صباح العروبة في واشنطن

[أبو ذر]

الهيئة الأعلامية .. تاج عدن
*عبده النقيب
كم كان جميلا ونحن نستمع لصوت العرب من واشنطن وهو يتلو علينا التقرير السنوي الذي أصدرته المنظمة الأمريكية لمراقبة حقوق الإنسان الخاص باليمن أو بالأحرى الخاص بالجنوب العربي المحتل والذي جاء كقنبلة مدوية لأول مرة منذو 15 عاما يعيش فيها الجنوب العربي وطأة ممارسات الاحتلال اليمني الوحشية تحت مرأى ومسمع العالم وصلت فيه أنين أطفال وشيوخ الجنوب العربي إلى كل مكان ماعدا جيراننا وإخواننا في العروبة والدم والإسلام الذين لم يصلهم دون سبب ظاهر سوى أنه بسبب العامل اللغوي وكذلك بسبب وجبات الكبسة الثقيلة التي تفقد متناولها القدرة على السمع وتقتل لديه المشاعر الإنسانية ناهيك عن مشاعر الأخوة التي مافتئنا نرددها ليلا ونهارا حتى أصبنا جميعا بالصمم.
ما ورد في تقرير المنظمة الحكومية الأمريكية (هيومان رايتس ووتش) من انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان من قبل قوات الاحتلال اليمني في الجنوب العربي ليس اكتشافا جديدا لكنها السياسية وحدها تقرر متى يتم استخدام هذه التقارير والذرائع لمصالح خاصة ولا يهم احد عندما لا تكون له مصلحة في أن يباد شعب ما وان تنتهك القوانين والأعراف الدولية.
كلنا نعرف أن النظام اليمني وخاصة في عهد إدارة فخامة الرئيس الأمريكي بوش حفظه الله كان يتم وصفة بالنظام الديمقراطي الوحيد في شبه الجزيرة العربية وأغدقت عليه المنظمات الدولية والدول المانحة وأجبرت دول الخليج والسعودية رغما عنها على تقديم المليارات دون شروط لتنمية الفساد والإرهاب في اليمن. ذلك الدعم المالي والسياسي السخي لنظام اليمن الديمقراطي الذي انتقل بالبلد من عصر ما قبل الإسلام والدولة إلى عصر التكنلوجيا ودخلت اليمن غرفة الدول الصناعية الثمان بكل ثقة وعلى عيون الحاسدين جميعا.
لم يكن خافيا على احد انه في عهد الحبيب المفدا جورج دبليو بوش الثاني حفظه الله ذخرا للإسلام والعروبة وإدارته من الصقور الميامين الذين يملكون الشركات العملاقة أطلق رئيس اليمن الصالح حفظه الله يد هذه الشركات لنهب ثروات اليمن دون حسيب أو رقيب مقابل ذلك التدليل والحب والهيام بالتجربة الديمقراطية اليمنية التي لم تستطع خدشها تفجيرات كول أو ورش تفريخ أسراب الانتحاريين المبعوثين إلى العراق أو في المساهمة الهامة في غزوة مانهاتن في الحادي عشر من سبتمبر لان رابطة الدم والقربى بين الرئيسين حفظهما الله أقوى من كل العوامل الأخرى.
بكل أسف تكالب الغرب بأكمله على الرئيس المفدا بوش وخاصة الجمهور الأمريكي الذي تملكتهم الغيرة والحقد بسبب حبه وهيامه للإسلام والعروبة واسقط وجاء بدلا منه المسكين مبارك حسين اويحي الملقب بأوباما وغيّر من تكتيك بلده في تنفيذ المخطط الأمريكي للشرق الأوسط الذي بدأت ملامحه تتضح أكثر فأكثر بعد إحتلال العراق وخسر رئيس اليمن بريق الشراكة كحليف رئيس في الحرب على الإرهاب وأصبح نظامه يعاني من مرضين مزمنين أنهكاه هما حركة الاستقلال الجماهيرية الجنوبية وحروب دولة الحبيب الحوثي قدس الله سره في صعده المستقلة منذو ألف عام.
