يا أبناء الشمال ما الذي يمنعكم من النزول الى الشارع؟..

[بن دحه]

الواقع المعاش في ظل نظام الجمهورية العربية اليمنية ..والذي أصبح اليوم معمما في الجنوب تحت عباءة دولة الوحدة، يعتبر واقعا لا يمكن تحمله والصبر عليه كل هذه السنوات..نفس الرئيس يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاما..ومحاط بنفس الوجوه وكل همه تسمين أفراد أسرته وعشيرته والموالين له دونما أي وازع ديني أو أخلاقي ولنضع العامل الوطني جانبا..منذ متى قام انقلاب سبتمبر .؟؟ ..وعلى مدى نصف قرن كما تسموها من الثورة هل قدمت الأنظمة المتعاقبة في اليمن أكثر مما كان ممكنا للإمام أحمد تقديمه في ظل المتغيرات العالمية ؟..

إن التقارير العالمية التي تتحدث عن المراحل الخطيرة التي وصل إليها الفساد في اليمن ، يجب أن تكون هي العوامل التي تحرك الشارع اليمني في الشمال وبالتأكيد ستلقى الدعم من المجتمع الدولي الذي سينظر الى هذا الشعب كشعب واعي يريد أن يتخلص من نظام فاسد..والكثيرون من ابناء الشمال وخاصة المناطق الوسطى مثقفون وإكفاء ..وقادرون على الوصول الى المجتمع الدولي والحصول على دعمه ضد نظام ..يعيش على الإزمات لإشغال المجتمع ليتفرغ لممارسة النهب والفساد وتثبيت حكم الفرد والتهيئة للتوريث..تحت مسميات الدفاع عن دولة النظام والقانون..في حين لا يرى المواطن سوى شريعة الغاب ..ونهب الحقوق وجباية الأموال من المناطق الوسطى.. وبعض مناطق اليمن التي أستكان أبناؤها للمارسات البلطجية..

لماذا تخويف الشعب بالحوثيين؟...ولماذا لم يتمكن النظام من هزيمتهم منذ العام 2004 ويعد خمسة حروب؟..لا يوجد ولاء لهذا النظام ولا يوجد لديه جيش مهني محترف أصلا؟.. ومن يتحدث عن حرب 1994 وكيف حسمت..فالحقائق معروفة للجميع وعلى رأسهم النظام..حرب 1994 كانت جنوبية – جنوبية على خلفية أحداث 1986..ولا داعي لمغالطة النفس..الحوثيون لا يمكن هزيمتهم لأنهم يقاتلون عن عقيدة..في حين جنود علي صالح لا يستلمون رواتبهم وهم لا يقاتلون سوى من أجل الراتب..ولهذا السبب تركوا الجبهات..بل أن منهم من يبيع السلاح للحوثيين..

لن يجد الحوثي من يناصره من المواطنين إذا كانوا ينعمون بالعيش في ظل دولة النظام والقانون..وتتوفر إحتياجاتهم وينظرون بتفاؤل الى مستقبل أبناؤهم في ظل دولة يسودها العدل والمساواة..ويقودها أكفاء يضعون مصلحة الوطن فوق كل إعتبار..ولكن عندما يلتفت المواطن يمينا وشمالا ولا يجد سوى نفس الأكواز ونفس الأبواق ونفس الخطب المأزومة..ونفس الشعارات الجوفاء..وإذا ذهب الى دائرة لإنجاز معاملة ، عليه أن يدفع وإذا ذهب الى مركز شرطة للتبليغ عن قضية عليه أن يدفع للطقم ..وكأنه يتعامل مع سيارات تاكسي وليس موظفي دولة.. هذا المواطن أصابه الإحباط الذي أراده له هذا النظام وهو ما يليق بكل بأبناء الشمال وثقافتهم..


أنا أتكلم عن ابناء الشمال لأن ابناء الجنوب تحركوا في الشارع ودفعوا دماءهم وسيستمرون في الطريق حتى تحرير ارضهم ..وقد جاء الدور عليكم لمشاركتهم..وسترون النتائج العظيمة والتي ستعود بها للمواطن اليمني في الشمال ..الهيبة والعزة والإحترام..


تحركوا وراقبوا الموقف الإيجابي من المجتمع الدولي..الذي لا يسره ما يجري في اليمن..