اصلاح الجنوب يا اصلاح الجنوب

[ابومحمدالناخبي 2010]

اصلاح الجنوب يا اصلاح الجنوب
التاريخ : الاربعاء/13/6/2012م

بقلم صلاح الطفي

لا يختلق اثنان على حالة الجنوب المأساوية التي وصل اليها اليوم بفعل سلسلة طويلة من التجارب التي نفذت ولا زالت اجندة اسوئها تعتمل على ارضه الطاهرة وتريق دماء ابناء الجنوب مدرارا ,انها قصة تراجيدية متناهية الحزن لشعب صادق تواتره على ابناءه وأرضه اهوال من مدلهمات الفتن والمحن والمحارق التي اودت وتودي بأهله وأخيارهم كل يوم والتي اشعلة رؤوس ولدانه شيبا ,احزان ومرارات و فضائع ارتكبه في حق ابناء الجنوب من قتل للنفس وتنكيل وسجن وسحل خيرة أبنائه إلى نهب خيراته وتشريد اهله وإقصاء رموزه وتسريح كوادره من الخدمة وحرمان شبابه من الوظيفة العامة والأدهى والأمر كانت الوحدة هي (الادهى والأمر )حين اضحى النظر الى شعب قدم ارضه وتاريخه المجيد ودولته (الحنانة الطنانة) نظرة الاحتقار والتعالي ومعاملته المعاملة الدونية ممن انتشلهم من ظلمات الجهل ثم اكرمهم واحتضن بؤسهم وبؤسائهم على ارضه طوال السنين وقدمهم على ابنائه في الوظائف العامة والمنح الدراسية و حتى سلمهم مقاليد حكمه وبالتالي مفاتيح خزائنه.
واليوم اصبحوا يعاملون اهله في وطنهم كغرباء نزلوا بساحة الجهالة من سفن التيه وحلوا عند شعب مولانا الإمام أحمد بلا هوية وبحكم المذهب بلا دين كامل فكان من السهل على علماء التقية ان يحلوا سفك دمائنا بفتاوى متواترة ومتجددة وبالتالي فإن الارض وما عليها غنيمة من غنائم غزوات المجوس لقد بلغ التمادي بدمائنا وأرواحنا مداه ولذلك بلغ ندائنا بالحق المبين والأخذ بحقنا ممن ظلمنا بكل الوسائل بلغ في انفسنا اقصى مداه .
واليوم وشعب الجنوب الحر يسجى حلمه بالانعتاق على مشرحة التاريخ وأبنائه كثير منهم في حيص بيض السياسة والسياسيين الجعليين وبينما الطريق الى الخلاص واضح وضوح الشمس في رابعة النهار نقول لأهلنا وإخواننا الجنوبيين كافة اننا اليوم مدعون دعوى تاريخية لإصلاح ارض الجنوب وأهل الجنوب ٌإصلاح الأرض بتخليصها من براثن المحتل الهمجي ومن ثم العمل الصادق النية بإصلاح النفوس وتنقيتها من الشوائب العالقة في بعضها من كير ومنا كير الفتن ومن الدسائس وبعض العادات المنقولة والمعدية التي عمل الغاصبون على محاولة زرعها وتأصيلها في او عند بعض ضعفاء النفوس لكننا بعون الله اليوم نجتثها شجرة خبيثة من فوق الأرض ومن بعض النفوس وما لها في ارض الجنوب ونفوس أبنائه من قرار.
وهنا نقول لإخواننا اصلاحي الجنوب و الذي لا يمكن ان نشك في اهليتهم وانتماءهم الى قضية الجنوب وارض الجنوب ( ما لكم كيف تحكمون ) ان اصلاح الوطن فرض علينا جميع انه ذلك الجنوب التاريخي العظيم الذي انار أبنائه مشارق الارض ومغاربها بنشر رسالة الاسلام السمحة ,وبالتالي نحن الجنوبيون اليوم مهيئين اكثر من أي وقت مضى للانضواء تحت راية إصلاح حقيقة صرفة هدفها الإصلاح بروح الإسلام ورسالته الوسطية السمحة والتي لا يمكن ان تتعارض مع مكارم أخلاق أهل الجنوب المتشربين روح الإسلام دين الفطرة الحق الذي انزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبكماله ختم رسالات السماء وليسره ووضوح شموسه وبيان صراطه المستقيم لا يحتاج لكائن من كان أن يدعي إلى الإسلام في معاقل بلاد المسلمين ,انما المطلوب الارتقاء بسلوكه وتنقية العوالق عوالق النفس والهوى من البدع والأهواء ومن الانقياد الأعمى وراء من سفك دمائنا ونهب ثرواتنا ولو ظهر لنا بقناع مرقع وتدثر بأسمال الصالحين وحتى لا نعيد كرة الحزب الاشتراكي الذي ناضل من أجل ان يصل بأرض الجنوب وأهله إلى هذا الوضع المأساوي الذي نتجرع مرارات تبعيته (و تبعانه) إلى اليوم,فعلينا اليوم العمل الصادق لإصلاح النفوس ومن ثم الارتقاء بها إلى تلك السلوك المحمدية الصادقة النوايا التي حملها اجدادكم وإخوانكم الى اليوم وخيرهم ذلك الرعيل الأول الذين نشروا الدين الحنيف في اكبر الدول الإسلامية على الإطلاق وأكثرها اليوم حضارة ومدنية وارتقاء بشريعة الإسلام عدلا وبعلوم العصر حداثة (خذ اندونيسيا وماليزيا مثالا) وهي اليوم تذهل مستشرقي الغرب وفلاسفته وتؤكد لمن في قلبه ريب ان رسالة محمد رسول الله صالحة لكل زمان ومكان,انها سلوك المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه جاهدوا النفس ونهوها عن الهوى وعرفوا حق اليقين وفتحوا اعظم الدول الإسلامية دون ان يحملوا السيوف البتارة ولا البنادق الهجومية ولم يفجروا انفسهم بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ومن اعظم عجائبهم التي علينا دراستها والإقتداء بها.
إن اولئك الصالحين لم يؤسسوا احزاب اصلاحية ولم يدعوا الى مؤتمرات ليناقشوا العلاقة مع الآخر والأعجب من كل ذلك ان اللغة التي يتشدق بها اليوم كثير من يدعوا بالدعاة وبالإصلاح السياسي ومن يخاطبنا بها من اعلى المنابر وكأننا حديثي عهد برسالة رسول الهدى وهديه صلى الله عليه وسلم ,نعم لم تكن اللغة عائق لنشرهم دين الإسلام الحنيف في بلاد عجمية اللسان كانت سيماهم في وجوههم من اثر السجود وابتسامتهم لا تفارقهم من حبهم وعلاقتهم بخالق الوجود الذي قال جل من قائل :- قوله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) التوبة : 105

واليوم واقع الحال العظيم يشهد لهم بهذا الانجاز المنقطع النضير الذي عملوا لاجلة عمل المؤمن الصادق صاحب اليقين بان الله يراه,فيا ترى هل يستفز ذلك المجد التاريخي المجيد روح كل جنوبي حتى نترفع عن صغائر الأمور ومهلكات النفوس الأمارة بالسوء ونتفق على كلمة سواء تلم تشعثنا وتجبر كسورنا وقبل هذا وذاك نجاهد انفسنا ونصدق النيات بالعمل الصاق والخالص لوجه الله جل جلاله وتقدسه اسماءه ولا إله غيره.
بقلم / صلاح الطفي

http://siyasapress.net/default.asp?p...5#.T9nMHxcth5V