تعبئتهم في ألمانيا بالحرب العالمية الأولى 13.3 مليون مجند، في حين كان عدد السكان 67 مليون أي بنسبة 19.7%

في حين كان عدد المجندين في ألمانيا بالحرب العالمية الثانية 17 مليون من سكان عددهم 69.3 مليون نسمة أي بنسبة 24.5%

كان عدد الذين تمت تعبئتهم في فرنسا بالحرب العالمية الأولى 6.8مليون مجند، في حين كان عدد السكان 39 مليون أي بنسبة 17.2%

في حين كان عدد المجندين في فرنسا بالحرب العالمية الثانية 5 مليون من سكان عددهم 42 مليون نسمة أي بنسبة 12%

كان عدد الذين تمت تعبئتهم في بريطانيا بالحرب العالمية الأولى 4.97مليون مجند، في حين كان عدد السكان 46 مليون أي بنسبة 10.8%

في حين كان عدد المجندين في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية 6 مليون من سكان عددهم 47.8 مليون نسمة أي بنسبة 12.4%

كان عدد الذين تمت تعبئتهم في ألولايات المتحدة بالحرب العالمية الأولى 3.8 مليون مجند، في حين كان عدد السكان 100 مليون أي بنسبة 3.8%

في حين كان عدد المجندين في الولايات المتحدة بالحرب العالمية الثانية 14 مليون من سكان عددهم 131.7 مليون نسمة أي بنسبة 10.6%

تدلل الأرقام السابقة على مدى الإمكانية التي تستطيع الدول التكيف معها في ظروف الحرب بأعداد المجندين.

يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 2009-09-08, 05:51 AM   #10
ابو غيث
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 738
افتراضي

الفصل الثالث: إعداد الاقتصاد الوطني

تُعد القدرة الاقتصادية للدولة الدعامة الأساسية التي يتوقف عليها إعداد الدولة بصفة عامة، وبناء قواتها المسلحة وتطويرها بصفة خاصة، ويقف العامل الاقتصادي في مقدمة العوامل التي تؤثر في نتيجة المعركة سلباً أو إيجاباً في كل الحروب منذ العصور السحيقة في التأريخ وحتى اليوم، وكان الكثير من القادة يضعون هذا العامل في مرتبة موازية للعامل العسكري.

إن إعداد الاقتصاد الوطني للحرب يعني عملية تحويل النظام الاقتصادي للدولة من اقتصاد سلم الى اقتصاد حرب. أما مفهوم اقتصاد الحرب فيعني مواجهة المشكلة الاقتصادية للدولة في ظروف غير طبيعية وغير مألوفة في الحياة العادية.

ويعرف اقتصاد الحرب بأنه عملية تعبئة الموارد المادية والبشرية من أجل توفير مستلزمات الحرب وكسبها. ويهدف اقتصاد الحرب أساسا الى توفير المستلزمات سواء للقوات المسلحة أو السلع والخدمات للشعب حيث أن الدولة في الحرب تحتاج الى أمرين:

أ ـ مادة لتوفير مستلزمات القوات المسلحة.
ب ـ مادة (سلع وخدمات) لتعزيز الصمود الداخلي.

وبالتالي يجب أن توجه الدولة إمكاناتها لتحقيق المعادلة بين الاثنين.

ويتميز اقتصاد الحرب بصورة عامة بثلاث ميزات رئيسية:
1ـ نقص سلع الاستهلاك المدني.
2ـ تزايد الاستهلاك العسكري في المعدات العسكرية.
3ـ ازدياد سيطرة الدولة على موارد المجتمع.

وفي الدول النامية تبرز مشكلة إضافية وهي عدم إمكانية تأمين وتوفير المعدات العسكرية عن طريق الإنتاج المحلي مما يضطرها الى استيرادها من الخارج.

إعداد اقتصاد الحرب

إن مسألة الإعداد لاقتصاد الحرب ينبغي أن تكون مستمرة في وقت السلم وفي وقت الحرب، خصوصا في بلاد تكون مهددة بمخاطر وتحديات مثل بلادنا العربية.

ومن تجارب العالم في هذا المجال، نطلع على الاجراءات التي اتخذتها بعض الدول من أجل إعداد اقتصادها للحرب والتهيؤ لخوض الصراع المسلح في مجال الإنتاج على وجه أخص والصناعة جزء منه:

أ ـ أنشأت بريطانيا عام 1914 (وزارة للذخائر) الى جانب (وزارة الحرب) وكان من مسئولية هذه الوزارة تهيئة الغذاء والكساء وخلال الحرب العالمية الأولى لم تنتج بريطانيا ولم تستورد إلا ما يضمن لها مواصلة الحرب. كما أنشأت (وزارة للإنتاج) لجعل الإنتاج أيسر ولتسهيل برامج الإنتاج وتنسيقها في القطاعات المختلفة في الاقتصاد.

