هـــــــــــــــــــــام جدا: هؤلا هم الفدراليون!

[حصن عباس]

نصبوا انفسهم ممثلين ووكلاء عن شعب قد رفض كل اشكال الوصايه ونبذ الاوصياء.
هم دائما هكذا: مناضلون وزعماء فلاسفه وحكماء منظرين و اؤدباء لا احد ينازعهم في ذالك ونحن ابناء الجنوب في نظرهم مجرد عبيد واجراء لا شئ سواء ذالك.
للاسف الشديد هم جنوبين محسوبين علينا بالجنسيه وشهاده الميلاد انخرطو في ذالك المعسكر الذي تشكل منذ بضعه عقود. وقد اسندت اليه مهمه واحده وهي تمزيق الجنوب وتدمير بنيتة المجتمعيه.
تعرفيهم بشكل ادق.
هم خليط من الرفاق الهاربون العائدون من جماعه حوشي الوافدون سلفين اتحدوا مع اسلافنا الاشتراكين, اصلاحين او ماكان يعرف بجماعه الاخوان المسلمين يضاف اليهم ذالك الطابور القديم ممن كان يتربع يوما علي كرسي الحكم في الجنوب من وزراء ومدراء دوائر وقاده الويه ومحاور ومعاهم اركانهم مع تلك النياشين والاوسمه المعلقه علي صدورهم والصقور الجاثمه علي اكتافهم.كل ذالك القطيع سالف الذكر بجميع فئاته استقل حافله الحراك الجنوبي وراح يعمل علي تشتيته وتفكيكه.
محاضرات طويله وشعارت ممطوطه كان يتم ترديدها وخاصه من قبل جماعه الرفاق عن الوطن والوطنين وعن النضال والمناضلين وعن العملاء المتعاملين واليوم يقبضون المال ليقتلو هذا الشعب وليدمرو هذا الوطن وفي الوقت الذي يقف فيه ابناء الجنوب وحدهم في وجه اشرس الطغيان واسوء احتلال وفي وجه اكبر مؤامره اقليميه ودوليه علي الاطلاق.
اخواننا الفدرالين اعداء الوطن تجاوزوا النضال الوطني بعد ان خاضو فيه ملاحم بطوليه شاب الحديد لهولها والنار. انتقلوا الي مرحله نضاليه متقدمه وصارو مناضلين اقليمين.
فلسفتهم الثوريه هي خدمه التوجهات الاقليميه والدوليه علي حساب الوطن. هل تعرفون ماذا يريدون؟
مطلوب منا التخلي عن حقنا في تقرير مصيرنا وتحرير ارضنا.
هذه هي اهداف الفئه الفدراليه التي تناضل تحت مضله الاحتلال وبتمويل خارجي.
هكذا يريدون لنا ان نكون: نرضي بمشاريعهم نؤيد مبادراتهم وشئ من هذا القبيل مستحيل ان يحصل ابدا. لاننا لم نعد نقبل الطغيان اي كان شكله.
لسنا ندري متي تغير هذه الفئه من سلوكها وتكف عن التصرفات المشينه والمتاجره بالوطن.
فالانتماء الوطني يحتم علينا حمايه هذا الوطن والدفاع عن حياضه ولكن الحقيقه فكره الوطن ذاتها مازالت غير واضحه في اذهان الرفاق الفدرالين حيث يخطلت معني الانتماء الوطني بالرضوخ لتسليم الوطن الي حفنه تتصرف خارج اراده الجماهير وهذا امرا في غايه الخطوره.
نحن في الجنوب ما نريده ليس سهلا ولكننا نعرف كيف الوصول اليه.
فالجنوب هي ارضنا هاماتنا من أديمها ولن نفرط في شبر او ذره رمل من ترابها فعزتنا وكرامتنا مرهون بتحريرها هذا هو شعارنا وهو كنز دفين في قلوبنا.
فخط سيرنا هو طريق المقام الذي اخذ علي عاتقه مسأله تحرير الوطن.
اننا ننظر بعيون الحاضر لمستقبل الجنوب وليس بأحقاد الماضي.
زعماء الفدراليه لقد قرانا تاريخكم جيدا وحفضناه فلزاما عليكم قرأءه حاضر الجنوب بامعان حتي لا تضلوا الطريق. كفئ كذبا وخداع لقد سقطت الاقنعه وانكشف كل شئ.
وفي هذه الضروف التي تمثل امتحانا للوطن نراء اشيائا تدعو للحزن والاساء.
احفاد المناضلين اخذو يشقون طرق اخري غير طريق تحرير الوطن. فمنهم من راح يركض وراء الاوهام ومنهم من دخل سوق المال والاعمال وقال نعم للفدراليه مقابل الايرادات الماليه.
الم يخجلو من انفسهم وهم من احتكر النضال لسنوات طوال؟
ان التهرب من تحمل المسؤليه الوطنيه والتخاذل وعدم الوقوف الي جانب الشعب المقاوم للاحتلال لابد ان ينتهي بالفرد الي مربع الخيانه.
ومايقوله فلاسفه التاريخ هو ان ربيع الامم يشهد اندفاعا نحو المغامره ويعكس خريفها الذي يحول الحياه الي مستنقع كبير حيث تسود النبلله والقطعنه ويصبح الاختلاف سببا لشقاء المختلف, ونحن لنا اسلاف لعبوا مع السباع في مختلف شجون الحياة وركبوا الصعب فهان عليهم الوصول الي الهدف.
لكن المقارنات تصبح احينا ضربا من تعذيب الذات خصوصا اذا كان الفرق شاسعا بين الجد والحفيد وربيع المغامره وخريف الهجوع.
ولابد ان عقودا من العسف الضيم والاحباط افرزت ثقافه التأقلم من اجل البقاء ولكنه بقاء علي قيد الحياه وليس علي قيد الحريه والكرامه الادميه والكبرياء الوطني.

ابو سليمان الكربي