((( إلى هيكل .. أنه " ثور " القبيلة ...!!! )))

[بوعمر]

إلى هيكل .. أنه ثور القبيلة ...








مازال الربيع العربي يجود علينا بكثير من نسماته المنعشة للذاكرة العربية التي عانت من اعتلال طويل ، فقد بثت قناة الجزيرة لقاءً مع الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل ليل الجمعة 28 أكتوبر 2011م تحدث فيه عن وقائع الثورات العربية في تونس وليبيا وسوريا واليمن ، ولسنا هنا لنقييم الأستاذ محمد حسين هيكل فيما جاء به من أفكار ورؤى فهو قامة لها وزنها في الفكر السياسي العربي ، وإنما ما يجدر بنا الحديث عنه هو ما خص به اليمن في قراءته ورؤيته المقدرة جداً وفي ذلك تحدث بأن اليمن لا يشهد ثورة وإنما هو أن القبيلة تحاول أن تصبح دولة ...!!!

ما يهمنا كحضارمة في هذا التوقيت التاريخي هو توضيح أن اليمن شمالاً وجنوباً لم يعرف في تاريخه ثورة حقيقة فلا ثورة 26 سبتمبر 1962م كانت ثورة ، ولم تكن ثورة 14 أكتوبر 1963م في جنوب اليمن كانت ثورة ، ففي صنعاء كان مجرد انقلاب داخل البيت الزيدي ، وفي عدن كان هنالك مؤامرة وجدت أطرافاً سياسية دولية هي من تواطأت مع عناصر الجبهة القومية ، وفي هذا الصدد هنالك العديد من المؤرخين والسياسيين الحضارمة وغيرهم لهم دراساتهم وبحوثهم في هذا المجال يمكن للجميع العودة إليها ...

حديث هيكل عن أن القبيلة ترغب لأن تتحول إلى دولة هو أيضاً حديث خاطىء تماماً ، فما يجري في اليمن هو أن خلافاً واقع داخل أسرة أل الأحمر حصيلته مئات من القتلى والجرحى وفوضى عارمة شملت كل اليمن ، وشبان وشابات غابت عقولهم فصاحوا بشعارات سمعوا بها في تونس ومصر فرغبوا أن يصيحوا بها فاستغلهم طرف على حساب طرف بينما أن القضية ليست ثورة ، وليست تغييراً ، وليست إصلاحاً إنما هي انقلاب داخل بيت آل الأحمر بأدوات العصر الجديد في زمن الربيع العربي ، تماماً كما وقع في ستينيات القرن العشرين المنصرم عندما انتهز مجموعة من الضباط اليمنيين الزيديين ثورة 23 يوليو 1952م المصرية وحالة التحرر القومي العربي ليجدوا لأنفسهم منفذاً يروجون فيه بضاعتهم الفاسدة التي انجبت فيما بعد هذا النظام اليمني القائم ...

وقعت حضرموت في الثلاثين من نوفمبر 1967م في نكبتها التاريخية بعد أن نكثت الجبهة القومية بوعودها ( السرية ) على إعلان دولة اليمن الجنوبية بفيدرالية تشمل ما سمي سابقاً ( اتحاد الجنوب العربي ) وحضرموت التي كانت تشكلها سلطنتي القعيطي والكثيري على أن تضاف إليها المهرة إلا أن ما وقع هو خلاف ذلك ، وتوجد وثائق بهذا المضمون تحمل أسم علي سالم البيض أحد الكوادر التي تواطأت على موطنها الحضرمي لجرها إلى مجزرة التاريخ حيث مورست أعنف الأساليب ضد القبائل والعلماء وآل البيت المحمدي والتجار والمثقفين في جريمة طمس الهوية الحضرمية واستبدالها بالهوية اليمنية الجنوبية التي هي غير موجودة لأنه لا يوجد شيء أسمه ( اليمن الجنوبي ) بينما الحقيقة الوحيدة بأن هنالك طرفين تاريخيين هما حضرموت واليمن ...

أن طرفي النزاع اليوم لا يمثلان سوى خصومة يمكن أن تنتهي بين علي عبدالله صالح وقريبه علي محسن الأحمر بذبح ثور وينزلون إلى شارع الحصبة أو ميدان الستين أو السبعين أو حتى جامع النهدين وينزلون على تحكيم قبلي جاهلي ولا يكترثون بما جرى في اليمن على مدار أشهر تقاذف فيها الطرفين الرصاص والمدافع والإهانات ، بل أنهما يمكن أن يقوما معاً باعتقال توكل كرمان بتهمة حيازتها جائزة من دولة كافرة ، فهذه اليمن وثوراها وثيرانها ...