(تحرير الجنوب)-بعد فشل اهل السياسة الثوروية هل سينجح أهل المال والاعمال؟

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن الرحيم
(تحرير الجنوب)-بعد فشل اهل السياسة الثوروية هل سينجح أهل المال والاعمال؟
ماحقيقة النزعة العنصرية في بعض السعوديين تجاه اليمنيين الجنوبيين؟
هاجر على أثر حصول اليمن الجنوبي على الاستقلال في 1967 من بريطانيا العديد من الاقتصاديين ورجال المال والاعمال بداية ثم عقب صدور قانون التأميم هاجر جلهم تقريبا الى الدول المجاورة –اليمن الشمالي والسعودية بشكل خاص والدول الخليجية الاخرى-وكانت المملكة العربية السعودية ابرز واهم محطاتهم التي استقر فيها هؤلاء ساعد على ذلك النظام السياسي الديني المميز فيها الذي اطمئن له هؤلاء كثيرا ..وأصبح لهؤلاء مايمكن ان اشبهه بدولة مالية اقتصادية قوية في السعودية جعلت السعوديين ينقسمون ازاءهم الى فريقين
الفريق العنصري
ولسان هذا الفريق هو ذات لسان المنافقين الذين قالوا ((( يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل))) حيث تجد النزعة العنصرية في هذا الخطاب للسكان الاصليين تجاه السكان المهاجرين فالاعز يقصد بها هؤلاءالمنافقون من اصحاب عبدالله بن ابي السكان الاصليين والاذل يقصدون بها من هاجر اليهم من مكة ...وهذه ثقافة المنافقين دائما بالتمكن والحكم باسم العنصرية بتقسيم المجتمع الى سكان اصليين وسكان غير اصليين لتتاح لهم بهذه الثقافة البقاء في الحكم ..وهؤلاء المنافقون في السعودية يشيعون ثقافة كراهية ضد هؤلاء القادمين من اليمن الجنوبي منذ خمسين عاما وحصل الكثير منهم على الجنسية السعودية بحجة انهم لم يندمجوا في السعودية الاندماج الكامل ثقافيا وانهم لايزالون يحتفظون بهويتهم اليمنية التي يراها هؤلاء مهددة لهويتهم السعودية بل ويتهمهم هؤلاء بقلب هوية بعض أهم المدن السعودية الثقافية الى هوية يمنية يسمونها (حضرمية) حيث يقصدون بها الهوية اليمنية الجنوبية ليميزوا بها عن الهوية اليمنية الشمالية ويتهمونهم ببناء دولة اقتصادية تخدم هويتهم تلك التي باتت اخطبوطا كما يسمونها في كل مدن السعودية حيث تجد اسم(العيسائي وبن شيهون وحرف الباء بكل اطيافه الاخرى للحضارم وبيوتهم التي تبدأ بحرف الباء)....كذلك الحال نجد ان هؤلاء المنافقين في جنوب اليمن يستندون في تمكنهم على الشعب الجنوبي بذات الثقافة بتقسيم اليمنيين الى سكان اصليين جنوبيين وسكان غير اصليين مهاجرين ويقصدون بهم اهل الشمال ويريدون من خلال هذه الثقافة ان يحكموا لانه باب يستعمله المنافقون دائما للوصول الى الحكم , نفس الشيء تجده اليوم في بعض اخواننا الشماليين الذين يريدون العودة الى الحكم باسم العنصرية لليمن الاعلى والدفاع عن الهوية الوطنية الزيدية تجاه الهويات الاخرى التي يرون ان المهاجرين الى صنعاء من غير الزيود قد اخذوها منهم ويجب تحريرها وطردهم منها .....وكعادة المنافقين فانهم يعرضون هذا الامر بصورة مغلفة باسم الوطنية وحب الوطن والهوية الوطنية وصور اخرى كالقومية العربية والقومية القبلية او المذهبية الدينية وهم يريدون فقط الوصول الى الحكم والملك او الاستمرار فيه وممارسة نفاقهم تحت مظلة تلك الثقافات .كذلك قد تجد في الوجه المعاكس لنفاق هؤلاء نفاقا من السكان المهاجرين الى بلد السكان الاصليين وباسم الشعوبية والمساواة والمدنية وهم فقط يريدون الحكم والملك وقد تحدثت عن هؤلاء الشعوبيون في مواضيع سابقة شتى اخرها كان تحت عنوان=شعوبيون وبأسم المدنية يريدون حكم قبائل اليمن=
الفريق الثاني السعودي وهو الفريق المؤمن الذي تأسست السعودية عليه منذ عهد الاب الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي أسس شراكة قوية مع هؤلاء يوثقها الكثير من الباحثين بل ويصفونها من العوامل التي ساهمت في تثبيت حكمه رحمه الله....هذا الفريق يرى ان الهوية للسعودية هي هوية تلك الكلمة التي سجلها المؤسسون في رايتهم-لا اله الا الله-وهي هوية التوحيد ويحمل هذا الفريق لهؤلاء اليمنيين الجنوبيين كل الحب والاحترام بل ويعدونهم كالسراج الذي يضيء المملكة العربية السعودية عملا بوصية الاب عبدالعزيز رحمه الله معهم ومن سار على سياسته من الملوك اللاحقين به رحم الله موتاهم وحفظ تعالى حيهم .
