الحراك الشمالي ظاهرة الانفصال وباطنه الوحدة

[اسدالجنوب]

قبل أيام معدودات أعلن من صنعاء عن ما سمي بالحراك الشمالي, مثل هذا الإعلان طرح تساؤلات عديدة عن مغزى تشكيل مثل هكذا حراك, كان أبناء الشمال أشد دهشة بسماع هذا الخبر لأنهم يدركون جيدا أنهم لم يخسروا وطن ولم تسلب لهم ثروة, بل ازدادوا وطنا إلى وطنهم واكتسبوا ثروة وثراء فاحش لم يكونوا بالغيه في وطنهم الحقيقي (اليمن الشمالي) ولو بشق الأنفس لذا فلا غرابه في عدم تحمس غالبتهم لهذه الفكرة.

الشماليون يعتبرون الجنوب بمثابة البقرة الحلوب التي تدر لهم ولأجيالهم الحليب! فعلام مثل هذا الخبر الذي سيحرمهم كسب عيشهم ومصدر رزقهم؟

يتسأل بعضهم لماذا مثل هذه الدعوة لتشكيل حراك شمالي, أليس ذلك من باب الجحود والكفر بالنعمة التي أنعم الله عليهم بها في الجنوب, ثم يتسأل أخر الم يكن مثل هذا الإعلان هو جزاء بما كسبت أيديهم!

الجنوبيون استقبلوا هذا الإعلان بشي من السخرية, هم يسمعون عن حركات متعددة في الشمال مثل الحراك التهامي وحراك المناطق الوسطى وزد على ذلك الحراك الماربي مؤخرا, كل تلك الحركات كانت ولازالت تطالب بحقوق مشروعه تم حرمان تلك المناطق من حقوقهم بحكم القوي على الضعيف من قبل القوى القبلية المتسلطة في صنعاء, أما شر البلية والذي أضحكنا كجنوبيين جميعا هو الإعلان عن تأسيس ما سمي بالحراك الشمالي !

فكرة حراك شمالي جاءت متأخرة للغاية, فلا يمكن مقارنة الحراك الشمالي بالحراك الجنوبي البتة, عمر الحراك الجنوبي يزيد عن عشرين عام منذ تم اجتياح الجنوب في صيف 94م , بينما الحراك الشمالي لازال جنين سيولد بعد أيام بتلقيح أشبه بأطفال الأنابيب! على ضوء الفارق الشاسع في العمر ما بين الاثنين (الحراك الجنوبي والحراك الشمالي) يدرك كل ذو لب وعقل أن أنشاء حراك شمالي وبالتحديد في وقت فشل مؤتمر حوار صنعاء أنما جاء لغرض في نفس يعقوب!

الغرض من تشكيل هذا الحراك كان في نفس مؤسسه الدبلوماسي اليمني السابق المدعو عبد الوهاب طواف فقد أفصح الطواف ولم يستطع كتم سره في مقابلة مع قناة بي بي سي العربية قبل أيام حينما سؤل لماذا تم تشكيل هذا الحراك؟ كانت إجابة الطواف غير دبلوماسية حيث ذكر أن الحراك هو للدفاع عن الوحدة معللا إجابته بتعرض الشماليين للإقصاء متهم الجنوبيين بالعنصرية وممارسة سياسة الإقصاء والتهميش وادعاء الطواف بهتانا وزوارا بأن صنعاء تحكم من قبل الجنوبيين رغم علمه جيد أن صنعاء تحكم منذ عصور خلت من قبل القوى القبلية المتسلطة ومن بوابة سوق الملح وليس من باب دار الرئاسة وهي أي صنعاء لأتقبل حكما على غير طريقتها المعتادة مع احترامنا وتقدرينا لم يقف على كرسي الرئاسة والذي وضعه القدر وبمساعدة ورضاء إطراف النزاع في صنعاء لكي يكون هو ومن معه من الجنوبيين كحل وسط بين أطراف النزاع القبلية في صنعاء.

صنعاء المدينة الجميلة في منظرها التي لازلت محط عشق سل وجرب القوى القبلية المهيمنة عليها إلى اليوم كما قال الشاعر الكبير عبدا لله البردوني رحمة الله عليه.

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي *** مليحة عاشقاها السل والجرب
أخيرا نستطيع القول أن المغزى من تشكيل الحراك الشمالي هي محاولة لممارسة ضغوط على الحلول التي سيخرج بها مؤتمر حوار صنعاء خصوصا فيما يتعلق بالقضية الجنوبية ومن ناحية أخرى هي محاولة للفت أنظار المجتمع الدولي بأن دعوات الانفصال ليس خاصة بالجنوب فقط بل في الشمال أيضا وهي فكرة شيطانية هدفها الاستفتاء على الوحدة أو الانفصال للشعبين معا في الشمال والجنوب.

أن المدعو عبد الوهاب طواف ومن شاطرة الفكرة يعي جيد أن استفتاء الجنوب في حق تقرير مصيره آتي لا محالة لذا أراد تعميم دعوات الانفصال على الشمال حتى يضمن دخوله في الاستفتاء وعندها ينقلب حراك الشمال الانفصالي إلى داعم للوحدة عبر صندوق الاستفتاء ليتم له ما أراد.

لقد فاتك القطار يا طواف ولو كانت هناك مظالم وإقصاء للشماليين لما صمتوا طيلة هذه الفترة لان المجتمع الدولي والعالم اجمع يعلم جيد من قام بالإقصاء والاستيلاء على ممتلكات وثروات وارضي الجنوب .

أن قطار الحراك الجنوبي قد قطع ملايين المسافات فلا يمكنكم أللحاق به فعودوا إلى رشدكم واعترفوا أن لشعب الجنوب الحق في تقرير مصيره واستعادة دولته, وعلى العموم فكرة أنشاء حراك شمالي فكرة جيدة لو أنها كانت صادقة ولو كانت قبل عشرات السنيين لفشل الوحدة ولكن المشكلة أنها جاءت متأخرة وبقرحة قات همداني!

مبارك الجبواني

[شيخان اليافعي]

لن يقبل شعب الجنوب العربي أي حل غير الإستقلال وعودة دولة الجنوب العربي الحُرة المستقلة .