إنفصال على أنغام الموسيقى! فيصل الرُشيدي

[حسين بن طاهر السعدي]

بقلم / فيصل الرُشيدي
عدن الغد

لا أريد أن اكتب فأنا لستُ كاتباَ ولا أجيد الكتابة كما ينبغي ولكن تحصل بعض الأحداث التي تشدُك إليها رغماَ عنك،فتحكيها لمن هم قريباَ منك فتنال إعجابهم وبالتالي تفضل ان تصل إلى كل مهتم بهذا الشأن ،ففضلت ان أوثقها لتكون احد الشواهد على حياتنا وسلوكنا اليومية والمستقبلية.. واليكم القصة وهي قصيرة جداَ.
أراد الله سبحانه وتعالى ان يجمع عريسين ليكمل كلاَ منهما نصف دينه فكان العريس من اليمن الجنوبي والعروس من اليمن الشمالي ولكنهم من مواليد هذه البلاد واقصد بلاد العم سام (اونكل سام) ناهيك أنهم قد انهوا دراستهم الجامعية في هذا البلد.. وتقريباَ إنهم لا يعرفوا مايحصل في بلدهم من حراك جنوبي أو ثورة الشباب التي قتلت قبل ان تلد.
طبعاَ الكل هنا يخضع لقوانين العم سام والذي مايعجبه يشرب من البحيرات العظمى ،فما كان على الأباء إلا ان يخضعوا لرغبة الأبناء ، وبدأ المعازيم بالتوافد .. فحٌجزت صالة للنساء وأخرى للرجال.
في صالة الرجال:
انقسمت الصالة إلى قسمين شمال وجنوب ، فاجتمع الشماليين على شمال العريس وفي النصف الأخر من الصالة وبشكل لا إرادي التقى الجنوبيين على يمين (جنوب) العريس وما ان اكتمل الحضور حتى بدا واضحاَ انه الانفصال الفعلي ، وان اليمن يعود إلى وضعه الصحيح الذي كان عليه قبل عام 1990.
جاء احد المدعويين من الجنوبيين متأخرا وهو ممن يطلق عليهم بالإصلاحيين وله شعبيه في أوساط الشماليين ، فعند دخوله إلى القاعة ذهب إليهم وفوجئ ان أحدا لم يقل له تفضل بالجلوس !!!! لان الأمور أصبحت خارج نطاق المجاملة فلم يدري بنفسه الا وهو في الجهة الأخرى من الصالة بين إخوانه الجنوبيين ، فسرعان ما قام له احدهم وقال له تفضل ياأبو.... مكانك هنا بيننا.
ولا أريد ان أطيل عليكم لأنني لا أزال املك من القصص الكثير ولكنني سأكتفي بسرد جزء بسيط مما حصل في صالة النساء على لسان أخت لنا.
نفس المشهد يتكرر في صالة النساء رغم ان كل صالة تبعد عن الأخرى بعده أميال ، فإذا بالنسوة الجنوبيات في جهة والشماليات في الجهة الأخرى !! حتى إنه إذا عزفت الموسيقى لحناَ جنوبياَ قامت النسوة الجنوبيات للرقص، والعكس صحيح إذا عزفت الموسيقى لحناَ شمالياَ قامت النسوة الشماليات للرقص بينما الجنوبيات يشاهدن فقط.. وهكذا يتكرر المشهد.
فقالت إحدى الأخوات الجنوبيات لقد انفصلنا قبل أصحاب البلاد!!
فأجابتها الأخرى إنفصال سلمي وعلى أنغام الموسيقى .