رسالة من للجنة التحضيرية لملتقى آبناء شهداء ثورة 14آكتوبر المجيدة الي مؤتمر لندن القا

[algnub]

صدى عدن / خاص / 26 / 01 / 2010

أسمحوا لنا نحن أبناء الشهداء والثوار والمحاربين القدامى في صفوف ثورة14أكتوبرالمجيدة والتي اندلعت لأجل الحرية ونيل الاستقلال الوطني،أسمحوا لنا أن نوجه لدولتكم هذه الرسالة المتواضعة والمتعلقة بمبادرتكم الطيبة لعقد مؤتمرا في لندن بالتنسيق مع الولايات المتحدة وشركاء دوليون آخرون وذلك حول اليمن.



أننا ننظر لمؤتمركم هذا كاختبار حقيقي أخر لمدى قدرة الأسرة الدولية والعالم المتحضر على آرساء دعائم الآمن والسلم العالميين،وبالنسبة لليمن فأن آمال الملايين من البسطاء في هذه المنطقة من العالم معقودة بخروج هذا الاجتماع بمساعدة حقيقية تحول دون تحول هذا البلد المتخن بالجراح لبؤرة جديدة للصراع والاقتتال في موقع حساس من منطقة ملتهبة آصلآ ونعني الشرق الأوسط.



وكما تعلمون فأن ميلاد الجمهورية اليمنية في العام1990 جاء كثمرة لشراكة من خلال وحدة دولتي جمهورية اليمن الديمقراطي والجمهورية العربية اليمنية السابقتين،بيد أن بعد مضي فترة وجيزة تحولت الاحتفالات بانجاز هذه الوحدة إلى حرب طاحنة ودماء في صيف العام1994 وهو نموذج آخر لمشاريع الوحدة العربية الكبرى المتعثرة والتي غالبا ماتنتهي هكذا لأنها لاتقوم على أساس مصالح ومنافع الشعوب ولكنها تقوم لأجل منافع النخب الحاكمة،والشريك الجنوبي كان أخر ضحايا هذا الوهم الذي بدا له في البداية جذابا ولم يمضي وقتا طويلا حتى تكشف للجنوبيين الوجه القبيح لفشل وانهيار فكرة الوحدة الحالمة التي سحقت بقسوة تحت جنازير الجحافل العسكرية الهائلة للشريك الشمالي وهي تتجه صوب العمق الجنوبي،لقد قدم الجنوب لأجل الوحدة كل مايمكن أن تمتلكاه دولة وأمة وفقد بسبب ذلك كل شئ،فلقد أختطف الشريك الشمالي الوحدة العزيزة وأحتفظ بها لنفسه وشمل ذلك ضمن ماشمل كل أراضي وشعب الجنوب بشحمه ولحمه،لقد كانت حرب صيف1994 التاريخ الرسمي لمقتل الوحدة العزيزة بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة ولم يتبقى منها سوى بعض الأطلال كالعلم والنشيد الوطني وأسم دولة الوحدة الرسمي أضف الى الكود الوطني للاتصالات الواردة.



ولم يمر الوقت كثيرا بعد حرب1994م ليكتشف آهل الجنوب هول المآل الذي آلوا إليه وأنهم لم يكونوا سوى ضحية فخ محكم في واحدة من أسوأ عمليات الخداع بالتاريخ المعاصر...



السيد رئيس الوزراء..آن ما نحاول شرحه هنا لهو آمر جلل ،يشبه إلى حد كبير حدث تاريخي في أوروبا قبل أكثر من ستين عام ولم تتقبل أوروبا ولا الضمير الأوروبي فرضية تقبله كآمر واقع عندما أقدم النازيين على ضم النمسا التي تتكلم اللغة الألمانية للرايخ واعتبروها مجالا حيويا للأمة وهنا لم تمنع كل الوشائج بين ألمانيا والنمسا ،الشرعية الأوروبية والدولية في عدم تقبل فكرة الضم والابتلاع النازي لمسقط رأس الفوهرر النمسا وكذا الأمر بالنسبة لتشيكوسلوفاكيا ولهذا أعيدت الأمور إلى نصابها واستعاد البلدان سيادتهما،ولا ندري ونحن اليوم في الألفية الثالثة كيف للعالم المتحضر والشرعية الدولية أن يتقبلا فكرة لم يتقبلاها قبل ستة عقود عندما يلوذان بالصمت آزاء هولوكست شرق أوسطي واضح للعيان يتخذ من الوحدة اليمنية المغدورة ومجالها الحيوي مبررا لابتلاع شعب الجنوب وثرواته ومقدراته وحقه الطبيعي في تقرير مصيره...



السيد رئيس الوزراء...السادة المحترمون

أن الحراك السلمي للشعب الجنوبي الماثل اليوم أمام العالم أجمع لهو نتاج طبيعي لمل تقدم من عمليات ظلم وإقصاء وتهميش جماعية وواسعة النطاق،واكبتها في الوقت نفسه عمليات أوسع لإحلال أبناء الشمال بدلا من آبناء الجنوب في الغالبية الساحقة من مختلف أنواع الوظائف ودرجاتها من الدنيا وحتى العليا وتخصيص معظم مفاصل الدولة لهم واحتكارهم صناعة القرار الوطني بالكامل،ورغم هذا تستمر صنعاء بإطلاق الأكاذيب المزخرفة عن روائع الوحدة الوطنية وكأن الشعب جاء من كوكب آخر ولا يعلم حقيقة هذه السلطة التي أوصلت النسيج الوطني والسلم الاجتماعي الى حالة مروعة بتبنيها لنهج جنوني لاختلاق الأزمات وزرع بذور الفتن وتبنيها وتشجعيها وهو أمر لم يسبق وان سجله التاريخ الحديث لسلطة ما في المعمورة تسعى إلى إشاعة الفتنة بين المواطنين.

