مطلوب فوراً : رئيس لليمن ، وقيادي للحراك ..

[طائر الاشجان]

الحاجة إلى من يشغل منصب رئيس الجمهورية في صنعاء باتت أكثر إلحاحاً ، والصراع هناك على أشده ، فأبناء الرئيس الشبه مخلوع أو قل المخلوع ( جسدياً إن شئت ) يصرّون على التمسك بعرش أبيهم ، ولا يتصورون أنه سيأتي اليوم الذي يسحب بساط هذا العرش من تحت أقدامهم ، لا سيما وقد ألفوا حياة القصور منذ ولادتهم ، وعلى الرصيف المقابل يتمترس أولاد الأحمر ، وقد أعدوا العدة للإنقضاض على الفريسة سلماً أو بالحرب التي لن تبقي ولن تذر ، ويعلم علي محسن الأحمر بأن البديل لن يكون ( عبدربه منصور هادي ) بالطبع برغم أن صالح ربما يتوسم فيه الشخص البديل باعتبار أنه الشخصية الجنوبية التي تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف المتنازعة ، وأنه سيكون استنساخاً لـ " فيصل بن شملان " من حيث عدد الأصوات لدى دوائر الإنتخاب ، ولهذا تتجه بوصلته صوب " علي سالم البيض " على اعتبار أن استقطابه يعني ردم الهوة التي تمثلها قضية الجنوب في المشهد السياسي الحالي ، وبالتالي ضمان مستقبل آمن في كنف البيض بعيداً عن الملاحقات التي ستطاله حتماً إذا ما اتخذت الأمور منحى القصاص العادل من عناصر النظام البائد على أيدي شباب التغيير .

أما في الجنوب العربي الذي قدر الله له أن يلتحم بجسم غريب أشبه ما يكون بزراعة كبد يلفظها جسد المصاب ، وما تزال العمليات الجراحية تستحدث طرقاً ، وتبتكر أساليب للعلاج ، ومع هذه المعاناة ، نجد بعد فضيحة الناخبي بأن الأنظار قد تطلعت إلى قيادات الحراك وما سوف يصدر عنها من إجراء ، والكل كبّر وهلل لكون أبناء الحراك كانوا أكبر من أن يصدمهم الناخبي ، أثبتوا بأن الحراك السلمي لأبناء الجنوب ليس قطاعاً خاصاً يمتلكه فرد كالناخبي ، وذهب هذا الأخير يتمسح على أعتاب "حميد الأحمر" عله يجد مواساة له وهو المخلص ( الوفي ) فتعامل معه كعملة منتهية الصلاحية ، فمن غير الممكن أن يُعتمد على شخص كهذا لا يُرجى منه تحقيق أي تقدم في مشروع بيت الأحمر على أرض الجنوب ، لقد سقط من شجرة الحراك كورقة الخريف .

واليوم يأتينا نبأ الشنفرة ، هذا الشاب الذي ملأ الدنيا زهواً بنضاله ، وكان يراهن عليه كل جنوبي ، وبأنه الجواد الأصيل في " مراثون " الحراك ، يقال بأنه تقاعس عن واجباته ، ولم يعر المجلس الأعلى للحراك أدنى اهتمام ، حتى أنه لا يحضر اجتماعات المجلس - بصفته نائباً للرئيس - ، وأكثر من هذا فهو يطلق تصريحات دون الرجوع إلى المجلس ، وكل هذا يمكن أن يأخذ طريقاً إلى المساءلة ، وربما جاءنا الشنفرة بعذر يشفع له ، ونحن نقول لعل له عذرٌ وأنت تلومُ .
إلا أن ما يلفت النظر هو إجماع الحاظرين من أعضاء المجلس – وهم شخصيات ذوات وزن وقيمة – على موقف موحد من " الشنفرة " وعدم الرضى كما نلمسه نحن ، وكما توحي ردود فعل هؤلاء الأعضاء الكرام .

تذكرت "أبا فادي" وجلده وصبره ، تذكرت هذا الأشم وهو برغم أوجاعه الجسدية ، يتنفس إخلاصاً لهذه الأمة ، ويتوجس هِمةً في كل ثانية يعيشها بين رجاله ، ولا يتذمر ولا يتجهم ، فأيقنت أن لكل صولةٍ جوادٌ ، ولكل جوادٍ فارس .

تحياتي
طائر الاشجان