لم يضيع الجنوب منذ الاستقلال الا أهل السياسة الثورية الذين لم ينتبهوا خلال اكثر من عشرين عاما الى ان ارض الجنوب تحتل موقعا يتيح لهم استثمارها عالميا ...فلو نظرت الى خارطة الجزيرة العربية بنظرة مشابهة الى الشوارع للمدن وعرفت ان اهم الشوارع هي الشوارع التي تطل على البحر لانها تتيح لك انشاء مصادر تجارية للبلد اهمها الموانىء لوجدت ان جزيرة العرب يكاد يكون لها ثلاثة شوارع اساسية على البحر –الاول شارع البحر الاحمر من باب المندب الى قناة السويس والثاني شارع البحر العربي من باب المندب الى المهرة وعمان والثالث شارع البحر الخليجي من اخر حد لعمان الى العراق..لوجدت ان الشارعين –شارع البحر الاحمر وشارع البحر الخليجي –قد تم استثمارهما منذ اكثر من خمسين سنة وان الشارع الثالث الذي يطل على البحر العربي في اهم جزء فيه –الجزء اليمني الجنوبي-لم تتم فيه استثمارات حتى اللحظة منذ استقلال الجنوب وسبب ذلك غباء من حكم الجنوب طيلة الفترة السابقة والذي يريد البعض منهم اعادة انتاج ذات العقلية الت حكمت الجنوب بنفس المقدمات ليصلوا الى ذات النتائج ..ان شارع البحر الخليجي اصبح الذي تطل عليه مشاريع هامة بموانىء السعودية وقطر والكويت والامارات اصبح يعاني من الضغط الحاصل عليه ومن التهديد من قبل ايران ومايميز شارع البحر العربي الذي تعد شواطىء اليمن تغطي اهم مساحة فيه الاكثر امانا والافضل من حيث المساحة المفتوحة المحيطة به مقارنة بشارع البحر الاحمر والبحر الخليجي الذي اصبح مزدحما بحركة السفن والناقلات ويجب التخفيف عليهما في الشارع الاساسي والكبير –شارع البحر العربي اليمني-
ان الدول العظمى والتجارة العالمية والشركات العالمية تنظر الى تلك البحار مثل نظرة المواطن في مدينته للشوارع حينما يفكر ان يفتح محلا تجاريا فيبحث عن الشارع المحقق لمواصفات نجاح مشروعه ... لقد جرب اهل السياسة الثورية لاكثر من عشرين عاما تطبيق افكارهم السيادية حينما حكموا الجنوب ونجحوا في تحرير اراضي الجنوب بكل صدق من التبعية الاستعمارية ولكنهم لم يتمنكوا من تحرير الجنوبيين من الحاجة للاخرين في طعامهم وشرابهم وصناعاتهم بل ظلينا مستوردين واغلب الجنوبيين يذهبون بابناءهم الى دول الخليج لاجل لقمة العيش الذي برهت الايام انه وبسببها يمكن ان تكون مذلولا للاخرين المهيمنين على مصادرها واليوم باتت الحاجة ماسة لاتاحة الفرصة لرجال المال والاعمال الجنوبيين ليحرروا شعب الجنوب من الهيمنة الحقيقية للاخرين في مصدر رزقه فيجد الجنوبي ان شاء الله فرص العمل المحترمة لمكانته في بلده دون الحاجة الى الهجره
أن اهل المال والاعمال لايحبون كثيرا مايحبه اهل السياسة الثورية باعتلاء المنابر والقاء الخطب الثورية السياسية وبالتالي السيطرة والهمنية والحكم من خلال هذه الثقافة ولكنهم وبحسب تاريخهم يميلون الى العمل والسيطرة من خلال النجاح والمنافسة تلك التي قد تكون منافسة شريفة او حقيرة وضيعة بحسب أيمان كل شخص بمبادئه الدينية واحترامه لنفسه ومن حوله ....وهذه ينظمها القانون والنظام والقضاء المستقل الذي يحاسب ويعاقب الخارج عن اطار المنافسة الشريفة