اليمنيون يصوّتون بكثافة للمرشح التوافقي منصور هادي

[الرهوي الكلدي اليافعي]

أعمدة دخان متصاعدة جراء إطارات محترقة في أحد شوارع عدن. وفي الإطار أعلى (يمين) توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام تدلي بصوتها. وفي الإطار أعلى (
صنعاء – وكالات: أدلى اليمنيون أمس بأصواتهم لصالح المرشح التوافقي والوحيد عبدربه منصور هادي ضمن استحقاق تاريخي يطوي صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، وفق ما افاد مراسلو وكالة «فرانس برس».
وسجلت نسب إقبال جيدة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء عبير العفيفي لوكالة «فرانس برس» «لقد دهشنا بالإقبال وبتدافع النساء حتى قبل موعد الاقتراع».
ويأخذ التصويت طابعاً رمزياً الى حد بعيد اذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد، ويأتي انتخابه في اطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة.
إلا أن الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الحوثيين في الشمال يقاطعون هذا الاستحقاق.
وبعد سنة من الاحتجاجات، يصبح صالح الموجود حالياً في الولايات المتحدة للعلاج اول رئيس في دولة من دول «الربيع العربي» يتنحى عن السلطة بموجب اتفاق سياسي، وذلك بعد حكم استمر 33 عاماً.
وقد دعا صالح اليمنيين الى الاقتراع لهادي الذي ظل موالياً له لسنوات كثيرة.
وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، يبدو الإقبال ضعيفاً جداً في حي خور مكسر وحي كريتر، بحسبما افاد مراسل وكالة «فرانس برس».
والأوضاع متوترة منذ ايام في عدن وفي باقي محافظات الجنوب عموما حيث يقاطع الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال الانتخابات فيما دعا التيار المتشدد في الحراك الى عصيان مدني والى منع اجراء الانتخابات التي يعتبرها بمثابة استفتاء على الوحدة مع الشمال.
ودعي أكثر من 12 مليون ناخب يمني الى صناديق الاقتراع للمشاركة في هذه الانتخابات التي تعتبر مصيرية لمستقبل اليمن وتحظى بدعم كبير من القوى الإقليمية والدولية الكبرى.

صفحة جديدة

من جانبه أكد الرئيس اليمني المقبل عبد ربه منصور هادي أمس اثناء إدلائه بصوته في صنعاء وسط تدابير امنية مشددة، ان انتخابه رئيسا للبلاد يفتح «صفحة جديدة ناصعة البياض».
وقال هادي «هذا اليوم يوم تاريخي في اليمن».
وأضاف في تصريحات للصحافيين ان استحقاق الانتخابات هو «اغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد».
ووصل هادي بالسيارة الى مركز الاقتراع الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن منزله، وكان محاطاً بتدابير أمنية مشددة.
وذكرت مصادر مقربة من نائب الرئيس ان التدابير المشددة سببها مخاوف من تعرضه لاعتداء.
من جهتها قالت الناشطة المعارضة اليمنية الحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان لوكالة «فرانس برس» ان الانتخابات الرئاسية هي «يوم عيد» لليمنيين، وذلك أثناء إدلائها بصوتها في صنعاء.
وقالت كرمان «هذا اليوم يوم عيد بالنسبة لليمنيين لأنه يوم رحيل علي عبدالله صالح وإنهاء حكم المستبد والظالم وإنهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاماً».
وأدلت كرمان بهذه التصريحات في الوقت الذي يقترع فيه اليمنيون للمرشح التوافقي والوحيد نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي تجمع القوى السياسية على دعمه بموجب اتفاق انتقال السلطة.
وقد وافق الرئيس اليمني على هذا الاتفاق في الرياض في 23 نوفمبر بعد عشرة اشهر من الاحتجاجات المناوئة لنظامه.
وقالت كرمان «ندعو الرئيس الانتقالي الجديد الى ان يعمل من اجل الشباب وإلا فإن ساحات الاعتصام موجودة وستظل كلجان مراقبة على حكومة الوفاق وعلى الرئيس المنتخب».
وحذرت كرمان هادي من انه «اذا لم يحقق اهداف الثورة، فكما أسقطنا الأول سنسقط الثاني بأيدينا».
وكانت كرمان تدلي بصوتها في مركز اقتراع نسائي بالقرب من جامعة صنعاء أمام ساحة التغيير التي اعتصمت فيها مع آلاف الشباب اليمنيين من اجل المطالبة بإسقاط نظام صالح.