لم يعد احد يصدق انه لا يزال في المنطقة العربية شعب حي لأنهم أيقنوا أنهم قد جردوا الشعوب من قيمها ومخالبها وظنوا أن المراهم يمكنها مداواة الجروح الغائرة في القلب والجسد حتى جاء صوت المؤذن ينادي من واشنطن وأطلقت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية ( هيومان رايتس ووتش) حفظها الله وأطال بعمرها تقريرها حول معاناة شعب الجنوب العربي المحتل. بالتأكيد هذا التقرير جاء بتوصية من الرفيق المناضل عمر موسى الذي يا ما أدان ممارسات الاحتلال اليمني في الجنوب والذي لم يثنه كرم الضيافة ودسامة الوجبات التي تناولها في مخبازة(الشيباني) في (الحصبة) والتي أقامها الرئيس الديمقراطي صالح على شرفه الشهر الماضي وكذلك جاء التقرير بضغط من الأخوة في الإسلام والعروبة في قمة مجلس التعاون التي عقدت مؤخرا في الكويت وكانت حريصة على ما يجري في الجنوب بشكل أكثر من حرص الجنوبيين على أنفسهم خاصة وأنها اختارت الكويت مكانا لعقدها تيمنا بذكرى تحرير الكويت من الاحتلال العراقي قبل ستة عشر عاما لتقول حان الوقت لتحرير الجنوب ولتبدأ مسيرة التحرير ببيان إعلان الحرب على الاحتلال اليمني من واشنطن.
لسنا وحدنا الذي نخذل عندما نتكل على العرب ونستغيث بالعروبة فقد اخطأ قبلنا الفلسطينيون وهم أكثر منا خبرة وعلم وشذ عنا وعن الإجماع العربي الأخوة في الكويت الذين رفضوا أن يشاركوا العرب احتفالات تأسيس محافظة الكاظمية التاسعة عشر في الثاني من أغسطس 1990م وقالوا (وابوشاه) فهب صلاح الدين الأمريكي ومعه الغرب ولم تتخلف عن الركب دول الصمود والتصدي ودول الطوق ودول إعلان دمشق ناهيك عن البقية الغير معنيين وحتى الذي لم يتم دعوتهم أصروا إلا أن لا يحرموا من شرف المشاركة في هذه الغزوة المقدسة التي تجمع كل الأحاديث الشريفة على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان قد أوصى بها قبل موته وهذا هو سر الإجماع العربي الذي لم يتحقق خلال 1400 عام على الأقل. انتصر العرب في هذه الغزوة على الصليبيين في أم المعارك ووقعت أمريكا والحلفاء على وثيقة الاستسلام في خيمة صفوان بجنوب العراق التي كانت فيها نهاية وأفول الحقبة الغربية الصليبية وسطوع نجم العروبة وإلاسلام من جديد على يد فارس العرب والقومية العربية موحد العرب الرئيس صدام حسين التكريتي حفظه الله وأبقاه للعروبة والعرب والذي تهتز له الدنيا كلها اليوم.
مسرحية قدوم قوات العروبة الأمريكية إلى الجنوب صارت في فصولها الأخيرة فقد وصلت طلائعها ترافقها قوات التحالف الدولي إلى خليج عدن لمنازلة جيوش نابليون حسن عبدي وأساطيله التي تتمول من صنعاء وأسمره وبرعو وتخطط للهيمنة على منابع النفط في الشرق الأوسط وفنزويلا ومحاصرة الصين واليابان ودول شمال أمريكا.