ب ـ وفي أمريكا أنشئ (مجلس للإنتاج للأغراض الحربية) في عام 1942 وأعطيت له سلطات واسعة كمصادرة الممتلكات التي تحتاجها الحرب، وإيقاف إنتاج ما لا تدعو الحاجة إليه، وإرغام المنتجين على تنفيذ متطلبات المجهود الحربي.

ج ـ أما ألمانيا فقد بدأت استعداداتها مبكرة قبل الحرب العالمية الثانية، ففي عام 1935 شكلت (هيئة أركان اقتصاد الحرب) وسيطرت الدولة على الصناعة وعلى المواد الخام وعلى العمال، فكان إنتاج كثير من الصناعات التي لا تخدم المجهود الحربي محرما ومحظورا كما كانت مواصفات الإنتاج دقيقة وتموين المدنيين قاسياً جداً.

د ـ أما في الاتحاد السوفييتي فلم تبرز المشكلة بمثل هذه الحدة وذلك يعود الى امتلاك الدولة وسائل الإنتاج والمشروعات الاقتصادية، وهكذا تم توجيه الاقتصاد لخدمة الحرب. والمشكلة التي واجهته هي عملية تنسيق الخطط وتوجيهها في ضوء اقتصاديات الحرب، إذ اتبع الاتحاد السوفييتي نظاما تموينيا قاسيا وشديداً في الاستهلاك مع تأكيده على زيادة الانتاج.

مراحل اقتصاد الحرب

يمر اقتصاد الحرب بثلاث مراحل رئيسية:

أ ـ مرحلة الاستعداد للحرب.
ب ـ مرحلة الحرب.
ج ـ مرحلة ما بعد الحرب.

في مرحلة الاستعداد للحرب، يتطلب الأمر إجراء تغييرات مهمة في النظام الاقتصادي القائم ومنها:

1ـ العمل على زيادة طاقة التشغيل بشكل عام، وهذا يعني تشغيل الطاقة المادية والبشرية العاطلة، بالإضافة الى زيادة دورات الإنتاج في المشروعات.

2ـ تحويل المشروعات الإنتاجية الاعتيادية الى الانتاج الحربي وإيجاد المستلزمات الضرورية لها. وهذا بالطبع سيؤدي الى نقص السلع المخصصة لاستهلاك المواطنين مع ارتفاع أسعارها وانخفاض مستوى جودتها.

3ـ استعمال مقدار مناسب من الأرصدة الأجنبية لشراء المعدات الحربية. وسيقود هذا الى تحديد حجم السلع المستوردة من الخارج.

4ـ العمل على زيادة الكميات الوجب خزنها من مختلف السلع والأدوات الاحتياطية ويستلزم هذا إنشاء مخازن جديدة ومراكز للتوزيع.

5ـ القيام بتوجيه الشعب وتوعيته إزاء التغييرات التي تطرأ على عمليات الانتاج، للحيلولة دون زيادة رغبتهم في خزن السلع لمواجهة الطوارئ.

6ـ العمل على خفض استهلاك المواطنين الى أقصى حد ممكن، أي العمل على الحد من الميل الى الاستهلاك.

7ـ تستلزم فترة الاستعداد للحرب درجة عالية من السرية في الانفاق وتشديد الرقابة على المنتجات لتلافي الإسراف والعبث بالأموال العامة.

الأعباء التي يتحملها الاقتصاد الوطني في فترة الحرب

يجب على الاقتصاد الوطني في فترة الحرب أن يوفر ما يأتي:

أ ـ توفير احتياجات القوات المسلحة بما يعزز من صمودها.
ب ـ توفير متطلبات التنمية، وفق حاجات المرحلة وظروفها.
ج ـ توفير احتياجات الطلب المحلي من السلع والخدمات.

وهذا سيتطلب اتباع سياسات معينة سنمر عليها


يتبع
__________________
ابو غيث غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عصر الدولة المدنية هههههههههههه هرمنا هرمنا المنتدى السياسي 2 2012-04-03 10:25 AM
أين الجنوب يارئيس الدولة ؟ bakre قسم الأخبار والمقالات السياسية المنقولة 0 2012-03-24 08:21 AM
تحكيم الدولة يصل الى عدن bakre المنتدى السياسي 8 2010-06-16 09:17 PM
لا لاستعادة الدولة بل لبنا الدولة ألحديثه صقر المشألي المنتدى السياسي 10 2009-12-08 02:57 PM
عريس الدولة أبو عامر اليافعي المنتدى الادبي 0 2009-02-08 04:44 PM

=
Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 

تنـويـه
بسم الله الرحمن الرحيم

نحب أن نحيط علمكم أن منتديات الضالع بوابة الجنوب منتديات مستقلة غير تابعة لأي تنظيم أو حزب أو مؤسسة من حيث الانتماء التنظيمي بل إن الإنتماء والولاء التام والمطلق هو لوطننا الجنوب العربي كما نحيطكم علما أن المواضيع المنشورة من طرف الأعضاء لا تعبر بالضرورة عن توجه الموقع إذ أن المواضيع لا تخضع للرقابة قبل النشر