الطيف خاص

[ريدان الشبحي]

الطيف - خاص
هنا عدن ..هذه الكلمة الجميلة التي أنطلقت في بداية عام 1950 ، هذه الكلمة التاريخية : " هنا عدن " أنطلقت من التواهي ، هذه الكلمة أول من أطلقها إبن عدن وشاعرها الفذ الشاعر لطفي جعفر أمان ، فرح الناس ونزلوا إلى الشوارع في ابتهاج عظيم ، أحتفل الشعب بأول محطة إذاعة في الجزيرة العربية ، كان يوم عيد في عدن ، إنها إذاعة عاصمتنا عدن ذلك البلد الجميل .. بلد العيد . وجاءت الفرحة الثانية في عام 1964 وكان فتح تلفزيون عدن .. تلفزيون دولة الجنوب العربي .. أول تلفزيون في الجزيرة العربية . السبت 14 فبراير في الساعة الخامسة والخمسون دقيقة ينطلق الصوت والصورة ليكتب في سجل التاريخ ميلاد قناة عدن الفضائية ، صوت وصوره تتحدث عن كيان أمة من خير الأمم على وجه الأرض ، أمة عظيمة ذكرتها الكتب السماوية وباركها الأنبياء ، شعب الجنوب العربي ، أرض القبائل العربية الشجاعة على مر الزمن ، شعب عربي أصيل تشهد على وجوده سجلات التاريخ في الكتب القديمة ، وحُفر بالنقوش الأسم القديم الجنوبية العربية على الأبنية القديمة والمعابد والصروح القائمة ، وتغنت به أشعار العرب .. شعب الجنوب العربي .. أمة عظيمة تحت ظل الله.
كانت ومازلت عدن محراب التاريخ وصوت الحضارة والإعلام والإنسان الحر ، من عدن أنطلقت أول الصحف في الجزيرة العربية منها : فتاة الجزيرة ، والقلم العدني ، والنهضة ، واليقظة ، و صوت الجنوب العربي ، و أنغام ، و فتاة شمسان ، و الكفاح ، و الأيام ، و ايدن كرونيكل باللغة الإنجليزية ، والزمان ، و الصباح . أين كان هؤلاء القوم الذين يريدون اليوم أن يسكتوا صوت الضمير ونداء الحرية ، أين كان هؤلاء الناس حين كان الجنوب العربي أول بلد حضاري يملك المجلس التشريعي في لحج منذ الثلاثينيات ، ثم في الخمسينيات المجلس التشريعي عدن ، إين كان هؤلاء الناس الذين أرادوا أن يستغلوا الخطاء التاريخي وأعتقدوا إن في جرة قلم وخطاء على ورق أرتكب في جينيف منه سوف يتمكنوا في طمس وتجاهل تاريخ أمة .. إن الرد عليهم هو في الصوت والصورة الجميلة عبر الأثير .. هنا قناة عدن الفضائية .
هنا قناة عدن الفضائية هذا الصوت والصورة الجميلة لأبناء الجنوب العربي التي سوف تنتقل عبر الأثير إلى كل الدنيا تحمل موسيقانا وأشعارنا وفنوننا وأغانينا وحضارتنا إلى كل الأمم ، وسيعيد التاريخ نفسة وستحطم الأمة العملاقة هذا القيد المميت الذي زينوه بعلم الكلام والهندسة اللغوية البليدة ، فكذبواعلى الحقيقة وزورا التاريخ ، هذه القناة الفتية ستكون المنارة الثقافية الحضارية التي ستوجه الفكر الجديد .. فكر الحرية وتنير الطريق نحو الإستقلال من ظلم الطغاة ، هذه القناة هي الوسيلة والعامل الرئيسي للفت أنظار العالم الحر إلى عدالة قضيتنا .
قناة عدن الفضائية والقائمين بها سوف يسجل لهم التاريخ هذة الخطوة الجبارة التي تُعبر عن مشاعر أمة وسوف تحافظ على كيان وثرات شعب نبيل ، إن على كل الأقلام الحرة والمفكرين والكتاب والشعراء ورجال الإعلام يجب عليهم مساندة قناة عدن الفضائية بكل المقالات والمشاركات والندوات وتقديم كل الوئائق المتاحة إلى أرشيف القناة ، بل ويجب تقديم كل الدعم المعنوي والمادي لتثبيت مسار هذا المشروع الإعلامي المميز الذي سوف يرعاه أبناء الوطن الأحرار.
عدن الحبيبة .. الف مبروك في ميلاد قناة عدن الفضائية .
وفي البداية كانت الكلمة العظيمة .. هنا عدن .
سلام قولٌ من رب رحيم .. سلامٌ عليك عدن .. عاصمة الجنوب العربي .. بلادي وبلاد أمي وأبي .
كاتب و مؤرخ سياسي كوبنهاجن