صالح يهدد

[حفيد سالمين]

الثلاثاء 02 ديسمبر - كانون الأول 2008
فيما يدعو إلى الحوار والمصالحة الرئيس صالح يهدد بالفتنة ويذكر أبناء أبين بعهد التصفيات ، ويعترف أن الشمال تآمر على الجنوب ، ويدعي أن 18 سنة من عمر الوحدة لم تراق فيها قطرة دم
--------------------------------------------------------------------------------

الطيف - أبين - متابعة المحرر السياسي
في تناقض سافر يبعث على الألم للحال الذي وصل إليه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من تخبط نراه من خلال التصريحات الأخيرة التي أدلى بها اليوم في حفل نظامه الحاكم في محافظة أبين الجنوبية - حد زعمه - بالذكرى الـ 41 لاستقلال الوطن الجنوبي.

الرئيس صالح الذي دعا في خطابه الفائت في مدينة عدن إلى الحوار وكرر الدعوة إليه في خطابه اليوم مؤكدا استعداده لمصالحة وطنية بقوله " الحوار هو الوسيلة الحضارية دون استخدام العنف وأي مواطن لدية قضية يتم التفاهم حولها ونحن مع المصالحة ولسنا ضدها ونريد أن تكون هناك مصالحة بين الجميع تجب ما قبلها مثلما جاءت الوحدة وجبت ما قبلها".
هو نفسه الرئيس صالح الذي حاول وفي أسلوب يبعث على الاشمئزاز ويظهر مدى المغالطات التي ينتهجها الحاكم تجاه أبناء الجنوب ويعكس حقيقة نوايا هذا الاحتلال بالجنوب والجنوبيين للتذكير بماضيهم الأليم حيث قال " الذي حدث في الماضي هو نتيجة الشك وغياب الثقة ولذلك جرت تلك التصفيات " في إشارة إلى أحداث 86م.

ولم يكتف الرئيس بذلك بل هدد وتوعد بأنه سيدخل الشعب في مواجهة مع من أسماهم - بالباحثين عن الزعامة - ووصفهم - بـ " العملاء والمرتزقة والخونة " في إشارة إلى إدخال الشعب الجنوبي في فتنة قائلا "وإذا كنا حتى الآن لم نستخدم العين الحمراء ضدهم فإنه سيأتي وقت من الأوقات سوف نستخدمها ضدهم وستكون عيون كل أبناء الشعب عيون حمراء ضد هؤلاء المتآمرين على الوطن أو من يحاولون إيذائه".

واعترف الرئيس صالح ( ولأول مرة ) بحقيقة تآمر الشمال على الجنوب لفرض الوحدة عليه بالقوة وبالثقافة التي يريدها الشمال قائلا " لقد كنا في الماضي شطرين يتصارعان مع بعضهما البعض ,حيث كان الشمال يتأمر على الجنوب ويريد أن يحقق الوحدة بثقافة معينة ".

وأضاف صالح في ترويج لمشاريعه الوهمية الكاذبة " أشاهد اليوم طرق الاسفلت القديمة واقارنها بالطرق اليوم انها اصبحت اشبه بالكرافتة مقارنة بما يتم انجازه اليوم من طرق، وانظر الى وجوه المواطنين لاجدها مليئة بالفرح والاطمئنان، ففي ظل الوحدة ينعم المواطن بالامن والامان وتجاوزنا في هذه المحافظة وغيرها مرحلة الخوف والصراعات والتآمر، والان الجميع آمنون مستقرون ومطمأنون على أعراضهم واموالهم فالأمن هو الاساس والاستقرار هو التنمية والوحدة الوطنية والاخاء ".

وفي أبشع أسلوب يستخدمه الرئيس صالح لتزوير الحقائق وتلميع نظامه القائم على القتل والحروب وتبرئة نفسه وأركان حرب نظامه من الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب في الجنوب منذ إعلان الوحدة في 90م وكذلك الشمال قال الرئيس "لقد مر 18 عاما منذ قيام الوحدة المباركة لم تسال فيها قطرة دم في كل أنحاء الوطن ما عدا أحداث صعدة " وأضاف "الآن صارت 18 سنة دون صراعات وهذه نعمة من الله وكل رؤوسنا فوق أجسادنا ولا تصفيات جماعية أو فردية".

وهاجم الرئيس صالح من أسماها" صحف صفراء واقلام مريضة في عدن وصنعاء وذمار وتعز تروج لثقافة القوى المتخلفة التي فشلت في إدارة شؤون الدولة وفشلت في تحقيق الوحدة".