مستقبل ثورة الشباب الغامض؟؟

[ذيب المنصوره]

مستقبل ثورة الشباب الغامض
– 15 أكتوبر 2011
نشر فى: الأخبار, مقالات
شبكة عدن نيوز المتكاملة

هبت رياح التغيير في العالم العربي وكان حاملها الرئيس قوى الشباب في تلك المجتمعات مكتسحة خلفها كل قوى المعارضة التقليدية من أحزاب وتجمعات سياسية جثمت على تلك المجتمعات عقود من السنين ولم تسطع أن تخترق جدار تلك الأنظمة السياسية الاستبدادية أو حتى أحداث ثغرة صغيرة للنفاذ إلى جزء أو ركن بسيط في بنيان النظام السياسي لأسباب لاداعي لشرحها كونها معروفة.


شباب ثورة الجنوب يوم 14\ اكتوبر 2011 عدن
من المعروف أن شرعية كل الأنظمة العربية الاستبدادية لا تستمدها من شعوبها ولكنها تستمدها من كونها خادمة مطيعة للقوى الاستعمارية وحلفائها في أوروبا والعرب المعروفين والولايات المتحدة الأمريكية، حيث توفر لهذه الأنظمة الغطاء السياسي الخارجي والحماية من أية مسألة أمام القانون الدولي وبالأخص حقوق الإنسان وغير ذلك من المبادئ الدولية التي طالما تضعها تلك الدول الكبرى شمّاعة لاستخدامها عند الضرورة ضد معارضيها من الأنظمة السياسية الأخرى وعند امتثال تلك الأنظمة السياسية لمشيئة تلك الدول الكبرى تكون هذه المبادئ في خبر كان، وهذا ما اثبتته حقائق العقود الماضية بشكل واضح وجلي.

ومع كل التحالفات السياسية والأمنية منها المعلنة والخفية بين تلك الدول العربية الاستبدادية والدول الكبرى وكل ذلك من أجل الحفاظ على استمرارية تلك الأنظمة في خدمة الأهداف الاستراتيجية منها السياسية والعسكرية والأمنية الخاصة بمصالح الدول الكبرى إلاّ إن عاصفة التغيير او ما يسمى بالربيع العربي انطلقت دون سابق إنذار تهب وتعصف بالأنظمة العربية الاستبدادية بدءًا من تونس ومرورًا بمصر واليمن وليبيا وسوريا والبقية على الطريق… تلك العاصفة اخترلت وفي وقت قياسي قصير نضال عقود من السنين للأحزاب السياسية التقليدية المعارضة واسقط الصنم الأول بيد الشباب، حيث كان الارباك ظاهرًا على تلك الدول الكبرى ومنها من عرض خدمات امنية فورية لتلك الأنظمة لمواجهة ثورة الشباب ومنها من أدلى بتصريحات متناقضة وغامضة وعاشت تلك الدول من هول المفاجئة في وضع متخبط وكانت ضربة الشباب القاضية قد قد سبقت كل دهاء ومكر تلك الدول واجهزتها الاستخباراتية.

وجاء الدور على مصر لكن بعد أن استفاقت تلك الدول من عثرتها من الضربة الأولى وحاولت ان تضع نفسها في مسافة بين الثوار والأنظمة مختبرة قوة وقدرة شباب مصر ولم تجد امامها إلاّ أن تذعن للأمر الواقع حيث حركة قوتها الخفية والعلنية لاحتواء الثورة والسير بها والتضحية بالصنم الثاني كي لايفلت الزمام من بين أيديها.

أما اليمن فقد كانت دهشت العالم أكبر عندما شاهد قبائل اليمن المحاربة والمسلحة ملتحمة مع شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية يخوضون نضالا سليما وصمود اسطوري امام الآلة العسكرية القمعية المهولة وسقط مئات الشباب ضحايا في ميادين الحرية، وكون ثورة شباب اليمن لاتختلف عن بقية الثورات العربية فقد تجاوزت الأحزاب السياسية التقليدية المعارضة (المشترك وغيره) وتركتها خلفها… في البدء لم تكن تلك الأحزاب على يقين بان ثورة الشباب ستصمد لذا فقد كانت تصريحات تلك الأحزاب ممثله بالمشترك بان لا علاقة لها بتلك الثورة وعند صمود الشباب في الميادين حاولت الاقتراب من تلك الساحات لتصبح جزء من الثورة وفي الاخير اصبحت مسيطرة على حركة وفعل الشباب مما ادى إلى كبح جماح ثورة التغيير ووقوفها محلك سر.

