نوفمبر... هوية شعب وكرامة امة

[@نسل الهلالي@]

شبكة الطيف الإخبارية » الأخبار » مقالات

نوفمبر... هوية شعب وكرامة امة (بقلم : صلاح الشاذلي )
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : السبت 07-11-2009 05:16 مساء

شبكة الطيف - صلاح الشاذلي
الاهداء الى اخواني في سجون الاحتلال اليك صلاح السقلدي ورفاقك اليكم يا من هانت ارواحكم من اجل الجنوب في الوقت الذي اراد جلادوكم محاكمتكم لكنكم بصمودكم وايمانكم حاصرتموة اليكم اخوتي هذة الابيات الذي قيلت في جيل سبقكم الى التضحية واتفق معكم في الهدف لتحرير الجنوب.
أخي كبلوني وغل لساني واتهموني
بأني تعاليت في عفتي ووزعت روحي على تربتي
وخنقت أنفاسهم قبضتي لأني اقدس حريتي
لذا كبلوني
أخي يا أخي ايصفعني الخوف لا يا أخي
أأحبس ناري لا يا أخي
أنا لطخة العار في موطني
اذا انهار عرضي ولم اصرخ
بحق الوطن بهذا القسم
أخي قد نذرت الكفاح العنيد لهذا الوطن
الى ان ارى اصدقائي العبيد وهم طلقاء
يقولون ما مات حتى انتقم
لطفي جعفر امان
في تاريخ كل ا لشعوب امجاد وبطولات يظل يفتخر بها ويباهي بها الامم وتعتز الاجيال المتعاقبة بهذه الامجاد والبطولات التي تصبح جزء من تاريخها المجيد, ولاشك ان الجنوب غني بانجازاتة وتاريخة المتراكم والممتد لالاف السنيين, كما ان الجنوب يعتز بكل الحقب التاريخية الذي صنعت تاريخة المجيد وكأي امة من الامم تعرض الجنوب في مسيرتة التاريخية للعديد من الصعوبات والتحديات الا ان الجنوب خرج منتصرا ومتعافيا بعد كل الاخفاقات او الكبوات الذي تعرض لها طيلة مسيرتة التاريخية الحافلة بالحلو والمر ,بالانتصار والانكسار وبالرغم من كل ذلك ظل الجنوب محافظا على هويتة وخصوصيتة ولعل ما يحذث اليوم من ثورة سلمية تزلزل اركان المحتل الجديد القديم لهو اكبر برهان علئ الارادة الفولادية والهوية الاصيلة لهذا الشعب الذي يابئ الا ان يكون.
تمر علينا بعد ايام ذكرى 30 نوفمبر ذكرى الاستقلال المجيد هذا الانجاز الذي صنعة ابناء الجنوب بمختلف انتمائتهم الطبقية والاجتماعية والفكرية والسياسية وقدم ابناء الجنوب من مختلف مناطق الجنوب التضحيات من اجل تحقيق الحرية والكرامة لهذا الشعب العظيم واستعادة هويتة الذي كانت الهاجس المقلق لاعداء الجنوب وشعبة فحاكوا المؤامرات والدسائس منذ فجر الثورة , خوفأ من استعادة الهوية الجنوبية والمشروع الحضاري الذي كانت تحملة وهو ما كان يميز الجنوب عن بقية جيرانة ولو قدر للاستقلال ان يستوعب كل القوى والتوجهات في الجنوب لكنا قد سبقنا جيراننا بعقود طويلة ولكنها مشيئة الله عزوجل .
ان الحديث عن حجم التأمر الذي كان يحاك ضد الجنوب , وهنا اقول الجنوب بكل مشاريعة السياسية المختلفة ما كان ليسثتني احدا, كان الحقد مصوب تجاة مشروع اتحاد الجنوب العربي ذاك المشروع الحضاري الذي مثل سابقة حضارية في المنطقة و مثل سبق في الوعي السياسي لمفهوم الدولة الحديثة وما يؤكد ذلك هو ان نفس المشروع ثم تطبيقة في المنطقة بعد عشرات السنين وكان هناك الكثير من المستشاريين الجنوبين في هذة الدول ليقدموا المشورة لحكامها.
وقد لقيت المشاريع الوطنية الاخرى الذي حملتها القوى الوطنية المختلفة سوى الجبهة القومية او جبهة التحرير لقيت نصيبها من التأمر والاختراق والسبب يعود للحقدالموجهة لاغتيال وطمس الهوية الجنوبية فلم تكن زرع الفتن واغتيال الرموز الوطنية وزرع الشقاق وتغدية الصراع بين جبهتي التحرير والقومية من جهة وبقية القوة الوطنية من جهة اخرى لم يكن ذلك سوى احد اشكال الاجهاز على كل ما هو جنوبي بل ذهب التأمر الى درجة زرع الفتن بين الاخوان في البيت الواحد فكلنا يعلم ان حرفة الفتن وزرع المشاكل هي ماركةحجرية مسجلة بامتياز.