أعمال عنف

وفي عدن قتل عسكريان كما قتل محتج وطفل في مواجهات متفرقة أمس بين القوات الحكومة والانفصاليين الجنوبيين الرافضين لإقامة الانتخابات الرئاسية، بحسب مصادر أمنية وناشطين.
يأتي ذلك وسط توتر شديد يعم المحافظات الجنوبية التي ينشط فيها الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال الذي يضم تياراً متشدداً ينفذ «عصياناً مدنياً» لمنع الانتخابات التي يعتبرها بمثابة «استفتاء» على الوحدة مع الشمال.
وقد افاد مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان اشتباكات اندلعت أمس في المكلا بمحافظة حضرموت مع ناشطين انفصاليين «حاولوا اقتحام مركز انتخابي بالسلاح».
وأضاف المصدر ان «قوات الجيش تصدت لهم وحصل تبادل لإطلاق النار مما أسفر عن استشهاد عسكري وجرح اثنين من المهاجمين».
كما أصيب جنديان آخران في المحافظة نفسها في اعمال عنف شهدتها مدينتا الشحر وغيل باوزير حيث يحاول أنصار التيار المتشدد من الحراك الجنوبي عرقلة الانتخابات.
الى ذلك، افاد ناشطون ان محتجا قتل وأصيب اثنان في تبادل اطلاق نار بين مسلحين من الحراك الجنوبي والشرطة في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية.
وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، قتل طفل في اطلاق نار عشوائي بين قوات الأمن وانصار الحراك الجنوبي في حي دار سعد حسبما افاد سكان لوكالة «فرانس برس».
وذكر السكان ان الطفل قضى بالقرب من المعهد التقني الألماني حيث يوجد مركز انتخابي، فيما اكد مصدر طبي لوكالة «فرانس برس» مقتل الطفل.
وفي حي المعلا، اقدم انصار الحراك على اقتحام ثلاثة مراكز انتخابية هي ابوبكر الصديق والشهيدة فاطمة و14 أكتوبر، وقاموا بمصادرة صناديق الاقتراع وإحراق مبنى احد المراكز بحسب شهود عيان.
وذكر شاهد أن أنصار الحراك «يمزقون البطاقات الانتخابية في الشارع الرئيسي وبعضهم يحمل السلاح ويطلق أعيرة نارية».



************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************=



فايننشال تايمز

انتخابات… ولكن

هل لصالح دور في مستقبل اليمن؟

بقلم – مايكل بيل:

مع استمرار موجة انتخابات صحوة العرب، شهدت اليمن يوم أمس الثلاثاء انتخاباتها هي الأخرى بأمل بداية عهد سياسي جديد من خلال صناديق الاقتراع.
لكن عبد ربه منصور هادي لم يكن مجرد مرشح فقط في هذه الانتخابات بل هو سياسي وثيق الصلة بالنظام القديم الذي عمل فيه كنائب للرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد لـ33 سنة.
لذا يمكن القول إن وجود صالح لايزال محسوساً ولو أنه بعيد جغرافياً، حيث شوهد يلوّح للمعارضين هذا الشهر خارج فندق ريتز كارلتون في نيويورك التي كان قد وصل إليها قبل فترة قصيرة من أجل العلاج الطبي.
لكن على الرغم من ذلك، يمكن اعتبار الانتخابات الأخيرة محكاً مهماً للصحوة العربية. إلا أن المسألة المهمة الأخرى بالنسبة لليمن، البلد الأفقر في العالم العربي والأكثر انقساماً على الصعيد الاجتماعي، هي ما إذا كان صالح سيتمكن من امتطاء موجة تغيير النظام ليظهر من جديد بعد ذلك كقوة سياسية. فإذا ما نجح في هذا سوف يشكل ذلك درساً عندئذ لكل الحكام السلطويين في الشرق الأوسط ولكل شعوبه والقوى الأجنبية التي تحاول إزاحة مثل هؤلاء الحكام عن السلطة.
فمن المعروف أن تولّي هادي السلطة الآن هو أحدث مرحلة في عملية انتقالية طويلة كانت بدأت بعد تأجيل لأكثر من مرة عندما وقّع صالح بالنهاية على اتفاق يقضي بتنحيه عن الحكم عقب ثمانية أشهر من مظاهرات واحتجاجات اقتربت خلالها البلاد من الانزلاق لحرب أهلية.
إذ مقابل منحه حصانة تضمن له عدم مقاضاته مع حلفائه، تخلى صالح عن منصبه ورحل في يناير من أجل معالجة حروق لحقت به إثر انفجار غامض داخل قصر الرئاسة في صنعاء في يونيو الماضي.
على أي حال، لا أحد يتوقع أن يكون هادي عنصراً في التغيير الثوري، فهو ضابط في الجيش أمضى شطراً من حياته في خلافات وصراعات مع المدنيين في شمال وجنوب اليمن عقب رحيل الاستعمار البريطاني عن البلاد عام 1967. إلا أن الرئيس صالح ما لبث أن عينه نائباً له لتتسلط الأضواء عليه بعد أن كان شخصية مغمورة.