لليمن قصتها المختلفة فهي دولة مركبة من تحالف عسكري قبلي تقليدي تربطها علاقات وثيقة مع الجوار الإقليمي والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص هذه العلاقة ترتقي إلى درجة بعيدة من الارتباط الوثيق… فهذا التحالف المسيطر على الدولة اليمنية تمثل الراعي الأساسي لمصالح دول الجوار الإقليمي والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الأخرى ويستطيع القائمون على الدولة اليمنية ان يخترقوا كل مبادئ القانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان دون أن يجد أحد يسألهم عن ذلك كونها تمتثل لكل المصالح الاستراتيجية للدول الأجنبية المشار إليها آنفاً.

كان التطور المفاجئ ان ثورة الشباب في اليمن قد تصدت وبصورة سلمية وبشجاعة منقطعة النظير لآلة القمع الحكومية وسالت دماء الشباب في الساحات والشوارع مما أرغم تلك الدول لإصدار مواقف غامضة من ناحية تدين استخدام العنف المفرط ومن ناحية أخرى لاتدعوا إلى مساندة الشباب فيما يصبون إليه من اهداف والذي يتمثل في اسقاط النظام الفاسد وتقديمه للعدالة بل شرعوا في تشجيع الأحزاب التقليدية (المشترك) للمسك بزمام الأمور وتشجيعها للتفاوض مع النظام للخروج من الأزمة الراهنة بحلول توافقية تتعارض كليا مع ما يصبوا إليه الشباب وحجم تضحياتهم.. مع الاسف تم استدراج المشترك إلى فخ المفاوضات التي أدت إلى تدني مستوى الحلول ما أدى إلى تشجيع النظام على مزيد من العنف والتعنت.

ومع تطور ثورة الشباب جرى انشقاق في معسكر السلطة الحاكمة (القوى العسكرية والقبلية التقليدية) وانظم جزء من هذا التحالف إلى ثورة الشباب وبقي الجزء الأخر ممسك بزمام السلطة مدعوم من الولايات المتحدة والقوى الإقليمية المجاورة، حيث ظل يقاوم التغيير؛ هذا الدعم وفر لهذا الجزء الاستمرارية بالبقاء في السلطة ولولاه لكان النظام أنهار في الشهر الثاني من الثورة.

من الواضح أن تلك الدول الأجنبية والإقليمية لاتريد التغيير الثوري في اليمن يسير إلى نهايته بل تريد تغييرًا طفيفًا في معادلة الحكم السابقة وانفتاح جزئي على المعارضة السياسية التقليدية ولديها أدواتها الضاغطة ومن تلك الأدوات جزء كبير من القوى السياسية والعسكرية والقبلية التي انضمت إلى الثورة والتي جاءت بأجندتها المختلفة والتي تحاول احتواء الثورة الشبابية متحالفة بذلك مع الأحزاب السياسية (المشترك) التي استدرجت إلى حضيرة المفاوضات العد ميه والتي لم تصل إلى أية حلول منصفة وعادلة وموازية لتضحيات الشباب واستحقاقات الثورة التغييرية بشكل خاص.

اليوم ستكون أي حلول قادمة للقضية اليمنية لايمكن إلا أن تخرج من تحت العباءة الاستراتيجية لدول الإقليم مع ما يتوافق مع مصالحها الاستراتيجية والذي سيكون أيضا مدعومًا أمريكيا وأوروبيا تتوافق مع المصالح الاستراتيجية الخاصة بها وملامح الحلول تطبخ على نار هادئة في كواليس ودهاليز ومطابخ الدوائر السياسية والاستخباراتية لتلك الدول وعلى الشباب اليمنيين بشكل عام الانتظار لعقود جديدة حتى تتضح الظروف الملائمة للتغيير وبدلك سيحل على اليمن وشعبه مستقبل غامض لااحد يعرف مداه وعواقبه الوخيمه واما ان تتظافر جهود الشباب في الساحات لاخد زمام الامور بايديهم ويتخدوا قرارا تاريخيا اسطوريا بالصمود وعدم التراجع .

علي صالح سالم
http://www.aden-news.org/2011/10/15/...7%D9%85%D8%B6/

[القهبي]

شباب ثورة الجنوب 14 اكتوبر 2011 العنوان اين الموضوع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