حذاري من اليد السوداء وأظافرها الناشبة

[فارس الصحراء]

شبكة الطيف - المصدر اون لاين - صلاح السقلدي


أوسعوهم طعنًا وضرباً وساموهم سوء العذاب ثم أخذوهم من منطقة فعلتهم الشنيعة في ( أبو حربة طريق البريقا -عدن)، بعد أن ظنوا أنهم قد قضوا نحبهم ليرموهم في مدينة الحبيلين100كم شمال عدن... إنهم شابين قادهم حظهم العاثر إلى بين يدي عصابة امتهنت أذية الناس لأغراض معروفة.

حدث هذا قبل أيام قليلة ومثل هذه الحوادث تحدث بالطبع ولكن ما يميز هذا الحدث وغيره هو الطريقة التي تمت فيها العملية والمنطقة التي نقل المعتدى عليهم إليها( الحبيلين). فقد دأبت عصابات إجرامية بالآونة الأخيرة بالتصيد بالمياه العكرة في عموم الجنوب والغرض من ذلك هو محاولات إلصاق التهم بسلمية الحراك الجنوبية والتشنيع بمسيرته والإساءة لأبنائه بعموم مديرياته بعد أن خطى ذلك الحراك بسلميته خطوات نالت إعجاب الكثير من المراقبين بالداخل والخارج.

إن من يضن أن بوسعه حرف بوصلة الحقيقة التي تشير إلى ان مشكلة الجنوب ليست مع البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية، لهو واهم وساذج أيضاً لأن خلاف الجنوب وأبنائه هو مع نهب أرضهم وصادر تاريخهم وطمس هويتهم ولا زال حتى اللحظة يعبث معهم.

فليس بائع الغاز في ردفان ولا بائع الأقمشة في بسطة شارع السلام بالمكلا ولا بائع الخضروات في زنجبار ولا صاحب مغسلة في حي كريتر هم خصوم الجنوبيين ... بالتالي نقول بكل ثقة إن من يحاول تصوير أبناء الجنوب بأنهم معتدين وقطاع طرق هي الجهة ذاتها التي تعث بالأرض فسادا ونهبا.

وتصويرها بأن أبناء الشمال في دائرة الاستهداف هي وسيلة خبيثة لتأليب كل الشمال وتضليل الخارج ضد الجنوب وأبنائه وصرف الأنظار عن الورطة الحقيقة التي وجدت هذه القوى نفسها فيها بعد أن فضح الحراك السلمي الجنوبي أكذوبة ذلك النصر الوهمي الزائف، وتعرية مقولة تعميد الوحدة بالدم وان كل شيء قد تم طمسه ودفنه تحت جنازير دبابات 7يوليو الأسود. فالوعي اليوم لدى عامة الناس يصعب تجاوزه حيث لم ولن يكون أبناء المحافظات الشمالية يوماً من الأيام هدفاً حتى وان حاولت تلك اليد السوداء أن تسلك نفسها في حنايا الفعاليات السلمية فهي دون شك مبتورة بفعل الوعي المتميز لأبناء هذه المنطقة.

إن جريمة قتل أبناء القبيطة في ردفان مثلاً هي عمل مدان ومستهجن أياً كان فاعله و من قام به لا يمثل إلا نفسه فقط, بالضبط مثلما حدث في منطقة يريم قبل أشهر حين قام قطاع طرق بقتل احد أبناء عدن وهو إمام وخطيب مسجد البيحاني وعضو مجلس محلي بإحدى مديرياتها بطريقة بشعة ومستفزة. فهل هؤلاء القتلة الذين ارتكبوا تلك الجريمة في يريم يمثلون أخلاق أبنائها ؟! قطعا لا.. ولم يوظف الحراك الجنوبي تلك الواقعة لغرض رخيص, ولكن للأسف لقد دأب الإعلام الرسمي ومن لف لفه عند كل حادثة بالمحافظات الجنوبية أن ينسبها للحراك الجنوبي ولكل أبناء الجنوب حتى وان كانت حادث شجار بين زوجين شماليين في لحج أو أبين أو عتق. أو حادثة صدام بين سيارتين مارتين بالطريق المؤدي إلى صنعاء, وكأن القضاء والقدر قد رفع يده عن عباده, ولهذا فقد أوجد هذا الإعلام الغير مسئول حالة من الترويع والهلع لدى أبناء الشمال مما حدا بالكثير منهم إلى مغادرة الجنوب والبعض الآخر يتهيأ لذلك.

وهي فرصة في هذه العجالة أن أدعو الجميع من أبناء الجنوب وأبناء المحافظات الشمالية على حدٍ سواء إلى اليقظة والحيطة من الوقوع في شباك الفتنة التي تحاول قوى الفيد والفساد أن تجر الجميع إليها ليتسنى لها بالتالي خلط الأوراق وإرباك الجميع لتحتفظ بأكثر فترة ممكنة بمقاليد الأمور لتنهب وتبطش وتقصي وتذل الجميع شمالا وجنوب وشرقا وغرباً , فكل الأحرار هم في دائرة الخصومة مع تلك القوى التي ما فتئت أن تستخدم كل الحيل والاحتيال ........ فحذاري حذاري من تلك اليد السوداء التي تحاول أن تسلك نفسها في جسد الجنوب وحراكه السلمي. فلابد أذن أن ننسل من بين أصابعها قبل أن تنشب أظافرها بأجسادنا.!