حافة الانهيار

والآن يواجه هادي خصوماً غاضبين لأنه الشخص الوحيد الذي تعيّن على اليمنيين التصويت له في وقت تقف فيه البلاد كما كانت دائماً على حافة الانهيار اجتماعياً وسياسياً. ففي الوقت الذي استفاد فيه مقاتلو «القاعدة» من حالة الفوضى التي عمّت البلاد العام الماضي، هناك حركة انفصالية في جنوبها أيضاً.
كما تقلص الاقتصاد، الذي لم يكن مُعافى مرة، بسبب الصراع الدائر بين السلطة والشعب ونتيجة لإضراب عمال النفط. ولهذا حذرت وكالة الطفولة الدولية التابعة للأمم المتحدة من احتمال موت نصف مليون طفل بسبب أمراض سوء التغذية هذه السنة.
والواقع أن التباين الآن بين ما يُفترض أنه زعيم اليمن الهادئ الجديد وبين ما يجري على الأرض من صخب وضجيج، دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان صالح هو الشخص المستفيد من المرحلة الانتقالية الراهنة بالنهاية. فقد تمكن هذا الرجل بفضل مناوراته السياسية وآلة دعايته الأسطورية من التشبث بالسلطة لآخر لحظة حتى توصل لاتفاق أتاح له خروجاً آمناً بالنهاية.
والأمر الأكثر أهمية أيضاً هو أن صالح تدبر مسألة خروجه دون إلغاء دور أسرته أو إسقاط النظام وحزبه الحاكم. وهكذا تجنب مصير زين العابدين بن علي، الذي هرب على نحو مشين من تونس. ونجا من محاكمة مذلة يواجهها حسني مبارك في مصر الآن، كما نجا أيضاً من ميتة دموية عنيفة كتلك التي أنهت حياة العقيد معمر القذافي في ليبيا.
هذا ليس كل شيء، فقد تأكد صالح بعد حصوله على الحصانة من استمرار عمل حلفائه في مناصبهم، ولاسيما في جهاز الأمن الذي لايزال ابنه يقود الحرس الجمهوري فيه.
لذا، يرى بعض أولئك الذين ينزعون للشك في كل هذا مؤشرات على استمرار وجود صالح في اليمن، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال أنصاره وعملائه.

تعريب نبيل زلف



************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ************************************************** ******************************=



%80 نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة باليمن


صنعاء – كونا: أعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان مراكز الاقتراع اغلقت أبوابها في معظم المحافظات اليمنية عند الساعة السادسة من مساء امس فيما تم التمديد لساعتين لبعض المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات نتيجة الاقبال الكبير على مراكز الاقتراع ونفاد بطاقات التصويت فيها.
وقال رئيس اللجنة الامنية في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء القاضي سبأ الحجي ان عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية المبكرة على المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي سارت بصورة آمنة في معظم المراكز الانتخابية وأن نسبة الاقبال في الانتخابات بلغت %80.
وأكد الحجي في مؤتمر صحافي عقده امس بمقر المركز الاعلامي التابع للجنة ان الأحداث الأمنية التي شهدتها بعض مراكز الاقتراع في محافظات عدن والضالع ولحج بجنوب اليمن لن تؤثر على سير الانتخابات.
وأشار الى وقوع «حوادث أمنية لا تكاد تذكر» منها حادثة محاولة قنص في الدائرة 142 وتم ضبط منفذيها وعددهم أربعة اضافة الى حادثة أخرى لم يوضح نوعها في الدائرة 25.
واضح ان 292 دائرة في المحافظات تعمل وتجرى فيها عمليات الاقتراع في حين ان الدوائر المعطلة حتى الآن بلغ عددها تسع دوائر منها خمس في محافظة لحج وثلاث في محافظة الضالع ودائرة واحدة في محافظة أبين.
http://alwatan.kuwait.tt/