وفي السياق نفسه سنجد آن أعمال النهب المنضم الهائلة لكل ثروات الجنوب مستمرة وبوتيرة عالية دون كلل أو ملل.



أن شعب الجنوب تعرض لما هو أخطر من الإقصاء السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني وغيره عندما امتد الإقصاء والتهميش عميقا في المجتمع الجنوبي فطال كل مكوناته والتي كانت حتى عهدا ليس ببعيد وحدوية حتى النخاع ، فابالأضافة لمحاولات التغيير الديمغرافية والتي لم تتوقف يوما من قبل السلطة في أرض الجنوب فأن أياديها العابثة امتدت حتى إلى أسماء الشوارع والمناطق والإحياء وحتى أسماء المدارس وقاعات التدريس بالجامعات والمكتبات الوطنية،لدرجة أقدام أحد المسئولين على تغيير معالم أطول شوارع مدينة عدن وآقدمها وأكثرها شهرة وآلغاء أشارة المرور فيها لأنها من بقايا الاستعمار في نظره..! وهكذا يستمر الطمس والعبث ويصل إلى تحريف التأريخ والوثائق والمخطوطات بل والآثار والتي جميعها تحاكي قصة حضارة آنسان الجنوب ومختلف المحطات التاريخية منذ قرون طويلة ومورثه الشعبي وخصوصيته ومنظومة حياته التي بات يعبث بها الغرباء ويخربونها.



أن ظاهرة الإرهاب لهي غريبة عن المألوف لذا شعب الجنوب ،هذا الشعب الذي كان سباقا

في المنطقة في مواكبة الركب الحضاري العالمي وعرف قبل غيره الحضارة المدنية والإدارة الحديثة ومصافي النفط والصناعة والتجارة وتبوء مينائه في عدن مكانا له في مقدمة موانئ العالم تجاريا وسياحيا وكانت محطة الإذاعة والتلفزة في عدن هي الأولى في المنطقة ،وعرف الجنوبيين حراكا أدبيا وثقافيا وصحافة ومطبوعات وكل إشكال الحياة للمجتمع المدني الذي ينمو ويزدهر في كنف المؤسسات والنظام والقانون،فبالتالي لايمكن لهذا المجتمع الجنوبي الميال للسلم أن يكون حاضنا للآرهاب أو داعما له بأي صورة من الصور،ومن نافلة القول آن الترويج لمثل هذه الداعيات السوداء من قبل السلطة ماهي إلا مساعي خبيثة تهدف لقمع شعب الجنوب وضرب طموحاته الوطنية وتطلعاته للحرية في الصميم.

أننا آزاء هذا الواقع المرير نتساءل من سيعوض الجنوب وشعبه لخسائره ا لهائلة جراء نهب نفطه وكافة ثرواته ومقدراته والتي مر قطارها ومضى دون تمكن الشعب من استغلالها في أقامة اقتصاده وبناه التحتية وتشييد جسور المستقبل لشبابه في الغد،أن اجتماعكم الذي ستعقدونه خلال الساعات القادمة يترقبه ملايين من الناس المفعمين بالأمل بأن يكون اجتماع لندن منعطفا تاريخيا نحو جادة الحلول والمعالجات وعودة ألآمورالى نصابها ،أننا نناشدكم أنتم وكل شركائكم الدوليون الآخرون أن يتاح لهذا الملف الشائك الفرصة الكافية والمتأنية في هذا الاجتماع ليجد له سبيلا لحلول عادلة ومنصفة لكل الأطراف وفي مقدمتها شعبنا في الجنوب ،والذي من العدالة أن يحظى بحقه في تقرير مصيره والبدء في استعادة كافة حقوقه المعنوية والسياسية والمدنية وكذا كافة ممتلكاته ومقدراته التي نهبت على اثر حرب صيف العام 1994م.



السيد رئيس الوزراء...السادة المحترمون

يحذونا الكثير من الأمل في مساعد المجتمع الدولي في إيجاد حلول صائبة لما عرضناه عليكم وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية ((924)) ،((941)) الخاصة بالجنوب ووقف مسلسل القمع ضد الشعب الجنوبي الذي اتسعت حلقاته وباتت مرشحة لما هو أسوء ، والبدء الفوري بإطلاق سراح المعتقلين وسجناء الرأي الجنوبيين في سجون السلطة والكف عن حملات الملاحقة والاعتقالات واستخدام المفرط للقوة المميتة ضد التظاهرات السلمية لأبناء الجنوب والذي تمضي فيه السلطة دون أدنى مبالاة لكل التقارير والنصائح من منظمات ومراصد حقوق الإنسان المحلية والدولية ولعل تقرير (هيومان رايتس ووتش) الأخير يوضح بجلاء كيف يتم ضرب شعب بأكمله

بأسم الوحدة.



تمنياتنا لكم بالتوفيق.

اللجنة التحضيرية لملتقى أبناء شهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة-عدن

26/1/2009م