لقد كانت المخططات التأمرية موجهة بدراسة وبعنابة وفق استراتيجية امامية تارة وحجرية تارة اخرى .فلم تروق لهم كل المشاريع لان الجنوب العربي وهويتة اصلا لم يروق لهم فهم و ان ا ختلفوا يظل حقدهم الدفين تجاة الجنوب هو قاسمهم المشترك, فما فتاءوا ان يقللوا من شأن الاستقلال والانجاز التاريخي وعندما فشلوا ذهبوا لتزيف التاريخ وقلب الحقائق ولعل من المفارقات العجيبة انهم اصبحوا يحتفلون بهذة المناسبة وهم لا تربطهم بالمناسبة صلة من قريب او من بعيد و نراهم يحتفلون بها رغم انوفوهم.
لقد شكل يوم الثلا ثين من نوفمبر انتصارا ليس للجنوب وحسب , بل للامة العربية والاسلامية ككل لما حمل من ذلالات ومعاني وابعاد تاريخية للامة العربية والاسلامية و لما شكلتة المرحلة من حالة انكسار عربي واسلامي بعد نكسة حزيران انعكست على الشارع العربي والاسلامي فكان الرد من الشعب في الجنوب العربي المسلم الذي جرع الاستعمار البريطاني ويلات الذل و الهزيمة ابتداء من يوم 20 يونيو الذي اسقط فية الثوار مدينة كريتر وحرروها لمدة اسبوعين كاملين بعد ان كانت بريطانيا تراهن على استحالة العمل العسكري والفدائي في عدن وذلك لعدم وجود الارض الصالحة لدلك ولصغر مساحة المنطقة وايضا لتوقف الدعم العربي بسبب النكسة الا ان الجنوبين اثبتوا انهم اقوى من الانكسارات فاعادوا للامة مجدها واخرجوها من حالة الهزيمة النفسية والمعنوية لتستعيد الامة تقثها بنفسها وقد تكلل ذلك النصربيوم 30 نوفمبر واعلان استقلال الجنوب عن الامبراطورية الذي لاتغيب عنها الشمس وانتصر الجنوب لنفسة وللامة.
ان الحديث عن نوفمبر هو حديث عن تاريخ وهوية وشعب تحدى الصعاب وصنع فجر الحرية من عين المستحيل , اننا عندما نتحذث عن نوفمبر لايمكن لنا ان نستثني احدا ممن شارك في صنع هذا الانجاز التاريخي و لايمكن ان ننسى دور كل القوى الوطنية الذي شاركت قي تحقيق النصر العظيم .
ان التاريخ هو المدرسة الذي يجب ان نتعلم منها و الامانة التاريخية تحتم علينا ان نقول انة منذ اليوم الاول الذي اقصى فية بعضنا بعض وظن انة منتصر لم يكن يدرك انة مهزوم و يقصي نفسة من التاريخ قبل ان يقصي اخية , ولان حكمة الله شاءت ان نعرف قيمة هذا الوطن الذي نملكة و الذي لم نكن نعرف قيمتة الحقيقية الا بعد ان فقدناه في ظل البحث عن هوية ليست هويتنا وعن احلام وشعارات وجدت اصلا لطمس هويتنا , عندما صادرنا حقوق بعضنا جاء من صادرنا بالجملة والتقسيط وفقدنا في زحمة الاحداث تاريخ جنوبنا او هكذا ارادوا لنا وما كان لهم ذلك لان الالماس يظل ماسا وان غمرناه بالتراب .
هاهو الجنوب يعود لهويتة والاعتزاز والافتخار بالهوبة ليس عيبا او جريمة ومهما تغيرت الاسماء يظل الجنوب هو الجنوب سوى كان اتحاد جنوب عربي او جمهورية اليمن الجنوبية او الديمقراطية فالاصل هو الشعب وهويتة وثقافتة الجنوبية لاننا عندما نعتز بانفسنا فاننا لانقصد ابدا الانتقاص من الغير.
دعونا نجعل من نوفمبر فرصة للاستفادة من الماضي, دعونا نرفع هاماتنا ونفتخر بهذا الانجاز ونتبراء من ذنوبنا و نتطهر من اخطائنا ونعيد الاعتبار لتاريخنا وهويتنا وان نؤمن ان الوطن يتسع لكل ابنائة , دعونا نعيد الاعتبار لاؤلئك الذين قدموا ارواحهم فداء الجنوب دعونا نحقق احلام اولئك الذين رحلوا باكرا ولم يسمح لهم اعداء الجنوب بتحقيق امانيهم واحلامهم , دعونا نجعل من نوفمبر فرصة نصحح بها التاريخ ونعود لهويتنا ولانفسنا ونتصالح مع ضمائرنا دعونا نجعل من نوفمبر يوم للاستقلال الثاني ونستعيد الوطن السليب من براثن الجهل والتخلف .
صلاح شاذلي(ابوينوف)
جامعة بيريجسويسرا
[email protected]