الحراك الجنوبي ولد عملاق وخلّف عشائر .

[ابو البيض]

[center]الحراك الجنوبي ولد عملاق وخلّف عشائر .



عدن /صحيفة يافع / خالد صالح / خاص / 5/يوليو/2011م الثلاثاء




الحراك الجنوبي ولد عملاق وخلّف عشائر .
في مسح ميداني "مدينة عدن "لـ"خالد صالح ":


في الآونة الأخيرة انتشرت الجريمة في اليمن عامة وكان في جنوب اليمن نصيب من هذه الجرائم إن لم تكن الأقوى حيث تعرضت محافظة أبين للسطو من قبل قوى لايعرف من هي كما يقول الأهالي والإعلام والساسة مما هجرت أكثر من 50 ألف نازح من المحافظة إلى بقية المحافظات الجنوب وكان لمدينة عدن النصيب الأكبر منهم ،

وفي استطلاع جرى مع مواطنين وشهود عيان في مدينة عدن قالوا فيه :

قال أحد شهود العيان :أن السرقة باتت عيانا ً لشدة الأوضاع في اليمن عامة وعلى وجه الخصوص العاصمة الاقتصادية عدن والتي تعتبر حاضرة المحافظات الجنوبية حيث تشكل سكانها من جميع المحافظات الجنوبية ويعود جذورهم إلى العمق الجنوبي وعاشوا في حالة تعايش منقطعة النظير طوال عقود من الزمن .

وقال شاهد العيان :أن سبُل الحياة بدأت تضمحل بعد أن حاصرهم نظام صالح وتجار الموائد الغذائية في إخفاء الموائد الغذائية والتموينية والنفط والغاز وبات المواطن في مدن عدن يعاني من النقص الحاد في جميع متطلبات الحياة ناهيك عن اختفاء الكهرباء رغم أننا كنا ننتظرها بـ"النووي" كما وعد صالح في الانتخابات لـ"2006م " والتي بموجبها حصل على الفوز المزور ،

وقال شاهد العيان: أن الناس في مدينة عدن وصلت إلى حالة من الخوف على مستقبلهم جراء هذا الحصار الذي يشرف عليه المجتمع الدولي ويتهم شاهد العيان المجتمع الدولي في خذلان اليمن وتجاهل الأوضاع فيه رغم أن سكان اليمن تجاوز 22 مليون نسمة وتربطه أواصر الصلة والقربى مع كثير من الدول العربية إلا أن المواطن اليمني يشعر بالخذلان .

لقاء آخر :
في مدينة المنصورة : كان لنا لقاء مع أحد المواطنين حول الأوضاع وعرض عليه تساؤلات منها حول الحراك الجنوبي وما قدمه طول سنوات عمله السياسي في التظاهرات السلمية ؟

قال المواطن أو شاهد العيان : " م. س": أن الحراك الجنوبي ولد عملاق والجميع كان يؤيده إلا أنه خلف لنا عشائر وأطياف
وباتوا في حالة يرثى لها لم نستطيع أن نتعامل معهم إلا من خلال التفاعل الشعبي المعبر عن ألم الشعب ولم نعد نعول على ما أفرزه الحراك الجنوبي من قيادات هشة ودفعت الأوضاع بـ"شخصيات لاتملك المؤهلات والخبرات السياسية والإدارية في إدارة الحراك ،

وبالتالي بات تواجد الحراك اسما ً إلا أن الحركة الشعبية هي ظاهرة للعيان على أنها معبرة عن ألم الشعب ولم تعد معولة على تلك القيادات الهشة التي امتطت صهوة جود الحراك لتركب الركب والأمواج على أنها قيادات وباتت تتصرف من " مجالس القات على أنها قيادة .

وفي لقاء آخر مع نازح من سكان محافظة أبين النازحين : سألناه حول أبين ؟

فقال لاتسأل المحافظة منتهية الصلاحية جراء المواجهات العنيفة ولا نعلم من أمطر علينا هذه الكائنات الحية من السماء حيث لم نعد نعلم من هي كما يقولون ،

ولذا أصبحنا كالأطرش في الزفة ،رغم أننا كنّا نثق بـ"الحراك الجنوبي وقيادته " على أنه مؤسسة منظمة كما كانوا يقولون إلا أن الحراك الجنوبي طلع سلميا ً وجاء " الجن واختطفت محافظة أبين من بين يدي الحراك الجنوبي السلمي وبات الأمر فقط حراكا ً في المقايل لدى القيادات وهي السبب في هذه الأزمة ،

وها أنتم ترون قد خسرنا محافظة أبين بسبب الإتكالية والنزاعات بين العقليات المتخلفة في الحراك الجنوبي قياديا وليس شعبيا لأن الشعب قال كلمته ، والمشكلة أن تلك بما تسمى قيادي والتي انشغلت في البيانات والتصريحات وإيجاد وظيفة في الحراك الجنوبي ويأتي خريج محو الأمية ليطالب بالقيادة للحراك الجنوبي المعاصر الذي يحتاج إلى كوادر وعمل مؤسسي كما كنا نظن فيهم والآن كما ترى أصبحنا من سكان المدارس .

