غرزة : أبناءُ الجنوب يتعآملُون َمع قضيتهم تجارياً .

[الطائر المهاجر]

غرزة : أبناءُ الجنوب يتعآملُون َمع قضيتهم تجارياً .




سيكون هنالك تساؤلا ً مفترضا ً من قبل القارئ " لماذا عنونت رأيك بهذا العنوان .. وسيحمِلُ الملامة حول ما نبديه ؟ وهذا شئ طبيعي مع اختلاف البشر في مساراتهم ومشاربهم وأيضا ً معتقداتهم ... ولستُ هنا في " الغرزة " متحكمٌ في مسارِ السطور بالريموت كنترول أو أن نستمد الرأي الشخصي نظرا ً لما يبديه الآخر المضاد أو النقيض ل ... إلا أني انطلق من واقعية الغرزة ... وهكذا أرى مسار رأيي.





ومن هنا انطلقت اليوم مستمدُ رأيي "من صلب الحوار الثلاثي " حيث قال الأخوين " أن أبناء الجنوب يسيسون قضيتهم بالنهج التجاري أو بابجديات التجارة ..وليس لديهم مفردات وأبجديات السياسة في الزمن المعاصر ... لسبب بسيط أن أبناء الجنوب منذ 23 سنة تم إقصائهم من عالم السياسة وتحولوا إلى عالم التجارة ... وهذا ما أثر عليهم اليوم في تسييس قضيتهم .. وإدارة الحوار .. حيث ينطلقون من قاعدة التنافس التجاري ... ولايدركون بعد متطلبات القضية الجنوبية وتشخيص مكمن القوة والضعف وكيفية التعامل " داخليا فيما بينهم " وأيضاً مع الخصم والساحة و عربيا ودوليا ً ..لهذا فشلوا في اقناع صناع القرار في العالم من الاستماع لأصوات شعبهم ...!!!





حوار في الغرزة :





كنت ُ مع أحد الأفراد البسطاء من أبناء الجنوب كبيرا بالسن والعقل والحكمة لم أتوقعها في شخصه البسيط والمتواضع ، وكان حديثي معه حول القضية الجنوبية ، وكان في الحوار أحد الإخوة الكرام من طلبة العلم وبنفس الوقت أستاذ أو معلم .. هيئته ملتزم ٌ بالدين على منهاج سلفي كما تحدث ... وقال "أنه لايتدخل في عالم السياسة حيث أنها قذارة ...خاصة في الزمن الذي تتقلب فيه المعاني .. وبات تفسير السياسة من الإدارة ... إلى القذارة والمصالح .. والكذب والدجل وغيرها .... حيث أن الأمة بحاجة لصفات " القائد .. وهذه لاتوجد في هذه المراحل إلا بمن رحمنا الله به ... وعلامتها لم نرها بالساحة كما أبداه لي ...!!!، وفي محور الحديث كان كلامهما فيه عقلانية وخشية من الله ... كبساطة أبناء الجنوب ...حيث أشاروا إلى "حال انفرط العقد الجنوبي أو اليمني أو العربي ومن حق الإنسان أن يخشى الله من النتائج للأفعال خاصة الارتجالية والتي لاتستند إلى عمل مسئول .





وكنت ُ مستغربٌ من حوارهما في بدايةِ الحوار ... وأصابني التشنج والتشدد والصمت ، حتى بدأت أشككُ فيهما على أنهما خونة أو عملاء ... "كما يطلقه نشطاء الحراك الجنوبي في عالم ألنت والوهم من أولئك " الغاوين " خلال سنوات مضت وخاصة أولئك الذين " ظهروا مؤخراً " يحاولون الحصول على "علامة ناشط سياسي أو إعلامي " بسرعة البرق كما نقرأ... دعاء " اللهم أبعدنا عن الصفات التي تدفع بالإنسان نحو الغرور أو يغتر بنفسه على أنه شئ وهو" لاشئ .." فنحن خلال 23 سنة أصبحنا في زمن كان .





وأضاف "كما يعمد ُ البعض في عمله ليعوض ما فاته في رحلة القضية الجنوبية والحراك... ويدخل عالم الوهم ليزبط البشرية ويدلي بدلوه السقيم حتى أن بعضهم بات ينظـّر تجاه من عرف سنوات على أنه يسير على مبادئ القضية الجنوبية وأهداف الحراك المعلنة وبالأصل يعملون في النفق المظلم ويحفرون ثغرة في الجدار منذ سنوات وهنا التأمل حتى أن اللغة العربية والإملاء تشكيان مما يبدون ..؟.





وأردف "كما يخيّل لهم في فهم النقد والسياسة على أن النقد هو التخوين والعمالة لأسوها وإن قرؤوا نقدا يأخذونه بطريقة العداء للآخر" النقاد والمنقود " ولا يحاولون فهم أن النقد دائما ما يكون للإصلاح وليس لتفريخ العمل أو الكيانات ... كما أنهم يتحدثون عبر صكوك الوطنية وتوزيعها .. وكأن القارئ يقول لهم "يا أبني تريث " وأفهم معنى النقد خاصة حينما يكون عبر أولئك الذين يمضون في الطريق يحملون مبادئ جنوبية وقضية منذ سنوات و يصرخون إلى مسامعكم ..!!!





