كيف تكون عربيا من الجنوب العربي( مش) يمني ويمني من اليمن الجنوبي (مش )شمالي

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تكون عربيا من الجنوب العربي( مش) يمني ويمني من اليمن الجنوبي (مش )شمالي
لايزال بعض الجنوبيين مصرا على ادراجنا في بوتقة السفسطة اللفظية بهزلها وجدها
-------------خشبة مين خشبة الحبشي حبشي مين صاحب الخشبه--------
في نزاع لفظي وسفسطة جدلية بيزنطية لاتغني ولاتسمن ...واذا ما فكر الواحد منهم فيما اذا كان حضرميا قد هاجر الى السعودية منذ خمسين عاما وحصل على الجنسية السعودية فتسأله –ايش اصلك فيقول لك حضرمي وايش جنسيتك فيقول لك سعودي ..وبالتالي تسأله كيف يمكنه ان يوفق بين كونه سعودي ما يلزم الولاء الوطني لدولة استقبلته في وقت فر خائفا من اخوته وفتحت لها ذراعيها ليعمل ويجتهد ضمن قوانينها النظامية العادلة في مجال التنافس التجاري والمالي في السوق وبالتالي يستوجب ان يرد الاحسان بالاحسان وليس كما يفعل البعض بالتآمر على دولة آوته وحفظته واهله وماله وبين ان يكون حضرميا في كلامه وثقافته وطبيعته وخصاله ..كذلك الحال لليافعي الذي هاجر الى امريكا على اثر التغيرات السياسية في الجنوب وفر هاربا من اهله الذين بغوا عليه وفتحت له امريكا ذراعيها بقوانينها الانسانيه العادلة وحصل على الجنسية الامريكية التي تمنحه قوانينها المحافظة عليه في أي قطر من العالم وتسأله ايش اصلك فيقول لك يافعي وايش جنسيتك فيقول لك امريكي ؟ وحينها فكر كيف استطاع هذا ان يوفق في كونه امريكيا عليه التزامات وطنية وقومية لانه حاصل على الجنسية الامريكية التي منحته عزة لم يكن يجدها في كثير من الدول الاسلامية وبين كونه يافعيا بل وكيف استطاع ان يوفق بين كونه امريكيا تلك البلدة النصرانية المنفتحة وبين كونه يافعيا معتزا بتقاليده اليافعيه الاصيلة
واذا ما اصريت على ان يحدد احدهما انتماء واحد فقط..اما ان يكون حضرميا وان يكون سعوديا بالنسبة للحضرمي واما ان يكون امريكيا وان يكون يافعيا بالنسبة لليافعي فستدخله في سفسطة
---خشبة مين خشبة الحبشي حبشي مين صاحب الخشبه—

ولهذا جاء في قاعدة الالفاظ ان اللفظ قد يطلق وقد يقيد من جهة فالله تعالى يقول(((قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم))) ليجعل من لفظ الاسلام يدل على معنى الدين الظاهر والايمان يدل على معنى الدين الباطن بينما تجد ان الايات الاخرى التي يقول فيها تعالى(((يا ايها الذين امنوا..)))يقصد بها المسلمين والمؤمنين معا وهكذا اللفظ فقد يعم الاعيان والمعاني من جهة وفي موضع ما وقد يخصها من جهة وفي موضع اخر
ولهذا نقول للذين يريدون ادخال الناس والقضية الجنوبيه في بوتقة اما نكون عرب من الجنوب العربي وليس لنا في اليمننة شيئا ا وان نكون يمنيين من الشمال والجنوب وليس لنا في الجنوب العربي شيئا –نقول لهم بالله عليكم اتقوا الله في انفسكم والناس ولاتجعلوا الخلاف على اساس هذه البوتقه العقيمة –الحيص بيص-التي من دخلها اولج نفسه في متاهات لا حد لها ويسمونه العلماء النزاع اللفظي الذي يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه لا اعتبار به عند العقلاء
الموضوع ببساطة ان هناك كيان اسمه جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه دخل في اتفاق وحدوي مع الجمهوريه العربيه اليمنية فحصل خلاف بين الطرفين الشريكين الامر الذي جعل احد الاطراف يريد جزءه وثروته الذي دخل بها وعليه ان يناضل من اجل ذلك ..
ايانا ان نظن انه حال مطالبتنا بجمهورية اليمن الديمقراطي الشعبي ان ذلك يقتضي عودة الحزب الاشتراكي الذي شبهناه بعبدالله بن ابي المنافق وايانا ان نظن ان كل عمل منظم والدعوة اليه انما هي لصيقة بالماركسية كذلك يجب ان لانظن ان الدعوة للجنوب العربي كشخصية وثقافة اجتماعية ان ذلك يقتضي عودة الطبقية والتفاوت الطبقي بين الناس على اساس نفس تركيبة الشمال الطبقية ...لان العلاقات الاجتماعيه في المجتمع تبنى على اساس المحور الرأسي –الطبقي—والمحور الافقي-الاتجاهي-فيجب ان تكون هناك علاقات يتحدد فيها من الاعلى والاوسط والاسفل وهناك علاقات يتحدد فيها من المتقدم ومن المتأخر ومن الايمن ومن الايسر فلابد من الرأسية والافقيه في العلاقات الاجتماعيه ..انظر الى محيط اسرتك زوجتك واولادك ووالديك واخوانك ستجد ان هناك علاقات يجب ان يكون فيها واحد فوق والاخر تحت وهناك علاقات يجب ان يكون فيها واحد متقدم والاخر متأخروهكذا
وازاء تلك البنية الاجتماعيه بل والسياسية تبرز نظريتين لتحديد الترتيب في ذلك البناء
الاولى تجعل من الواقع والمنافسه والساحه والجهد بمثابة الحد الفاصل لبناء هذاى الترتيب
والثانية تجعل من العرف والاستقرار والاتفاق عند الناس بمثابة الفاصل في هذا الترتيب
فما يستقر عند الناس ويتفقون عليه بناءا على اعرافهم وتقاليدهم المراعية للمصالح والمفاسد فيرفعون هذا ويقدمون ذاك هو من الشيء الموجود في بنيان العلاقات والسياسات وما يبرز بفعل التنافس والجهد والساحات النضاليه هو ايضا بمثابة الاساس الموجود في بناء هذه الابنية الاجتماعيه والسياسيه وعلاقاتها ولايصح ان نقول ان هذا هو الحق المطلق فقط لان الامر تشاوري وتبشيري وتعاوني وتكميلي على اساس المفاضله والمنافسه والاستقرار النفسي والطبعي عند الناس في تقديم هذا او ذاك ورفع هذا او ذاك وهذا هو بحمدالله عين الحكمة ---الوسطية--