مرحباً بالسجون ...

[القائد العام]

ألى الدكتور عبدالرحمن الوالي.
للكاتب / وهيب السعدي * .

ليس هناك كلام نهديه للدكتور عبدالرحمن الوالي ورفاقه في السجون أبلغ من قول المتنبي :
كن أيها السجن كيف شئت فقد وطّنت للموت نفسي معترف
إن كـان سكناي فيك منغصة لم يكن الدر ساكن الصدف

الرجال في زمننا هذا قليل، وإن كثر الذكور، ولا شك أن في الجنوب رجال حملوا على عاتقهم همَّ شعبهم، فحملوا قضيته وتصدروا الصفوف وقاوموا كل أساليب البطش والتهديد والتخويف.
ليس د. عبدالرحمن الوالي وحده من حمل قضية الجنوب، فهناك رجال قدّموا الكثير للجنوب وقضيته، فسُجن من سُجن، وشُرد من شُرد، وما زالت سجون نظام صنعاء تمتلئ بالكثير من أبطال الجنوب ورجاله، ووجودهم في السجون ، كما قال المتنبي، ليس منغصة لهم بل رفعة وعلو ، فهم كالدر الذي يسكن الصدف.
كان الدكتور عبدالرحمن الوالي من أوائل الرجال الذين تبنوا قضية الجنوب منذُ وقت مبكر، حينما أسهم مع رفيقيه المناضلين مسدوس وباعوم بتأسيس ما عُرف بتيار إصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي، فقد رأى هؤلاء المناضلون أن الحزب الاشتراكي لم يقم بواجبه تجاه أبناء الجنوب، ولم يحمل قضيتهم بعد أن غدر نظام صنعاء بالوحدة عام 1994م ، فعلى الحزب الاشتراكي تقع مسئولية تاريخية أخلاقية للدفاع عن الجنوبيين ورفع الظلم الذي لحقهم بعد الحرب، كون الحزب الاشتراكي هو من قاد الجنوبيين إلى الوحدة المزعومة. فظل تيار إصلاح مسار الوحدة يقوم بواجبه داخل الحزب محاولاً إقناع قياداته المتعاقبة بضرورة تبني أفكار التيار، فكان يصطدم بالأغلبية العددية لأعضاء الحزب الشماليين داخل اللجنة المركزية للحزب أحياناً، ولكن أحياناً أخرى كان التيار يفرض أجندته لأن القضية التي يحملها واضحة جلية. وآخر مرة نجح تيار إصلاح مسار الوحدة بفرض أفكاره كان في مؤتمر الحزب الخامس حينما استطاع الوالي ورفاقه في التيار أن يجعلوا من قضية إصلاح مسار الوحدة وإزالة آثار حرب 1994م شعاراً للمؤتمر، أصبحت هذه القضية من ضمن البرنامج السياسي للحزب الاشتراكي، رغم أنها كانت حبراً على ورق ،إذ لم يتحقق منها شيء يذكر، والأسباب واضحة .
في مناسبات كثيرة تعرض الدكتور عبدالرحمن الوالي للنقد والتجريح ممن يفترض أنهم رفاقه في حزبه، بسبب آرائه وشجاعة طرحه، غير أنه في كل مرة يخرج أقوى وأصلب وأكثر تمسكاً بالقضية التي يحملها، قضية الجنوب، ولا غرابة أن نجد الموقع الإعلامي الرسمي للحزب الاشتراكي ( الاشتراكي نت ) لم يشر ولو إشارة عابرة لخبر اعتقال الدكتور الوالي، رغم أن أكثر المواقع الإخبارية الشمالية على الإنترنت تناولت الخبر بالتفصيل.
فهل الحزب الاشتراكي الذي قاد الجنوبيين إلى الوحدة، أو بمعنى أدق وأوضح، الذي رمى الجنوبيين لسلطة الشمال باسم الوحدة، تخلى عن قضية الجنوب والمناضلين الجنوبيين؟؟؟؟!!!!
يبدو ذلك.
صحيح أن غالبية أعضاء وقيادات الحزب في الجنوب لهم دور فاعل في الحراك الجنوبي إلا أنهم ينطلقون من قناعات ذاتية ولا يمثلون السياسة الرسمية لحزبهم.
لقد كنت قريباً من الدكتور عبدالرحمن الوالي لسنوات ، وعرفت فيه صفات قلما نجدها في غيره في أيامنا هذه التي قُضي فيها عن كل جميل، فهو الإنسان المتواضع النقي المستقيم، الملتزم لحزبه الوفي لقناعاته في زمن من السهل أن يغير الإنسان قناعاته بعدة ريالات بالية. كان إدارياً متمكناً متقناً عمله، ويتحلى بنزاهة لا يمكن أن نجدها هذه الأيام، حتى أنني كنت أقول دائماً إن الدكتور الوالي من بقايا فترة سبعينيات القرن العشرين في الجنوب، حين كان العمل مقدساً والمال العام محرماً قولاً وفعلاً.
أسهم الدكتور الوالي بفعالية كبيرة في تطوير الحراك الجنوبي، فإضافة إلى مشاركاته الواسعة بمختلف الفعاليات السلمية الجنوبية أسس موقعاً جنوبياً على الإنترنت، فتعرض للسجن أكثر من مرة، وفي كل مرة يخرج أكثر إيماناً بقضية الجنوب.
ليس هذا مدحاً فالدكتور الوالي ليس رئيساً ولا وزيراً لنتقرب منه، بل وفاء منّا لقيمه وقناعاته وأهدافه التي سُجن وغيره بسببها، ثمّ أننا كلنا نحمل قضية واحدة( قضية الجنوب )، و كما قال شوقي:
ولكن كلنا في الهم شرقُ .

*http://mnazl.com/vb/showthread.php?t=966

[ibn yaf3]

الف شكر للكاتب وهيب السعدي على مشاعره الطيبة
تجاه الدكتور عبدالرحمن الوالي ونسال الله ان يفك اسرة
هو وجميع المعتقلين بسجون نظام الاحتلال,,,
والشكر موصول للقائد العام على نقل المقال

تحياتي