واستطرد "كما أن أولئك المتصارعون في عالم الوهم يبدأون في الصراعات فيما بينهم .. في حالة غريبة .. ذاك يطلق عليه المناضل الكبير والآخر يطلق عليه الناشط الكبير أو السياسي الكبير .. وآخر يطلق على البعض عذب الكلمات ... وهذا كله في عالم الوهم .. وهذه الأوصاف والمدح فيما بينهم ... وما أن دخل عليهم محاور وإذ بهم يتراكضون ... ويتخبطون لايريدون أن يتعلمون أو يستفيدون من الحوارات ... ما جعلهم في حالة التشنج حتى فيما بينهم في الحوارات ... ما عكس سلبا ً ضد القضية الجنوبية وأيضاً ضد الذين يعملون لأجلها بصمت وعلى أرض الواقع وهذه حقيقة .. حيث شكل عالم الوهم مشكلة كبرى في بناء تكتلات جنوبية لاترتقي إلى مستوى الحدث والقضية الجنوبية وأفعال الشعب الجنوب العظيم .





وأشارا " وأيضا تعكس نظرة سيئة على الساحة الجنوبية بينما الحقيقة أن واقع الساحة الجماهيرية براء مما يتداوله الهواة والغاوين من شياطين الانترنت حد وصفهما في التقييم ..





دار الحوار الثلاثي وما لفت نظري في الحوار معهما " أنهم متفقون على رأي ٍ واحد " وهو " أن أبناء الجنوب يسيسون قضيتهم بالنهج التجاري ..وليس لديهم مفردات وأبجديات السياسة في الزمن المعاصر لسبب بسيط أن أبناء الجنوب منذ 23 سنة تم إقصائهم من عالم السياسة وتحولوا إلى عالم التجارة جبرا ً بعد أن سلم الحزب الاشتراكي دولة مترامية الأطراف ووعمد المحتل لتهجير وإقصاء شعبها ... وهذا ما أثر عليهم اليوم في تسييس قضيتهم ..!!! .





مدخل : وبالتالي تم عنونة رأيي مستندا من صلب الحوار معهما .. ما جعلني أؤمن أنها الحقيقة .. رغم تساؤلهم أين العلماء .. والمثقفين وأصحاب التخصصات ... لإدارة القضية الجنوبية ؟





لفتا نظري" أن علينا أن نفرق بين عالم السياسة .. وعالم التجارة ... حيث قالا يا سيد عبدالله .. نحن منذ سنوات طويلة نتعامل مع التجارة وأنت منهم .. ولا تجيد عملاً غيره .. فلما تحاول إقحامنا في عالم السياسة ...؟ ما أن وجد الخطأ فيها فإن هناك تتطاير الرؤوس بعكس عالم التجارة " السلمي ما أن هنالك خطأ سيعود نتائجه على أشخاص وهي في جانب واحد " الخسارة مادية فحسب على أعلى تقدير .. ثم مع القدرة والصحة ستعود هذه الخسارة بإذن الله ما أن كان الجسد صحيحا ً ... ومع الأمل سيكون الخير أمام المرء في هذا العالم .





وأضافا " أما عالم السياسة ما أن وجد الخطأ ستتطاير الرؤوس ولن يجني منها الأمة إلا الهلاك .. ولن تستعاد الخسارة فيها لم يكن هنالك حكمة وتخصصات في إدارة القضايا الكبرى السياسية .. حيث أن الموت مرة واحدة للإنسان .. والدمار للأمة لن يعوضه إلا سنوات طويلة خاصة تمزيق القلوب وتدميرها وجرحها .





توبيخ " يا أخي عبدالله ما صدقنا بأننا تسامحنا مع الحزب الاشتراكي المشئوم وتقلبنا على سلبياته الأليمة .. وتصالحنا مع جراح الماضي الأليم من أخطاء الساسة .. وبالتالي الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية بحاجة إلى عمل متخصص في عالم السياسة والإدارة والعلم وجميع التخصصات .. وبحاجة للكل ... لتفادي الأخطاء وتقييم الماضي ليكون الانطلاق نحو المستقبل بثقة وأمان لأنها "قضية أمة "... وهذا ما يفتقره الإنسان الآن على الساحة .. فهل يدرك أولئك الغاوين خطر المرحلة ...؟!!! فلا تسوسوا القضية الجنوبية والحراك بـــ" منهاج التجارة ..!! وشتان بين المهنتين .. وخطرهما ..!!!





وأخيرا ً طلبا مني بأن لا انخرط في عالم السياسة حيث أني لا أجيدها بما أن العُمر مضى في مزاولة عالم التجارة وقالا أيها العجوز عليك بالإدراك لما فات من عملك فأمضي في الأرض أضربها لتخرج منها "ماء نقيا ً تشرب ُ منه أفضل وأجدى مما ذهبت إليه أيها الخرف" .. وآخر دعاؤنا "اللهم إني أعوذبك من السياسة وقذارتها في الزمن المعاصر بعد أن أسدي الأمر لغير أهله ..!!! ..!!!



بقلم / الصحاف