في لقاء آخر لمواطن من سكان عدن حافة الشيخ حسين " ن . ق": قال إن الحالة في مدينة عدن أصبحت ثورية إلا أننا أصبحنا لانعلم أين نحن لكثرة النزاعات بـ" خلاف الثورة المصرية والسورية والليبية والتونسية " والتي حددوا فيها طريقهم بوضوح أما نحن مع الأسف لاتدري أين أنت لكثرة النزاعات وعدم تحديد المسارات لهذه الثورة التي خرجنا لأجل إسقاط الفساد والأوضاع السيئة والظلم والطغيان وحكم الأسرة المستبد وإعادة الجنوب أو أي شئ يأمن لنا سبل الحياة الكريمة .

إلا أن الخلافات هي أحد العوامل التي أوجدت الضعف الثوري وإرادة الثورة في الجنوب ، ولكن نقول " البركة بالشباب الآن بدأوا يعرفون طريقهم ويحاولون تنظيم أنفسهم بعيدا ً عن تلك العقليات المتخلفة التي لاتحب إلا نفسها والظهور على أجساد الأبطال .

في لقاء آخر في الشيخ عثمان بينما كنّا نتجول بجوار مسجد النور فوجدنا أحد المواطنين وبيده أكياس فسألته ماهذا فوجدت فيه " كيس صغير فيه زيت وكيس صغير فيه سكر وكيس صغير فيه ملح . وبعض المتطلبات وهي لاتتجاوز هذه الأكياس بالسعة " بكت الدخان فسألناه ؟

لماذا تشتري بهذه الطريقة أليس الأفضل أن تشتري أكثر من هذا .. فرد بغضب ماله من فين نجيب الزلط وقد سدوا علينا الحنفيات ، ولم نعد نحصل على قوت يومنا في هذه المدينة التي كانت عروس البحر العربي والآن أصبحت "جهنم " .

عدنا إلى المنصورة : وكان الحضور قويا ً في ساحة الشهداء ورأينا المشهد مختلفا ً عن تلك الجولة حيث فيها الروح والعنفوان لدى الشباب رغم شدة الأوضاع وقوة الموقف السيئ عليهم إلا أنهم ثابتون كجبال شمسان يهتفون للجنوب وللحرية ولإسقاط النظام وشعارات كلها تقوي من العزيمة وتشعر أنك في جو ثوري يعطيك معنويات إلى الأمام لتلك الروح الشبابية فسألنا أحدهم حول الأوضاع ؟

فقال : أن ما يخيفنا هو انتشار الحالات السيئة من السرقة والسطو وبعض الحالات التي نسمع عنها جراء سوء الحالة حيث أن الناس باتت تبحث عن المأكل والمشرب وحينما ينقطع بها سبُل الحياة تبحث عن ما يسد رمقها وبالتالي بات الإنسان في مدينة عدن يسمع عن حالات لم تشهدها المدينة منذ عقود من الزمن ،

وقال :أن الحالة الأمنية هي أشد خطرا ً علينا في عدن . وبالتالي نحاول أن نكوّن لجان أمنية تحفظ الأمن بعد أن تعمدت قوات الأمن في عدن بالاتجاه نحو الانفلات الأمني والتضييق على السكان وإخفاء الموائد التموينية وهذا ما جعل الأوضاع أشد خطرا ً الآن ويعمل الشباب على أن يكون هناك حالة طوارئ تتعامل مع هذه الأوضاع لحفظ مدن عدن .

فسألناه كيف الحراك الجنوبي ؟: فقال الحراك الجنوبي هو حركة وطنية بالمفهوم العام إلا أن بعض بما تسمى قيادات أفسدت عمله ونحاول أن نتجاوز هذه المحنة حيث أن هناك استثمارات للحراك تأتي من الخارج الجنوبي ومن الداخل الجنوبي المرتبط ببعض الأحزاب السياسية والمصالح ولهذا يحاولون تمييع الحراك الجنوبي وتمزيقه إلى تكتلات بحيث يسهل عليهم التعامل معه وتحجميه بعد أن كان عملاق لايستطيع أحد السيطرة عليه .

ولكن البركة الآن بالشباب فأنظر للساحة فماذا ترى ؟ شباب لديهم القدرة والصلابة على أن يتجاوزوا هذه الأخطار ونسأل الله أن يحفظهم . ونحن نعيش الآن على أمل أن يكون هؤلاء الشباب بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم بعد أن خذلانا بما تسمى قيادات والخارج العربي والدولي ... والبركة في شبابنا الذي يحاول أن يجمع نفسه .[/center]