لو كنت مستشارا لك

[عبد القادر]

لوكنت مستشارا لك عزيزي السيد علي سالم البيض لقلت لكم أضعتم الكثير من الفرص التي كان يجب إستغلالها وما أكثر المناسبات الجنوبية ومناسبة صنعها لنا المحتل في خليجي عشرين.
كنت من الذين تنبهوا إلى أهمية العلم كسلاح يتفوق في كثير من الأحيان على كل أنواع الأسلحة وكان لي ما أردت بأن رفع العلم الجنوبي عاليا خفاقا متحديا بشموخ وكان الثمن غاليا بأن دفع من تقمصه حياته وكسر بذلك حاجز الخوف وتمنيت لو أنك إتخذت خطوة شبيهة بخطوة رفع العلم الأخضر والذي به رسمت لوحة أخافت المحتل وهزّت أركان حكمه ألا وهي أن تطالب بأن يرفع المواطن الجنوبي وفي كل أرجاء الوطن وفي وقت واحد العلم الجنوبي على أسطح منازلهم في تحدي ليعلم العالم حقيقة الوضع في الجنوب وإذا كانت فرصة خليجي عشرين فرصة ذهبية لذلك ومضت فالحاضر والمستقبل من أيّامنا ذهبي أيضا.
لوكنت مستشارا لك لقلت تواصل مع السيد علي ناصر الذي أشار في إحدى المقابلات الصحفية بأن تكون أولهم , لتقول له لا أريد أن أكون أولكم ولا خامسكم ويكفيني أن أكون واحدا منكم إذا كنتم مع إستعادة دولة الجنوب التي وقّعت بإسمها وثائق تحقيق وحدة فغدر بي وغدر بالجنوب وأهله وعليّ مسئولية دينية وسياسية وإخلاقية لإستعادة الجنوب وتسليمه لمن يستحق من أهله.
لو كنت مستشارا لك لأشرت عليك بدلا من الجلوس في ميونخ في ألمانيا وشتائها القارص وطلبت منك الذهاب إلى لاهاي وأمام محكمة العدل الدولية لتعلن إعتصاما وإضرابا عن الطعام بعد أن تستكمل الإجراءات القانونية للسماح لك بذلك وأنا على يقين من أن القوانين تسمح بمثل هذا الإجراء وتحت شعار إنقذوا شعب يطالب بالحرية وتمارس ضده إنتهاكات وجرائم ضد الإنسانية من التعذيب و قتل وسجن ومصادرة للحريات وتلفيق تهم باطلة لجني المساعدات بحجة محاربة الإرهاب وأساليب يحاكم مرتكبها بموجب القانون الدولي وتفوق ماأتهم به البشير ونظامه من إنتهاكات وإرتكاب جرائم ضد الإنسانية , وستجد من يقف معك ويتضامن وسيعلم العالم بحقيقة المأساة وبأنّ ليس البيض الذي يطالب بإستعادة دولة الجنوب المغدور بها وإنّما شعب بكامله وهذا مايميز القضية الجنوبية عن غيرها.
لن أطيل عليكم هنا فالجعبة ملأى بالكثير من الأفكار وجمعة مباركة على الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.