يقوم الأشقاء بتنفيذ الفصل الثاني من المسرحية بإصدار قرارات على مستوى دول المجلس كله باعتماد وجبه الكبسة كوجبة مقدسة يتم الدعاء لها في خطبة كل جمعة ليتم تناولها ثلاث مرات في اليوم كوجبة إلزامية لكل الوزراء والسياسيين تأكيدا وإصرار بان لا يسمع احد صراخ أهل الجنوب العربي أحفاد عاد وثمود المشكوك في عروبتهم حسب ما تقول روايات الديلمي المجوسي المرشد الأعلى للحوزة وراعي النيران المقدسة في جبل (نقم) أن عاد وثمود كانا قد قدما من شرق أسيا وبالتحديد من بابواغينيا التى تقع إلى الشمال من القارة الأسترالية.
وينتقل الجيران الأشقاء في فصلهم قبل الأخير من المسرحية ببعث الميتين من أبناء الجنوب من القبور ونصبهم أوصياء على شعب الجنوب تكريما لنضالهم الشاق وتضحياتهم العظيمة خلال الخمسة عشر سنة الماضي في تناول وجبات الكبسة دون انقطاع حتى ذابت جنوبيتهم في عروبتهم ونسوا أنهم جنوبيين دون أن ينسوا أنهم اشتراكيين لان ذلك يتماهى مع الفطرة التي جبلوا عليها في المدرسة الفتاحية الأصيلة حتى يتم حل الأزمة وفقا لأولويات الرفاق في الحزب العريق والعروبي الاشتراكي وبما يضمن عدم المساس بالاحتلال اليمني عفوا بالوحدة المقدونية العملاقة حتى يفشل الحل ومن ثم يسدل الستار على هذا الفصل ليبدأ الفصل الأخير في قدوم جيش العروبة من واشنطن حاملين معهم الحليب والعسل والبركة, وها قد أعلنت (هيومان رايتس ووتش) فرمان الحرب يوم أمس وسنحتفل جميعا بقدوم صلاح الدين الأمريكي وقيام دولة جزيرة العرب العظمى قريبا إن شاء الله.
بشرى عظيمة لشعب الجنوب العربي بشكل خاص والجزيرة العربية بشكل عام القرار العروبي الأمريكي قد اتخذ ولا نكلف أنفسنا عناء الترجي لقدوم الجيش لأنه سيأتي سيأتي ولا يحتاج لإذن أو دعوة من احد وسنكون معفيين من واجب الضيافة فهو لن يكون ضيفا بل سيصبح صاحب البيت نفسه ولا داعي للأخوة في مجلس التعاون من القلق على جنوب السعودية من الحوثيين لأن المجلس سيكون مسيّج بجيوش العروبة الأمريكية من كل جانب من البحر العربي إلى البحر الأحمر وجنوب وشمال اليمن وشرق الجنوب العربي بالإضافة إلى أن الجهة الشمالية للمجلس قد سيّجت بجيوش العروبة الأمريكية في العراق وبهذا نكون قد أمّنا المنطقة من كل مكان حتى نضمن الحفاظ على الثروة والأمن والاستقرار على الأقل مثل العراق إن لم يكن أكثر بقليل.
ويبقى على شعب الجنوب العربي المحتل اليوم قبل فوات الأوان أن يلملم أوصاله ويعتمد على ذاته فنحن أصحاب القرار الأول والأخير وخاصة وان كل هذه الزوبعة تدور حول حقول النفط والغاز في شبوة وحضرموت اللذان يمولان الموقف الدولي لمناصرة الوحدة المقدونية بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي للجنوب الذي لا يستطيع احد امتلاك مفاتيح هذه الثلاثة الأبواب سوى أبناء الجنوب ولا داعي لأن نشرح للعالم مظالمنا أو نقنعهم بأننا ملتزمون بوثيقة العهد والاختلاف عفوا اقصد الاتفاق فلن يسمعوا منا سوى كم هي النسبة التي سيحصلون عليها مثلما فعلت الكويت في البرنامج الشهير النفط مقابل الكبسة عفوا مقابل الحرية ويا موقف دولي اليوم بفلوس غدا سيكون ببلاش.
*كاتب من الجنوب العربي مشرد في لندن
[email protected]
[email protected]
www.tajaden.org